فيلم حلاوة روح والانشغال الجنسي..
إذا أردت قياس ثقافة شعب فعليك بقضايا الرأي العام فيه ..
الآن توجد قضيتان رأي عام في مصر، الأولى فضيحة مدرب كاراتيه المحلة، والثانية وقف عرض فيلم حلاوة روح، حتى أصبحت الانتخابات الرئاسية وفرص المرشحين فيها ليست مهمة ..حتى وإن ضخّم الإعلام من حجم الاهتمام بها، المسألة محسومة وكلنا فاهمين....
أنا ضد من يزعم أن عرض الفيلم هو.."حرية إبداع"..لأن الفيلم مقتبس من فيلم.."ميلانا "..الإيطالي لممثلة الإغراء.."مونيكا بيلوشي"..وقد أغرى ذلك منتجي الفيلم حتى في اختياراتهم للبطلة، وهذا يعني أن الفيلم ليس فيه إبداع ولا دياولو..!
وضد أيضاً من يزعم أن وقف الفيلم هو انتصار للمبادئ والقيم المصرية ..لأن هناك أفلام أخرى هي أقذر وأحطّ من حيث المستوى والمحتوى، ولم يتم منعها بل أجازتها الرقابة وشاهدها الجمهور..سواء في دور السينما أو على شبكة الإنترنت.
مبدئياً سواء تم وقف الفيلم أو عرضه فالشباب سيشاهدونه بالطوابير.. بعد هذا المنع في عصر السموات المفتوحة..
لحظة لا تغضب..
أنت لا تدرك بعد حجم وقدرة زمن الاتصالات ، الآن كل شئ في متناول اليد، حتى السرقة بعد ما كانت بالجهد والعرق والتعرض للأخطار..يمكنك الآن أن تسرق بدون الانتقال من مكانك، بل يمكنك أن تزني بدون أن ترى أو تسمع حتى الشريك الآخر..!!
هذه ليست تشاؤمية..بل أعتقد أن الانشغال الجنسي هو وراء منع الفيلم، وشخصياً لا أصدق من يدعي بأن وقف الفيلم هو حفاظ على الهوية المصرية والمسلمة، لأن الشباب العربي والمصري بالخصوص هو من أكثر شباب العالم انشغالاً بالجنس، ونظرة واحدة فقط على خدمة جوجل تريندس google trends لنعلم حجم الكارثة التي يعاني منها الشباب العربي.
خدمة جوجل تريندس باختصار هي مؤشر لعرض نتائج البحث عن الكلمات وبيان أكثر الشعوب بحثاً عن الكلمات المعنية،بل وصل الأمر إلى بيان المدن داخل الدول، وقد استعنت منذ عامين بهذه الخدمة لقياس نسبة الانشغال الجنسي في مصر، فبحثت في الخدمة عن كلمة.."سكس"..فوجدت أن مصر تحتل المرتبة الثانية بعد اليمن ، ومحافظة الفيوم هي أكثر محافظات مصر بحثاً عن هذه الكلمة..!!
ياللفضيحة..الفيوم...؟!!...نعم الفيوم أكثر محافظات مصر تديناً وتبعية للإخوان والجماعات كما يقال عنها، هي أكثر محافظات مصر انشغالاً بالجنس منذ عامين..ربما تغيرت النتيجة الآن أو لا زالت الفيوم هي صاحبة الصدارة..!!
الخلاصة: أن الانشغال الجنسي في ثقافة العرب واضح، والسبب الرئيسي هو انعدام الحلول وتفرد الخيارات واستحالة تعددها عند الكثيرين وخصوصاً الشباب، الآن العرب بين خيارين كلاهما مر، إما مع الدين أو ضده، ولو كنت مع الدين لن ترى أمامك سوى شيوخ الجهل والنطاعة والإرهاب، ولو كنت ضد الدين سترى رموز الفوضوية والعدمية والانحلال الأخلاقي، واختفت رموز الاعتدال تماماً حتى خفت صوت من ينادي بالتنوير ، وكلما تقدم أحدهم اصطدم بتراث روائي قصصي ظهر لعصور الانحطاط والتخلف فقط ولم يظهر لنا.
اجمالي القراءات
14343