( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )

آحمد صبحي منصور Ýí 2017-03-26


مقدمة :

جاءنى هذا السؤال : ( اود الاستفسار عن المحرم لغيره كما عند الفقهاء ويستدلون بقوله تعالى (ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) ؟!!!!! فمثلا رجل يريد بيع ادوية اكتئاب وقلق لا يملك الا هذه الطريقة لكسب الرزق يقولون حرام لان اغلب الذين يستخدمونها شباب وهي تؤدي بهم الى الادمان فتسبب لهم مشاكل فاكون بذلك اعنتهم على الاثم والعدوان ؟ ارجو التوضيح بارك الله فيك؟؟) .

وأقول :

أولا " من حيث التجارة .

البيع والشراء حلال فيما عدا المأمور بإجتنابه أى عدم الاقتراب منه مثل الخمر . فلا يصح بيعها ولا شراؤها ولا التجارة فيها ولا الاقتراب منها . ومثلها القمار ( الميسر ) ولا يجوز الاقتراب من القبور التى يقدسها المشركون ولا الأصنام والأوثان ، وما يحدث حولها من موالد وإحتفالات . لا فارق هنا بين الرجس المنسوب قبرا للنبى محمد أو لعلى او الحسين أو فاطمة أو زينب ..الخ . العادة أن تقام حولها الاحتفالات الموالد وتروج التجارة والبيع . كل هذا حرام ، كما أنه حرام الأكل من أطعمة تلك الموالد وذبائحها ، بل الاقتراب منها حرام . والعادة أن معظم المحمديين يأكلون مما أُهلّ به لغير الله وما ذُبح على النُّصُب بينما يتطرفون فى تحريم لحم الخنزير وكل ما يختص به .

2 ـ قوله جل وعلا : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )  أساس فى التعامل الأخلاقى والاجتماعى فى مجتمع المسلمين ، ولكن قلما يعمل به المحمديون ، إذ هم يتعاونون على الاثم والعدوان . والدليل هو ما يحدث الآن . أنفقوا حتى الآن تريليونات ــ بلا مبالغة ــ فى الحروب وفى الصّدّ عن سبيل الله فى الاعلام وفى إقامة مساجد الضرار وفى التبرع للكهنوت وفى اللهو واللعب ، يتعاونون على هذا الإثم والعدوان ، ينقسمون أحزابا ، يتحالف هذا مع ذاك ، وذاك ضد هذا ، وقد تتغير التحالفات ، وهم فى ذلك مستمرون ، بينما يبلغ الضحايا منهم ملايين من اللاجئين والفقراء والمحطمين ، ولا يتعاون المحمديون على إنقاذهم بل يتعاونون على الاستمرار فى حروبهم وفى إضافة آلاف من الضحايا يوميا . بل قد يأتى التعاون فى البر والتقوى من جمعيات الإغاثة من الصليب الأحمر والكنائس الغربية ، بل حتى من الدول الغربية التى تستضيف اللاجئين مع ما فى هذا من خطور محققة على أمنها . بينما ترفض دول الخليج إستضافتهم وهى التى تنفق البلايين على حروب تدمير فى سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال ..

3 ـ وفى توضيح أكثر للتناقض بين الآية الكريمة وحال المحمديين نتعرف على ملامح المجتمع المسلم من خلال قول رب العزة جل وعلا :  ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة ):  

ثانيا : المجتمع المسلم من خلال قول رب العزة جل وعلا : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة )

1 ـ جاء الاسلوب بالقصر والحصر . لم يقل جل وعلا فقط :( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) لم يأمر بالتعاون على البر والتقوى فقط ، بل أكّد هذا بالنهى فقال : ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) ثم ختم الآية بالأمر بالتقوى ( وَاتَّقُوا اللَّهَ ) والترهيب من إنتقام رب العزة : ( إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة ).

 اسلوب الحصر والقصر باستعمال الأمر والنهى معا جاء أيضا فى قوله جل وعلا : (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ) (3) الاعراف  ) لم يكتف رب العزة بالأمر ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) بل أتبعه بالنهى : (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ). ومع ذلك فإن المحمديين لم يتبعوا القرآن الكريم الذى كان يتبعه خاتم النبيين ، بل إتبعوا أولياء لهم من شياطين الانس والجن يخترعون أحاديث شيطانية يزعمونها وحيا إلاهيا ، لا فارق بين البخارى والكافى والغزالى .

وختم الآية الكريمة بالتقوى :( وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2 ) المائدة ) هو من ملامح التشريع القرآنى ، إذ تأتى أوامر التشريع وفى نهايتها المقصد التشريعى وهو التقوى ، كقوله جل وعلا : (فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة  ) (وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) البقرة ).

كل هذا تأكيد على التعاون على البر والتقوى فقط ، وعدم التعاون على الإثم والعدوان مطلقا .  

2 ـ  مصطلح ( التعاون) جاء فى هذه الاية الكريمة فقط ، ولكن معنى قريب منه وهو ( التواصى ) تكرر فى القرآن الكريم ، يقول جل وعلا عن صفات المؤمنين المفلحين يوم القيامة : (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) البلد  )(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)العصر). ليس هنا أمر بالتواصى بالصبر والمرحمة أو التواصى بالصبر وبالحق، بل هى صفات لأصحاب الجنة . والصلة واضحة هنا بين الأمر بالتعاون على البر والتقوى والتواصى بالصبر والحق والتراحم فى أن الجنة لا يدخلها إلا المتقون (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63) مريم  ) ، وبالتالى فكل هذه صفات للفائزين بالجنة .

3 ـ التواصى يكون أمرا قوليا بالمعروف ونهيا عن المنكر  ، لا تنفرد به طائفة معينة بل كل المجتمع يتفاعل بعضه مع بعضه تواصيا بالأمر بالمعروف ونهيا عن المنكر.

والتعاون ليس مجرد قول بل هو فعل وحركة يتحقق بها التواصى ليكون حركة للمجتمع فى السعى للخير وفى إصلاح نفسه بنفسه بحيث تكون القيم العليا هى العُملة السائدة فى التعامل بين أفراد المجتمع فى محيط الأسرة والعمل والشارع والمدرسة والسوق .

 التلازم بين البر والتقوى

1 ـ  جاء هذا التلازم بينهما بإيجاز فى قوله جل وعلا : ( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى ) (189) البقرة)، فالأبرار هم المتقون .

2 ـ وجاء شرح هذا التلازم فى قول رب العزة جل وعلا : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة )، فليس البر مجرد حركات فى الصلاة والعبادة ولكنه إيمان خالص بالله جل وعلا وباليوم الآخر بحيث ينعكس هذا الايمان على السلوك بتقديم المال صدقات وإقامة للصلاة حشوعا وتقوى وتزكية للنفس ووفاءا بالعهد وصبرا عند المصائب وعند الشدائد . بهذا يكون الصدق فى البر والصدق فى التقوى .   

التلازم بين البر والرحمة

1 ـ ( البر ) بكسر الباء يعنى عمل الخير . ( البر ) بفتح الباء إسم من الأسماء الحسنى لله جل وعلا.  سيقول أهل الجنة : (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) الطور ). هنا تلازم بين إسمى البر والرحيم .

2 ـ وإسم الله البر سيتجلى رحمة بالأبرار يوم القيامة ، حيث من البداية ستشع وجوههم نورا  ، يقول جل وعلا : (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) آل عمران )، أى سيكونون فى رحمة الله جل وعلا ، أى فى جنته . يقول جل وعلا عن الابرار فى الجنة :  (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) الانفطار ) (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) المطففين ).

 التلازم بين الاثم والعدوان

 1 ـ فى إيجاز للتشريع الاسلامى فى التنزيل المكى قال جل وعلا : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) الاعراف ). المحرمات هنا هى الفواحش والإثم والاعتداء أى البغى ، والشرك والتقول على الله جل وعلا بأحاديث كاذبة . وواضح أن المحمديين واقعون فيها كلها ــ وبجدارة .!!

2 ـ ومثلهم كان الآثمون المعتدون من أهل الكتاب ، قال جل وعلا عنهم لخاتم النبيين عليهم السلام  : (وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) المائدة ). وقال جل وعلا لهم فى خطاب مباشر ـ وكانوا يتقاتلون فيما بينهم كما يحدث من المحمديين الآن : (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ َتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) البقرة )

3 ـ وعلى سنتهم كان المنافقون الذين جبنوا عن ممارسة الإثم والعدوان جهارا ، فكانوا يتناجون به سرا ، فقال جل وعلا عنهم لخاتم النبيين عليهم السلام :(أَلَمْ تَرَ  إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنْ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8). بعدها أمر الله جل وعلا المؤمنين أن يتناجوا بالبر والتقوى وليس بالإثم والعدوان : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) المجادلة ).

أخيرا

من اسف أن المحمديين بسبب أديانهم الأرضية خسروا الدنيا وسيخسرون الآخرة أيضا .

أحسن الحديث :

يقول جل وعلا : (وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45) وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (46) اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47) الشورى  )

 ودائما : صدق الله العظيم .!!

اجمالي القراءات 34744

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٢٦ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85480]

القاتل المُستتر والقتل البطىء مع سبق الإصرار والترصد .


إحترامى الشديد والكبير لأستاذى ووالدى الحبيب العزيز الدكتور -منصور - الذى نتعلم منه كل يوم ،ونسأل الله  أن يبارك له فى صحته وعُمره وعلمه ...لقد إستفدت من المقال إستفادة عظيمة ، وتعقيبى  على التجارة الغير مشروعة  فى السموم و الجواهر المُخدرة  ،والأدوية المؤثرة على الصحة النفسية والعصبية ونتائجها وإرتباطها بسؤال السائل الكريم ..



