السلطان قايتباى بين التدين والظلم والجشع.

آحمد صبحي منصور Ýí 2012-08-12


 

كتاب ( المجتمع المصرى فى ظل تطبيق الشريعة فى عصر السلطان قايتباى):دراسة فى كتاب ( إنباء الهصر بأبناء العصر ) للمؤرخ القاضى ابن الصيرفى .

 الباب الأول : طوائف المجتمع المصري في ظل تطبيق الشريعة السنية فى عصر السلطان قايتباى

الفصل الثالث : السلطان قايتباى بين التدين والظلم والجشع.

المزيد مثل هذا المقال :

السلطان قايتباى الرجل الورع 

1 ــ والسلطان قايتباى كان مشهوراً بالتدين ومشهورا في نفس الوقت بالظلم. يقول ابن الصيرفي عن تدين السلطان قايتباى :( وفي الواقع فسلطان مصر الملك الأشرف أبو النصر قايتباى- نصره الله- سلطان عظيم شجاع فارس معدود من الفرسان، دينِّ عفيف الفرج لا يلوط ولا يزني ولا يسكر وله ورد في الليل من صلاة وقيام".).أى تميز السلطان قايتباى عن غيره من السلاطين والأمراء المماليك بأنه لا يقع فى الزنا ولا فى الشذوذ الجنسى الذى كان سائدا وقتها فى ظل حماية الشريعة السنية و سكوتها عنه . بل إنه يقوم الليل يصلّى ويقرأ الأوراد الصوفية على المعتاد وقتها .

2 ـــ ترى ماذا كان يفعل ذلك السلطان الورع بعد أن ينتهى من صلاته وقيام الليل وقراءته للأوراد ؟ لنبحث عن الإجابة من خلال ما كتبه ابن الصيرفي نفسه.

جشع السلطان قايتباى

1 ــ كان قايتباى يجبي ضرائب متنوعة، منها مكس البضائع- الجمارك، زكاة الدولة، وما كان يجبي إذا حضر مبشر بفتح حصن، وما يجبي من أهل الذمة، ما يجبي من التجار عند سفر العسكر إلى الحرب وعند وفاء النيل، ضمان القراريط من كل ما يباع من الأطيان بنسبة 2% من ثمن البيع حتى لو تكرر بيع الأطيان في الشهر الواحد، ثم ما يؤخذ من أهل الشرقية من الخيل والجمال والبقر إذا سرحوا للصيد في بركة العباسة.

2 ـ وبالإضافة إلى ذلك كان السلطان الحق في الحصول على هدايا (إجبارية) أو بتعبير عصرنا "تبرع إجبارى" وكيف يكون تبرعاً ويكون إجبارياً في نفس الوقت؟ هنا المأساة والملهاة أيضاً فى حكم العسكر قديما وحديثا حيث تستوجب السلطة سلب الثروة طوعا أو كرها. في شهر شعبان سنة 874 جاءت للسلطان تقدمه (أى هدية قدمت له) مقدارها مائتا ألف دينار .

وكان يكفي للسلطان أن يشير من طرف خفي لتنهال عليه الهدايا (الإجبارية).. ففي يوم الاثنين 22 ذى القعدة 875 كان السلطان يتنزه على ساحل بولاق وهناك سأل عن بيت ابن مزهر وهو كاتب السر، وفي الصباح التالى جهز ابن مزهر للسلطان هدية من السكر المكرر عشرة قناطير ومن الأغنام السمينة عشرين خروفاً، ولولا الرغبة والرهبة ما تكلف كاتب السر كل هذا..

3 ـ وكان السلطان يأخذ (الهدايا) لكى يطلق سراح المساجين السياسيين، ففي 7 ربيع الأول 875 أطلق السلطان سراح الأمير خاير بك الذى كان دوداراً في سلطنة الظاهر تمربغاً وذلك في مقابل عشرين ألف دينار، وكان الذى توسط في الصفقة المحتسب يشبك الجمالى وناظر الجيش.

السلطان قايتباى يصادر التركات ويأكل أموال اليتامي:

1 ـ وكان السلطان الورع يلتهم التركات ويأكل أموال اليتامي ظلماً.

عندما مات الأمير يشبك جن 875 أخذ السلطان خيوله وجماله ومماليكه ويرقة ، ( أى عتاده الحربى) وكل متاعه . يقول ابن الصيرفي "وهكذا شأن الزمان". وعندما مات الأمير بردبك البجمقدار 875 بالشام بعث السلطان الأمير قجماس ليستحوذ على تركته وتركة داوداره أبى بكر وكان قد توفي هو الآخر، ووصل الأمير قجماس للقاهرة يوم الأحد أول جماد الثاني 875 ومعه تركة الاثنين، يقول ابن الصيرفي "فبلغنى أن النقد خاصة أربعون ألف دينار خارجاً عن القماش والصوف والسنجاب والسمور والقاقل والبعلبكي وهو شيء كثير جداً، وكذلك الذهب المزركش". وفي نفس اليوم الأحد أول جماد الآخر 875 حضرت بنت خوند شقرا للسلطان لتصالح على تركة زوجها فردها السلطان إلى حيث جاءت منه، فركبت أمها خوند شقرا إلى الداودار الكبير وسألته في أمر بنتها فرضى عنها السلطان بشرط أن تدفع عشرة آلاف دينار . فامتنعت . فأمر السلطان بمصادرة كل التركة وجئ بالتركة للسلطان ليراها. ثم قرر السلطان في يوم الخميس 5 جماد الآخر اهداء كل التركة إلى الدوادار الكبير، وفي النهاية تم الصلح بينها وبين السلطان في شعبان 875 على أن تدفع للسلطان عشرين ألف دينار وتأخذ تركتها".

2 ـ وواضح أن السلطان كان يعتبر نفسه شريكاً ووارثاً في التركة على أساس أنه رئيس المماليك وسيدهم ، ولذلك كان بعضهم يتقرب للسلطان بإفشاء أسرار تركات الغير، ومن ذلك أن الأمير تغري بردى قريب السلطان كان عينا للسلطان على الدودار الكبير، وبعد موت الداودار الكبير في الشام عين السلطان قريبه تغري بردي في الاستادرية الكبرى، يقول المؤرخ ابن الصيرفي في تعليل ذلك:  "وكيف لا وهو يسد الوظيفة ويطلعه على أموال أستاذه وذخائره وودائعه" أى كان يطلع السلطان على كل أموال الداودار الكبير مما سهل على السلطان أن يحصل عليها بعد موت الداودار، وكافأ تغري بردى بالوظيفة الكبري، أما ابن الداودار الكبير الذى كان طفلاً فقد ضاعت حقوقه.

3 ـ وإذا كانت للسلطان المملوكي حجة في مصادرة تركات أتباعه من المماليك فكيف نجد له حجة في سلبه لتركات أعيان المسلمين ؟.

التاجر ابن سويد ت 873 من أعيان مصر القديمة ، وكان فقيهاً تاجراً ترك مالاً كثيراً . وقد أخذ السلطان من الأولاد الورثة ستة آلاف دينار. وتوفي في نفس العام حسن بن بغداد شيخ أعراب الغربية بمحلة مرحوم وكان لديه مال جزيل، يقول ابن الصيرفي عن ورثته "وأخذ السلطان منهم ما أرضاه".

وتوفي التاجر ابن كرسون يوم السبت 6 ربيع الآخر 875 وخلف ولداً وبنتاً وزوجة ومالاً كثيراً، وكان ذلك التاجر معروفاً بالتقوي وإخراج الزكاة في موضعها، ويقول ابن الصيرفي عما حدث لتركته "واختلف الناس في أمره ، فمن قائل أن السلطان ختم على الموجود ( أى صادر التركة كلها ) ، ومن قائل أن السلطان لم يتعرض له ولكن ناظر الخاص- أى القائم على رعاية أملاك السلطان- لابد له من شيء ( أى لا بد أن ينال شيئا من التركة ) فإنه يتعلل على ورثته بأن في جهته مالاً من جهة المكوس ، ( أى عليه ضرائب من الجمارك ) ، والله أعلم.") أى لابد من سلب التركة بأى طريق. ومعناه أن زبانية السلطان كانوا يشاركونه في نهب أموال اليتامى ظلماً بعد وفاة عائلهم. وقد توفي الشيخ كمال الدين النويرى 873 وخلف من الذهب النقد تسعمائة دينار، وقد أخذ الوزير منها سبعمائة دينار خالصة غير ما أخذه مباشرو أرباب المواريث على حد قول ابن الصيرفي.

4 ـ وحين يتباطأ الوارث في دفع ما عليه للسلطان من تركته كان يتعرض للضرب والإهانة.. فالأمير قاسم إبن جانبك ماتت زوجته وتركت له بنتاً وأوصت له بأشياء ، فأخذ حصته وأخذت البنت حصتها وحملوا حصة بيت المال للسلطان. وقيل للسلطان فى ذلك أشياء فأمر السلطان بإحضار قاسم بن جانبك ومعه التركة بتمامها وكمالها، فتباطأ قاسم في الحضور فأرسل إليه السلطان الشرطة فأحضرته في الحديد. يقول ابن الصيرفي : ( فلما تمثلوا به بين يد السلطان- نصره الله- سأله عن التركة ، فأجاب جواباً نابياً خشناً ، فغضب وأمر بضربه بالمقارع، فتباطأوا في حل أزراره ، فرسم بشق أثوابه فشقوها ، وضرب مقارع ..، وسجن حتى يقوم للذخيرة ( أى لخزينة السلطان ) بما يرضى صاحبها".)

5 ــــ وكان بعضهم يتفنن في إخفاء أمواله حتى إذا مات تمتع بها الورثة بعيداً عن علم السلطان، والسلطان من ناحيته كان يلعب معهم لعبة القط والفأر فلا يتردد في اعتقال المقربين للمتوفى ليدلوه على المستور من تركته. ففي عيد الأضحى سنة 885 اعتقل السلطان شاباً صغيراً هو ابن يحيي الأنصاري وقد مات أبوه، والسبب أن أخاه الكبير ذكر للسلطان أن أباه ترك مالاً خبيئة عند ذلك الشاب، فطلبه السلطان وقرره فاعترف الشاب أنه وجد من تركة أبيه خاتماً من عاج مخروط وله فص منقور فوجد تحت الفص ورقة مكتوب فيها "ذخيرتي في مكان كذا وأنكم تعطونها أو تقسموها بين أولادي النساء والرجال إلا ولدى الكبير فإنه أخذ حصته" وذكر الشاب أنه توجه فلم يجدها في المكان الذى ذكره، فاحتد السلطان عليه وأمر باعتقاله. ثم قام الشيخ ذكريا الأنصاري بالتشفع فيه عند السلطان فأمر السلطان بتحليفه فحلف الشاب أنه ما أخذ الذخيرة (التركة)، يقول ابن الصيرفي "ثم أطلقه السلطان بعد أن عدد له أموراً من كذا ، وأنه في كل ليلة يضيع خمسين ديناراً على الرحابية (مغنية مشهورة في ذلك العصر) وأمثالها والله المستعان، وأخبار الناس عند هذا السلطان معروفه مضبوطة فنسأل الله الستر والسلامة ونعوذ بالله من كلام العدا واختلافهم".

وهذا يعني أن للسلطان شرطة سرية كانت تراقب الورثة وأحوالهم وماذا كانوا قد خبأوا عن السلطان شيئاً.. وكثيراً ما يدفع الورثة الصغار الثمن حبساً بعد أن يضيع السلطان أموالهم.

وفي يوم الاثنين 8 صفر 875 هربت زوجة المباشر بالبحيرة عندما علمت بوفاة زوجها حتى لا يستولى السلطان على التركة، فأمر السلطان باعتقال ولدها الصغير الذى ليس لها سواه وعمره أقل من عشر سنوات، يقول ابن الصيرفي "ورسم عليه لأجل أخذ المال". أى كان السلطان يقوم الليل يصلى ويقرأ القرآن ويرتل الآيات التى تجعل أكل مال اليتيم كالذى يأكل النار في بطنه.. ثم يختم بسجن الأيتام إن لم يساعدوه على أكل أموالهم بالتى هى أحسن.

السلطان قايتباى يصادر أموال الأحياء:

1 ــ والسلطان الورع قايتباى كان يصادر أموال الأحياء بالإضافة إلى أموال اليتامي والأرامل..ففي يوم الأربعاء 17 رجب 876 أمر السلطان بمصادرة ممتلكات ابن زوين كاشف- أى والى ـ الغربية، يقول في ذلك مؤرخنا "وارسل السلطان إلى الغربية بالحوطة على موجود ابن زوين الكاشف بها من صامت وناطقُ أحضروه فأخذ أحسنه ورد عليه أخسه".

2 ـ وبعضهم كان يحتال لإخفاء أمواله أو النفيس منها حتى لا تضيع كلها في المصادرة إذا حصلت، وكان السلطان يلعب معهم نفس اللعبة فيحتال للحصول على كل الأموال الظاهرة والخفية، فقد أمر السلطان باعتقال عبد كان للاستادار زين الدين كما أمر باعتقال سكرتيره عبد الوهاب وباعتقال جاريته قمر، وكان السبب في اعتقال الثلاثة هو إرغامهم ليدلوا على الأموال المخبأة عند زين الدين الاستادار، وظل الجميع في السجن عدة أشهر حتى تم إطلاقهم في عيد الفطر 876.

سجن الضحية للحصول على أمواله:

1 ـ وقد ترتبط المصادرة للمال بالمصادرة للحرية، أى السجن. ففي يوم الثلاثاء 21 جماد الأول 876 أمر السلطان بالقبض على صيرفي جدة ، واسمه ابن عبد الرحمن وأمر بأن يؤخذ منه عشرون ألف دينار، والسبب في سجن الصيرفي المسكين أن السلطان أراد اقتراض عشرة آلاف دينار من إحدي السيدات كانت أماً للمحتسب وشاهين والى جده، وقد طلب السلطان من المحتسب وشاهين والى جده التوسط لدى هذه السيدة ليقترض منها العشرة آلاف، ولكن السيدة اعتذرت وأظهرت العجز والفقر، فغضب السلطان وأمر باعتقال صيرفي جده ، وطلبه في خلوة ليعرف منه أسرار ومدخرات والى جده، ولما لم يحصل منه على طائل صادر منه عشرين ألف دينار. وابن الصيرفي بعد أن ذكر الحكاية قال يدافع عن السلطان دفاعا هزيلا مضحكا : "وفي الواقع فهذا السلطان آخر الملوك العادلة فإنه خوّل المحتسب وشاهين في البلاد المصرية والحجازية".!!

2 ـ ولم يقتنع السلطان باعتقال صيرفي جده، فقد جاءته معلومات بأن المحتسب وزوجته وشاهين نائب جده وأم أستاذهم الصاحب جمال الدين قد وضعوا أيديهم على جواهر وأموال وتقاسموها، فهدد السلطان الموظفين الآخرين الذين لهم اتصال بالموضوع، وهدد السيدة فأرسلت للسلطان خمسة آلاف دينار فردها إليها، وحدث الجفاء بين السلطان والمحتسب بسبب ذلك.

3 ـ وسبق القول بأن المحتسب يشبك كان مشهورا بالظلم وبالتدين أيضا . ومن مساوىء أى دين أرضى أنه يقوم على ظلم الله جل وعلا وظلم البشر. 

اجمالي القراءات 20423

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الإثنين ١٣ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[68306]

من مساوىء أى دين أرضى أنه يقوم على ظلم الله جل وعلا وظلم البشر.

من مساوىء أى دين أرضى أنه يقوم على ظلم الله جل وعلا وظلم البشر.


هذه حقيقة يؤكدها التاريخ الماضي والحاضر لأن التدين الذي صنعه المسلمون في تاريخهم الطويل في معظمه كان يظلم رب العالمين ، لأنه يعتمد على التزوير والكذب والتدليس وقلب الحقائق ، وأعتقد أن أي إنسان يجرؤ على ظلم رب العالمين فلابد أن نتوقع منه ظلم العباد


ومن الملفت للنظر هنا في هذه الجزئية من الكتاب أن قايتباي كان متدين حسب ما كتبه ابن الصيرفي ، وحسب ما قرأته في هذه الجزئية وبتحليل عقلي لطريقة وأسلوب التأريخ والمنهج الذي اتبعه ابن الصيرفي نرى أنه يصف تدين قايتباي تفصيلا بنفس الطريقة كما يصف ظلمه وجشعه واستغلال نفوذه ، والشاهد هنا أن المؤرخ استعمل نفس الاسلوب في وصف المتناقضات وصف التدين والظلم والجشع بنفس الوضوح والتفصيل وبنفس اسلوب الكتابة الشفافية الواضحة للقاريء ، وهذا يعني أن قايتباي كان يتعمد إظهار تدينه أمام الناس ، وكان يتعمد إشاعة اهتمامه بشعائر الدين لدرجة أن ابن الصيرفي يعلم أنه يقيم الليل ويقرأ وردا ليلا


وكل هذا من وجهة نظري أعتقد انه مقصود ومتعمد من قايتباي لكي يشاع عنه أنه متدين وقد حدث ولولا اشاعة هذا ما اهتم به ابن الصيرفي وأرخ له كما أرخ تماما لظلمه وجشعه واستبداده وسرقة حقوق الأيتام وفرضه النسب على المبيعات وكل هذه التفصيلات


ولو قمنا بمقارنة سريعة في العصر الحاضر لوجدنا ان الرئيس مرسي فعل نفس الأمر بعيد وصوله لقصر الرئاسة كان الشغل الشاغل للإعلام متابعته وهو يصلي وهو يخطب بعد الصلاة وهو يبكي في الحرم ، وهو يدعو حراسه لصلاة الفجر ورغم عدم علمي بأنه فعل هذا بقصد او بدون قصد أو فعله من يريد إظهاره بصورة الرئيس المتدين إلا أنه حدث وتكرر نفس الحدث الذي كان مع قايتباي


وهنا تتجلى قيمة الجملة الأخيرة فيما كتبه الدكتور منصور (من مساوىء أى دين أرضى أنه يقوم على ظلم الله جل وعلا وظلم البشر. )


والملفت للنظر أيضا والفارق الكبير بين ابن الصيرفي كمؤرخ وبين احمد صبحي منصور أن ابن الصيرفي كان يكتب سلبيات وإيجابيات الحاكم دون تعليق ودون إبداء رأي فيها مهما كان التناقض صارخا بين السلبيات والايجابيات حتى لو استغل الحاكم الدين للضحك على الناس فإنه يسير في نفس الطريق دون تعليق


وهذا ما تعلمناه من أحمد صبحي منصور إعمال العقل وتدبر كل ما نقرأه ومحاولة التعقيب عليه وإبداء الرأي فيه حتى نكون شهداءؤ على عصرنا ، وحتى لا نقرأ ما كتبه السابقون بدون وعي وبدون تعقل وتفكر ولكي نستفيد من أخطاء السابقين حين نقرأ ما فعلوه وما كتبوه عن أنفسهم ونضح لعقولنا حيزا ولو صغيرا لنقد هذا التاريخ وعدم تقديسه لنستفيد ولكي نحكم على تاريخنا وواقعنا ونستنبط ما يمكن أن يحدث لنا حين يتكرر ما فعله الحكام في عصرنا الراهن ..


وسؤالي الأخير هنا : هل مصر مقبلة على عهد شبيه بعهد قايتباي .؟ 


2   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الإثنين ١٣ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[68310]

التاريخ يعلم من يرغب فقط في التعلم

السلام عليكم لقد ورث المصريون ــ الحكام منهم والحاشية على وجه الخصوص ، والعامة بوجه عام ــ هذا الدرس جيدا عن قيتباي ، فهم يفصلون بين عبدة وأداء بين سلوكهم الخالي من الورع والتقوى ، فعلى مستوى الرؤساء تراهم يحرصون على اداء صلاة الجمعة والأعياد ، بين الناس وبالطبع الكاميرا لا تفارقهم !! وبين السلوك والعمل ،الخالي من كل ما تنتجه العبادة من تقوى !!!!!!!!!!!! فكم من شاب مات قتيلا من آثار التعذيب وكم من شركة أفلست ، لأنها لم تدفع القربان الذي طلبه منها الرئيس وحاشيته ، وهذه آفة المسلمين اليوم بصفة عامة يتباهون بينهم بصلاة الفجر، وآداء الزكاة، والحج والعمرة ، بصفة متكررة ، لكن يعودون بعد أداء العبادات دون تقوى أو ورع يظهر في سلوكهم ، وفي منتجهم !!


لكن قايتباي كان تخصصه الدقيق صراحة في تتبع الورثة ، من خلال شرطة سرية كانت تراقب الورثة وأحوالهم!! . وكثيراً ما يدفع الورثة الصغار الثمن حبساً بعد أن يضيع السلطان أموالهم، فماذا كانت نهايته ؟ هل استطاع أن يستتمتع بكل ما امتلكه من أموال .، هل خلده ماله ، هل يستطيع أن يفتدي نفسه يوم القيامة بما امتلك من ذهب ومال ، وكذلك مبارك ، ماذا فعلت له أموله وهو رهين السجن .. أصبح حديثا بين سكان العالم قاطبة ؟!!! لكن التاريخ يعلم من يرغب في التعلم فقط ..وصدق الله العظيم إذ يقول : {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً }النساء9


3   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الثلاثاء ١٤ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[68317]

الهدايا مقابل إطلاق سراح المساجين السياسيين فقط

لقد استحدث قايتباي أشياء اختص بها فالهدايا في مقابل إطلاق السراح، هو ما يسمى في عرفنا اليوم كفالة هل لها أصل في الموروث العربي ؟ ام أن له السبق في سن هذه السنة : "  فيأخذ (الهدايا) لكى يطلق سراح المساجين السياسيين، ففي 7 ربيع الأول 875 أطلق السلطان سراح الأمير خاير بك الذى كان دوداراً في سلطنة الظاهر تمربغاً وذلك في مقابل عشرين ألف دينار، وكان الذى توسط في الصفقة المحتسب يشبك الجمالى وناظر الجيش"


وهل يعني هذا أن التهم السياسية كانت تحاك لأخذ الهدايا فقط ، وكلما زاد الساجين من هذا النوع   ،  زادت هدايا السلطان قيتباي ، وكان غير مضطرا  لانتظار الورثة  !!!


4   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ١٤ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[68318]

ضريبة التركات في الماضي والحاضر..

 عندما نقرأ للدكتور منصور فإننا نمسك بخيرط التاريخ فيس الماضي ونستمر بها حتى نصل إلى الحاضر ..


ومما جاء بهذا المقال أن السلطان قايتباى كان يستولي على مواريث وتركات الموتى ويأخذ قسطا كبيرا لنفسه رغم أنف الورثة .


وإلى يومنا هذا مازال هذا قانونا من قوانين الدولة المصرية .. فهناك مادة من قانون التركات تنص على أن من حق الدولة تستولي على ستون بالمائة من تركات المتوفي ، وخصوصا الاموال النقدية ، ولهذا عندما يموت أحد المصريين يكون أهله في فزع شديد من أن تستولي الدولة على قدر كبير من تلك التركات . يجلأ أهل الميت إلى الكذب والاحتيال والمراوغة للحصول على أموالهم من البنوك وخزائن الدولة بعد وفاة مورثهم ، وما هذا إلا امتداد للقانون الذي سنه قايتباى .


شكرا لك أستاذي العزيز والسلام عليكم ورحمة الله


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5122
اجمالي القراءات : 57,035,573
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي