كارم يحيى يكتب : عمال 2011

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٢ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


كارم يحيى يكتب : عمال 2011

 

مقالات الثورة وميدان التحرير (19)

تميزت الثورة التونسية الملهمة عن شقيقتها المصرية بوجود ودور التنظيم العمالي ” الإتحاد العام للشغل” . ومع ذلك كان العمال المصريون في قلب ثورتهم . وكما تعودوا على مدى نحو ستين عاما من غياب تنظيماتهم المستقلة وفي مواجهة النقابات المزيفة وإتحادها العام الملحقين بحزب السلطة وبجهاز أمن الدولة خاضوا في القلب من ثورة 25 يناير نضالات شعبهم . استشهدوا وجرحوا وتصدوا لآلة القمع بأجسادهم العارية .و لولا تصاعد الاعتصامات و الإضرابات وشمولها أنحاء البلاد منذ يوم 8 فبراير و انتقال الحالة الثورية الى أعتاب العصيان المدني الشامل لما جرى الإعلان عن رحيل الدكتاتور “مبارك” مساء 11 فبراير.وهذا فضل للعمال لا ينكر.

اليوم وفي ميدان التحرير و في أول احتفال لمصر بعيد العمال بعد رحيل “مبارك ” يحق للعمال المصريين بنضالاتهم المجيدة التي تمتد الى نهاية القرن التاسع عشر أن تعبروا عن أنفسهم كطبقة لها مصالحها الاجتماعية والوطنية . تنظم نفسها في نقابات ديموقراطية  مستقلة متعددة وتنتزع الإضراب حقا صريحا يجب أن يتضمنه بلالبس أي دستور للبلاد . من حقها بعد طول حرمان أن يكون لها حزبها أو أحزبها و أن تلتقي كافة كياناتها التنظيمية الحرة في إتحاد. من حقها أن يتفاوض ممثلوها الحقيقيون المنتخبون ديموقراطيا من أجل  أجور كريمة عادلة و علاقات عمل أكثر إنسانية . ومن حقها أن تمتلك وسائل إعلامها الحقيقية المستقلة من صحف و قنوات تليفزيون .

وهنا فإن مصالح الطبقة العاملة تلتقي تماما مع حلم بناء مصر دولة مدنية ديموقراطية ترعى العدالة الإجتماعية و سياسية وطنية في الإقليم.وفي التاريخ والحاضر والمستقبل ما يسمح بالتمييز بين تضحيات ووطنية الطبقة العاملة المصرية وبين خيانة الوطن والديموقراطية وكل القيم الحضاريةعلى أيدي أعداء العمال من رموز الرأسمالية التابعة ورجال أعمال الفساد والنهب حلفاء كل مستبد.

اليوم يجب أن تسقط كل أخطاء وخطايا تأميم الصراع الطبقي بدعوى التحالفات الوطنية . فهذه التحالفات لا يمكن بناؤها بحق من دون الإعتراف بهذا الصراع و بحق الجميع في تنظيماتهم النقابية والسياسية المستقلة والديموقراطية . وهذا درس تاريخنا الحديث.

اليوم نتذكر شهداء طبقتنا العاملة في ساحة الصراع الوطني والإجتماعي . نتذكر إعدام “خميس والبقري ” في7 سبتمبر 1952 بعد محاكمة عسكرية. ونضم صوتنا الى المطالبين بإعادة التحقيق في هذه الجريمة النكراء .و نعمل معا كي لا تتكرر مأساتهما أبدا بعد 25 بناير 2011.

كارم يحيى ـ صحفي بالأهرام  في 1 مايو 2011

@ مقالات “الثورة وميدان التحرير”و” الأهرام .. تمرد في الثكنه”و”الشبيهان : سيرة مزدوجة لمبارك وبن على “و مقالات ودراسات أخرى عن الصحافة والسياسة المصرية على موقع جريدة “البديل” الالكتروني

اجمالي القراءات 2555
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق