محمد خليفة Ýí 2015-05-25
القرآن .. روح الكون
مقدمة :
يقول الحق في كتابه الكريم
017085 { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا (85) } الإسراء
والأداة " مِنْ " التي ظهرت كسادس كلمة في الآية، قد تكون" مِنْ " القـَصـْرية والتي تقصر تعريف هذا الأمر على الرب، أو تكون " مِنْ " التبعيضية، والتي تعني أن الروح [1] هي بعض من أوامر الرب.
والأخذ بالمعنى الأول يخرج الموضوع من دائرة البحث، لكن الأخذ بالمعني الثاني يجعلنا نستطيع أن نضع تعريفا أو تصورا عنالروح ..وأنها هي عبارة عن مجموعة أوامر التشغيل الربانية والتي خلقها الله في الكائن لتدير له حياته، ولا يستطيع كائن من كان أن يغير فيها أو منها، فهذا منوط فقط بخالق الأكوان فهو وحده القادر على ذلك إن شاء أمرض، وإن شاء أشفى، وإن شاء أوقف برامج التشغيل فتنقضي بذلك حياة الكائن، والروح بذلك ليست كيانا يمنح للجنين في بطن أمه ليهب له الحياة، كما أنها ليست كيانا يستلب عند الوفاة.
فمن المشاهد أن الإنسان منذ أن يُخـَلَّقْ في رحم أمه فإنه تحكمه قوانين وأوامر ربانية لا دخل له أو لأُمه فيها، ويستمر عمل هذه القوانين حتى بعد أن يولد وإلى أن يتوفاه ملك الموت، هذه القوانين لا إرادة للمخلوق فيها ولا يستطيع أن يتحكم فيها أو يغيرها أو يعدل منها ( أساليب عمل أجهزة الجسم البشري من نمو وبلوغ وهضم وتكاثر إلخ...) فلا يستطيع كائن بشري بإرادته مثلا أن يوقف قلبه عن النبض، أو تتوقف رئتيه عن استنشاق الهواء وإلا كان فيه هلاكه، هذه الأوامر أشار إليها الحق بأنها الروح ( قوانين وأوامر تشغيل الجسم الثابتة غير المتحكم فيها والتي لا تخضع لإرادة المخلوق وتخضع فقط لإرادة الخالق).
لكنه وبمجرد أن يولد، فإنه وبالتوازي مع قوانين العمل الربانية (الروح)، فإنه تتواجد معها قوانين أخرى ذات طبيعة مختلفة، فهي تتنامى مع المخلوق في خبرات مكتسبة من البيئة المحيطة، ثم من التعلم والاحتكاك بالمجتمع تزداد هذه الخبرات، ومنها تتحدد هوية الإنسان المعرفية والعقائدية، وهي تخضع تماما لإرادته ورغباته، وهي مناط التساؤل والحساب يوم القيامة، وقد أطلق عليها الحق لقب ( النفس )، وأشار جل في علاه أن الله يتوفى الأنفس حين موتها، وكذلك أضفى عليها صفات ثلاث
( النفس اللوامة، النفس الأمارة بالسوء، ثم أخيرا النفس المطمئنة).
الشاهد أنه ليس الإنسان وحده هو من تسري عليه هذه القواعد، وإنما يعمم ذلك في الكائنات الأخرى من الحيويات المتحركة
( الحيوانات، الطيور، الزواحف، الحشرات )، وكذلك الحيويات الثابتة ( الأشجار، ونجوم الزروع، والنباتات عموما )، ثم يأتي من بعدها الجمادات من جبال وصخور وبحار وأنهار مما يشكل تركيب كوكب الأرض والكواكب والنجوم التي تزين السماء الدنيا، فقد أشار الحق إلى أنه ما من شئ إلا ويسبح لكنا لا نفقه تسبيحها.
وقد سمَّى الحق الموجود (الملموس أو المشاهد ) من الأشياء بأنه المُلـْك
[ وردت لفظة المُلـْك (42) مرة في القرآن ]، كذلك أشار إلى لفظة أخري شديدة القرب من اللفظة السابقة ألا وهي لفظة الملكوت، وقد أوردها في أربع آيات فقط هي وعلى الترتيب{ الأنعام (75) } & { الأعراف (185) } & { المؤمنون (88) } & { يس (83) }ومنها نتبين أن الملكوت هو عبارة عن كيفية إدارة المُلـْك بقوانين المشيئة والإرادة الإلهية.
إذاً.. فهذه الكيانات جميعا، تعمل تحت مظلة من مشيئة الله وإرادته، وطبقا لقوانين صارمة، وضعها الحق لتناسب مرحلة التردد في الحياة الدنيا، حيث أشار الحق إلى وجود موتتين وإيحاءين { غافر (11) }أي أن هناك أربع مراحل سوف يمر بها الكائن، وكل مرحلة لها قوانينها، وكل ذلك مسجل في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون { الواقعة آية (77) }،وقد أشار الحق أنه قرآن كريم.
عرض الموضوع :
بالنظرة المدققة في موضوع الحاسبات الإلكترونية Computers، فإننا يجب أن نشير إلى أن التقسيم النوعي للتعامل مع الحاسبات الإلكترونية ينقسم إلى طبيعتين
أولهما :
التعامل مع أجهزة الحاسب ودوائرها الإلكترونية، وهو ما يسمى Hard ware
فالشاهد أنه لتحويل هذه الأجهزة الصماء من مجرد شاشات للعرض المرئي " تلفزيون " إلى جهاز حاسب يجري تحميله ببرامج خاصة، هي ما تسمى برامج أوامر التشغيل Operating Systems
مما يحيله إلى جهاز يمكن له أن يدير عمليات استقبال برامج التطبيقات، وتنفيذ أوامرها ثم إخراج النتائج على أي من الصورتين المرئية على الشاشة، أو المطبوعة في صورة تقارير مطبوعة.
وهي برامج ثابتة، ولا يمكن للمستفيد الاقتراب منها أو التعديل فيها، وإلا قوبل بما لا تحمد عقباه فمن الجائز أن يعرض جهازه لدمار عمليات التشغيل وفقده للجهاز، فإنه لا يقوم بتحميل برامج أوامر التشغيل أو تعديلها إلا اخصائيون من نوع خاص، أو مؤسسات كبيرة أقيمت لهذه الأغراض، ويصير عملية تخزين أوامر التشغيل الثابتة في مساحة خاصة من ذاكرة الحاسب تسمى أماكن تخزين الأوامر القابلة للقراءة فقط وتنفيذها حرفيا،Read Only Memory (ROM)
بما يعني أنه لا يمكن تعديلها.
ثانيها :
التعامل مع برامج التطبيقات Soft Ware Applications
وهي تلك البرامج التي يمكن للمستفيد أن يقوم ببنائها بنفسه، أو بتحميلها جاهزة للتشغيل الفوري، واستقبال النتائج، ومن الممكن للمستفيد تعديلها بنفسه أو الإضافة إليها وكذا الحذف منها، أي أنها قابلة للزيادة والنقص، ويصير تخزين البرامج والتطبيقات المتزايدة والقابلة للإضافة والزيادة والتعديل في مساحة أخرى مخصصة لها من ذاكرة الحاسب فيما يسمى
الذاكرة ذات الانتقاء والترتيب العشوائي[2] RAM)) Random Access Memory
وهكذا وبإسقاط هذه النظرة على الكائن الحي نجد أن هناك ثمة برامج تنظم له عملياته الحيوية من مأكل ومشرب وتنفس وهضم وإخراج وتكاثر وغيرها، وهي خارج نطاق إرادة الكائن، فلا يستطيع مثلا أن يوقف قلبه أو تنفسه، وهي بذلك تحاكي النوع الأول وهي - في رأي - تمثل الروح[3].
أما ثانيهما فتبرز فيها أهمية المعتقدات وكذلك الخبرات مكتسبة من البيئة المحيطة، وكذلك الثقافات والتجارب وهي يمكن زيادتها وتطويرها، وبذلك يمكن أن تكون هي النفس[4] وهي مناط التكليف والحساب.
وبذلك تكون الروح وكما بيـَّنا هي مجموعة أوامر التشغيل الربانية والتي خلقها الله في الكائن لتدير له حياته، ولا يستطيع كائن من كان أن يغير فيها أو منها، فهذا منوط فقط بخالق الأكوان فهو وحده القادر على ذلك إن شاء أمرض، وإن شاء أشفى، وإن شاء أوقف برامج التشغيل فتنقضي بذلك حياة الكائن.
فرضية البحث :
أشار الحق إلى أن الروح في أحد معانيها هو القرآن مصداقا لقوله تعالى،
042052 { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) } الشورى
كما أورد الحق في كتابه الكريم
055002 {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) } الرحمن
وظهر من الآية الثانية "عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) " أن الحق عَلَّمَ الكون الْقُرْآَنَ ثم بعدها " خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3)" ثم " عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) "
وهذا يعني أن أوامر تشغيل الكون وقوانينه الحاكمة متضمنة بطريقة ما.. داخل دفتي المصحف، وأنه يتوجب علينا التدبر العميق لاستخراج واستنتاج هذه القوانين الحاكمة، وعلى نفس الصياغة الرياضية التي وضعها علماء البشر.
والقرآن بذلك هو برامج وأوامر تشغيل الكون أو بالأحرى هو روح الكون،وكذلك برامج وأساليب هداية النفوس، فقد جمع القرآن بين نوعي برامج وأوامر التشغيل الثابتة والمتغيرة، وبذلك تكون القراءة المتدبرة للقرآن هي بمثابة صيانة لبرامج التشغيل الثابتة ( الروح)، وكذا الترميم والتعديل المستمر لبرامج التطبيقات المتغيرة ( النفس).
هدف البحث :
هو استخراج الصيغ الرياضية للقوانين الحاكمة للكون، من خلال تدبر كلمات الآيات القرآنية، وليس الاكتفاء بالإشارات العلمية التي أوردها الحق في كتابة الكريم، كما أنه ليس الجد في البحث عن الآيات التي يتراءى لنا أنها تتوافق وأحد صيغ وقوانين الرياضيات، أو تصف واحدا من الاكتشافات العلمية والتي توصل إليها علماء العلوم التجريبية حديثا.
نقاط البحث :
نقطة البحث الأولى : سرعة الحركة في الكون ( سرعة الضوء )
نقطة البحث الثانية : النظام الرقمي الثنائي .
نقطة البحث الثالثة : المثاني من الاستفتاحات المقطعة والثوابت الكونية
"ط" & "هـ"
نقطة البحث الرابعة : المتباينات الرياضية.
نقطة البحث الخامسة : صيغة رمز التحقق اليقيني.
نقطة البحث السادسة : قانون العلاقة بين السنة الشمسية والسنة القمرية
نقطة البحث السابعة : أقل مدة لحمل المرأة
نقطة البحث الأولى :
سرعة الحركة في الكون[5]
مقدمة :
الكون لا يعرف السكون، لأنه يتحرك حركة دائبة بمادته وطاقته، فهو يتمدد حاليا متباعدا بمجراته[6] عن بعضها ( وسوف ينكمش مستقبلا.. ) لدرجة أن مجرتنا تتباعد الآن عن جيرانها بسرعات تتراوح بين (600 - 4000 ميل / ثانية )، علاوة على دوران شمسنا حول مركز مجرتنا بسرعة ( 497000 ميل / ساعة )، والشمس أيضا تجري نحو نجم النسر الواقع بسرعة (43000 ميل / ساعة)، وتدور الأرض حول شمسنا مرة كل عام بسرعة ( 67000 ميل / ساعة )، وتدور الأرض حول نفسها يوميا بسرعة ( 1044 ميل / ساعة ).
عرض الموضوع
تنص الآية الكريمة التي وردت في سورة السجدة
032005 { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) } السجدة
أيضا ورد في سورة الحج
022047 { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) } الحج
واليوم المذكور في الآيتين الكريمتين، إنما يصف حدث، أو هو يعبر عن مسافة، وكأن المعنى المراد باليوم فيهما هو
المسافة التي يقطعها الأمر الكوني في زمن يوم أرضي واحد = المسافة التي يقطعها القمر في مداره في ألف سنة قمرية.
ملحوظات
1. عبارة "كَانَ مِقْدَارُهُ" في آية السجدة تحتوي على الفعل "كَانَ "والذي يدل هنا - كموضع قياسي - على معنى الأزلية والدوام، وليس على الفعل الماضي، أي أن " كَانَ مِقْدَارُهُ"تعني أنه سيظل مقداره كذلك دائما ودوما دون تغيير.
2. وصف "كَانَ مِقْدَارُهُ " تعني أن السير في السماء له حد أقصى في سرعته ولا يمكن تجاوزه.
010005 { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءًوَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)} يونس
002189 { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ
مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) } البقرة
5. لفظ " عند " تعني العندية الاعتبارية ، وليست العندية المكانية.
6. تنكير اليوم " فِي يَوْمٍ" ، والسنة " سَنَةٍ" دليل على تغير قيمتهما في نظام الأرض والقمر بمرور الزمن، بينما تعريف
" الْأَمْرَ " بـ "الـ" يدل على ثبات سرعته الموصوفة بين السماء والأرض.
7. ليس الأمر هنا مجازيا، بمعنى الثواب والعقاب، لأن ذلك يخالف النص "مِمَّا تَعُدُّونَ".
8. وليس الأمر هنا أمرا شرعيا، وإلا جاء الأمر ( من الله).
9. يمكننا القول بأن القرآن الكريم وضع حدا وبرزخا للسرعة في عالم الشهادة، بينما وضع حدا آخر للسرعة في عالم الغيب{ المعارج (4)}،
070004 { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
(4) } المعارج
وقد أشار الحق إلى أن سرعات الملائكة محددة ومقدرة، وليست مطلقة بغير حدود - رغم أنها تجاوزت سرعة الضوء -
فقد تكون ضعف أو ثلاثة أمثال أو أربعة أمثال إلى خمسين ضعف وكما وردت الإشارة بذلك في { فاطر (1) }.
035001 { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) } فاطر
10. نظرا لأن القمر يدور حول نفسه وفي ذات الوقت يدور حول الأرض، وكذا الحال في الأرض فهي تدور حول نفسها وتدور حول الشمس، فلا يستقيم والحال كذلك القياس على حالة السكون، لذا فسوف يُـنسب كلا الحركتين إلى أحد نجوم المجرة، ويكون هناك ضرورة لوجود معامل التصحيح النجمي تبعا لذلك.
حساب سرعة الأمر الكوني
الكمية |
النظام الاقتراني (Syndic)( ظاهري ) |
النظام النجمي ( Sidereal )( حقيقي ) |
زمن اليوم الأرضي |
ن = 24 ساعة = 46400 ثانية |
ن1 = 23 ساعة ، 56 دقيقة ، 4.0906 ثانية = 86164.0906 ثانية |
زمن الشهر القمري |
ز = 29.53059 يوما اقترانيا |
ز1 = 27.321661 يوما اقترانيا = 655.71986 ساعة |
السرعة المدارية للقمر |
ع = 3682.07 كم / ساعة |
ع1 = 3282.82315 كم / ساعة |
وبذلك ستكون حساباتنا على القيم في النظام النجمي
الحد الأقصى للسرعة الكونية
س = ( 12 * 1000 * ع1 * ز1 ) / ن1
=( 12000 * 3282.82315 * 655.71986 ) / 86164.0906
= 299792.5 كم / ساعة
فإذا علمنا أن سرعة الضوء وحسب ما هو معلن دوليا = 299792.458 كم / ساعة
فلا يسعنا إلا الهتاف " سبحان الله " .
تطبيقات لها علاقة بسرعة الضوء
أ ) استنتاج زمن ارتداد الطرف للعين البشرية من الآية
027040 { قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) } النمل
فإذا علمنا أن المسافة بين اليمن، وبيت المقدس قدرها 2500 كيلو متر، وبافتراض أن السرعة العظمى في الكون هي سرعة الضوء، على ذلك يكون زمن الحدث = المسافة / سرعة الضوء
الزمن قبل أن يرتد الطرف = 2500 / 300000 = 0.008333 ثانية
زمن طرفة العين = ضعف 0.008333 = 0.008333 * 2 = 0.016666 ثانية
ب ) قانون اينشتين ( الطاقة = مربع سرعة الضوء * الكتلة )
ذكر الحق في كتابه الكريم
067004 { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) } الملك
فإذا افترضنا أن الإشارة إلى البصر إنما تعني الضوء، ثم اعتبرنا أن إرجاع البصر كرتين هو تربيع سرعة الضوء، ثم اعتبار أن انقلاب البصر وهو حسير هو اختفاء الجرم المادي المكون للكتلة لتحولها إلى طاقة، فإنه على ذلك يكون
( الطاقة الناتجة من كتلة ما = مربع سرعة الضوء * الكتلة )
وهو قانون اينشتين الأشهر.
نقطة البحث الثانية :
الصفر والواحد ..... لتعلموا عدد السنين والحساب
الصفر والواحد هما أساسا كل النظم الرقمية والعددية الموجودة بالفعل على كرتنا الأرضية، والتي تتدخل بصورة مباشرة في كل مناحي الحياة العامة والأكاديمية البحثية، وبغيرهما ما كانت هناك حياة متحضرة ولا كان هناك تقدم .
ومفهوم الصفر الرقمي هو أنه قيمة متدنية في التصاغر لدرجة العدمية أو ما يمكن أن نتغاضى عن وجوده وتجاهله كأنه لم يكن، هذا عن قيمته الذاتية في حد نفسه، ولا يشكل - حقيقة الأمر- أي قيمة معنوية يمكن أن تعنينا إلا إذا جاء مترادفا مع ( رقم / عدد [7] ) آخر ملتصقا به أو مرصوفا معه، عندئذ تتعاظم القيمة إن جاء ترتيب الصفر على اليمين من الرقم الصحيح الموجب، وعلى العكس منها أي تتصاغر القيمة إن جاء الصفر على شمال العدد الكسرى.
أما الواحد فهو يشكل الوحدة الرئيسية والتي منها يتم بناء أي قيمة عددية في أي من نظم الأرقام المتداولة، فالواحد إذا أضيف إلى مثيله لصارا اثنتين، فإذا أضيف لهما آخر لأصبحا ثلاثة وهكذا إلى مالا نهاية له من الأرقام والأعداد[8].
كان هذا الذي سبق وعرضناه آنفا عن الصفر والواحد، إنما يلمس القيم الحسابية لهذين الرقمين, لكن ما نحن بصدده لا يتعرض بالشكل المباشر لتلك القيمة، لكنه يلمس الصورة الشكلية لهما، وذلك لأنها بصورة ما..لها أعظم الأثر في التوصل إلى أساليب الحساب فائقة السرعة، والتي تمكننا، ومكنتنا، من التوصل إلى ما يقارب المعجزات من حلول لمشاكل كثيرة وكان لها تداخل في معظم مناحي الحياة ألا وهو بناء الحاسبات الإلكترونية، فهذه الآلات الجبارة قد يسرت لنا السبل، وأضافت من الوسائل الجديدة، ما سهلت به الحياة، لكنها ومع أدائها الفائق إلا أنها لا تعدو أن تكون آلة، وهي آلة تعتمد البساطة في الفكرة التي تقوم عليها، فهي تعتمد النظام الرقمي الثنائي، أي النظام الذي لا يتعامل إلا مع رقمين فقط من مجموعة الأرقام الصحيحة الموجبة ألا وهما الصفر والواحد، وهي في ذلك لا تتعامل مع القيم الرقمية في الصفر والواحد لكنها تتعامل مع حالتين لشئ واحد، بمعنى أن القيمة لا تعني عندها أي معنى، لكنها الحالة التي عليها الكيان المختار للعمل هي التي تعنى بها.
فمثلا لو وقع اختيارنا على المصباح الكهربائي، فإنه لا يكون له من حالات إلا حالتين فقط حالة الإضاءة، وحالة الانطفاء، وليس هناك ثمة حالة سواهما.
فإذا رمزنا إلى أحد هذه الحالات ( الإضاءة مثلا ) بأنها تعبر عن الحالة التي يمكن أن يشار إليها (واحد)
فإنه من البديهي أن تكون الحالة الأخرى المضادة ( حالة الانطفاء ) إنما يعبر عنها بالرمزية (صفر).
وبنفس هذا البديهية فإنه يمكن أن ينسحب ذلك المفهوم على قطعة من الحديد إذا تعرضت لمجال مغناطيسي
فإذا تحولت من حالتها كقطعة حديد عادية والتي سنختار لها الدلالة (صفر)
إلى مغناطيس فتكون بذلك قد لزم أن نختار لها دلالة معاكسة وهي الدلالة (واحد) .
وهكذا يتبين لنا أنهما حالتين فقط ولا ثالث لهما
نعبر عن إحداهما بالدلالة الرمزية (واحد)، والأخرى تكون هي الدلالة الرمزية (صفر) .
وهذا يعني أن هذه الآلة لا تفقه شيئا مما يدور داخلها وإنما هي تمارس ظاهرة طبيعة دون أي معنى فإذا أوصلنا التيار الكهربائي إلى أي مصباح فإنه سوف يضيء وإذا قطعنا عنه هذا التيار انطفأ فورا، لكنه الإنسان بما أنعم الله عليه من مفاتيح المعرفة هو الذي قام بهذا الإعجاز ووضع الدلالات والتي تحول الجوامد المجردة إلى معاني تموج بالحياة.
وقد أشار الحق في محكم كتابه إلى هذه البديهية البسيطة، فقد ورد في سورة الإسراء
{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) } الإسراء
فالإشارة واضحة إلى أن الأرض يعتريها حالتين حالة النهار، وحالة الليل فإذا رمزنا لحالة النهار بأنها تشير إلى الدلالة (واحد)، كان البديهي أن تكون حاله الليل هي المقصودة بالرمزية الصفرية، والمثير للدهشة أن يرد في هذه الآية لفظي العدد والحساب ( وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ), وقد يتصور البعض أن لفظ الحساب هنا إنما جاء ليشير إلى حساب السنين - فقد فسرت قديما هكذا - لكنا نلاحظ توارد كلمة " عدد " قبل كلمة السنين وهذا التعداد للسنين يكفي للإشارة إلى عدها وإحصائها، وتكون بذلك لفظة " الحساب " التي وردت بعدهما إنما بالضرورة تعني شيئا آخر.
مما يعني أن هذه الدلالات وهذه الرمزية ( الصفر والواحد ) سوف تكون هي الأساس الذي سوف تقوم عليه أعمال الحساب والتحاسب في دنيا البشر، وفي هذا تنويه إلى المفهوم الذي تقوم عليه الحاسبات الآلية، هكذا في بساطة وفي يسر ولذلك مبحث خاص لاحق، ولسوف نستعرض فيه بإذن الله علائق وقواعد نظم الأرقام ( النظام الرقمي العشري، والثماني، والثنائي، والسداسي عشر)، وكذا نظم الترميز الرقمية والتي فيها تحال كل الرموز وأحرف الهجاء بل الأصوات من موسيقى وغناء، وأيضا الصور إلى طبيعة رقمية خالصة من الصفر والواحد، حتى يتسنى للحاسبات التعامل بها ومعها، وسنتعرض كذلك إلى العمليات الحسابية والمعادلات الرياضية والكيفية التي تقوم بها هذه الآلات الجبارة في إنجازها.
ملحوظات مهمة :
1. ورد في الآية المذكورة تعريفات للنهار والليل , فقد وصف النهار بأنه " مبصرا " , أي يمكن الإبصار فيه ذاتيا ( أي بدون استخدام وسائل الإضاءة الصناعية ) وهذا يتأتى بديهيا بطبيعة الحال مع طلوع الشمس, إلا أننا وقبل إشراقها ( وقت الغسق ) يمكننا الإبصار وهذا يعني أن بداية ما يمكن أن يسمي بالنهار ونهاية ما يسمى بالليل هو بالفعل قبل الشروق بحوالي نصف الساعة, وكذلك وعلي الجانب الآخر من حركة الشمس ونعني بها ما بعد الغروب ( مرحلة الشفق ) أيضا يمكننا فيها الرؤية بسهولة حيث هو وقت شفافية العتامة, وهي الأخرى تمتد إلى ما بعد الغروب بحوالي نصف الساعة, ليبدأ الليل وطبقا للتعريف القرآني .
2. وردت هذه الصياغة ذاتها " لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ " في موقع آخر في سورة يونس ولم تظهر ثالثة في القرآن, ذلك مع أن لفظ الحساب ورد في القرآن ( 25 ) مرة, وجاءت على النحو التالي { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) } يونس
" وَالْحِسَابَ " المشار إليه في هذه الآية إنما يشير إلى نوعية أخرى من أنواع الحساب ذلك أن طول الشهر القمري = 29.53 يوما شمسيا، والكسر لا يمكن التعامل معه فقد جبلنا على احتساب الشهر القمري إما أن يكون 29 يوما أو 30 يوما، وكل 12 شهر قمري يمثل عاما قمريا { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا... (36)} التوبة
أيضا أشار الحق إلى " جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً " أي ذاتية الإضاءة أي أنها تولد الضوء من ذاتها وحسبما قدر لها وسخرت له، وتولد معه الإشعاعات المطهرة للأجواء وحرارة الحياة أو الحرارة اللازمة لاستمرار الحياة مما يوحي بالصخب والاضطرام، وأشار أيضا إلى " وَالْقَمَرَ نُورًا " واستخدام لفظ النور هنا يوحي بالهدوء والبرودة والسلام، وهما شكلان لنوعية صدور الطاقة، فآناً تكون ذاتية الانبعاث، وأخري تكون عاكسة للإضاءة .
نقطة البحث الثالثة :
الاستفتاحات المقطعة والثوابت الرياضية الكونية
أولا : ظهرت الاستفتاحات المقطعة كأول مقطع من (29) سورة، ووردت في ثلاثة أشكال
1. كآية أولى منفصلة في (19) سورة، وعددها بدون تكرار (7)، عدد أحرفها (51) حرفا ، وبدون تكرار (11) حرفا.
2. كجزء من الآية الأولى في (10) سورة، وعددها بدون تكرار (6)، عدد أحرفها (27) حرفا، وبدون تكرار (10) حرفا.
3. كآية ثانية منفصلة في سورة الشورى في تفرد مطلق غير متكرر، وعدد أحرفها (3) أحرف.
ثانيا : عدد الاستفتاحات والأحرف المكونة لها، وعلاقتها بالسبع المثاني
1. عدد الاستفتاحات المقطعة المستخدمة كفواتح للسور (14) استفتاحة، أي سبعة أزواج، أي أنها - في بعض الآراء - هي السبع المثاني.
2. عدد الأحرف المكونة للاستفتاحات - بعد رفع التكرارات - (14) حرفا، ومرة أخرى هي سبعا من المثاني.
3. عدد السور التي ظهرت في أولها الاستفتاحات المقطعة (29) سورة، وهو بذاته عدد كلمات سورة الفاتحة وهي - في بعض الآراء - هي السبع المثاني.
ثالثا : تفاصيل الاستفتاحات المقطعة والأحرف المكونة لها
1. المجموعة الأولى من السور التي ظهرت بها الاستفتاحات المقطعة كآية أولى منفصلة وعددها (19) سورة وهي :
(002) البقرة، (003) آل عمران، (007) الأعراف، (019) مريم، (020) طه،
(026) الشعراء، (028) القصص، (029) العنكبوت، 030) الروم، (031) لقمان،
(032) السجدة، (036) يس، (040) غافر، (041) فصلت، (042) الشورى،
(043) الزخرف، (044) الدخان، (045) الجاثية، (046) الأحقاف.
وظهرت فيها الاستفتاحات السبع { كهيعص } ، { المص } ، { الم } ، { طسم } ،
{ حم } ، { طه } ، { يس}.
ومن الجدير بالذكر أن عدد سور المجموعة الأولى (19) سورة، يماثل العدد الدال
على رمز التحقق اليقيني القرآني ولذلك بحث خاص لاحق.
2. المجموعة الثانية من السور التي ظهرت بها الاستفتاحات المقطعة كجزء من الآية الأولى وعددها (10) سور وهي :
(010) يونس، (011) هود، (012) يوسف، (013) الرعد، (014) إبراهيم،
(015) الحجر، (027) الحجر، (038) ص، (050) ق، (068) القلم
وظهرت فيها الاستفتاحات الست { المر..} ، { الر..} ، { طس } ، { ص..} ،
{ق.. } ، { ن..}.
3. السورة الوحيدة التي ظهرت فيها استفتاحة منفصلة في الآية الثانية - لكنها ليست الآية الأولى - في تفرد مطلق وغير متكرر، هي
(042) سورة الشورى، وظهرت فيها الاستفتاحة { عسق (2) }، فإذا ضمت هذه
الاستفتاحة إلى مجموعة استفتاحات المجموعة الثانية، لصارت سبعا أخري من
المثاني.
4. الأحرف المكونة للاستفتاحات المقطعة بنوعيها - بعد رفع التكرارات - هي أربعة عشر حرفا ( سبعا من المثاني ) وهي :
[ ا ، ح ، ر ، س ، ص ، ط ، ع ، ق ، ك ، ل ، م ، ن ، ه ، ي ] ،
وسميت الأحرف النورانية
وتم تركيب عدة جمل منها وجاء أشهرها " نص حكيم قاطع له سر ".
5. الأحرف المشتركة في الاستخدام في المجموعتين سبعة أحرف وهي
[ ا ، س ، ص ، ط ، ع ، ل ، م ]
الأحرف التي خُصت بالظهور في المجموعة الأولى أربعة أحرف وهي
[ ح ، ك ، ه ، ي ]، ويصير مجموعها (11) حرفا.
الأحرف التي خُصت بالظهور في المجموعة الثانية ثلاثة أحرف وهي
[ ر ، ق ، ن ]، ويصير مجموعها (10) أحرف.
رابعا : الثوابت الرياضية الكونية
1. بقسمة مجموع أحرف المجموعة الأولي (11) علي عدد استفتاحات المجموعة الأولى (7) لنتجت (11 /7 ) أي "