تعليق: كتابك : البحث في مصادر التاريخ الديني دراسة عملية من أروع الكتب . | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: عن أَهْلَ الذِّكْرِ، وما تشابه منه > > { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8)[50] | تعليق: نعم ، ويا ما فعل بتلك القلوب ذلك العجل. | تعليق: شكرا لكم أستاذي يحي فوزي على التعليق. | تعليق: إن كتاب القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يؤمن به إلا المؤمنون المخلصون العبادة لله تعالى وحده، | تعليق: تعليق ( الجزء الثاني) | تعليق: تعليق (01) | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | خبر: الجفاف ونقص الغذاء يدفعان أكثر من 100 ألف أسرة للنزوح في أرض الصومال | خبر: الانبعاثات السامة في العراق: سحب الكبريت تهدد أجواء بغداد مجدداً | خبر: عائلات سجناء فلسطين تناشد السيسي الإفراج عن أبنائها المحتجزين منذ أكتوبر 2023 | خبر: كندا تعلن رسميا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر | خبر: الحكومة المصرية تزاحم القطاع الخاص طمعاً في الأرباح.. “كاري أون” مشروع ضخم لوزارة التموين للمنافسة ع | خبر: زلزال وثوران بركان شرق روسيا، وموجات تسونامي تضرب سواحل الدول المطلة على المحيط الهادئ | خبر: الاعتقالات تطاول محتجين على توسعة ميناء العريش المصري | خبر: ليبيا.. غرق قارب في المتوسط يودي بحياة مهاجرين مصريين وعشرات المفقودين قبالة سواحل طبرق | خبر: رسوم ترامب تكلف الأميركيين أكثر.. 6 قطاعات تحت الضغط | خبر: بريطانيا ستعترف رسميا بدولة فلسطين في سبتمبر ما لم تتخذ إسرائيل خطوات حاسمة لوقف التصعيد | خبر: خطة أممية جديدة تدفع آلاف اللاجئين السوريين للعودة من لبنان | خبر: الملك محمد السادس يدعو الجزائر إلى الحوار ويؤكد تمسكه بحل توافقي للصحراء الغربية | خبر: حين ينكسر القلب حزنًا على فَقْدان الأحبة.. قد يتوقّف حرفيًا | خبر: انتشار البرباشة في شوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد | خبر: الجوع على مائدة النقاش بقمة الأمم المتحدة للغذاء بأديس أبابا |
الجزيرتان الحائرتان:
مصر .. حربُ المحاكم!

محمد عبد المجيد Ýí 2017-01-01


 
كل القوانين تتراوح بين القبول والرفض، وكل الأحكام لا تخرج عن الاحترام أو الاستخفاف، لكن في مصر اكتشف القصرُ حالة ثالثة تجعل السلطة التشريعية بين إصبعين من أصابعه ملتصقيــّـن بالحيرة الشعبية العارمة، ينفرجان برضا السلطة التنفيذية، ويتجمدان بغضبها.
مرَّ ردْحٌ من الوقت كانت إحالة أي أوراق أو قضية إلى لجنة تعني الموت البطيء لها، فاللجنة تُخفي القضية في أدراج أو ملفات شبة ميتة، وإذا أرادت أن تستعيدها قامت بإرجاء النظر فيها.
 
في السنوات القليلة الماضية بدأ اللجوء إلى حيلة خبيثة وفعّالة تجعل الشعب تدور عيونه في محجريهم باحثة عن أول الخيط فلا تعثر إلا على نهايته، فإذا أمسكتْ به وجدت نفسها في بدايته.
تنظر محكمة في قضية، ثم تقوم بتأجيلها مثنى ورُباع وسُباع، ويطلب المحامي التأجيلَ، ويشترك في الطلب صمت كل الأطراف.
تأتي القضية هاربة إلى مجلس الدولة أو مجلس القضاء الإداري، ويبدأ كل طرف بتقديم حججه ومستنداته.
فجأة تُخرج لك القضية لسانــَــها من محكمة أمن الدولة التي يصدر الحُكمَ فيها ثلاثة من المستشارين وهي تختص بالقضايا التي تمس أمن الدولة الخارجي والداخلي، وهي كلمة هلامية عائمة تستطيع أن تلجأ إليها حتى لو أهانت راقصة ضابطَ أمن في المطار أو تظاهر حفنة من الشباب المتسكع بعد خروجهم من السينما.
تحيل الدولة قضية إلى المحكمة الدستورية للفصل فيها وتفسير القوانين وأحكامها نهائية ويصدرها سبعة من المستشارين.
ولكن هناك محكمة الجنايات والحقيقة أن كل جريمة جناية حتى لو كانت جنحة، فتفسير الدولة هو الأعلىَ، والاعتداء على قطعة أرض قد يكون جريمة أو يمكن تفسيرها بأنه خلاف بين جهتين متخاصمتين على أرض غير منتفع بها.
 
وهنا وقعت قضية الجزيرتين حائرة بين قضاء إداري يستمع إلى تفاصيل مرعبة عن مستندات مصرية الجزيرتين، والشعب يقف فاغرًا فاه، فرئيس الدولة يقول بأنه يعرف أكثر من الشعب أن الجزيرتين لا علاقة لهما بمصر. ويختصم الرئيسُ، ويحتج، ويغضب، فالمصريون يريدون أرضهم وهو صاحب السلطة الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء.
 
وتقترب همسات الشياطين من أذن الرئيس، وتطلب منه تغيير بعض قضاة مجلس الدولة، وإزاحة أكثرهم تمسكــًـا بالحق المصري، ثم إحالة الأمر برمته إلى مجلس النواب، وهو مجلس يترأسه واحد من أكثر المصريين جهلا في الثقافة والفكر والإدارة والمعرفة والعلم، لكنه رجل القصر تحت قبة البرلمان.
رأس المصري تدور حول نفسها، والجدال حوار فيسبوكي لا تعرف فيه الفارق بين التواصل الاجتماعي و.. بين قوانين الدولة ودستورها.
الشعب يراقب، وجهاز الإعلام منحاز لمن يُسمن جيبــَـه، وعينا سيد القصر تحمـّـران فيتحول أكثر الإعلاميين إلى سوق النخاسة فيبيعون القلم والأهل واللسان.
 
الرئيس يضع في جمجمته أختام( سري للغاية)، ولا يملك الشجاعة أو الجرأة أو المعلومة ليقف أمام شعبه ويشرح رؤيته فقدراته العقلية لا تخرج عن ( نحن لا نأكل حق الغير) في إشارة إلى الجزيرتين.
صراع المحاكم مأساة وطن، والسلطة تعرف أن حيرة الشعب في صالحها لأنها تفتح الباب للمبررين، والمعلومات كلما تناقضت مع بعضها خسر العدلُ عدلـــَـه.
الجنون ليس فقط فنونـًـا، لكنه ساحة معركة بين الشعب وبين الحاكم الخادم الذي تم تفويضه فغدر بالأمانة.
سيقولون بأنه إلهام رئاسي لزعيم عسكري جنــَّـب الأمة مصير سوريا والعراق وليبيا واليمن، وهي بلاهة في التحليل السياسي ففي العالم الثالث لو حكمَ ديكٌ بلدًا لأصبح عـُـرْفه عُرْفــًــا، وصياحــُـه خطبةً عصماء، وريشه يونيفورما مارشاليا أوعمامة لخليفة يحلم بالامبراطورية في الدنيا و..  بالحور العين في الآخرة.
 
حرب المحاكم في مصر أشعلها الرئيس فبكت الجزيرتان، وصَمـــَـتَ الشعب، وتقدم بعض فرسان المحامين للدفاع عن الأرض، وكل الاحتمالات واردة، وإذا انضم التيار الديني للشعب فإن الجزيرتين ستنهيان أي صلة بالأرض المصرية.
الرئيس السيسي في جانب والشعب المصري في الجانب الآخر، لكن مع من يقف الحقُّ في النهاية؟
 
ماذا لو أعلنت السعودية أن الرئيس المصري حصل على حقه أو ثمن الجزيرتين، وتقدمت بمستندات دامغة تدين الرئيس السيسي؟
ويظل المــَــخْرَجُ في حرب المحاكم فلا تعرف فيها البائع من المشتري، والأرضَ من العـــِـرْض، والحدودَ من السدود!
حرب المحاكم ليست نظيفة رغم أن القاعات كلها تزعم حفاظــَـها علىَ العدل، والنبلاء يخسرون أيَّ قضية يرفعها صرصور في محكمة الضفادع.
 
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في الأول من يناير 2017
 
 
اجمالي القراءات 7860

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,695,504
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway