( وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) ( لقمان 5 ، النمل 3 )

آحمد صبحي منصور Ýí 2023-12-23


مقدمة :

 كتب لى بعضهم : ( أحد أصدقائك المناضلين معك من ( جيل السبعينيات ) هجر النضال الذى إشتهر به أبوه ، ورضى فى النهاية أن يكون كومبارس فى مسرحية الانتخابات ضد السيسى . وهناك آخرون من معارفك أيضا تراجعوا . متى ستتراجع أنت أيضا وتهلل للسيسى ؟ وهل أنت مختلف عنهم ؟) . أقول :

أولا :

1 ـ فى عنفوان مبارك وفى إضطهاده لى وأهلى بسببى لم أتراجع ، ولم أتوقف عن إنتقاده ، وابنى الأكبر محمد لعن مبارك فى مؤتمر علنى كان يسجله أمن الدولة . وتعرضت للسجن مرتين مع المطاردة الأمنية والمحاربة فى لقمة العيش . ولم أستسلم ولم أهادن ، وكنت صاحبا وصديقا لكل المناضلين أستضيفهم فى ندوتى الأسبوعية ( رواق ابن خلدون ). وظللت هكذا الى أن هربت بحياتى لاجئا لأمريكا ، لأواصل الطريق .

2 ـ مع إحترامى للحرية الشخصية لمن تراجع فأرى أن الفارق بينى وبينهم فى الايقان باليوم الآخر، وبالقرآن الكريم وحده حديثا ، وحتمية الموت .

2 / 1  ـ إن القرآن الكريم هو الحق اليقين. قال عنه جل وعلا  : ( تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)الحاقة ) ( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) الحاقة).  

2 / 2 : والموت هو اليقين . قال جل وعلا :

2 / 2 / 1 : للنبى محمد عليه السلام : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) الحجر ).

،2 / 2 / 2 : وسيرى كل منا عند الموت أنه ( حق اليقين )، قال جل وعلا عن لحظة الاحتضار ( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)  الواقعة ).

2 / 2 / 3 :  ويوم القيامة سيعترف أصحاب الجحيم بالموت ( حق اليقين ) سيقولون :( لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)  المدثر ).

2 / 3 : والقرآن الكريم واليوم الآخر كلاهما ( لا ريب فيه ) .

2 / 3 / 1 : والموقنون باليوم الآخر المؤمنون بالكتاب الذى لا ريب فيه هم المتقون المفلحون فى قوله جل وعلا : ( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5)  البقرة )

2 / 3 / 2  : وهم المحسنون المفلحون فى قوله جل وعلا :  ( الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) لقمان )

3 ـ ليس هناك منطقة وسطى فى موضوع الايقان باليوم الآخر . إما إيمان كامل باليوم الآخر ، وإما عدم الايمان به . نرجو تدبر قول الله جل وعلا : ( طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) النمل )

4 ـ وليس هناك أيضا توسط فى موضوع الايمان بالقرآن الكريم وحده حديثا . وهناك إرتباط بين الكتاب الكريم واليوم الآخر ، فكلاهما لا ريب فيه ، وآيات كثيرة تربط بينهما ، مثل الايات الكريمة السابقة .  

5 ـ ينشغل محبو الدنيا بالتنافس والتكاثر فى حطامها ، لا يوقنون بالآخرة التى سيرونها عين اليقين وعلم اليقين . قال جل وعلا يعظهم :( أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ (2) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوْنَهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) التكاثر )

6 ـ إن اليقين باليوم الاخر لا يعنى مجرد الايمان بما جاء عنه فى القرآن الكريم فقط حيث إن الله جل وعلا وحده هو مالك يوم الدين وإنه لا شفاعة لبشر وأنه يوم القسط الأعظم ، ولكن أيضا أن يتجلى اليقين باليوم الآخر فى سلوكك فى حياتك الدنيا ، بمعنى أن تؤثر الآخرة على الدنيا ، لا تكون مثل من قال عنهم رب العزة جل وعلا : ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)  الأعلى ).

7 ـ الذين لا يوقنون باليوم الآخر ويؤثرون الدنيا على الأخرة تتغير مواقفهم ومواقعهم حسب مصالحهم . فى موضوعنا هنا يصل بعضهم الى إقتناع بأن مصلحته أن يوافق النظام وينافقه ، وأن الشعب الذى يناضل من أجله راض مستسلم ، أى لا يستحق النضال من أجله ، خصوصا وقد بلغ الشيخوخة ، ويريد الراحة والأمن . أما الذى يوقن بالآخرة تمتد نظرته الى اليوم الأخر ، فهو يناضل ويجاهد ليس فى سبيل الدنيا ، بل فى سبيل الرحمن جل وعلا ، وطلبا للخلود فى الجنة. وهو بيقينه فى اليوم الآخر يرى إن كل عذابات الدنيا لكل البشر لو وقعت على رأسه فى دنياه فهى لا تساوى لحظة عذاب فى الجحيم ، وأن كل نعيم الدنيا للبشر جميعا لو صارت له فى حياته الدنيا فلا تعدل لحظة نعيم فى خلود الجنة .

8 ـ عند إشتداد الاضطهاد يدعو ربه جل وعلا :( أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ) ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ )،  يا من : ( يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) إكشف السوء عنا وانتقم ممن ظلمنا.!  ويستعين بالصبر والصلاة : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة ). قلبه يطمئن بذكر الله جل وعلا :( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الرعد ). يعيش راحة البال فى الدنيا ثم فى الجنة : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)  محمد ) ، هذا بينما المنشغل بالدنيا وصراعاتها يعيش ضنكا مهما بلغت ثروته وسلطته . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) طه )

9 ـ الآخرون يرون الموت يحصد الناس حولهم ولكنهم يتصرفون كما لو كانوا سيعيشون بلا موت ، يتصارعون فى سبيل حُطام زائل ، لا يدركون أن كل ما سيحصلون عليه مهما كثُرــ فهم بالموت ــ تاركوه ، ولن يأخذوا معهم سوى كتاب أعمالهم الذى لن يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وسيجدونه حاضرا. قال جل وعلا :  ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49) الكهف ).

10 ـ لا يدركون أن هذه الحياة الدنيا ليست قصيرة فقط بل هى زمن متحرك ، كل فرد يدخل قطار هذه الحياة فى محطة الولادة ويغادرها فى محطة الموت ، وهو قطار لا يتوقف ولا يتمهل ، أى كل منا فى حياته الدنيا يبدأ العدُّ التنازلى لموته بمجرد ولادته ، قال جل وعلا : ( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ )   (11) فاطر )، كل دقيقة تمضى من عمرك تقترب بك الى موعد موتك ، وتسقط من كتاب عمرك المحدد ليتم تسجيلها فى كتاب أعمالك ، فيتناقص عمرك بمقدار ما يتم تسجيله فى كتاب أعمالك . وهكذا الى أن تأتى لحظة الاحتضار ويتم توفية عمرك ورزقك وكتاب أعمالك ، فتهبط من قطار الحياة فى محطة الوفاة ، وتعود نفسك الى البرزخ الذى جاءت منه .

11 ـ إذا أضعت عمرك تؤثر الدنيا ولا توقن بالأخرة ستصرخ عند الاحتضار حيث لا يسمعك من حولك . قال جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون ). لا تأجيل للموت ولا مهرب منه . قال جل وعلا يعظ المؤمنين كى يكونوا بالآخرة موقنين : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) المنافقون ).

12 ـ لا يعنى هذا الزهد فى الدنيا ، بل أن تكون سعيا فى الخير للفوز بالجنة .

11 / 1 : قال جل وعلا فى مقارنة بين أهل التقوى وأهل الدنيا  : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)  النور ). أهل التقوى يسعون فى الدنيا بالخير ، ولا تُلهيهم عن رضا الله جل وعلا تجارة ولا بيع مع إنهم يتاجرون ويبيعون ويرتزقون بالحلال ، وينفقون مما يرزقهم الله جل وعلا ، يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار،وينتظرهم الجزاء بالخلود فى الجنة . الصنف الآخر الذى إنهمك فى الدنيا وإنشغل بها عن العمل للآخرة ستضيع أعماله الصالحة ، فسيحبطها الله جل وعلا وستكون سرابا وهباءا منثورا .

11 / 2 : وقد قال أهل العلم لقارون : ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)  القصص )،  

أخيرا :

نحن نوقن بالآخرة ونؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا وننتظر الموت ونرجو لقاء الله جل وعلا ، وفى حياتنا هذه ندعو الله جل وعلا : ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) البقرة ) ونرجو فضله فى الدنيا ورحمته فى الآخرة ، ومهما نلقى   من أذى فهو فى سبيله جل وعلا الذى لا يضيع أجر من أحسن عملا .

2 ـ هذا هو الاختلاف بيننا .

اجمالي القراءات 1300

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   حمد حمد     في   الأحد ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94957]

حفظكم الله جل وعلا ونصركم وثبتكم على هذا الإبتلاء العظيم


تحية لك أيها المعلم الصبور لقد تعلمت من هذا المقال كيف الإنسان المؤمن الصادق  يجاهد ويصبر ويجالد على أن يظفر بما هو أعظم وأكبر من حطام هذه الدنيا الزائلة وهي جنة الخلد كل ذلك نابع بالإيمان الصادق باليوم الأخر( وهم بالآخرة هم يوقنون) ، لأول مرة أعيش هذه الآية يقينا نعم ليس هناك منطقة وسطى في موضوع الإيقان باليوم الآخر. إما إيمان كامل باليوم الآخر وإما عدم الايمان به، وكذلك ينطبق على الإيمان بالقرآن الكريم.وكل ذلك يترجم إلى أفعال وليس مجرد لغوا ويترجم في سعيك في هذه الدنيا الفانيه. حفظكم الله جل وعلا دكتورنا المحترم وبارك الله في عمرك وعلمك وجهادك في سبيله وجمعنا معكم في جنة الخلد. 



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94958]

شكرا جزيلا استاذ حمد ، وجزاك الله جل وعلا خيرا، وأقول :


بغض النظر عن المدح الذى لا أستحقه فقد أوجزت المقال فى سطور قليلة. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4985
اجمالي القراءات : 53,495,981
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي