الإنسان في القرآن الكريم - 4 :
قتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ - 4

خالد اللهيب Ýí 2013-02-18


قتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ - 4

أتابع الحديث حول كلمة الإنسان وما إرتبط بها من المعاني والصفات التي خلق عليها الإنسان :

ذكرتُ فيما سبق ذكره ، أنّ الإنسان قد ذُمّ كنوع مخلوق له صفات محددة في القرآن الكريم بأبشع الصفات والذم ، ولم يُمدح على الإطلاق ، يدّعي العلم والمعرفة وهوالجاهل ، مغرورٌ بعقله رغم إعوجاجه ، يجادل بالباطل ليلبسهُ ثوب الحق ويجحدُ بالآيات وهوالضعيف المحتاج ، إذا مسه الشر يؤوس قنوط وإذا مسه الخير بخيل قتور، وهوالمستغني المتكبر، والعجول المتعثر ، شديد الخصومة ضعيف البنية ، ظالم لنفسه جاحد لربه ، فما أصبره على النار وما أكفره .

البعض يعتقد أن صفات الذم التي ذكرتها آنفا ، إنما تختص بالإنسان قبل أن يوحى إليه بالرسالات السماوية كما جاء في التفاسير القائمة ومن العلماء المشهود لهم في وقتنا الحالي .

1- قولهم هذا لا يستند على دليل من كتاب الله عز وجل .

2- ما جئتُ به واعتمدتُ عليه آيات بيّنات من الكتاب الكريم ، وهي تذكر غرور وتطاول الإنسان وجحوده ناهيك عن كفره وعصيانه بعد أن أرسلت له رسالات ربه عبر الزمن ونكران الله عز وجل عليه ذلك الجحود والكفر.

3- ربما مقولتهم هذه مردّها الى كرههم أن يوصف نوع الإنسان بهذه الصفات وهم ينتمون لذات النوع والجنس وقد يلحقهم البعض منها ، فأنفوها ورفضوها .

4- كونهم أصحاب علم ومعرفة بشريعة الله عز وجل والناس تبعٌ لهم فيما يقولونه ويصفونه ، يكتسب قولهم صفة الصدق والحق عند معظم الناس ، خاصة أن الناس لا يكلفون أنفسهم مؤنة البحث والتعقب لأقوالهم ناهيك عن أفعالهم ، هؤلاء العلماء ومن له ذات القول والرأي ، إنما يُقوّلون الله عز وجل بما لم يقل ولم يذكر في كتابه الكريم ، ألا يكفهم تقوّلهم على النبي محمد عليه الصلاة والسلام بما لم يقل.

5- يدّعون العلم والمعرفة ، ألا ينطبق عليهم قول الكافر إذ :(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) القصص ، و قوله عز من قائل (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) البقرة ، إذ يدّعي الإنسان الكافرالعلم والمعرفة اعتمادا على عقله وفكره ، فقدخلق الله عز وجل عقل الإنسان كدائرة كهربائية مغلقة بحيث تعطي النتيجة التي يتوصل اليها عقل الفرد على أساس أنها الحق و الصواب .

 ففي القواعد الرياضية والتي تُكبل عقل الإنسان ولا يستطيع أن يتجاوزها أو ينكرها ، يصل عقل الإنسان الى نتيجة الصواب أوالخطأ و يعلم ذلك ويقر به وهذا أمر علمي متعارف عليه بين جميع الناس ولا سبيل لإنكاره .

بينما في الأمورالغيرعلمية أوالمعقدة والتي تحتاج لمن يفسر أسبابها كالطباء النفسيّن والتي تعطي الخيارات أوزانا وأهمية تختلف من عقل الى آخر تبعا لهواه وميله ، فإن كانت إرادته و هواه وميله هي المقررة ، فبالتالي سيصل الى نتيجة ترضي هواه و إرادته و لكنها غيرعلمية أوعقلية ولا منطقية لأنها أعطت أوزانا للميل والرغبة والإرادة ولم تعالج الأمور بتجرد وعقل متزن .

مثلا: ألوان الثياب ، طولها وقصرها ، اتساعها وضيقها عند الإنسان وتغيرها من سنة الى أخرى ، تبعا للموضة وما قررته شركات التصنيع والإنتاج ، الناس ينجّرون وراءها دون عقل ولا فكر ، حينما يُسأل أحدهم ، لماذا إختار هذا اللون دون سائر الألوان ، يُجيبُ لأنه الأجمل ويدافع عن اختياره بكل قوة ويرى به كل الصواب والحق ، صفة الجمال أوالقبح تعود لهوى النفس ذاتها ، فكلُ نفس لها هواها وميلها وهذا الميل والهوى له أسبابه العلمية ولكنها كامنة داخل النفس ذاتها وبحاجة الى طبيب نفس وعملية تحليل معقدة لمعرفة أسباب هذا الميل والهوى ، يُلخصُ ذلك في جملة واحدة (حب الشهوات) ، فقد زين رب العالمين داخل النفس الإنسانية حب الشهوات ، الذي إذ ما أطلق هذا الحب والميل دون رادع ليقف عند عتبة العقل والمنطق ، مالت النفس وإتّبعت هواها وقادت الذات الى التطرف والمعصية ، (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) آل عمران .

كذلك شهوة المال ، من الناس من وصل الى آخرالعمر ولديه الكثير والكثير من المال ، رغم أنّ ماله يكفيه وأبناءه مدى العمر، ولسان حاله يقول هل من مزيد ، فلا يزكي ماله ولا يتصدّق ، يقترُ على نفسه وعلى من حوله مُرجعا ذلك لحسن التصرف والتدبر، هربا من البذل والعطاء ، طاعة لعقله ومنطقه الذي يراه صوابا وحقا ، (أفضل مثال على هذا الصنف من الناس ، بخلاء الجاحظ) ، شهوته الكامنة في نفسه قد تغلبت على العقل والمنطق السوي فنقاد عقله وذاته خلف هوى نفسه وميلها ، وقد تخالف شريعة الله سبحانه وتعالى ، مما يوقع ذاته في المعصية والكفر .   

فالإنسان ،(بعقله هذا الذي يصور له أنه دائما على الصواب والحق)، يعتبرنفسه أنه ذو معرفة وعلم غير قابل للنقض والدحض ، بينما يؤكد الله عز وجل ، أنه ما أعطى الإنسان إلا القليل من العلم (..وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85)الإسراء ، كلمة العلم المقصود بها كافة العلوم والمعارف ، المعنى الأساسي لكلمة العلم في القرآن الكريم هوالعلم الذي أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام وهو القرآن الكريم وما يحويه من آيات ومعارف ، ( ويَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) سبأ .

فالذين تلقوا وآمنوا وإلتزموا بالعلم الذي أنزل على خاتم النبين والمرسلين يرونه هوالحق وكل ما به حق واجب إتباعه والإلتزام به ، ذلك أنه يهدي الى الصراط المستقيم ، بينما الكافر والجاهل يعتبر نفسه ذو علم لا يجاريه به أحد ، و إن ما أوتيهُ من قوة ومال هي من نتاج علمه وعقله وتدبره وليست رحمة و توفيقا من الله عز وجل ، إنه لا يعلم إنما هذه النعمة ما هي إلا إختبار له ، (فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (49) الزمر.

 أفضل نعمة أعطيت للإنسان هي نعمة الإسلام والقرآن الكريم،والمعنى الأساسي والشامل لكلمة النعمة في القرآن الكريم هو دين الله عز و جل ، أي القرآن الكريم ، إضافة للمعاني الأخرى من نعم مادية وصحة وغيرها كثير ، (..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ..)3 المائدة .

فالإنسان يعتقد أنه بعلمه إستحوذ على النعمة والدراية، أراد أن يصل الى النتيجة التي مفادها أنه ذوعلم و معرفة كاملة شاملة وقادرعلى الإستحواذ على النعم كافة ، فقد غلبت رغبته وهواه على العقل والمنطق السليم ، الكافر لا يحمل عقلا متزنا ولا يعالج المسائل بمنطق بعيد عن هواه و رغبته ، حيث يتصور ما يريده ويرغبه هوالحق ويحمل كل صفات منطق الحق ، فميزان الحق لديه غير متوازن فهو مائل .  

والإنسان العاصي يكثر من المجادلة والنقاش ، بهدف الوصول الى النتيجة التي وضعها نصب عينيه مسبقا ، بغض النظرعن العقل والمنطق السوي، يجادل في الباطل ويلبسه ثوب الحق ، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا (54) الكهف .

لا يجادل بهذا الفكرالأعوج إلا الكافرين ، المتمسكين بمقوله إننا أكثرعلما وقوة ، قائلين: إذا كان ربكم حقا موجودا لما نحن أكثر منكم مالا و ولدا ؟ هؤلاء لا يعلمون أن العطاء عطاء ربوبية ، رب كل الخلق يمد كل الناس بالنعم ، الكافر والمؤمن ، فمن أخذ بالأسباب يصل الى مبتغاه وهدفه ، (من كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (19) كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) الإسراء .

الإنسان الكافرهوالذي يجادل في آيات الله عز وجل رغم وضوحها و دلالتها العقلية والمنطقية ، إلا أنه يجادل ويجادل (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (4)غافر، يجادلون في آيات الله عز وجل ويدّعون المعرفة الدينيّة ، من الذين يوصفون برجال الدين أما تقلبهم في البلاد وإمتلاكهم القوة والسلطة والمال والجاه والمكانة الرفيعة في المجتمع والظهورعبرالفضائيات بعتبارهم مرضيٌ عنهم من قبل الحكام وأصحاب النفوذ ، فالمصلحة متبادلة بين الفريقين وهي التي أوجبت ذلك ، هذه القوة والمكانة زائلة مندثرة ، فلا تخدعك قوتهم ومكانتهم .

الإنسان مغرور بعقله ومنطقه رغم إعوجاجه وقلة حيلته ، مغرور بقوته الجسدية والمادية ، (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الإنفطار، إستفهام وعتاب وتوبيخ للإنسان الكافر ، ما الذي خدعك بربك الكريم ؟

(بِرَبِّكَ) لأن الله عز وجل هو رب كل إنسان حتى الكافر ، آمن بذلك أم لم يؤمن ، فصفة الربوبية لله سبحانه وتعالى رغم أنف الكافرين ، وترافق صفتا الربوبية والكرم ذلك أن الله الرحمن الرحيم هوالرب الذي يُعطي جميع الخلق ، فالإنسان الظلوم الكفّار يغتر بكل ما أوتي من نعم الله سبحانه وتعالى وهوالذي وهبه كل ما يملك ، من قوة ومال وبنين وصحة وجاه وعلم ، وإذا أردنا أن نعد نعمة الله سبحانه وتعالى فلن نحصيها ، (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) إبراهيم ، فالله سبحانه و تعالى هوالمعطي لكافة النعم .

المغرور يستكبرعن عبادة الله عز وجل ويكفر ، (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) الأعراف ،(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) 96 البقرة .

ويأتي الردّ من الله سبحانه وتعالى ، (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف، الذين يتكبرون في الأرض إنما يتكبرون ظلما وتجبرا ، والمؤمنون الذين يعرفون الحق وهو الله جل في علاه لا يتكبرون أبدا.

الإنسان الكافر يغر ويخدع من قبل نفسه ، و يؤثرالرغبات القريبة المنال والتي يلمسها ويراها و يستمتع بها في حياته الدنيا ويترك الرغبات البعيدة التي لا يلمسها ولا يراها إذ إنها من الغيب ، فلو كان الإنسان مؤمنا بالغيب وعطاء الله عز وجل في يوم القيامة لما آثر الحياة الدنيا على الآخرة ، فهو غير واثق بيوم البعث ، كافر به ويسخرمن المؤمنين (كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21) القيامة ، فالحياة الدنيا (العاجلة) تغره ويخدعه بريقها ونعيمها وملزاتها.

بينما الإنسان المؤمن يكبح جماح نفسه وهواها ويخاف يوما يقف ويسأل أمام ربه ، راجيا أن تكون الجنة مأواه وبيته الأبدي  (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)41 النازعات ، فالإنسان الحصيف الذكي المؤمن يشتري نفسه ، دافعا ثمنا غير قليل في الحياة الدنيا ، عبر إلتزامه بكل ما جاء في كتاب وشريعة الله جل وعلا ، بهدف مرضاة الله سبحانه وتعالى ،(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)207 البقرة .

الدينُ لدى الإنسان الكافر لهو ولعب و برستيج وعرف وعادات ، إن إلتزم بها فلتزامه ظاهري مخادع ، ليرض المجتمع ، أما إعتقاده الحقيقي إنما تؤخذ الدنيا بالغلبة والفهلوة والشطارة ، فهو يجحد بآيات الله عز وجل وينكرها جملة وتفصيلا .

الإنسان الكافر يؤمن بأنّ الدّين أفيون الشعوب كما قال كارل ماركس مؤسس الفكر الشيوعي ، الكافر يؤمن بأن الدين  فكرة بشرية تلهى به الشعوب عن حقوقها ، حينما يُسأل الكافرون من قبل خزنة جهنم يجيبون قائلين (.. بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) الملك .

فالإنسان الكافرلا يسمع و إن سمع ما يُقال له لا يعقل ولا يفهم ، (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (16) ، محمد ، طبع الله عز وجل على قلوبهم الكفر لإتباعهم أهواءهم و رغباتهم .

الإنسان الكافر يجحد بآيات الله عز وجل ، يتخذ من دينه اللهو واللعب ، تغره الدنيا ، يغفل و ينسى أن الدنيا زائلة وإننا نقترب من الموت والحساب كل يوم ، (الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) الأعراف ،(وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (26)الأحقاف .

أما الإنسان المؤمن الذي ينهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) النازعات ، ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ )243 البقرة .

(رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) آل عمران .

صدق الله رب العالمين .

أكمل البحث حول كلمة الإنسان إن شاء الله تعالى في المقال القادم .

اجمالي القراءات 7199

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-12-18
مقالات منشورة : 1
اجمالي القراءات : 4,690
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 110
بلد الميلاد : 0000
بلد الاقامة : 0000