معسكر الشّر فى العصور الوسطى : ( منطقة نجد ) : ( 3 )

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-04-06


معسكر الشّر فى العصور الوسطى:( منطقة  نجد ): ( 3 )

مقدمة :

1 ـ  الويل للبشر إذا قامت بغزوهم قوة بدوية صحراية تحترف القتل والسلب والنهب بشعار دينى تجعل قتالها فريضة دينية  يدخلون بها الجنة . هكذا فعلت منطقة ( نجد ) بما حولها ومن حولها. كانت قبائلها تغير على الحجاج غارات ( علمانية ) بدون شعارات دينية ، ثم تكونت منهم دولة دينية ( مؤقتة ) بإسم القرامطة ، إتسعت ونشرت الإبادة الجماعية فى الخليج ومدن وقرى الشام والعراق ( نفس المناطق التى خربتها داعش الوهابية فى عصرنا ) . ثم ظهرت الدولة السعودية فى قرية نجدية وحملت الدعوة الوهابية وتوسعت بها فى نجد ثم ما حولها الى الحجاز وغيره ، ونشرت القتل والتخريب فى الشام والعراق  ( نفس المناطق التى خربتها داعش فى عصرنا )، إلا إن عصرنا أتاح لداعش أن تصل الى أبعد ما وصلت اليه الدولة السعودية الأولى  وبإنتشار الوهابية ( التى تحمل إسم الاسلام وتتناقض معه ) فستظل الحركات الارهابية تقض مضاجع العالم ، وتقتل الأبرياء والمستضعفين فى الأرض .

2 ـ عرضنا لجذور الوهابية تاريخيا فى كتابنا المنشور هنا ( الحنبلية ـ ام الوهابية ـ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) وعرضنا لوحشية الوهابيين فى الدولة السعودية فى كتابنا (الدين الوهابى المعاصر: تأسيسه فى نجد وإنتقاله الى مصر) فى الفصل الثانى : قراءة فى كتاب :( عنوان المجد فى تاريخ نجد ) للمؤرخ الوهابى عثمان بن بشر) وعرضنا (لمحة عن وحشية الوهابية فى تأسيس الدولة السعودية الراهنة ) فى كتاب : ( نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية ) . وعرضنا لقتلهم النساء والأطفال تحت عنوان ( تثقيف البدو ليكونوا اخوانا يقتلون النساء والصبيان ) ( تحول الجهاد الوهابى لمذابح حقيقية للأطفال والنساء ) وهذا فى كتابنا : ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية فى القرن العشرين ).

3 ـ الدين الوهابى يستحل قتل الجميع من غير الوهابيين ، حتى لو كان وهابيا وخالفهم سياسيا. وفى إستحلالهم قتلوا حوالى المليون من الأبرياء فى الجزيرة العربية والشام والعراق فى مذابح مسكوت عنها فيما بين 1745 الى 1930 . كانوا مسلحين بالسيف والرمح ثم ببنادق بدائية . ماذا لو كانوا مسلحين بالأسلحة الحديثة ؟ أو اسلحة الدمار الشامل . هذا يجب أن يقض مضاجع العالم لو وصلت اسلحة الدمار الشامل الى يد داعش واخواتها. .!

4 ـ لن نعيد ما كتبناه ولكن نضيف تحليلا يخص موضوعنا عن منطقة ( نجد ) بؤرة الارهاب العلمانى والدينى فى العصور الوسطى :

 

أولا : بين أعراب نجد وخلفاء قريش

1 ـ قلنا فى كتابنا ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين) إنهم بدلوا الاسلام كفرا بفتوحاتهم ( الشيطانية ) التى تناقض تشريع الاسلام ، وأنهم أكثر من هذا رفعوا إسم الاسم فى جريمة ينكرها الاسلام . وقد إستخدموا الأعراب جنودا فى الفتوح ، ثم خرج عليهم الخوارج فيما يعرف بالخوارج. وهناك إختلاف بين الخوارج والخلفاء القرشيين . خلفاء قريش قصروا القتل على المقاتلين وسبى ذراريهم ونسائهم ، ولكن لم يتعرضوا للفلاحين والحرفيين والقائمين على جباية المال . وسخروهم فى العمل لديهم. إختلف الحال مع الأعراب البدو ( الخوارج ) إذ كانوا يستبحون دم الجميع . ومعظم أولئك الخوارج كانوا من قبائل ربيعة سكان نجد. وأرهقت ثورات الخوارج الدولة الأموية والدولة العباسية فى عصرها الأول.

2 ـ تركزت الأضواء على الأقاليم الحضارية العراق والشام ومصر وآسيا وشمال أفريقيا فعادت  ( نجد ) الى بداوتها . ولكن كان منهم من يخدم جنودا فى الدولة العباسية ، ثم جاء الخليفة المتوكل العباسى ومنع تجنيد العرب . وترتب على هذا أن إحترف العرب قطع الطريق ، وهم الذين خربوا العمران المصرى فى سيناء وفى الساحل الشمالى لمصر . ولكن تأثيرهم كان أكبر  فى بلادهم التى تحتل المنطقة جنوب الشام والعراق ، وتسير فيها قوافل الحج بما تحمل من أموال . فبدأ قطعهم لطريق الحجاج ، وعادت الحرب من جديد بينهم وبين الخلفاء القرشيين ( العباسيين ). وكانت غاراتهم على الحجاج نوعين : غارات بدون شعار دينى ( نسميها علمانية) ، وغارات بشعار دينى ، قام به القرامطة . ونعطى تفصيلا:

ثانيا :  الغارات من الأعراب بدون شعار دينى :

لا نعفى خلفاء بنى العباس من المسئولين إذ بلغوا فى الفساد والانحلال وقتها الى مدى بعيد . ونتتبع ما ذكره المؤرخ ابن الجوزى الذى سجل أحداث العصر العباسى الثانى بالتفصيل . ونقتطف من تاريخه ( المنتظم ) أمثلة لأنواع الغارات الإعرابية بدون شعار دينى :

غارات يقع فيها قتل للحجاج :

1 ـ فى أحداث عام 361  يقول : ( وردت كتب الحاج بان بني هلال اعترضوهم فقتلوا خلقًاكثيرًا فتعطلالحج. ) أعراب بنى هلال هاجموا قوافل الحجاج وقتلوا منهم خلقا كثيرا .

2 ـ فى أحداث عام  478  : ( ..‏ أن قومًا وقعوا على حاج مصر فقتلوا خلقًا كثيرًا منهم وأخذوا أموالهم وعاد من سلم غير حج‏. )

3 ـ فى أحداث عام  563 : ( فمن الحوادث فيها أن الحـاج وصلـوا إلـى العـراق سالميـن فخرجـتعليهـم بنـو خفاجـة فـي طريـق الحلة فقطعوا قطعة من الحـاج فأخـذوا أموالهـم وقتلواجماعة  ‏.‏)

4 ـ وبعضهم إرتكب إثما فظيعا لإجبارهم على دفع الفدية . فى حوادث عام 403 قام الإعرابى أبو فليتة بنزح الماء من الآبار وطرح فيها الحنظل فى منطقة واقصة فى طريق الحجاج ، وإنتظر يرصدهم ثم حاصرهم  . يقول ابن الجوزى : (اعتقلهم هناك ومنعهم الاجتياز وطالبهم بخمسين ألف دينار فامتنعوا من تقرير أمره على شيء وضعفوا عن الصبر وبلغ منهم العطش فهجم عليهم فلم يكن عندهم دفع ولا منع ، فاحتوى على الجمال والأحمال والأموال ، فهلك من الناس الكثير وقيل‏:‏ هلك خمسة عشر ألف إنسان ولم يفلت إلا العدد اليسير .)

غارات يقع فيها سلب للحجاج بلا قتل :

1 ـ فى أحداث عام 405 : ( ورود الكتاب من البصرة بما جرى على حاج البصرة من اخذ العرب لهم علىثلاثة ايام من البصرة وانهم نهبوا وسلبوا وجاعوا  ).

2 ـ وتكرر هذا فى أحداث عام 423 .  

أخذ الفدية من الحجاج أو القائمين على أمور الحجاج :

1 ـ بعض قادة الأعراب كان يقوم بحراسة الحجاج بفدية عوضا عن قطع الطريق عليهم. ومنهم الأصيفر الإعرابى من أعراب المنتفق . فى أحداث عام 382 : أنه حاصر الحجاج وتم الاتفاق على دفع فدية له مقابل حراستهم فى الذهاب والعودة. وقد تبرع بنحو مليون دينار لإثنين من قُرّاء القرآن أعجبه قراءتهما للقرآن .  وخدع العباسيون الأصيفر وأعطوه دنانير مغشوشة وفى عام 384 حاصر الحجاج وطلب أن يعطوه الفدية لعامين قادمين .  وإستمر دفع الفدية له حتى عام 403 . 

2 ـ عام 379 :  ( ورد الخبر في المحرم بأن الجراح الطائي خرج على الحاج بين سميراء وفيد ونازلهم ، ثم صالحهم على ثلثمائة ألف درهم شيء من الثياب المصرية والأمتعة اليمنية فأخذه وانصرف )

3 ـ وفى عام 395 : طلب ابن الجراح الطائى فدية زائدة .

 الغدر بعد الفدية

بعض الأعراب الذين يتولون الحراسة كانوا يغدرون بالحجاج . حدث هذا على سبيل المثال:

1 ـ  فى عام ‏424 . مع حجاج البصرة : (وخـرج أهـل البصرة فخفروا فغدروا بهم ونهبوهم وارتهنوهم‏. ).

2 ـ  وفى عام ‏457 ، يقول ابن الجوزى : ( وفيهـا‏:‏ خـرج جماعـة من الحاج بحفر فعدوا بهم فرجعوا إلى الكوفة ) .

3 ـ  ابن الجوزى مات عام 597 ، آخر ما كتب فى المنتظم أحداث عام  574 ، قال عن بعض الأعراب (  ونـزل أكثرهـم في السفن فخرج عليهم عـرب فأخذوا أكثر الأموال وقتل منهم قوم .  ). ويقول عن نفسه وتجربته فى الحج عام 553 (‏ وحججـت فـي هـذه السنـة فتكلمـت فـي الحـرم نوبتين .. قيل لنا‏:‏ إن العرب قد قعدوا على الطريق يرصدون الحاج فحملنا الدليل على طريق خيبر .. )

أفظع إنتهاك للحجاج

ذكره ابن الجوزى شاهدا على عصره ، وهذا فى أحداث عام 545 : يقول عن الحجاج : ( فلما وصلوا إلى مكة طمـع أميـر مكـة فـي الحـاج واستـزرى بقيمـاز فطمعـت العـرب ووقفـت فـي الطريـق وبعثـوا يطلبـون رسومهم فقال قيماز للحاج‏:‏ المصلحة ان تعطوهم ونستكفي شرهم فامتنـع الحـاج مـن ذلـك  ) أى طمع فى الحجاج الشريف حاكم مكة ، كما طمع فيهم أيضا قبائل العرب . رفضوا لأن الحجاج كانت معهم قوة حراسة . وفى عودتهم قطع عليهم الأعراب الطريق . يقول ابن الجوزى : (  .. وكانـوا قـد وصلـوا إلـى الغرابـي فخرجـت عليهـم العرب بعد العصر يوم السبت رابـع عشـر المحـرم فقاتلوهـم فكثـرت العـرب ، فاخـذوا مـن الثيـاب والامـوال والاجمال والأحمال ما لا يحصى ، واخذوا من الدنانير ألوفًا كثيرة . فتحدث جماعة من التجار أنه أخذ من هذا عشرة آلاف ومن هذا عشرون ألفًا ومن هذا ثلاثون ألفًا وأخـذ مـن خاتـون اخت مسعود ما قيمته مائة ألف دينار ، وتقطع الناس وهربوا على اقدامهم يمشون في البرية فماتوا من الجوع والعطش والعري . وقيل‏:‏ ان النساء طين أجسامهن بالطين لستـر العـورة ومـا وصل قيماز إلى المدينة إلا في نفر قليل ).!

تعليق :

1 ـ المفترض أن هؤلاء يعرفون أن شريعة الاسلام تحرم التعرض للحجاج الذين يقصدون البيت الحرام ، وتحرم التعرض لحيوانات الهدى التى معهم ( المائدة 2 )   وأن من أكبر الكبائر قتل الانسان المسالم المؤمن ( النساء 93 ) وحتى فى ميدان القتال فإن الجندى المقاتل فى جيش معتدى إذا نطق بالسلام شعار الاسلام السلوكى فإنه يحرم قتله ( النساء 94) وأن هذا الجندى المقاتل فى جيش معتدى إذا إستجار بالمسلمين فعليهم إجارته وإيصاله الى مأمنه بعد أن يسمعوه القرآن الكريم ( التوبة 6 ).

2 ـ ولكن يظل الفارق بينهم وبين القرامطة الذين رفعوا شعارا دينيا هو التشيع . القرامطة توسعوا بهجومهم  لم يقتصروا على قطع الطريق على الحجاج بل كانوا يقتلون منهم ما إستطاعوا ، بل ووصلوا بغاراتهم الى العراق والشام يستبيحون قتل الجميع .

نبذة عن القرامطة : 

1 ـ شهد المؤرخ الطبرى فى أواخر حياته جانباً من فظائع القرامطة وسجلها فى الجزء العاشر والأخير من تاريخه فيما بين (286-302) هـ واستمرت فظائعهم بعد الطبرى بقرنين تقريباً حتى تغلب عليهم أعراب المنتفق.

2 ـ وكان القرامطة النجديون الأكثر وحشية فى استباحة الدماء والأعراض، ومن موقع المعاصرة والمشاهدة روى الطبرى بعض أخبار زعيمهم ، منها أنه خصص غلاماً عنده لقتل الأسرى المسلمين، وأنه استأصل أهل حماة ومعرة النعمان وقتل فيهما النساء والأطفال، ثم سار بعلبك فقتل عامة أهلها، وسار إلى سلمية وأعطاهم الأمان ففتحوا له الأبواب فقتل من بها من بنى هاشم ثم اختتم بقتل أهل البلد أجمعين بما فيهم صبيان الكتاتيب، ثم خرج عن المدينة وليس فيها عين تطرف، ونشر الخراب والدماء فى القرى المحيطة.  وهذه الوحشية فى قتل الأبرياء كانت تقوم على منهج فكرى أشار إليه النويرى فى حديثه عن التربية الفكرية لشباب القرامطة، كما أشار إليها الطبرى فى قصة واقعية لشاب اقتنع بالدين القرامطى وهجر أمه وأسرته مقتنعاً بالدين الجديد معتقداً استحلال الدماء.  (أخبار القرامطة فى تاريخ الطبرى: 10، 71، 77، 86، 94، 99، 107، 115، 116، 121، 128، 130، 135، 148، وفى نهاية الأرب للنويرى 25، 195: 227 وما بعدها ).

القرامطة فى تاريخ ( المنتظم ) لابن الجوزى

بعد الطبرى قام المؤرخ ابن الجوزى بتسجيل ما أخبار القرامطة فى تاريخه (المنتظم) . ونعطى أمثلة من تاريخ ابن الجوزى نرتبها حسب الموضوعات :

التوسع فى هجومهم على الشام والعراق :

1 ـ الهجوم على الرقة ( التى أصبحت فى عصرنا عاصمة لداعش فترة من الزمن ) . ذكر ابن الجوزى فى أحداث عام 290 أن القرمطى يحيى بن زكرويه هاجم الرقة وهزم الجيش العباسى . وهزم جيشا جاء من دمشق فى نفس العام . ويقول فى أحداث عام 360 : ( في شوال سنة ستين وثلثمائة فدخلوا دمشق في ذي القعدة من هذه السنة فقتلوا خلقًا ثم خرجوا إلى مكة فقتلوا واستباحوا. ). أى قتلوا دمشق ومكة مع الفارق المكانى بينهما. 

2 ـ ولم يذكر ابن الجوزى تفصيلات عن ضحايا دمشق والرقة لأن تركيزه كان على العراق. ونرى هذا فى سرده لإقتحام القرامطة للبصرة عام 311 ، تحت قيادة الشاب أبى طاهر الجنابى ، يقول : ( وورد الخبر في ربيع الآخر بدخول أبي طاهر سليمان بن الحسن الجنابي إلى البصرة سحر يوم الإثنين لخمس بقين من ربيع الآخر في ألف وسبعمائة رجل ، وأنه نصب سلاليم بالليل على سورها وصعد على أعلى السور، ثم نزل إلى البلد ، وقتل البوابين الذين على الأبواب ، وفتح الأبواب وطرح بين كل مصراعين حصباء ورملًا كان معه على الجمال لئلا يمكن غلق الأبواب عليه ، ووضع السيف في أهل البصرة ، وأحرق ( سوق ) المربد ونقض الجامع ومسجد قبر طلحة . وهرب الناس فطرحوا أنفسهم في الماء فغرق أكثرهم.  وأقام أبو طاهر بالبصرة سبعة عشر يومًا ، يحمل على جماله كل ما يقدر عليه من الأمتعة والنساء والصبيان.  وخرج منها بما معه يوم الخميس ). أى قتل وسبى وسلب .

3 ـ وفى عام 316 : ( فمن الحوادث فيها‏:‏ أن أبا طاهر الهجري دخل إلى الرحبة فوضع السيف في أهلها . وأن أهل قرقيسيا طلبوا من الأمان فآمنهم ونادى فيهم أن لا يظهر أحد بالنهار . وأنفذ أبو طاهر سرية إلى الاعراب فقتل منهم مقتلة عظيمة ،  فصاروا إذا سمعوا به هربوا ، وقصد الرقة وقتل بها جماعة ثم انصرف إلى بلده‏. ولما رجع أبو طاهر القرمطي إلى بلده بنى دارًا وسماها دار الهجرة ، ودعا إلى المهدي ،  وتفاقم أمره ، وكثر اتباعه ، وحدثته نفسه بكبس الكوفة.  وهرب عمال السلطان في السواد ( الريف ) ، وكان أصحابه يكبسون القرى فيقتلون وينهبون ).

القرامطة وقطع الطريق على قوافل الحجاج

1 ـ فى عام 294 : يقول ابن الجوزى إن (القرامطة اعترضوا قافلة الحاج في طريق مكة بالعقبة فقتلوهم وسبوا من النساء ما أرادوا ، واحتووا على ما في القافلة فأخذوا ما قيمته ألفي دينار.. ثم صار القرمطي إلى الشقوق فأقام بها بموضع يعرف بالطليح ينتظر القافلة الأخرى ، فلما وافته لقيهم بالهبير فحاربوه يومهم إلى الليل ثم انصرف عنهم ، فلما أصبح عاودهم القتال ، فلما كان في اليوم الثالث عطش أهل القافلة وهم على غير ماء ، فاقتتلوا ثم استسلموا ، فوضع فيهم السيف فلم يفلت إلا اليسير منهم. وأخذوا جميع ما في القافلة. )

2 ـ فى عام  311 فى شهر المحرم (  عارض ابو طاهر الجنابي ركب ( حجاج ) العراق‏.‏ومعه الف فارس‏.‏والف راجل‏.‏فوضعوا السيف واستباحواالحجيج ‏.‏وساقوا الجمال بالاموال والحريم ، وهلك الناس جوعًا وعطشًا‏.‏ونجا من نجا باسوا حال‏.‏ووقع النوح والبكاء ببغداد وغيرها‏.‏وامتنع الناس من الصلوات في المساجد‏.‏ )

3 ـ فى عام 312 : (  ورد الخبر في محرم هذه السنة بأن أبا طاهر بن أبي سعيد الجنابي ورد إلى الهبير ليلتقي حاج سنة إحدى عشرة وثلثمائة في رجوعهم ، وأوقع ببعض الحاج ومضى بعضهم على غير الطريق ، فعارضهم أبو طاهر وقاتلهم يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة اثنتي عشرة ، فقتل منهم قتلًا مسرفًا . .. وأخذ جمال الحاج وسبى من اختار من النساء والرجال والصبيان ، وسار بهم إلى هجر ، وترك باقي الحاج في مواضعهم بلا جمال ولا زاد ... فمات أكثر الحاج بالعطش والحفاء ، وحصل له ما حزر من الأموال ألف ألف دينار ومن الامتعة والطيب وغير ذلك بنحو ألف ألف ، وكان جميع عسكره نحوًا من ثماني مائة فارس ومثلهم رجالة )

4 ـ فى عام  323 هزم أبو سعيد الجنابى القرمطى جيشا عباسيا يحرس قافلة الحجاج كان يقوده القائد لؤلؤ فإنهزم لؤلؤ : (  وأكثر أبو طاهر القتل في الحاج ونهب ورجع من سلم إلى بغداد . وبطل الحج في هذه السنة . وكانت الوقعة بينه وبين لؤلؤ في سحر يوم الاربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة‏.).

القرامطة وقتل الحجاج فى الحرم المكى عام 317

1 ـ  كانت قافلة الحج يقودها منصور الديلمى ، ووصلت سالمة الى مكة . يقول ابن الجوزى : ( فلما وصلوا إلى مكة وافاهم أبو طاهر الهجري إلى مكة يوم التروية فقتل الحاج في المسجد الحرام ، وفي الفجاج من مكة ، وقتلهم في البيت قتلًا ذريعًا.  وكان الناس في الطواف وهم يقتلون .. واقتلع .. الحجر الأسود وقلع قبة بئر زمزم ،  وعرى الكعبة ، وقلع باب البيت ، وأصعد رجلًا من أصحابه ليقلع الميزاب فتردى الرجل على رأسه ومات . وقتل أمير مكة ، وأخذ أموال الناس. وطرح القتلى في بئر زمزم ، ودفن باقيهم في مصاعهم وفي المسجد الحرام ، من غير أن يصلى عليهم . وانصرف إلى بلده ،  وحمل معه الحجر الأسود فبقي عندهم أكثر من عشرين سنة إلى أن ردوه‏. ).

2 ـ  ويروى ابن الجوزى عن أحد من نجا من هذه المذبحة ، قال : ( .... فكنت أطوف بالبيت فإذا بقرمطي سكران ، وقد دخل المسجد بفرسه ، فصفر له ( أى للفرس ) حتى بال ( تبول ) في الطواف . وجرد سيفه ليضرب به من لحق . وكنت قريبًا منه فعدوت ، فلحق رجلًا كان إلى جنبي فضربه فقتله. ثم وقف وصاح‏:‏ " يا حمير أليس قلتم في هذا البيت من دخله كان آمنًا ؟ فكيف يكون آمنًا وقد قتلته الساعة بحضرتكم‏.؟ " .. فخشيت من الرد عليه أن يقتلني ، ثم طلبت الشهادة ، فجئت حتى لصقت به وقبضت على لجامه وجعلت ظهري مع ركبتيه لئلا يتمكن من ضربي بالسيف ثم قلت‏:‏ " اسمع" . قال‏:‏ قل‏:‏ قلت‏:‏ " إن الله عز وجل لم يرد أن من دخله كان آمنًا إنما أراد من دخله فأمّنوه" ،  وتوقعت أن يقتلني ، فلوى رأس فرسه ، وخرج من المسجد " وما كلمني" )

تعليق

قال جل وعلا عن البيت الحرام : (  وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗوَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) ﴿٩٧﴾ آل عمران ). (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا ) ﴿١٢٥﴾ البقرة ) بل يحرم فى الحرم قتل الصيد ، قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ) 95 ) المائدة  ) .

من نفس المنطقة ( نجد ) محور الشّر نبعت الوهابية فى عصرنا. نتوقف معها فى لمحة . 

اجمالي القراءات 4935

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الأحد ٠٧ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90722]

كلنا فى عيون الغرب داعش


ماذا لو كانوا مسلحين بالأسلحة الحديثة ؟ أو اسلحة الدمار الشامل . هذا يجب أن يقض مضاجع( العالم )لو وصلت اسلحة الدمار الشامل الى يد داعش واخواتها. .!

أليس هذا بالضبط ما يردده الغربيون ؟ألايطبقون هذا القول على إيران وسوريا وحتى مصر؟من أجل هذا اغتالوا مصطفى مشرفة ويحيى المشد وسعيد بديروغيرهم كما يحاولون جاهدين إفشال المشروع النووى الإيرانى ولكن ليس للسبب الذى ذكره د صبحى ولكن لأنهم يعلمون كم الظلم الذى أوقعوه بالمسلمين ويخشون يوما محتوماتُرَدُّ فيه المظالم وتُسَوَى الحسابات . الدكتور صبحى يستعدى العالم كله على المسلمين ولا داعى للتحجج بداعش فكلنا فى عيون الغرب داعش ،حتى الدكتور صبحى!!!!



2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٠٧ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90723]

داعش ،والحكام العرب ، وأسلحة الدمار الشامل .


هذه حقيقة لا نستطيع أن نُنكرها ، لو إمتلك الحكام العرب أولنقل (بعض الحكام العرب ) من أمثال (بشار - القذافى - صدام ) ومعهم حماس ،وداعش والقاعدة - أسلحة دمار شامل لضربوا شعوبهم بها دون تردد . وقد فعلها صدام ،وبشار حينما ضربا قرى كاملة بالكيماوى .. فالعرب لم ينضجوا بعد ليمتلكوا أسلحة دمار شامل وخاصة السلاح النووى .... ولنتذكر أن إسرائيل تمتلك رءوسا نووية ولكنها لم تستعملها لا فى 67 ولا فى 73 . وهذا ليس إستعداء على العرب ولكن هو توصيف بالحق والإنصاف  لحال الحكام والشعوب العربية من أجل الإصلاح و لمواجهة ( الوهابية والإخوان وما تمخض عنهما من حركات إرهابية ) فكريا وعسكريا ، وفى إختيار حُكاما راشدين لحُكم الدول العربية ليتخذوا خطوات جدية وحقيقية فى الإصلاح بشكل عام فى أوطانهم .



3   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الإثنين ٠٨ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90724]

الاعراب والقرامطة


السلام عليكم



أولا نجد والاعراب: هذا مثال آخر عن تأثير قساوة البيئة المحيطة على تصرف قاطنيها في تعاملهم مع غيرهم من البشر.



ثانيا مداخلة عن القرامطة:  كنت في يوم من الايام في جلسة (مع عرب) وتطرقنا بالحديث إلى القرامطة وفاجأني أحد الحاضرين (اليساريين) بأن حركة القرامطة كانت من أوائل الحركات الاشتراكية في التاريخ، وكنت وقتها قد قرأت ما جاء عنهم في تاريخ الطبري المعاصر لهم، وتساءلت: من أين لهذا الشخص هذه المعلومات. قرأت في الويكيبيديا (عربي) عن القرامطة، ووجدت أيضا مقال لـ "سائس ابراهيم" على صفحة "الحوار المتمدن" تحت عنوان "القرامطة، شعاع نور في تاريخ الإسلام الأسود". كلا المقالين يتضمنان نوعا من المديح للقرامطة ولكن هذا المديح لا يخلو من التناقض.



عن الويكيبيديا: "الدولة كانت تقدم العون المادي لمن يستطيع أن يبني عملا أو حرفة أو زراعة، وأنهم قامو بشق الأقنية وزراعة النخيل...، أما تمويل الدولة فكان من خلال الضرائب التي تأخذها نتيجة مشاركتها في معظم الأعمال، وكان يدخل كذلك خزينة الدولة الضرائب التي فرضها القرامطة على الدولة العباسية... ويدل ذلك على مدى تمسك الناس بدولة قامت بتأمين العدالة الاجتماعية للناس وقضت على الفقر...تألفت موارد بيت مال الإمارة القرمطية من رسوم موانئ أوال وعقاراتها، ومن الإتاوات المفروضة على الأقطار المجاورة مثل الكوفة والبصرة وعمان والشام... ويضاف إلى ذلك موارد أخرى تجبى من قوافل الحج السنوية ومن السفن المارة في ساحل الإحساء ومن غنائم الغزوات...". أما سائس ابراهيم فيكتب: "ان الحروب التي خاضها أبو طاهر والقرامطة بشكل عام لم تكن فتوحات ولا نشراً لدعوة، إنما هي غزواً لزيادة موارد الدولة المالية... وعلى الرغم من خصوبة الأرض النسبية التي استخدم القرامطة لزراعتها ثلاثين ألف عبد زنجي وحبشي...، فان مدخول الدولة من الزراعة كان أقل بكثير من مداخيل مكوس حماية طريق الحجيج، ومكوس سواد الكوفة والبصرة، و و... الى الغنائم التي كانت تأتي بها السرايا من الغزوات التي تشنها في كل اتجاه أي أن واردات دولة القرامطة من الزراعة لم تكن أكثر من 5 % من مجموع وارداتها ولعل ذلك هو الذي يفسر هذا السعي للحرب."



معنى هذا أن ميزانية الدولة كانت تعتمد على الغزو والنهب والسلب، فبأي حق (اشتراكي) كانت الدولة تغزو الجوار، وإذا قلنا أن هذا كان مضمون ثقافة العصر، إذاً هم لم يكونوا أحسن من غيرهم، فلماذا المديح؟ يبدوا لي أن سبب المديح هو موقف اليساريين السلبي للحقبة الاسلامية على قاعدة "عدو عدوي صديقي".



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,371,761
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي