حب الموت و كره رائحته:
رسالة من الله حول الموت والحياة

شادي طلعت Ýí 2008-09-29


كنت أكره ركوب الطائرات ذلك لأنني أعتبر نفسي في عداد الأموات وقت إقلاع الطائرة و أعتبر وصولها بسلام بعث للحياة من جديد ، إلا أنني ذات مرة و أنا في الطائرة كنت جالسآ بجوار النافذة و تجلس بجواري إحدى زميلاتي في مهنة المحاماة و علمت منها أنها لأول مرة تركب الطائرة فقلت لها ألا تريدين الجلوس بجوار النافذة ، فوجدتها تريد فتركت لها مقعدي و الحقيقة أنني لم أترك لها مقعدي لأنها كانت تريد ذلك و لكن من باب الدعابة كنت أريد أن أرى الخوف في عينيها و هي تنظر من نافذة الطائرة ، إلا أنها لم تخاف ! و لم ترتجف للحظة ! بل كانت تنظر من النافذة و كأنها نافذة بيتها في الطابق الثاني أو الثالث ! و بعد وصول الطائرة صارحتها بما كان في نفسي و أبديت لها تعجبي من عدم خوفها و جرئتها على النظر من النافذة ، فقالت لي و لماذا أخاف ؟ و مما أخاف ؟ و سألتني ما هو أسوأ شئ متوقع حدوثه ؟ فقلت لها سقوط الطائرة أو إنفجارها ثم الموت .. فقالت لي و أنا لا أخشى الموت و بما أني لا أخشى الموت فلن أخشى طريقة الموت سواء كانت في البحر أو الجو أو البر !!!
ردها كان عجيبآ و له أثره في نفسي و ظللت أفكر في كلامها حتى وصلت إلى منزلي و ركبت المصعد حتى أصعد إلى شقتي و سألت نفسي كنت أكره ركوب الطائرات أليس ركوب المصعد أو الأسانسير مثل ركوب الطائرات بل قد يكون أخطر من ركوب الطائرات فقد ينجوا ركاب الطائرة في حال سقوطها و لكن هل ينجو من هم بالمصعد الذي يهوى و يتساقط فجأة ! إن إحتمالات النجاة من سقوط المصعد تكاد تكون معدومة و مع ذلك كنت أركب المصعد في اليوم مرتين أو أكثر ذهابآ و إيابآ إلى شقتي دون أن أضع في حسباني أن المصعد يمكن أن يسقط بي و دون أن أضع في حسباني أن نهاية حياتي قد تكون في مصعد يسقط بي فيقضي على حياتي ، و بدأت أمر بحالة غريبة حالة اللاخوف من الموت و التي على أثرها قد لا تخشى أشياء أخرى كثيرة من مصاعب و مآسي الحياة و التي تنتهي بأكبر مأساة و هي مأساة الموت ! و ظللت فترة طويلة لا أخشى الموت حقآ حتى وصلت إلى مرحلة تمني الموت فعلآ و كنت شغوفآ بتحقيق رغبتي هذه ، و فجأة و بلا أي مقدمات و بعد منتصف الليل في يوم صعب واتتني آلام بالمعدة علمت بعدها أنها كانت نتيجة تسمم قد تعرضت له ! و الواقع أن الألم كان شديد كان يشعرني بأن ألم البطن هو أبشع ما يمكن أن يلاقيه الإنسان من عذاب وقتها تمنيت الموت و لكن بدون هذا العذاب و لكنني توقفت أمام عدة أمور كان علي أن أنجزها أو على الأقل أن أبدأ فيها ! فطلبت من الله أن لا يقبض روحي قبل أن أنجز ما تركته من أعمال إعتمادآ على أن العمر لا زالت به بقية ! و ذهبت في غيبوبة نتيجة شدة الألم ، و وجدت نفسي أستيقظ صباح اليوم التالي و أنا لا أصدق نفسي أن الألم قد زال عني و أنني قد شفيت ! و حمدت الله على أنه مد في عمري و بدأت في التخطيط لإنجاز ما كنت قد أهملته إعتمادآ على طول العمر الذي لم يعد له أمان بعد التسمم الذي تعرضت إليه ، و بدأت في إنجاز ما فاتني من أعمال مخلصآ في عملي أشد الإخلاص و متسرعآ في أدائه طالبآ من الله أن أنهي الأولويات التي ورائي أولآ قبل أن توافيني المنية ، فرائحة الموت كانت تقترب مني بدون سبب كان الحديث عن الموت يأتي أمامي حتى في الأفراح !! و كنت في هذه الفترة أتوقع الموت في أي لحظة ! إلا أن كل شئ و له وقته و كل عمل له بداية و له نهاية و وقت لا يمكن تخطيه مههما حاوالت الإسراع في إنجازه .
المهم أنني ظللت لفترة طويلة أعمل كل شئ بسرعة خوفآ و ترقبآ من قدوم الموت حتى حدثت معي حادثة غريبة داخل غرفة نومي و على فراشي .

فلدي في غرفتي منظر طبيعي كبير معلق على الجدار طوله مترين و عرضه حوالي 180 سنتيمترآ و الخطورة أن هذا المنظر ليس ورقيآ و لكنه مصنوع من سجاد و داخل برواز زجاجي سميك و يشاء الله أن أضع فراشي تحت هذا البرواز الزجاجي و في توقيت معين و أنا مستلقي على فراشي إذ بهذا البرواز الكبير يتكسر فجأة إلى قطع زجاجية أشبه بالسيوف و تنزل فوقي و أنا على فراشي و تخترق الإسفنج من حولي و كأنني عامل سيرك يقف ليتلقى السيوف من حوله دون أن يصيبه أذى و بالفعل لم يصيبني أذى و أنتفضت من على فراشي و أنا أتسائل لماذا إبتعد الزجاج عني ؟! لماذا لم يخترق جسدي ؟! لماذا لم أموت ؟! و لماذا حدث ما حدث و أنكسر الزجاج و أنا على الفراش ؟!
هل هذه رسالة من الله ؟ قد تكون و لكن ما المقصود بها ؟ لا أعلم ..
بعد ذلك أخرجت الزجاج كله أمام باب شقتي و في مرة زارني أحد أصدقئي فوجد زجاجآ كثيرآ شكله كالسيوف يصيب من يراه بالخوف فسألني عن مصدره فقصصت عليه القصة ، فقال لي كان لا بد لك أن تفدي بفدية فأنت كنت ستصبح في عداد الأموات و لكن الله قد أنجاك فعليك صدقة يجب أن تؤديها لفوزك بالحياة مرة أخرى .
قد يكون صديقي محقآ و لكنني قد فهمت ما حدث معي بطريقة أخرى فهمت الرسالة .

فهي " رسالة من الله " يقول لي فيها لا تفكر بالموت سواء بالهروب منه أو بالسعي إليه فهذا أمر ليس من شأنك .

اجمالي القراءات 24660

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27490]

تمنى الموت

أخى شادى - اولا حمد لله على سلامتك من السيوف الزجاجية ،ومن التخلص من الخوف من مجىء  الموت ،لأنه هو القوة الحقيقية التى تواجه بها مصاعب الحياة ،وفساد المفسدين وبطش الطغاة المستبدين  ... وفى الحقيقة هناك آيات قرأنية عظيمة تعبر عن كل مرحلة من مراحل مقالتك القيمة .فا لأولى (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [التوبة : 51]...والثانية ---(قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ [يونس :والثالثة  ...


مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [العنكبوت : 5] .ومرة آخرى حمدا لله على سلامتك ....


2   تعليق بواسطة   شادي طلعت     في   الإثنين ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27507]

سؤال لــ د . عثمان محمد علي

أشكرك أولآ على تعليقك الثري حقآ  و لكني أريد أن أعرف رأيك بمسألة الفدية لأي شخص كان معرض للموت ثم أنجاه الله و هل هي واجبة أم لا ؟ حتى و إن كان هذا الشخص ساعيآ إلى الموت ؟


3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27508]

اخى الكريم الأستاذ - شادى

أخى الكريم انا لست فقيهاً(ههههههه) .وكما تعرف أن الموضوع بسيط فالصدقات والإنفاق فى سبيل الله للفقراء والمحتاجين لا ترتبط بأ سباب معينة ، والآلية المتحكمة فيها هى  القدرة على الإنفاق التى يحكمها قول الله تعالى (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً [الطلاق : 7] . وأعتقد أن من سعى إلى الموت فعليه الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ،وليتقرب إلى الله بالإستغفار والعبادة الخالصة لله رب العالمين .. وليعلم دائما أن منحنى الإيمان دائما فى تذبذب بين الصعود والهبوط ،فليعمل على صعوده أكثر من هبوطه ،وعلى الله التوكل والقبول .


4   تعليق بواسطة   مصطفى فهمى     في   الأحد ١٩ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[28530]

الفرق بين المشيئة و العلم الإلهى

أخوتى شادى و عثمان (مع حفظ الألقاب)


إقرءوا بحثى ضمن مقالات (أصدقاء أهل القرآن) المنشور اليوم 19-10-2008 بعنوان "المشيئة و العلم الإلهى و القضاء وتشكل القدر و مدى الاختيار فى الحياة الدنيا" فقد يكون متضمنا الإجابة


مصطفى فهمى


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-11-20
مقالات منشورة : 309
اجمالي القراءات : 3,633,807
تعليقات له : 79
تعليقات عليه : 228
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt