Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2012-10-03
شكرا للأستاذة نجلاء محمد على التعليق،
فعلا كما تفضلت فإن الدكتور فرج فوده كان من المفكرين الأوائل، وكان من المخلصين لدينهم و وطنهم، فقد سبل حياته من أجل ذلك رحمة الله تعالى عليه.
لو كان في البلاد الإسلامية رجال مخلصون مثل الدكتور فرج فوده لما بقي المسلمون في آخر قائمة الناس، ولكانوا أئمة يهدون بأمر الله تعالى إلى الحق وبه يعدلون.
شكرا مرة أخرى على المشاركة.
عزمت بسم الله،
من كتاب الدكتور فرج فوده ( قبل السقوط):
أولا: نماذج لتأيد المفكرين الإسلاميين في مصر للتجربة السودانية في ذكرى مرور عام على تطبيق الشريعة " تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان كان إلهاما جليلا من الله سبحانه وتعالى للمسؤولين في السودان، وإنهم بهذا المسلك الجديد احترموا عقائدهم وشعائرهم وشرائعهم وربطوا حاضرهم بماضيهم وامتدوا مع تراثهم العظيم ووقفوا أمام الغزو الثقافي وقفة صلبة وأحبطوا محاولات استعمارية خبيثة كانت تريد أن تجهز على مستقبل الأمة الإسلامية في هذه الأرض الطيبة، وأعتقد أن السودان لا يهنأ بشيء كما يهنأ بهذه المرحلة النقية الطيبة، التي جعلته يتخلص من وباء الأحكام الوضعية ".
الشيخ محمد الغزالي
" إن الحملة التي يتعرض لها الرئيس نميري الآن بسبب تطبيق الشريعة الإسلامية، قد تعرض لها من قبله سيد الأنبياء والمرسلين، وتعرض لها جميع دعاة الإصلاح، وقد عودتنا الحياة أن أن القافلة تسير مهما كانت الذئاب تعوي، وهل يضر السحاب نباح الكلاب "؟
الشيخ عبد الحميد كشك
" إننا جميعا في مصر شعبا وحكومة نرحب كل الترحيب بتطبيق الشريعة الإسلامية في السودان الشقيق ونحيي الزعيم المؤمن الرئيس جعفر محمد نميري، إن تطبيق أحكام الدين في مصر البلد المسلم، بلد الأزهر الشريف لهو خير وسيلة لنهضتها وازدهارها وإعادتها لمجدها، ولكي ترتفع رأسها عندما تنادي في العالم الإسلامي بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ".
الشيخ عبد اللطيف حمزة
مفتي جمهورية مصر العربية
" على برلمان وادي النيل أن يناقش أساليب توحيد وتطبيق الشريعة الإسلامية في كل مصر والسودان وهو مطلب بذلك منذ إنشائه.وأنتهز هذه الفرصة لأقول لرئيس البرلمان المصري ـ مجلس الشعب ـ لقد سبقنا السودان الشقيق إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، ونحن دولة الأزهر الشريف، الذي ينشر الإسلام في أرجاء العالم، ولم ينتظر السودان الشقيق تشكيل لجان أو عقد اجتماعات أو غير ذلك " .
الشيخ عبد اللطيف مشتهري
" إن هذه الخطوة الذكية، لن تمر بهدوء أو في صمت، عند الذين لا يردون أن يروا نور الإسلام مشرقا على ربوعه. سيهاجمون هذا العمل في عنف وفي إصرار، وسيشترون من حملة الأقلام مسلمين أو غير مسلمين ممن باعو لآخرتهم بدنياهم، واشتروا زائلا لن يبقى ولن يدوم، وسينبري هؤلاء بما أوتوا من دربة على مثل هذه المواقف يتحدثون على الرجعية والتخلف، وأن الإسلام هو الذي أودى بالمسلمين إلى هذا المصير، فعلى القائد الحصيف أن يحذرهم وأن يكبح جماحهم، وألا يفسح لهم في غيهم بحجة حرية الرأي والكلمة، فالحرية تكون فيما يضعه البشر لأنفسهم وأما شرع الله فلا نقاش فيه "..
الأستاذ عمر التلمساني
" إن الوطن في الفكر الإسلامي لا يعرف الحدود المصطنعة بفعل الاستعما، ولقد كان المأمول والمتوقع في دنيا التكامل أن يكون كاملا للروحانيات والماديات، وأن يكون لمصر بلد الأزهر قصب السبق في دنيا الروحانيات، ولكن شاء الله أن يقيم يسره لكم من توفيق وسبق ـ فهنيئا لك يا سيادة الرئيس العظيم ـ وإن أول هز نالته السودان أن ابن السودان البار السيد عز الدين السيد، رئيس مجلس الشعب السوداني، ظفر بالثقة العالمية فسار رئيسا للاتحاد البرلماني الدولي، وما ذلك في حقيقته إلا تقدير عالمي لاتجاه السودان بقيادتكم إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ".
الشيخ صلاح أبو إسماعيل
يتبع...
الأسناذ إبراهيم السلام عليكم ، قالها قاتل الدكتور فرج فودة صراحة التلفزيون على قناة القاهرة والناس عندما أبلغه مقدم البرنامج أن ابنة الراحل فرج فودة رفضت الجلوس مع قاتل أبيها على طاولة في برنامج ، فقال : وأنا غير موافق لأني لا أريد ان أجرح مشاعر الابنة ، فتعجب مقدم البرنامج فقال القاتل: لأني سأقول عن والدها أنه مرتد كافر وهذا يؤذي مشاعرها ، فرد الأستاذ / شرف الدين والقتل لا يؤذي المشاعر ؟ ورد عليه بشكل ساخر ، بكل المقاييس نحن أما قاتل يقول أنه كان ينفذ حكم الإسلام بقتل مرتد ، معتمدا على الفتاوى الجاهزة الموضوعة لخدمة التوصيل المجانية لأي مختلف في الرأي !!!
شكرا لك الأستاذة إناس عثمان على المشاركة،
من أسف أن نرى ما تنبأ به الدكتور فرج فوده قد بدت بوادره، بعد استيلاء الإخوان على كرسي الحكم، أرجو من محبي مصر أن يعيدوا النظر بجد في وضع مصر، وأن ينقذوها قبل السقوط، وقبل أن تستفحل الفتنة التي تأتي على الأخضر واليابس، كما يحدث في سوريا وليبيا وغيرهما، وقد مرت بها الجزائر من قبل، وأزهقت دماء الأبرياء ظلما وعدوانا باسم الإسلام.
نسأل الله لطفه مع تغير ما بأنفسنا، ليرفع الله تعالى عن المؤمنين المسالمين الفتن إنه سميع مجيب.
شكرا مرة أخرى على المشاركة.
دائما مع كتاب الدكتور فرج فوده ( قبل السقوط).ثانيا: نماذج لتأيد الصحف الدينية في مصر لتجربة تطبيق الشريعة في السودان.
1 . جريدة النور:
المحكمة الاستثنائية بالسودان تصدر حكما لأول مرة منذ تطبيق الشريعة ـ إعدام زان .. وجلد زانية.
السودانيون يشهدون تنفيذ الحدود ويهتفون تأيدا لتطبيق الشريعة.
وفي تفاصيل الخبر – كتب محمد عامر:
- ينظر العالم الإسلامي كله بعين الرضا إلى ما يحدث في السودان من استمرار جاد لتطبيق الشريعة الإسلامية بالرغم من كل المؤتمرات التي تستهدف القضاء على هذا الاستمرار وتخويف من يفكر في تطبيق شرع الله من الدول الإسلامية الأخرى.
- ومن ناحية أخرى قررت محكمة الطوارئ منع وتحريم كافة أشكال الرقص الغربي والمختلط بين أبناء الشعب السوداني كما قضت المحكمة بمعاقبة صاحب ومدير ملهى ليلي بالجلد 25 جلدة بسبب أن ما يقدمانه في الملهى يتناقض مع تعاليم الدين الإسلامي، ويعد شكلا فاحشا للاختلاط بين الجنسين.
- ومما هو جدير بالذكر أن ( الإمام) نميري أصدر أوامره بتدمير كميات هائلة من المشروبات غير الإسلامية تبلغ قيمتها 14 مليون جنيه كانت مخزونة في ميناء بورسودان وكان قد تم استيرادا ( قبل تطبيق الشريعة الإسلامية) وهي ( تخص السفارات الأجنبية وبعض المحلات والشركات.
- ( والنور) تدعو لدولة السودان بالتوفيق والسداد وتناشد جميع دول العالم الإسلامي أن ينهج نهج ( الحكم الإسلامي) .
ثانيا: نماذج لتأيد الصحف الدينية في مصر لتجربة تطبيق الشريعة في السودان.
1 . جريدة النور:
المحكمة الاستثنائية بالسودان تصدر حكما لأول مرة منذ تطبيق الشريعة ـ إعدام زان .. وجلد زانية.
السودانيون يشهدون تنفيذ الحدود ويهتفون تأيدا لتطبيق الشريعة.
وفي تفاصيل الخبر – كتب محمد عامر:
- ينظر العالم الإسلامي كله بعين الرضا إلى ما يحدث في السودان من استمرار جاد لتطبيق الشريعة الإسلامية بالرغم من كل المؤتمرات التي تستهدف القضاء على هذا الاستمرار وتخويف من يفكر في تطبيق شرع الله من الدول الإسلامية الأخرى.
- ومن ناحية أخرى قررت محكمة الطوارئ منع وتحريم كافة أشكال الرقص الغربي والمختلط بين أبناء الشعب السوداني كما قضت المحكمة بمعاقبة صاحب ومدير ملهى ليلي بالجلد 25 جلدة بسبب أن ما يقدمانه في الملهى يتناقض مع تعاليم الدين الإسلامي، ويعد شكلا فاحشا للاختلاط بين الجنسين.
- ومما هو جدير بالذكر أن ( الإمام) نميري أصدر أوامره بتدمير كميات هائلة من المشروبات غير الإسلامية تبلغ قيمتها 14 مليون جنيه كانت مخزونة في ميناء بورسودان وكان قد تم استيرادا ( قبل تطبيق الشريعة الإسلامية) وهي ( تخص السفارات الأجنبية وبعض المحلات والشركات.
- ( والنور) تدعو لدولة السودان بالتوفيق والسداد وتناشد جميع دول العالم الإسلامي أن ينهج نهج ( الحكم الإسلامي) .
2. جريدة اللواء الإسلامي:
العنوان الرئيسي:
اللواء الإسلامي تشهد الاحتفال بمرور عام على تطبيق الشريعة الإسلامية بالسودان _ أكثر من مليون سوداني في مسيرة لتأيد الحكم بكتاب الله.
2. جريدة اللواء الإسلامي:
العنوان الرئيسي:
اللواء الإسلامي تشهد الاحتفال بمرور عام على تطبيق الشريعة الإسلامية بالسودان _ أكثر من مليون سوداني في مسيرة لتأيد الحكم بكتاب الله.
دائما مع كتاب الدكتور فرج فوده ( قبل السقوط).
عناوين فرعية:
انخفاض معدل الجرائم.
المعاملة الحسنة لغير المسلمين.
المسيحيون يؤيدون تطبيق الشريعة.
احترام أصحاب الديانات الأخرى.
كيف تطبق الحدود.
4 مراحل للحكم الإسلامي.
لا ردة عن تطبيق الشريعة.
مسيرة شعبية لم يشهدها العالم.
زحام مثل زحام عرفات.
إصلاح النظام القضائي.
تغير النظام القانوني.
الثورة التشريعية.
المحاكم تتكفل بالمحامين.
تحويل السجون إلى أماكن تربوية.
في نفس العدد:
( إن الرئيس السوداني يعمل على بناء الفرد الصالح والمجتمع الصالح فهذا هو البناء الحقيقي وهو حجر الأساس في تجربة تطبيق الشريعة الإسلامية).
دكتور يوسف القرضاوي
ـ ( إنها ذكرى خالدة لمرور عام على تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان الشقيق .. الذي يعد نموذجا فريدا يجب أن تحذو حذوه الدول الإسلامية لأن فيه خلاصا للناس مما هم فيه من تيه وشقاء.
محمد علي كلاي
يتبع...
دائما مع كتاب الدكتور فرج فوده ( قبل السقوط).
فقد جاء في صفحة "84" ما يلي:
أعلن (الإمام) نميري أن حوادث السرقة قد انخفضت في السودان بعد تطبيق حد قطع اليد بنسبة أربعين في المائة، ولا أظن أن ما ذكرته للقارئ في حديث الجموح، يمكن أن يقنع سودانيا واحدا بأن الأمر أمر شريعة أو دين، بقدر ما هو أمر نظام يرمي بآخر أوراق اللعبة، ويرفع شعارا هو أول الخارجين عليه، وبالتالي فإنه من غير المتصور أن يكون السودانيون قد ازدادوا إيمانا خلال عام أو أن تكون تصفية النظام السوداني لحساباته مع معارضيه، أو فشله في حل قضية الجنوب بما يقترب من انفصاله، أو رغبته في مد أجل استمراره إلى أن يأذن الله، أسبابا قوية لتعميق صلة السودانيين بالله، أو شحذ ضمائرهم بمزيد من العقيدة، ولا يبقى إلا احتمال وحيد، ( إذا صدقنا إحصائيات الإمام في انخفاض معدل السرقة) بأن نرجع ذلك إلى سبب واحد هو شدة العقوبة وقسوتها، الأمر الذي يسهل معه أن نتصور إمكانية انخفاض معدل السرقة بنسبة أكبر، لو استبدلت عقوبة قطع اليد بعقوبة أشد، وقد يظن القارئ أنني أمزح أو أخلط الجد بالهزل، وحاشا الله أن أفعل ذلك في مثل هذا الحدث، لكن أقول قولا ظاهره بسمة وباطنه كمد، فمنذ متى كان الإسلام يبدأ بالعقوبة وينتهي بها، ويملأ الميادين دماء وأيديا وأرجلا دون أن يبدأ بالإنسان المسلم، بل إنني أتذكر في معرض الدعوة للتطبيق الفوري للشريعة الإسلامية حديثا لعالم من علمائنا الكبار، كان دائم المقارنة بين معدلات الجريمة في المملكة العربية السعودية ومعدلاتها في دول الغرب المتقدمة، وعلى الرغم من أن الإحصائيات الإجمالية قد تتضمن في دول الغرب بعض الجرائم التي لم تتضمنها إحصائيات السعودية مثل مخالفات المرور مثلا.
يتبع...
يواصل الدكتور فوده قوله:
فإن الذي شد انتباهي خلال عرضه لهذا الأمر أنه كان دائم التركيز على تناقص معدلات السرقة بالتحديد بصورة ملحوظة في السعودية، وأن الأمر يصل إلى حد ترك المحلات مفتوحة والذهاب للصلاة، تاركا المستمعين للخذر اللذيذ الذي يصيبهم يتخيلون مجتمعا مثاليا هناك، دون أن يجادلهم أحد لواقع ارتفاع مستوى المعيشة في السعودية، أو أن يسأله في المقابل عن حجم الأمان بالنسبة للأطفال الصغار، الفتيات منهم والفتيان، ( والفتيان على وجه الخصوص)، وهل يجرؤ والد على ترك ابنه ذي العشر سنوات مثلا للذهاب للشراء وحده من محل قريب، وبالطبع فإن مولانا لم يعطنا تفسيرا للتعليمات التي يعطيها المقيمون القدامى في السعودية لحديثي الهجرة إليها، والتي تتلخص في مجموعة من القيود منها، أنك إذا ركبت سيارة أجرة أنت وزوجتك فلا تدعها تدخل السيارة قبلك وحذار أن تنزل من السيارة قبلها، لأنك في الحالتين سوف تعرض زوجتك لاحتمالات الخطف، الذي لابد وأن ينتهي بالقتل محوا لآثار الجريمة التي لا يخفى عقابها على مرتكبيها، وأيضا فإن مولانا لم يكلف نفسه عناء شرح أوضاع السجون بالسعودية وهي سجون تنتمي إلى ما قبل العصور الوسطى، ناهيك عن الخوض في حديث الحريات السياسية في القطر الشقيق، ولا أريد الاستدراك في هذا الحديث لأنه ذو شجون، وأكتفي بأن أؤكد لمولانا بأننا نعيش في مصر ـ دولة القوانين الوضعية كما يسمونها ـ أمانا أكثر بكثير، وأنه يجب على من يعطي مثالا أو نموذجا أن يعرض الحيقيقة كاملة ولا يكتفي بجزء منها دون جزء.
وأعود إلى حديث السودان لكي أطرح على القارئ عدة أسئلة حتى يتحقق من مدى صحة الاستنتاجات التي سبق عرضها في مقالات الفصل الأمل من الكتاب:
س 1ـ هل هناك علاقة بين الصورة الوردية التي ينقلها كتابنا عن تجربة السودان وبين ما يحث هناك؟
س 2 ـ هل أدى تطبيق الشريعة الإسلامية إلى تكوين دولة دينية أم لا ؟
س 3 ـ هل الدستور المقدم إلى مجلس الشعب السوداني يعكس أسلوب للحكم بالحق الإلهي أم لا؟
س 4 ـ ألا تعتبر الحرب الأهلية التي تهدد بانفصال جنوب السودان على أساس طائفي نتيجة مباشرة لكل ما سبق أم لا؟
وسؤال آخر وأخير.. هل هذا ما نتمنى أن يحدث في مصر؟
يعقب الدكتور فرج فوده ويقول:
ويتبقى تعقيب، فقد لاحظت أنه قد ورد في نفس نشرة حقوق الإنسان المشار إليها خبر مضمونه أن هناك نية لتعديل القوانين بحيث يمكن تقديم الطلبات لمحكمة الاستئناف خلال " ثلاثة أيام" بعد صدور الحكم وأنه سيسمح للمحامين بتمثيل موكلهم، كما أن القرارات الجديدة تقضي بتنفيذ أحكام الإعدام وقطع اليد بعد " ثلاثة أيام" على الأقل من صدورها، وبصرف النظر عن كون هذه القرارات قد صدرت أم لا فإنها لا تغير كثيرا من الصورة ، كما أن هناك حقيقة تسبق ذلك كله، وهي أن الشعوب ليست حيوانات تجارب لمثل هذه الممارسات، وأن ذلك ـ إن كان قد حدث ـ يثبت بالقطع مدى خطورة الدعوة ( للتطبيق الفوري ، دون إبطاء لأحكام الشريعة الإسلامية )على الشعب المصري بل وعلى الإسلام ذاته.. وأقرأ هذا الفصل من البداية لكي تتأكد من ذلك.
تعليقي:
رحم الله تعالى الدكتور فرج فوده، الذي سبل حياته من أجل مصر والمسلمين، لقد أصبح ما تنبأ به الدكتور فوده حقيقة بدأت تمارس في مصر، وبعض الدول التي كان لها ربيع ثوري، فأسقطت الطغاة من كرسي الحكم، وسرعان ما دخل عليها الخريف بسبب وثوب الإخوان على الحكم، هؤلاء سوف يعودون بتلك الشعوب إلى عهد سقيفة بني ساعده وذلك لا محالة إذا تُركوا، أما إذا تفطن الشعب وكسر أقفال القلوب، واستعمل عقله فإنه يجد أن الوهابية السعودية وراء كل ذلك، فعلى الشعب إعادة ثورة جديدة تقصي فيها الإخوان من الحكم لأنهم لم يبلغوا بعد سن الرشد.
يتبع ما جاء في كتاب الدكتور فرج فوده ( قبل السقوط) بعون الله تعالى.
لماذا الآن؟
" أقبل دجى .. أقبل ضباب
أقبل جهاما ياسحاب "
لماذا الآن؟، هذا هو السؤال المطروح في الساحة السياسية حول تصاعد المد السياسي الديني، في السبعينات والثمانينات، للدرجة التي يستحيل معها أن نتجاهل وزنه وتأثيره، على حاضر المنطقة وربما مستقبلها، وأعترف مسبقا أن محاولتي للإجابة قد تكون قاصرة ومتعجلة، وقد تخلط أحيانا بين السبب والاحتمال، كما أنها تركز على واقع السياسة المصرية، وإن كان هذا لا يقلل كثيرا من أهمية المحاولة، لان مصر في تقديري هي مهد النشأة، ومصرح التجربة وهدف التغير، ونقطة الانطلاق للتأثير على المنطقة كلها.
إن الحديث عن الاتجاه السياسي الإسلامي على انه اتجاه سياسي واحد خطأ شائع، لأنه يخلط بين ثلاثة تيارات سياسية مختلفة ومتميزة، هي الاتجاه الإسلامي التقليدي، والاتجاه الإسلامي الثوري، ( نسبة إلى الثورة)، والاتجاه الإسلامي الثروي ( نسبة إلى الثروة).
الاتجاه الإسلامي التقليدي:
يتمثل هذا الاتجاه في تيار الإخوان المسلمين، وهو اتجاه معتدل في تياره العام، ينبئنا تاريخه بتبني بعض أجنحة للتطرف، ولجوئها للتنظيمات السرية المسلحة التي تستهدف اغتيال المعارضين في ظل المناخ الديمقراطي أو قلب نظام الحكم في ظل الأنظمة الشمولية، ولا شك أن قيادات الإخوان المسلمين أكثر القيادات الإسلامية اقترابا من العمل السياسي أو إن شئت الدقة انغماسا فيه، وهم يحاولون أن يحتفظوا دائما بتوازنهم الدقيق بين دعوى أنهم جماعة لا تسعى لحكم، وبين انشغالهم بالعمل السياسي الذي لا يستهدف إلا الحكم، ولعل قضية " جماعة أم حزب " هي أكثر القضايا التي تشغل قياداتهم وتشغل المشتغلين بالعمل السياسي بنفس القدر، وربما كان للتغيرات السياسية التي حدثت منذ أوائل الخمسينات وحتى الآن، أو معنى أدق منذ مصرع حسن البنا مؤسس الجماعة وحتى دخول ممثلي الإخوان المسلمين للمجلس النيابي لأول مرة في ظل التحالف مع الوفد في انتخابات 1984،
ربما كان لذلك تأثيره الايجابي في تحولهم التدريجي من مفهوم الجماعة إلى مفهوم الحزب السياسي، ولابد أن نؤكد على أن حسن البنا حريصا على رفض إلصاق صفة الحزبية للإخوان المسلمين، تهربا من الدخول في حلبة الصراع السياسي في ظروف النشأة، وقبل ذلك وأهم منه، تخوفا مما يطرحه منهج الحياة الحزبية من ضرورة وضع برنامج سياسي، الأمر الذي لم يخف عليه خطره، إذ أنه يمثل مدخلا للاختلاف والتنافر بل وربما الانقسام حول قضايا جزئية.
الاتجاه الإسلامي الثوري:
وهو اتجاه بدأ ظهوره في نهاية الستينات، وتشعب إلى روافد تنظيمية متعددة أقواها حاليا تنظيم الجهاد، ويجمع هذه الروافد جميعا الاعتقاد في جاهلية المجتمع المعاصر، ورفض كل أساليب العمل السياسي المتاحة، ورفض الدستور باعتباره نظاما وضعيا، ورفض الديمقراطية باعتبارها بديلا علمانيا يستهدف التغير بالشعب، ويؤمن هذا الاتجاه بالعنف كأسلوب وحيد للعمل، ويرى أن طرح أي قضية سياسية أو مناقشتها إنما يمثل محاولة مغرضة لتشتيت جهود الاتجاه بعيدا عن الهدف الوحيد، الذي يمثل الوسيلة الوحيدة للتغير، وهو الاستيلاء على السلطة.
الاتجاه الإسلامي الثروي:
وهو اتجاه يتزعمه بعض أصحاب الثروات الضخمة التي تكونت جميعها " بالصدفة" في السعودية، وينضم إليهم مجموعة ممن كونوا ثرواتهم في مصر في ظل الانفتاح الاقتصادي، بمساعدة مباشرة من مهاجري " الصدفة" الأوائل، وتعتقد قيادات هذا الاتجاه في إمكانية قيام حكم إسلامي على نمط الحكم في السعودية، بحيث ينفصل المجتمع إلى ثلاث مجموعات، أولها مجموعة الحكم، وثانيها مجموعة أصحاب الثروات، وثالثها قاعدة الشعب، ومن خلال العلاقة الوثيقة بين المجموعتين الأولى والثانية، يمكن أن تزداد الثروات تراكما، عن طريق التأكيد على المنهج الإسلامي في حرية التجارة، ورفض التسعير، وقصر الضرائب على الزكاة، ومقاومة أي اتجاهات يسارية أو حتى يمينية معتدلة باعتبارها نوعا من اعتناق المبادئ الهدامة، وفي نفس الوقت فإنه من الممكن شغل القاعدة الشعبية بقضايا الدين والتدين، ومكافحة الفساد، والنهي عن المنكر، والاتعاظ بمشاهد تطبيق الحدود، والحصول على منح محدودة في المناسبات الدينية، والتركيز على ما ينتظر الفقراء من نعيم في الآخرة، الأمر الذي يؤمن مجموعة أصحاب الثروات من مخاطر تمرد الطبقات الدنيا، وبمعنى آخر فإن هذا الاتجاه لا يرى في الدولة الإسلامية أكثر من إطار نموذجي لمزيد من تراكم الثروات، ويعتقد أن المناخ السياسي الداخلي المنغلق، الذي تطرحه الدولة الدينية، يمكن أن يمثل خط دفاع نموذجي في مواجهة اليسار أو عدم الاستقرار أو حتى اليمين المعتدل.
يتبع...
بالمناسبة السعيدة لذكرى صدق الصادقين، في إيمانهم بالواحد الأحد الفرد الصمد، خليل الله إبراهيم وابنه إسماعيل، عليهما السلام، اللذان سلما أمرهما إلى أمر الخالق سبحانه، بإيمان صادق لا ريب فيه، ففدى الله إسماعيل بذبح عظيم، أقول بالمناسبة تقبلوا أزكى وأصدق تهاني، وأرجو الله تعالى أن يهدينا سبله لنقترب من إيمان وصدق الأنبياء والرسل عليهم جميعا السلام لنفوز برضا الله سبحانه وذلك هو الفوز العظيم.
شكرا لك الأستاذ محمد عبد الرحمان محمد على المداخلة، وفعلا لقد ضحى الدكتور فرج فوده بحياته من أجل مصر، وجميع الشعوب الإسلامية، فقد أنذر وتنبأ بما سيحدث لو حكم الإخوان باسم الدين...
كل عام وأنت وجميع المؤمنين الصادقين بخير، ونسأل المولى تعالى ألا يسلط علينا من لا يخافه ولا يرحمنا، ويسعوا في الأرض فسادا، لأنه سبحانه لا يحب المفسدين...
عزمت بسم الله،
بداية أعتذر عن التأخير في مواصلة نقل تنبؤات وإنذار الدكتور فرج فوده، لأن أعداء الله والدين أرادوا إطفاء نور الله، فدخلوا الموقع متسللين لتحطيمه، لكنهم يجهلون أن ذلك لن يجدي، لأن الله تعالى تعهد أن يتم نوره ولو كره الكافرون، ويجهلون أيضا أن تلك الأعمال التخريبية، إنما تزيدنا انتشارا بين الناس، وتشجيعا على مواصلة الجهاد بالقلم والدليل والحجة، فإن كان منهم رجل رشيد فليقارع الحجة بالحجة، ليثبت لنا أن الله تعالى أمرنا أن نتبع سبيلا غير صراط الله المستقيم، لأنه سبحانه يقول: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(153). الأنعام. فلا كتاب يكون حجة للناس إلا كتاب الله تعالى ( القرآن العظيم) الذي أنزل على آخر الأنبياء مهيمنا على ما سبقه من الكتب المنزلة. وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48). المائدة.
أعود بكم أعزائي إلى كتاب الدكتور فرج فوده ( قبل السقوط).
جاء في صفحة 90 : أساليب العمل .
قد يكون مفهوما بناء على التوصيف السابق أن نستنتج أسلوب عمل الاتجاهات الثلاثة، فالاتجاه الأول ( التقليدي )، وهو أضعفها الآن نسبيا، يؤمن بالعمل السياسي في ظل المناخ القائم، ويعلن حاليا على لسان قيادته عن عزمه تكوين حزب سياسي، وهو يتصور أن المناخ السياسي الحالي في ظل ديمقراطية الخطوة خطوة، وفي غياب المواجهة الفكرية نتيجة اعتبارات التخوف والحسابات المعقدة والتحسب للمستقبل وارتباطات المصالح التي تأخذها القيادات الإعلامية في حسابها، يمكن أن يتيح له إمكانية الحصول على أغلبية تمكنه من الحكم أو على الأقل من المشاركة فيه أو في أقل القليل التأثير القوي عليه، وهو يعتقد أن وصوله للحكم هو السبيل الوحيد لطرح منهجية المتمثل في كونه حزب الله، والرافض لحزب الشيطان المتمثل في الآخرين، لكنه في النهاية يمكن القول، إنصافا له، أنه أكثر الاتجاهات الثلاثة قدرة على العمل السياسي وقابلية للتجاوب معه، وأنه كسب للديمقراطية أن يتاح لأنصاره إقامة حزبهم السياسي، على أن يكون ذلك في إطار مناخ ديمقراطي كامل، وحرية كاملة في تكوين الأحزاب وإصدار الصحف والتعبير عن الرأي.
أما الاتجاه الثاني ( الثوري) فهو أخطر الاتجاهات الثلاثة وإن لم يكن أقواها تأثيرا، وهو يتميز بعدة سمات واضحة، أولها في فئات السن المتراوحة بين الخامسة عشر والخامسة والثلاثين، وندرة توجد أعضاء يتجاوزون هذا الحد الأعلى من العمر، وثانيها تركيزه على الطلاب في المدارس الثانوية والجامعات لعوامل متعددة، منها توافر فرص التجمع، وانعدام المسؤولية تقريبا، وإمكانية استغلال الاحباط الاجتماعي نتيجة التناقض بين طموح العمر الحرج وتطلعاته المادية والمعنوية، وبين الواقع شبه المغلق اجتماعيا وطبقيا وسياسيا، وثالثهما وهو أهمها، تفرغه للمحتوى الفكري لمعتقداته التنظيمية، وقصر هذا المحتوى على جناحين، هما الرفض كمنطلق والسلطة كهدف، مع استبعاد أي قضايا أخرى تحتمل الجدال أو الخلاف، وهو منهج يمكن انتقاده من الخارج، لكنه يبدوا شديد التماسك، للدائرين في فلكه، فما دام كل شيء مرفوضا، فلا جدوى من مناقشة التفصيلات، وما دام التغير مطلوبا فلا جدوى في أي أسلوب آخر غير الاستيلاء على السلطة كهدف وحيد، وما دام الاستيلاء على السلطة هو الهدف، فالعنف هو الأسلوب الوحيد، والتنظيم المسلح هو السبيل الأوحد.
أما الاتجاه الثالث ( الثروي) فهو في تقديري أقوى الاتجاهات الثلاثة لكونه غير منظور، وهو اتجاه يؤدي تجاهله إلى حلقة مفقودة عند تحليل واقع التيار السياسي الإسلامي في مصر، والواقع أن هذا الاتجاه يتحرك بمنطق أكثر عصرية، وأكثر قدرة على تحقيق أهدافه في ذات الوقت.. وهو بحكم تكونه أكثر تعاطفا مع الاتجاه التقليدي، وإن كان لا ينتمي إليه لعدة أسباب أهمها، أنه يتحرك في فلك أكثر اتساعا، ويرتبط بمصالح أكثر تحديدا وينتمي للإطار أكثر من الجوهر، ويرتبط بالمصلحة أكثر من ارتباطه بالعقيدة، وهو بحكم وضعه المالي يعزف عن المشاركة في الحياة السياسية بصورة مباشرة ولا يرى في النهاية في التيار التقليدي إلا ( عاملا مساعدا) يساعده على التفاعل الكيماوي، لكنه لا يظهر في الطرف الآخر من المعادلة الكيمائية، ومن ناحية أخرى فإنه يحمل للاتجاه الثوري عداء عميقا، عاكسا بذلك الصراع الدئر في المنطقة بين تيارين إسلاميين حاكمين لدولتين في المنطقة، أحدهما ثروي والآخر رادكالي.
لقد استغل هذا التيار مناخ الانفتاح الاقتصادي في مصر، واستطاع السيطرة على مجموعة من المؤسسات المالية التي تمثلت في بعض البنوك والمصارف الإسلامية،وبعض شركات توظيف الأموال، واستطاع من خلال هذه المؤسسات، ومن خلال ثروات أعضائه تكوين وتمويل بعض المشروعات ذات الأهمية الحيوية لأي اتجاه فكري، مثل المطابع، ومثل تأسيس دور النشر التي تشتري الإنتاج الثقافي للمؤلفين بأسعار خيالية لربط اتجاهاتهم الفكرية بها، بل ويتعاقد معهم مقدما على الكتابة في موضوعات ذات طابع ديني لضمان ( أسلمة) توجيهاتهم المذهبية في المدى القصير، ومثل المساهمة في تأسيس الصحف والمجلات المرتبطة بهذا الاتجاه سواء دخل مصر أو خارجها، مع التعاقد مع كبار الصحفيين والكتاب للعمل بها، لربط مصالحهم الاقتصادية بالاتجاهات الواضحة والمعروفة للمؤسسين، ولم يتردد أنصار هذا الاتجاه في العمل على محاور أخرى مؤثرة، مثل دعم مرشحي الاتجاه الإسلامي في الانتخابات العامة، بحيث يبدوا الأمر وكأنه مشاركة أخوية ( داخلية)، كما استطاعوا بذكاء شديد استخدام أساليب الإعلان عن المشروعات التي يشاركون فيها، في التأكيد على مفاهيمهم ( السياسية) وفي التشكيك في ذات الوقت في المفاهيم السائدة، فربح البنوك الإسلامية حلال طيب، ونشاطها لا ربا فيه ولا ( ريبة)، والتعامل مع مؤسسات الدولة المالية المتمثلة في بنوك القطاع العام وشركات التأمين وغيرها يلوث المال ويسلب الأمن، ويدفع الجمهور إلى ( المطالبة) بفتح أبواب المشاركة ( الإسلامية) لتطهير أموالهم، وبالطبع فإنه من المنطقي تصور اشتراط الديانة الإسلامية في العاملين بهذه المشروعات، بل تجاوز ذلك إلى اشتراط ( التدين)، وتجاوز شرط حسن الخلق لدى المعاملات إلى اشتراط الحجاب الإسلامي، وأمسك عن الاستطراد في تفصيلات كثيرة حول أساليب هذا الاتجاه الحديث التكوين القوي التأثير مؤكدا أنه يكاد يكون هو ( اللوبي) ( جماعة الضغط) المدني الوحيد الموجود والمؤثر في المجتمع المصري من خلال إجادة استخدام الثروة وذكاء التوجيه لها إلى هدف محدد، ينتظر مناخا سياسيا ( ودوليا) ملائما.
يتبع...
عزمت بسم الله،
من أسف أن نرى مصر التي تعتبر مهدا للحضارة الإنسانة، تسقط في أدي السلفية الوهابية، ويتحقق ما تنبأ به الدكتور فرج فوده المغتال من قبل الإسلاميين، الانتهازيين الواثبين إلى الحكم على أكتاف شباب الثورة المصرية، التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، فاعتلى السلطة رئيس أشد خطورة من السابق، لأنه أعطى لنفسه شرعية مستمدة من الله تعالى، ومن الوهابية السلفية الذين إذا دخلوا بلدا أفسدوه وجعلوا أعزة أهلها أذلة، ويسعون في الأرض فسادا، فهم يبيحون قتل كل من يخالفهم في الرأي والعقيدة، ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة. قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه: كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ(8)اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ(10). التوبة. صدق الله العظيم.
وصدق الدكتور فرج فوده الذي كان أول ضحية قتل ظلما وعدوانا لأنه يخالفهم الرأي في الحكم.
فإليكم أعزائي من كتابه ( قبل السقوط) ما تنبأ به الدكتور فوده رحمه الله تعالى.
التناقض:
من الغريب أن أستعرض الاتجاهات الثلاثة السابقة يصل بنا إلى نتيجة محددة وهي أن هذه الاتجاهات تملك ( مجتمعة) عناصر القوة الأساسية الثلاثة، قبول الفكر، وقوة العنف، وسطوة المال، إلا أنها في المقابل تعاني من نقطة أساسية، وعي افتقاد ما وضعته لك بين قوسين وهو كونها مجتمعة.
إن الاتجاه التقليدي بحرصه على رفع شعارات عامة يصعب التحاور معها أو نبذها، وتسهل المزايدة عليها، مثل أن ( القرآن دستورنا والرسول زعيمنا والموت في سبيل الله أحلى أمانينا)، ويطرحه أيضا بعض المقولات التي لم يسمح للمفكرين بمناقشتها وتفنيد محتواها من حيث أن ( الإسلام مصحف وسيف ودين ودولة...إلخ)، وبتجنبه الدخول في أي تفصيلات حول البرنامج السياسي، وبغياب الاتجاهات المناوئة له مثل الاتجاه الناصري نتيجة ( قصور) الصيغة الديمقراطية، أو الاتجاه العلماني نتيجة ( نكوص ) الأحزاب الديمقراطية، إنما يمثل أحد أكثر الاتجاهات الفكرية قبولا لدى الأغلبية.
أما الاتجاه الثوري، فقد استطاع أن يحقق هدفه المرحلي والمتمثل في التلويح بسيف الإرهاب للحاكم أو للمفكر، والتأكيد على امتلاكه لأقوى إمكانيات إحداث التغير العنيف من خلال التنظيمات المدنية، خاصة وأن العنف الذي يطرحه صعب المقاومة، لصعوبة التنبؤ به من ناحية، ولتبعثره في جزر صغيرة متناثرة، بل وإمكانية حدوثه بصورة فردية، من ناحية ثانية، ولأنه من ناحية ثالثة يخلط بين الإرهاب والعقيدة، الأمر الذي يبح معه الاغتيال جهادا والموت استشهادا، والسجن سبيلا إلى قصر في الجنة.
يتبع/...
أما الاتجاه الثالث فحسبك دليلا على قوته أن حامي حماه وراعي أفراده في فترة الحكم السابق كان ينظر إليه في الداخل والخارج على أنه المتحكم الأوحد في مصير الاستثمار والمستثمرين في مصر.
لعلي هنا أستطيع أن أفسر للقارئ ذلك التناقض الواضح بين الإحساس العميق بقوة التيار السياسي الديني، وبين القصور الواضح في تحقيقه لهدفه النهائي، وتفسير هذا التناقض أن عناصر القوة كلها متوافرة، وهو ما يعطي الإحساس، لكنها متنافرة، وهو ما يحاول دون تحقيق الهدف، وبين التوافر والتنافر تتجلى رحمة الله بعباده.
ولا زال السؤال مطروحا:
أعود بعد المقدمة السابقة إلى طرح السؤال الذي بدأنا به هذا الفصل، والذي يمكن أن يطرح على مرحلتين، المرحلة الأولى، لماذا ؟ أي ما هي الأسباب التي دعت إلى تنامي التيار السياسي الإسلامي بهذه الدرجة من القوة ؟ والمرحلة الثانية، لماذا الآن ؟ أي التساؤل عن مبررات حدوث هذا التنامي في فترة السبعينات وأوائل الثمانينات، وفي تقديري أنه يمكن الجمع بين بعدي الفعل والزمن عند عرض مبررات الفعل في داخل إطارها الزمني.
مذكرة تفسيرية:
يمكن حصر مبررات تنامي قوة التيار الإسلامي السياسي باتجاهاته المختلفة في عشرة عناصر، تمثل في مجموعها ما يمكن أن يسمى بالمذكرة التفسيرية لظهور التيار الديني كقوة سياسية مؤثرة في السبعينات وأوائل الثمانينات، وهذه المبررات هي:
1. الهزيمة والبحث عن الجذور.
2. غياب القضية الوطنية.
3. الأزمة الاقتصادية.
4. الانتحار الساداتي.
5. السماح الديمقراطي.
6. القوة الأعظم وخطأ القياس.
7. الصراع بين التيارين الروي والراديكالي.
8. الأحزاب الجبهوية.
9. أخطاء المعالجة.
10. مناطق الحوار المحرمة.
يتبع/...
1 ـ الهزيمة والبحث عن الجذور: دفعت هزيمة 1967 العقل المصري، بل العقل العربي كله، إلى مراجعة قاسية مع النفس، وفرض حجم الهزيمة أن تتناول هذه المراجعة إعادة طرح الاختيارات التي كان من المعتقد أنها قد حسمت في نهاية القرن التاسع عشر، وعلى رأسها الاختيار بين نظام الحكم الإسلامي السلفي، ونظام الحكم الأوربي، وهو الاختيار الذي تمخض عن الأخذ بالأسلوب الثاني يصورة تدريجية بعد الحملة الفرنسية، بدءا باختيار المصريين بقيادة عمر مكرم لحاكمهم ممثلا في محمد على، وانتهاء بالاتصال الوثيق بالحضارة الغربية في عهد إسماعيل، وكان من الطبيعي بعد الهزيمة أن يبرز اتجاهان فكريان، أولهما يدعو إلى مواجهة العدو الإسرائيلي بمزيد من معرفة المعلومات عنه، وبمزيد من التأقلم مع حضارة العصر، ليس فقط من خلال مظاهر الحضارة، بل بالأخذ بجوهرها، ممثلا في احترام العقل وتقدير العمل وإعلاء قيمة الإنسان، أما الاتجاه الثاني فقد رأي أن الهزيمة لم تكن للإنسان المصري أو القيادة المصرية، بقدر ما كانت هزيمة لتبني المصريين للاختيار الغربي، وقد ساعد على تقوية حجة المساندين لهذا الاتجاه أن إسرائيل نفسها كيان ديني في الأساس، أو على الأقل كيان يرى في الدين والقومية وجهان لعملة واحدة، وأن هذا لم يمنعها من أن تهزم جميع هذه الدول، وفي ذلك الزمن الوجيز، وبهذا القدر من الإهانة والامتهان، وأنه من الواجب أن تواجه إسرائيل بنفس السلاح، وهو التوحد ( الإسلامي) في مواجهة الغزو ( اليهودي)، خاصة وأن تاريخ الدولة الإسلامية في عهد الرسول حافل بالمواجهة مع اليهود، إلا مقولة مضمونها، أن الله قد تخلى عنا حين تخلينا عنه، وأنه من الضروري أن يتجمع (المسلمون) في أنحاء الأرض لمواجهة ( أعداء الدين)، ولتحرير ( بيت المقدس) أول القبلتين، ومرفأ الإسراء بالنبي العظيم، وهكذا، تهيأ المسرح السياسي لظهور التيار الإسلامي الثوري لأول مرة، وعودة التيار الإسلامي التقليدي لاحتلال موقعه، ومن الملاحظ أن عودة التيار السياسي الإسلامي للظهور في الساحة السياسية قد حدثت في جميع الأقطار العربية بلا استثناء، الأمر الذي يؤكد وحدة رد الفعل، كما أن ذلك كله قد حدث في السنوات القليلة التالية للهزيمة، الأمر الذي يؤكد ارتباط عودة هذا التيار بالهزيمة كرد فعل مباشر وتلقائي لها. ومن المؤكد أن المتصدرين لقيادة هذا التيار قد أدركوا أن الديانة اليهودية تمثل بالنسبة لدولة إسرائيل دورا قوميا بجانب دورها الديني، الأمر الذي دفعهم إلى رفع شعارات تؤكد على ( القومية الإسلامية)، مثل ( حيث يكون المسلم يكون الوطن)، ( لا من أجل وطن خرجنا، لا من أجل أرض قاتلنا، نحن جند الله)، ( يا " دولة الإسلام" عودي).
2 ـ غياب الوطنية: لهذا السبب أهمية كبيرة، تدفع به إلى الصدارة كواحد من أهم الأسباب من ناحية، ولكون معالجته أحد بدائل الحلول الممكنة للخروج من أزمة تنامي التيارات السلفية، فالملاحظ أن هناك علاقة عكسية بين تزايد الإحساس بالقوة الإقليمية، وبين نمو التيارات السياسية الإسلامية، والملاحظ أيضا أن الإحساس بالقومية الإقليمية يبلغ أقصى درجات المد ( وبالتالي تعاني التيارات السياسية الإسلامية أقصى درجات الانحسار)، في مواجهة احتلال بالدخل أو عدو خارجي يهدد الحدود الإقليمية بصورة مباشرة، ولعل ذلك أحد الأسباب التي تفسر تراجع التيار السياسي الديني خلال ثورة 1919 ، وبدء تواجده لأول مرة بصورة تنظيمية مع أول انحسار للقضية الوطنية، نتيجة ما تم الحصول عليه من مكاسب استقلالية في معاهدة 1936، ومن المؤكد أن طرح البديل القومي العربي وربطه بالخطر المباشر على الحدود الشرقية من إسرائيل، والخطر الغير مباشر من قوى ( الإمبريالية العالمية)، قد ساهم إلى حد كبير في تراجع هذا التيار ( بالطبع إضافة إلى أسباب أخرى) وذلك في الفترة من 1954 حتى 1967، حيث كان حجم الهزيمة أكبر من أي تصور لإمكانيات المواجهة بالأسباب التقليدية، دون إحداث تغير جوهري في أسلوب الحياة والحكم، وهو الأمر الذي ساعد التيار السياسي الديني على الحركة والنشاط، على الرغم من تأثره سلبيا بالقضية الوطنية التي طرحها الاحتلال، وهو التأثير الذي انحسر تدريجيا بعد 1973.
يتبع/...
عزمت بسم الله،
بعد غياب طويل عن مواصلة نقل ما تنبأ به الدكتور فرج فوده رحمه الله تعالى، عن حكم الإسلاميين، الذي ظهر في الأشهر الأولى من حكمهم في مصر، فقد تدهورت الأوضاع فيها، وأخاف أن تمر مصر على ما مرت به الجزائر في التسعينات، فقد شهدت سنوات من الفتن والتقتيل والذبح للأبرياء من أجل الحكم، لما كادت الجبهة الإسلامية أن تستولي على الحكم، وصدق الدكتور في تنبئه، وهذا الذي جعلني أعود لأنقل من كتابه (قبل السقوط)، ما يلي:
إن غياب الوطنية التي تجمع المصريين جميعا، وتوحد جهودهم، وتقفز بهم فوق مفهوم التمايز الديني أو التمايز بالدين ، هو أخطر ما يشغل بال الساسة حاليا، فالمجتمع المصري لم يتقبل بسهولة أن تصبح القضية الاقتصادية بديلا للقضية الوطنية، بالرغم من إلحاحها على حياته اليومية، وهي من وجهة نظره قضية ( فنية) في الأساس، وربما فسر الكثيرون، وأنا منهم، عزوف أغلبية المصريين عن العمل السياسي بغياب القضية الوطنية الواضحة كسبب أول ورئيسي، والمشتغل بالحياة السياسية اليوم، لابد وأن ينظر بعين الحسد إلى الزعماء السياسيين لمصر في فترة الاحتلال، حيث تكفل الاحتلال ذاته بتعبئة جهود المصريين، وأمانيهم في اتجاه واحد ومحدد، كما أنه ساعد تلقائيا على تكوين ( الزعامة)، ودفع بها لكي تلعب دورها ( الطبيعي) في المعادلة السياسية المصرية، ذلك الدور الذي يكاد أن يكون خصيصة مصرية، ربما وجدنا تأصيلا لهذا في جذور الفرعونية في نفوس المصريين، وحتى لا يتصور أحد أنني أدعو إلى الديكتاتورية أو أنني أتبنى مفهوم المستبد العادل، وهو ما لم يخطر على بالي، فإنه من المناسب أن أوضح للقارئ، أنني أتصور أن مصر يمكن أن تقدم نموذجا فريدا للمواءمة بين مفهوم الزعامة والأخذ بالأسباب الديمقراطية إما من خلال تبني الزعيم للديمقراطية أو من خلال التحول بمفهوم الزعيم إلى مفهوم ( الرمز) الذي تلتف حوله الأمة، ولعل النموذج الواضح على التصور الأول يتمثل في ( سعد زغلول)، بينما يتمثل التصور الثاني في الخمس سنوات الأولى من حكم الملك فاروق، وقت أن لم يكن هناك أي غبار عليه، ووقت أن حال صغر سنه بينه وبين تدخله المباشر في الحكم، وقتها عاش المصريون فترة من أسعد فترات حياتهم السياسية لإحساسهم بالاتفاق العام حول رمز الأمة، يشتعل وجدانها بحبه والالتفاف حوله، وفي مثل هذه الفترات التي يتزامن فيها وضوح القضية الوطنية مع وجود الزعامة أو الرمز، يمكنك أن تفتش عن التيار السياسي الديني فلا تجد له أثرا، ويمكنك أن تعيش بسهولة على إمكانيات الإبداع والتقدم في الشخصية المصرية، في ظل درجة عالية من الإحساس بالقومية الإقليمية، ولعل السؤال المطروح في الساحة السياسية اليوم والذي يمثل تحديا للساسة المصريين، هو: ما هي القضية التي يمكن أن تصلح نموذجا لقضية وطنية تلهب مشاعر المصريين القومية، وترتفع بهم فوق الفتن الطافية ودعاوي الارتداد السلفية، وتلتف بهم حول زعامة يفرزها الموقف، أو حول رز تأتي به الأحداث؟ .. ولست أدعي أنني أملك الإجابة الصحيحة، وإنما أوضح أن ما أتصوره ليس أكثر من اجتهاد أتمنى أن أجد الفرصة لعرضه ومناقشته في كتاب آخر حتى لا أتفرع إلى قضية جانبية بالنسبة للموضوع الذي نناقشه، وإن كانت أساسية في منظور الحياة السياسية المصرية ككل.
يتبع...
المتحدي للقرآنيين محمد البقاش يرى أن القرآن غير مبين، ويحتاج إلى (السنة) لتبينه.
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ.
دعوة للتبرع
أخلاق السنيين .!!: علي عمر سكيف : هل أنت حقير إلى هذه الدرج ة ...
للتى هى أقوم : أريد شرح لهذا المقط ع من الاية ، ( إِنَّ...
ذكر الله فى كل وقت: هل يجوز أن اذكر اسم الله فى التبو ل والتب رز ؟...
بورك فيكم ..: قرأت كتابك عن مراحل الطفو لة كما جاءت فى...
more
الأستاذ الفاضل / ابراهيم دادي السلام عليكم ورحمة الله ، نشكرك على هذه المقالات للدكتور فرج فودة والتعليق عليها .
كان الدكتور فرج فودة رحمه الله بحق من المفكرين المستنيرين الذين كان تفكيرهم يسبق ويفوق تفكير أقرانهم في العصر المتواجدين فيه .
فكثير مما ناقشه في كتابه من مشكلات نعاني منها ويعاني منها العالم الإسلامي هذه الأيام فقد تكلم في هذه الجزئية من كتابه عن تطبيق الحدود وأن الحكمة من تطبيقها لكي تكون رادعة لا لتكون عادة يعتاد الناس عليها .
ونرى في بعض الأحيان أن تطبيق الحدود يكون للإنتقام والتسلط وتخويف المخالف في الرأي .
ففي بلد كالسودان وباكستان على سبيل المثال لا الحصر هل منعت الشريعة انحطاط هذه الدول وانهيارها ؟ وهل جعل تطبيق الجلد والرجم منهم بلاد العدل والمساواة والحرية والتقدم فى العالم؟
ألا يعي مسلمي اليوم هذه الدروس ويتعلموا ويدركوا أن البعد عن روح الإسلام وهجر القرآن الكريم ليس فيه إلا الضياع والهلاك .
شكرا لك أستاذنا الكريم .