وكلامى غير موجه للسائل ،ولكن بشكل عام .



فسريعا ودون الدخول فى تفاصيل تأثير الإستخدام الخاطىء للسموم ،والجواهر المُخدرة وأدوية الصحة النفسية والعصبية على جسم الإنسان . .ومن طبيعة تخصصى . اقول . ان التعامل مع الدواء بيعا وشراء له ضوابط تتساوى فى دقتها و شدتها  مع خطورة ،ودرجة سُمية المواد الكيماوية الفعالة الموجودة فى كل دواء ، ومع قيمة (الحق فى الحياة للأشخاص ) ، وان الصيدلى هو الوحيد المخول له من خلال دراسته العلمية التعامل بيعا وشراءا  مع الدواء عموما ومع تلك النوعية من الأدوية والسموم خصوصا . وأن إتحادات ونقابات الصيادلة فى كل دول العالم  ومنها مصر وضعت دساتير للتعامل مع الأدوية  تسمى  (دساتير الأدوية ) وشرعت قوانين ،وجداول  لتنظيم ،وترتيب التعامل مع الأدوية على حسب درجة سُميتها وخطورتها على صحة الإنسان  . وعلى رأسها الجدول الأول  فى التعامل  مع الجواهر المخدرة مثل المورفينات ،والترامادول ومشتقاتهما  ،وبعض الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية والعصبية ،وجعلت صرفها بتذاكر طبية منفصلة وبضوابط صارمة ،والزمت  الصيدلى أن يحتفظ بها فى صيدليته لسنوات  تتراوح  ما بين (2- إلى 10 سنوات فى بعض الدول ومنها مصر  ) .وأن الخلل في التعامل فيها يُعتبر جناية تجارة مخدرات من الدرجة الأولى . وكل هذا لحماية المريض ،وحفظ حقه فى الحياة من كوارث  التعامل الخاطىء والغير مسئول  فى السموم أو الأدوية المُخدرة وادوية الصحة النفسية والعصبية من الطبيب والصيدلى على حد سواء .مع ان  هذا التعامل يكون بُجرعات محسوبة سلفا ،ولمدة زمنية  معروفة ، وبطريقة علمية غاية فى الدقة وبحذر شديد فى زيادة الجرعة أو فى طريقة إيقاف الدواء وسحبه من جسم المريض  ، وتحت رعاية ومُتابعة طبية شبه مُشتركة من ( الطبيب والصيدلى معا ). فما بالنا بالدخلاء الطفيليون تجار الموت ،وأعداء الحياة ممن دخلوا على مهنة الصيدلة فى البلاد الفاسدة سواء بإستغلال اسماء صيادلة أو زواجهم من صيدلانيات وفتحوا  صيدليات بإسمهن ليستغلوها فى تجارة الموت  ، ولم يتعلموا حرفا واحدا عن الطب ،ولا الصيدلة ، ولا السموم ولا الأدوية ،ولا يخشون الله ولا يتقونه ولا يخافونه ، ولا يهمهم سوى جمع الأموال ،والثراء السريع على حساب صحة المرضى ، او المُحبطين ، وتحويلهم إلى اشلاء مدمنين اسرى لتجارتهم الآثمة  ،ثم فى النهاية موتهم ،أو لنقل قتلهم بطريقة بطريقة بطيئة  يوميا وهم (اى الدُخلاء الأقذار)يعلمون تمام العلم انهم يُعطونهم جُرعات الموت المُحقق لا محالة. فهؤلاء مثلهم كمثل من يقتل مريضا بمُضاعفة جرعات الدواء له  ليتخلص منه من أجل ميراث ،او إنتقاما منه ،اوعشيق ،او ما شابه .



فهذا توصيفه الصحيح هو (قتل بطىء مع سبق الإصرار والترصد ) . فالقاتل  سواء كان ( صيدلانيا  عديم الضمير ،او تاجرا يتاجر فى المواد المخدرة وما شابهها ،او ممرضة معدومة الضمير  فى اقسام الأمراض النفسية والعصبية) يعلم تمام العلم انه يقتل ضحيته ،ولكن ببطىء ، بل ويعلم ان ضحيته قد يموت فى اى لحظة لتوقف جهازه التنفسى  من جرعة زائدة نتيجة للتعود ه وإدمانه ولحاجة  الجسم لمزيد من تركيز الدواء  المخدر  فى دمه .



2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٢٦ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85481]

2-


 



ومن هُنا فليس هُناك أى مُبررمهما كان  للتجارة غير المشروعة ،أو غير المُتمشية والمُنفذة  لما نظمته دساتير الأدوية للمختصين من الصيادلة فى التعامل مع ا لسموم والجواهر  الجواهر المخدرة وادوية الحالة النفسية والعصبية ،وبجرعات وبمدد زمنية مُحددة تحت إشراف طبى كامل ، وما عدا ذلك فهو إعتداء صارخ على (الحق فى الحياة ) ، ويُعتبر مرتكبه قاتلا مع سبق الإصرار والترصد ، وأمواله من التجارة فيها هى (اكل لأموال الناس بالباطل ) ، وحرام 100% . ولينظر ذلك القاتل المُستتر  كم من الجرائم ارتكبها ضحاياه من سرقة وخطف وقتل من أجل أن يحصلوا له على ثمن  تجارته الآثمة الملعونة.فليتق الله وليعلم أنه لوإستطاع أن يخدع العالم كُله بأنها تجارة مثل أى تجارة فلن يخدع المولى عزّوجل .فهى تجارة فى الموت فليبحث له عن تجارة اخرى  فيما ينفع الناس ، ويرضى بها ربه ، ويرتاح لها ضميره .



وأخيرا أوجه له سؤال .... ماذا لو دخل عليك إبنك الشاب الجميل الذى ترجوه من الدُنيا  فى صيدليتك .وقال لك من فضلك ( الحقنى عايز شريط ترامادول بسرعه ، وخد اللى انت عايزه  ،بسرعه يا بابا مش قادر استحمل ، واترمى فى الأرض ) ؟؟؟؟؟؟؟



هل ستبيعه الترامادول مثل اى زبون عندك ، ام ستتمنى أن تبيع كل ممتلكاتك من اجل أن تُعالجه وتحميه من خطر السموم التى يتعاطاها ؟؟؟



اتق الله (ايهاالقاتل المُستتر عن الناس المفضوح امام رب الناس )  فى حياة ابناء الناس كما تخاف على حياة إبنك .



 



 == أكرر أن كلامى كان عاما وموجها  لكل من لا يخاف الله و يتاجربطريقة غير علمية و مهنية ،ومُنضبطه ومُلتزمة ، وطبقا للدساتير والقوانين الدولية  للأدوية المنظمة للتجارة فى السموم والجواهر المُخدرة ،و المؤثرة على الصحة النفسية والعصبية .



3   تعليق بواسطة   الشيخ احمد درامى     في   الإثنين ٢٧ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85485]



بارك الله فيك يا أستاذ أحمد.  تماديت في تحليلك الرائع حتى أنساك الإجابة عن سؤال السائل. لكن ابنك البار كمل ما قصرت فيه بمهارة وبراعة. وذلك هو المطلوب والمنتظر من ابن. والفضل يرجع إليك، لأنك أنت الذي أعددته، بفضل الله، حتى تمكن من سد الفراغ ورانك.



وبارك الله فيكما.



لقد ازددت فهما لَما فسرت "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ب " التواصي بالحق، والتواصي بالصبر والتواصي بالمرحمة"رائع! رائع جدا‼



فيكون الأمر بالمعروف= التواصي بالصبر التواصي بالمرحمة.



والنهي عن المنكر= التواصي بالحق. تماما كما ننصر أخانا الظالم (بعد نصرة الأخ المظلوم)، فننهاه عن المنكر(الظلم) بالتواصي معه بالحق. وهو العدل.



عظيم !… بارك الله فيك يا أستاذي الحبيب. جراك الله جل وعلا عن القرآن والمسلمين خير الجزاء، وزادك من فضله حتى ترضى. 



إنه لا يضيع أجر من أحسن عملا. جعلنا الله منهم وتقبل منا جهادنا.



4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٢٧ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85489]

اكرمكما الله جل وعلا شيخ درامى ود عثمان


حسب علمى لم يصل مجتمع الى التطبيق الكامل للآية الكريمة عن التعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الاثم والعدوان . مجتمع المدينة فى عصر النبوة كان فيه منافقون يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف . فهل يعنى هذا أن تطبيق هذا التعاون على البر والتقوى مستحيل ؟ لا اقول هذا ، ولكن الأمر والنهى ـ فى حد ذاتهما فيما الدليل على أهمية المحاولة للوصول الى أكبر نسبة من النجاح فى تحقيق الخير . وهذا يؤكد الأهمية على التعاون جميعا فى هذا الشأن . ربما تصل البشرية الى مرحلة متقدمة فى الرقى الأخلاقى بتطبيق هذا التشريع القرآنى ، حيث يتسابق الأفراد ويتنافسون فى عمل الخيرات . والتنافس فى عمل الخيرات فريضة قرآنية أيضا .

طبعا المحمديون لا شأن لهم بهذا الموضوع ، فهم فى ضلالهم يعمهون . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,347,257
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,622
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي