حل الأزمة اليمنية يكمن في رحيل الرئيس صالح

اضيف الخبر في يوم السبت ٢١ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: آفاق


حل الأزمة اليمنية يكمن في رحيل الرئيس صالح

قال الكاتب والناشط السياسي اليمني عبد الباسط الحبيشي إن نظام الرئيس علي عبد الله صالح لا يملك القرار السياسي للبلاد على المستوى المحلي. ورأى الحبيشي في حوار خاص مع موقع "آفاق" أن الطريقة المثلى لحل الأزمة السياسية في اليمن تكمن في رحيل الرئيس ليتمكن الشعب من العيش في أمان واستقرار,

وعن الوضع الجنوب قال الحبيشي "شارعنا في الجنوب قد حسم أمره في فك الارتباط وإذا كان هذا هو خيار أخوتنا في المحافظات الجنوبية فسنقف معهم وبالتالي لا تعنينا ولا تعنيهم هذه الانتخابات لأنه إذا لم تكن تعنينا إرادة الشارع الجنوبي فلا يمكننا الحديث عن شعب واحد".

مقالات متعلقة :

وأكد الحبيشي على حاجة اليمن إلى ثورة تغييرية شاملة "تبدأ من رأس الهرم حتى أصغر موظف لكي تعاد لثورة سبتمبر وأكتوبر ألقها وتوهجها وأهدافها التي لم تتحقق حتى هذه اللحظة". 

وفي مايلي نص الحوار:
آفاق: لنبدأ من آخر عمل قمت به بالتعاون مع مجموعة من المثقفين والسياسيين اليمنيين في الداخل والخارج وهو الموقف السياسي المسمى (خلاص) حدثنا بإيجاز عنه وعما أردتم القيام به ومن خلاله ومدى تفاعل الاوساط اليمنية معه حتى الآن؟
الحبيشي: الموقف السياسي المسمى (خلاص) تم تبنيه من قبل مجموعة يمكن أن نسميها في هذا السياق (مجموعة خلاص) بشكل مؤقت إختصاراُ للحديث حيث أنها دشنت جهودها بالتوقيع على الموقف السياسي المذكور في سؤالك والذي خرج معها من رحم المعاناة والمأساة اليمنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وهذه المجموعة في الحقيقة تمثل أكثر من العدد المذكور بقائمة الأسماء والذي يتعاظم يوماً عن يوم وهذا دليل على أن خطابنا لقي تجاوب واسع من الشارع اليمني الذي ننتمي إليه ونمثله مع كل الفرقاء في هذه المجموعة بما في ذلك الذين يطالبون بالإنفصال وهذا دليل أخر على أنه بالإمكان معالجة المشاكل اليمنية من منظور وطني شامل. وإذا قرأت فقط لبعض المذكورة أسمائهم ، ستجد نفسك أمام المشهد اليمني المعاصر بكل فصوله وحلقاته وستجد أيضاً أن الجميع يعزف اللحن الحزين كل بآلته الموسيقية المنفرده (الصولو) فتجد الأصوات مشتتة ومبعثرة ومهدورة، لكنك لو تخيلت أن كل هذه الأقلام المتنوعة عبارة عن آلات موسيقية تعزف بشكل جماعي ستجد نفسك أمام سيمفونية أقل ما يمكن أن يقال عنها من الروائع العالمية التي سيكون لها دون شك تأثير وشأن في محيطها المحلي فضلاً عن الإقليمي وستعمل على رفع مستوى الإحساس والإدراك بجسامة المشكلة وبالتالي المحاولة للخروج منها.

أما إذا طبقنا هذه النظرة على كل الغيورين والمخلصين في عموم الساحة اليمنية سنجد أننا أمام قوة تغييرعارمة لايمكن الاستهانة بها لاسيما إذا إشتركت في هذا العزف الجماعي القوي والمترابط. لهذا نفسر لماذا يتم ضرب أي تجمع أو تكتل أو حزب في وطننا حتى ولو كان على مستوى الأسرة الواحدة.

والجواب على الشق الثاني من سؤالك أنه ليس لدينا برنامج سياسي أو تنظيمي ولسنا حزب أو تنظيم وليس من أهدافنا الوصول إلى السلطة كما ذكر الموقعيين على الموقف السياسي (خلاص) أو كما سأطلق عليهم في بقية هذا الحوار (بمجموعة خلاص) لكننا معنيين بالازمة القائمة ومن حقنا البحث والتشاور والتجمع والاتصال والاتفاق على خطاب وطني لما من شأنه إنقاذ البلاد ولا ندعي بإمتلاك إمكانيات أو قدرات خاصة للزعامة أو حتى فكرة الوصول إليها لأن هذه ليست قضيتنا.

لكننا بالمقابل نمتلك برنامج ومشروع  وطني ونعرف معرفة أكيدة أن اليمن بحاجة ماسة إلى مثله ولاشك بأن هذا المشروع بحاجة إلى عمل سياسي من نوع مختلف عن ما هو متعارف عليه تقليدياً لأن العدو الذي نواجهه أيضاً عدو له شكل المكعب الغير محدد الزوايا لذا فهو عدو من نوع خاص يطور من نفسه وإمكانياته بإستمرار ويرتدي الوانه وأشكاله التمويهية بحسب التطور البيئي والخارجي الذي يعيش فيه ليعيد إنتاج وتجديد نفسه بما يلائم المتغيرات ومتطلباتها.

كما أنه يفهم أن إستمراره في الحكم يعتمد على تشتيت كل الجهود الرامية للإصلاح ويدرك أن وجوده لا يستقيم مع النهضة الحقيقية في كل مجالات الحياة لكل الناس لا سيما العلم والتعليم أو إزدهار الناس ورفاهيتهم. بإختصار إنه لا يستطيع أن يعيش خارج دائرة الطفيليات التي تعتمد في بقائها على إمتصاص دماء مجتمع فقير ومريض ومتخلف لذا فهو يعمل على تكريس كل هذه العوامل حتى يصبح حسب إعتقاده ومخيلته في زمن ما يمتلك الجاهزية التي يفتقدها حالياً لإدارة مجتمع نهضوي مزدهر وهذا في إعتقادي من الصعب الإتيان به في ظل عقلية تحكمها هذه المعايير العقيمة والمتخلفة.

لذا ما أردنا القيام به هو توسيع دائرة العمل الجماعي ، دائرة العزف الجماعي ، وليس (الصولو) المنفرد ليتمكن العالم بأسره من سماع سيمفونيتنا الحزينة التي لم ينتبه لها خلال الثلاثة العقود الماضية. نريد أن نلفت إنتباهه إلى مجتمع يمتلك كل المقومات الحضارية والتاريخية ولديه من الثروات البشرية والماديه ما يؤهله العيش الطيب في أحضان القرن الواحد والعشرين وليس في عصر الفوضى والعبودية للقرون الوسطى وفوق هذا وذلك لديه مشروع وطني حضاري وهذا هو بيت القصيد. وقد وجدنا تجاوباً وتفاعلاً كبيرين لهذا الخطاب الذي يحصل لإول مرة من قبل مختلف الأوساط اليمنية التي فقدت ثقتها بالأعمال السياسية االتقليدية والنمطية الساعية لتحقيق مصالح أنانية من خلال قيامها بمشاريع ترقيعية صغيرة ومؤقتة.

آفاق: بحكم تواجدكم في أمريكا كيف تتعاطون مع القضايا اليمنية وهل لديكم جهود محددة لإيصال هذه القضايا للمنظمات الأمريكية وصانع القرار في واشنطون ؟الحبيشي : إن مشاهدة الصورة العامة للمشهد اليمني من خارج الوطن تكون أكثر بروزاً ووضوحاً من رؤيته عنها في الداخل مع فقداننا بالتأكيد لعبق المعاناة ورؤومة الأحضان الدافئة أضف إلى ذلك قسوة الحنين المشوبة بالحسرة على إهدار وطن حُرمنا منه عنوة لذلك نتعاطى مع الأحداث اليمنية بإهتمام وحرقه وألم مضاعف عنها لو كنا في الداخل فنحاول التعبيرعن هذا الإحساس بشتى الطرق.

أما من حيث أن لدينا جهود لإيصال قضايانا للمنظمات الأمريكية وصناع القرار في واشنطن أود أن ألفت إنتباهك إلى أن المنظمات الأمريكية ترصد تطورات الأحداث أكثر منا بحكم عملها المتفرع والمتخصص في مختلف الشؤون الدولية وهي تقوم بجمع المعلومات ودراستها وتحليلها لتقدمها لصانع القرار الذي يبني على أساسها سياساته الدولية وليس لتقديم المساعدة أو التخفيف من معاناة هذا او ذاك من الشعوب إلا عندما يرى مصلحة حقيقية من تدخله في هذا الشأن أو ذاك من القضايا.

ونحن بحكم وجود بعضنا في أمريكا أو أوروبا لابد لنا أن نستفيد من الوسائل المتاحة مثل وجود المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها لكننا لسنا معنيين بالإتصال المباشر بصانع القرارالامريكي فلسنا عملاء لإحد وما يعنينا هو الشأن الداخلي لبلادنا كما أننا لا نرى وجود طائل من القيام بمثل هذه الإتصالات لمعرفتنا لما تؤول إليه في أحيان كثيرة من تحويل قدراتنا إلى عتالة أو رافعة يتم إستغلالها لمصالح لا تخدم المصلحة الوطنية، والنماذج أمامنا كثيرة وواضحة بيد أننا على صلة مستمرة بمختلف المنظمات الامريكية والوسائل الإعلامية الذين يقومون بترجمة كل ما نقول ونكتب في العلن لكن البعض بحكم الفضاء المفتوح يقوم بإستخدام ما نعبرعنه كمجس يقيس من خلاله قدراتنا الذاتية على التعبير التي تعني لهم الكثير في تحليل أدواتنا وإمكانياتنا التي قد تصل [من وجهة نظرهم] في يوم ما إلى مرحلة النضوج التي تزودنا بالقدرة على الخروج من القمقم المغلف بإصفاد الأسترخاء والتواكل إلى العمل لصناعة التغيير. لكننا لا نعول على ذلك لأننا ندرك أن أي تغييرلابد أن يكون اولاً له أدواته ومقوماته الحقيقية في الداخل بشكل أساسي ، وإذا كان لابد من وجود (عتالة خارجية لصناعة التغيير) فلابد أن تكون هذه العتالة للمصلحة الوطنية الخالصة وليس العكس.  

آفاق: تردد إعلامياً عدم تجاوب من قبل الرئيس الأمريكي الجديد أوباما مع طلبات اليمن لزيارة الرئيس اليمني لواشنطن مامدى دقة ذلك بنظرك وأي أسلوب تتوقع أن يتخذ أوباما مع النظام اليمني على مختلف الصعد بما فيها الإرهاب ؟
الحبيشي: لا شك أن لدى الرئيس الأمريكي الجديد ملف متكامل عن القضايا اليمنية وتشعباتها ومشاكلها وبالتالي ربما يكون قد بنى تصور كامل عن الطريقة المثلى التي يمكن من خلالها التعامل مع النظام اليمني.

وتفيد مصادرنا الموثوقة حول زيارة صالح أنه جرت محاولات لإستغلال حضوره إلى دورة الأمم المتحدة في سبتمبر القادم المنعقدة في نيويورك ليلتقي بالرئيس أوباما لكن الإدارة الأميركية إعتذرت عن ذلك.

وبحسب معرفتنا أن الرئيس اوباما رجل براجماتي بمعنى أنه إذا لم يكن لدى من يريد مقابلته أجندة عمل هامة جداً تستدعي ذلك فلن يقابله لمجرد إشباع طقوس بروتوكولية. ملفات الإرهاب رغم أهميتها لدى الإدارة الأمريكية الجديدة وتجدد قضية تفجير السفينة USS كول وإجتماع الرئيس أوباما بأسر الضحايا مؤخراً إلا أنها لم تعد تحتل الأهمية السابقة لديها. بالإضافة إلى إنشغاله حالياً بملفات غاية في ألاهمية منها إستكمال ترتيب أوضاع إدارته الجديدة التي كانت بمثابة الرد الديبلوماسي لعدم الموافقة بإستقبال صالح ، ثم قضايا الإقتصاد الداخلية الصعبة وغيرها من الملفات الثقيلة.

أود التنويه بإن الرئيس أوباما بدأ رحلته السياسية كقائد إجتماعي لذلك فهو يؤمن بالقوى الإجتماعية وقدرتها على التغيير في الداخل ، وخارجيا يهتم  بالتشاور والتحاور مع  الممثلين الحقيقيين لشعوبهم ، من هنا تكتسب مجموعة (خلاص) أهمية خاصة في هذه المرحلة بالذات وينبغي علينا جميعاً وعلى كل يمني يهمه مصلحة وطنه أن ينتهز هذه الفرصة ليجد لنفسه مكان في إطار تجديد هذه المبادرة الوطنية الخالصة (خلاص) والمساهمة في بنائها وهي مسؤولية كبيرة لا تعفي أحداً ولا توجد صعوبة في الوصول إليها فعنواينها، وهذه مناشدة صادقة وأمينة لكل اليمنيين نؤكد فيها أن الغطاء الخارجي السابق لنظام صنعاء يتلاشى وأصبح الظرف مناسباً للخلاص وإحدى الطرق المؤدية لهذا الخلاص هو (خلاص) عن طريق العمل الجماعي الجاد المبني على التواصل بين أصحاب قضية مشتركة وهدف مشترك ونشير إلى أن إستخدام حق الفيتو الأمريكي ضد الثورات الوطنية الشعبية السلمية المطالبة بالإنعتاق من الظلم والإستبداد والدكتاتورية والإحتلال المقنع بالوطنية يسير إلى زوال.      

آفاق: كيف تقرأ الأزمة اليمنية الراهنة وكيف تنظر إلى إنكار الرئيس اليمني لها وقوله بأنها لا توجد إلا في رؤوس أصحابها ؟
الحبيشي: الأزمة اليمنية الراهنة لا يمكن أن نصفها  بأزمة ، بل هي كارثة بكل المقاييس لأنها تحولت إلى مرض وبائي مُعدي وأكبر وأهم ضحاياه هو الشعب اليمني وقيمه الأصيلة وأخلاقه الحميدة. لذلك لا يمكن حل هذه الكارثة بشكل ترقيعي أو تلفيقي بل ينبغي إقتلاعها من الجذور وهذا يتطلب إرادة شعبية جماعية وعمل دؤوب ومثابر وليس عمل فردي والغيث يبدأ بقطرة.

أما من حيث إنكاره من وجود أزمة فهذا شيء طبيعي  وليس المطلوب منه الإعتراف بها لأنه هو من يمثل الأزمة بل هو الأزمة بذاتها. وجوده على رأس هرم السلطة هي الكارثة بعينها. أما كونها موجودة في رؤوسنا فنوافقه على ذلك لأنها تفاقمت بشكل لم يستطع الواقع المعاش تحملها فأنتقلت هواجسها وهمومها ومعاناتها إلى رؤوسنا ورؤوس أبنائنا وبناتنا ومستقبلهم. والطريقة لحل هذه الأزمة هو رحيله عنا ليتمكن الشعب اليمني أن يعيش في أمان وإستقرار كمطلب أساسي. 

آفاق: الرئيس اليمني قال بأن تأجيل الانتخابات النيابية المقرره في إبريل المقبل يعني الاعتراف بوجود أزمة وطنية في البلاد مارأيك بهذا الربط وهل تعتقد أن الرهان بات على مضي الأنتخابات من عدمه ؟
الحبيشي: وهاهوذا من ناحية أخرى يعترف بأنه لا يريد أن يعترف بأنه هو الأزمة لكن ما يسعى إليه في هذا السياق هو عكس ما يُصرح به كون تأجيل الانتخابات النيابية بالنسبة له في هذه المرحلة بالذات مسألة مصيرية لكنه يتهرب من إعلانها من جانبه لكي لا يعترف للآخرين أن وجوده يشكل أزمة فعليه خانقة لذا فهو يعمد على محاصرة اللقاء المشترك في زاوية ضيقة حتى لا يجد متسع من الوقت يكفي لإعداد نفسه للإنتخابات فيضطر إلى طلب التأجيل ثم يعلن هو أنه نزل عند رغبة المعارضة في فكرة التأجيل وذلك لكي ينقذ نفسه من إنتخابات فاشلة معروفة نتائجها سلفاً.

ولاشك بأن هناك رهان كبير على مضي الانتخابات من عدمها لكن الخلاف ينصب حول إقامتها بالطريقة التي يريدها الحاكم أم بغيرها. هو يريد نتيجة إنتخابات يعيد من خلالها إنتاج نفسه ليتمكن إما من تصفير العداد أو التمهيد للحكم الوراثي من خلال الأغلبية المريحة التي يُصرعلى تأمينها من خلال الانتخابات البرلمانية القادمة لكنه وجد أنه من الصعوبة بمكان تحقيق ذلك في هذا الظرف بالذات بسبب أزمة أهلنا في الجنوب فعمد إلى المراوغة والمناورة والمماطلة والتسويف على حساب الإستحقاقات الأنتخابية الوهمية.

الموضوع هنا في حقيقة الأمر ليس مسألة المضي أو تأجيل الإنتخابات. لعبة الانتخابات ولعبة الشكل الهامشي للديمقراطية بالطريقة التي يمليها الحاكم على الشعب اليمني باتت مملة وقميئة. إستخدام هذه الاساليب الإنتهازية والرخيصة في العملية الديمقراطية أساءت إلى الديمقراطية نفسها كعملية سياسية كما أسأت لليمن وشعبها بل وأسأت أيضاً  لكل الشعوب العربية لا سيما في الدول المجاورة التي أرادت أن تحذو حذو اليمن إبان تحقيق إعادة الوحدة اليمنية أو فكرت في يوم من الأيام أن تتخذ النهج الديمقراطي كخيار سياسي. 

نحن قدمنا للأسف نموذجاً سيئاً للغاية سوأً على مستوى الوحدة أو على المستوى الديمقراطي وساهمنا بقصد أو بدون بقصد في تكريس الديكتاتوريات العقيمة على مستوى المنطقة بإسرها.

آفاق: هل تتوقع تأجيل الانتخابات أو استمرار مقاطعة المشترك وهل تعتقد أن الجنوب سيكون حاسماً في هذه القضية ؟
الحبيشي: كما ذكرت سابقاً القضية لم تعد قضية إنتخابات لا معنى ولا قيمة لها سواء تمت بموعدها أو تأجلت. نبض الشارع اليمني يؤكد رفض الإنتخابات ومقاطعتها. لذلك ينبغي على كل التنظيمات السياسية أن تتبنى خيارات الشعب وليس خيارات الحاكم. هذا هو دور المعارضة. معارضة السلطة وليس معارضة الشعب إن كانت حقاً تمثل الشعب وهذا الرفض لا يقتصر فقط على الانتخابات النيابية بل والرئاسية والمحليات أيضاً.

لكننا نجد مع ذلك أن الترتيبات للإنتخابات أو تأجيلها قائمة على قدمٍ وساق في تحدٍ صارخ على تزوير الإرادة الشعبية رغم أن دخول صالح لوحدهِ في الانتخابات القادمة سيكون بمثابة إنتحار سياسي. أما من حيث مقاطعة المشترك فهذا يعتمد بدرجة أساسية على قدرة قيادات التجمع اليمني للإصلاح على الصمود أمام الإغراءات التي يعرضها الرئيس عليهم (وهذا مستبعد) رغم وجود بوادر لشق المشترك لأن الاشتراكي لايمكن له إلا أن يقاطع الانتخابات في ظل مقاطعة شعبنا في الجنوب إذا أراد أن يحافظ على بقاء كيانه.

أما التنظيمات الاخرى في المشترك فهي منقسمة بين المشترك والإصلاح وبعضها منساق خلف المؤتمر بسبب قياداته المتهاوية التي لا تمتلك قرارها المستقل ككيان حزبي لكن الأهمية مع ذلك لا تكمن فقط في الاعلان عن مقاطعة الانتخابات إيجابياً فحسب بل في رفض تأجيلها أيضاً.

نحن الموقعين في بيان خلاص نقول بكل وضوح أن مقاطعة الانتخابات هي ضرورة وطنية والمشاركة فيها خيانة للوطن أما الموافقة على التأجيل فهي مرفوضة لأنها بمثابة (كأنك يابو زيد ماغزيت) لأن الهدف من التأجيل هو كسب مزيد من الوقت والدخول في مناورات ومهاترات جديدة للدفع بالوطن إلى الكارثة المحققة.

لكن يبدو أن شارعنا في الجنوب قد حسم أمره في فك الإرتباط وإذا كان هذا هو خيار أخوتنا في المحافظات الجنوبية فسنقف معهم وبالتالي لا تعنينا ولا تعنيهم هذه الإنتخابات لانه إذا لم تكن تعنينا إرادة الشارع الجنوبي فلا يمكننا الحديث عن شعب واحد فضلأ عن دوله واحدة لذا على المشترك أن يقف مع الشارع في الجنوب وعدم الوقوف معه يثبت أن النخبه السياسة الممثله بالاحزاب السياسية منفصلة عن الشارع وبعيده كل البعد عن همومه وقضاياه وحياته اليومية لذا فعدم الإعتراف بهم مسألة شرعية.

أما في حالة إصرارالحاكم على دخول الإنتخابات فليتفضل وإذا أراد أن يؤجل فليعلن تأجيلها بنفسه وهو أقدر على ذلك أما الذين ينتمون إلى اليمن ومصلحتها لا ينبغي مطلقاً أن يشاركوا بإسم الشعب اليمني لتقديم الوطن اليمني لذبحه مجدداً وليتفضل لمواصلة حكم البلاد كما يريد طالما أننا غير قادرين على ردعه في الوقت الحاضر لكن لا يحق لنا أن نمنحه علاوة على ذلك الصلاحية المطلقة لسلخ وسحل شعبنا وبلادنا بأسمائنا وأن نقدم له صك البراءه أيضاً بأيدينا. فالذين يقومون بدفع الناس إلى المشاركة في الإنتخابات من أعضاء المشترك لا يمكن أن يكونوا حقيقةً إلا شركاء في جريمة الإتفاق على بيع البلاد والتنكر لكل نضالات وتضحيات الشعب اليمني.      

آفاق: ماهو تقييمك لأداء الحراك السلمي الجنوبي والتنظيمات الجنوبية  في الداخل والخارج ومواقف رموزهم التاريخيين وصمت بعضهم؟
الحبيشي: أولاً أحب أن أنوه بأن الحراك السلمي لأهلنا في الجنوب في الداخل أو الخارج هو عمل نضالي وطني يهم كل يمني وهو وليد لمعاناة وآلام شعبنا والرموز التاريخيين هم رموزنا جميعاً لذا ينبغي على قادة الحراك السلمي أن يبذلوا مزيد من الجهد في توحيد الصفوف وتكريس مبادئ التصالح والتسامح بشكل أعمق وتحديد العدو بشكل أدق لكي تثمر الجهود الوطنية ولا تتشتت فنحن نمتلك تركة ضخمة من الخبرات في العمل السياسي فعلى الجميع الاستفادة منها وتعزيزها بتجارب رموزنا التاريخيين بل والاستفادة من كل المتعاطفين ونحن واثقين أن نضالات الحراك ستؤتي أكلها عن قريب إنشاء الله إذا تم تحديد الأهداف بدقة مع العلم أن الوحدة اليمنية أحد أهم وأكبر الضحايا التي تم سرقتها فينبغي أن يتحمل وزر نهبها وإجهاضها من إنقلب عليها وعلى دستورها وإتفاقياتها في حرب 94 فلماذا نحمل أهلنا في الجنوب مسؤولية ما أفسده الآخرون وهم الذين قدموا دولة وأرض ودماء في سبيلها وإذا أردنا الحفاظ عليها فلنهِبُ جميعاً لنصرتهم فلن يفيدنا البكاء على الاطلال بعد ذلك. العرب اليوم يعيشون أسوأ مراحل الإنكسار والعجز بسبب سياسات الأنظمة القطرية الضيقة المكرسة لتفتيت ومصادرة القرارات المصيرية ، من أجل مزيد من التشظي وتحويلهم إلى كانتونات صغيرة ليسهل إلتهامهم الواحد تلو الاخر في الوقت الذي يتجه بقية العالم إلى التكتلات الكبيرة الضخمة من أجل مزيد من الحماية والقدرة على المنافسة.

نأتي نحن اليوم لننظر بعين المتفرج على ما يحدث ليمننا جنوباً وشمالاً من تمزق وعبث لكرامتنا ومقدراتنا. نعم الوحدة هي عزة وكرامة اليمن شئنا أم أبينا لكنها في الوقت الحاضر تعيش في أزمة شديدة بسبب الاحتلال القائم من قبل سلطة فاشية مغتصبة للحكم في جنوب وشمال اليمن ينبغي على الجميع مناهضتها ليتسنى لنا جميعاً العيش بكرامة وأنسانية ما لم فإنقاذ جزء كبيرمنها أفضل وأشرف لنا من خسرانها كلها.

آفاق: كيف تقيم أداء أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) في تعاملها مع الأزمة اليمنية عموماً وقضية الجنوب بصورة خاصة ؟الحبيشي: في الحقيقة إني أحاول دائماً تجنب الحديث عن المعارضة ولكني أفشل في كثير من الأحيان لأن المآخذ على هذه الاحزاب كثيرة ولا يستطيع إي إنسان يريد أن يتحدث بإنصاف وموضوعية أن يغض الطرف عن سوء التعاطي السياسي والتنظيمي لهذه الأحزاب ولكني لا أريد الخوض في التفاصيل فأرجوا المعذرة.

بيد أني أود الإشارة بشكل خاطف هو أن بعض رموزالمعارضة في الداخل تتحسس من الأصوات المقاومة للنظام خاصة التي تصل من الخارج وكأن المعارضة هي إحتكار داخلي فقط أو وكالة مسجلة يمنع التعاطي بها من غير الأحزاب المسجلة التي تعيش في الداخل ! ماهذا القصور !؟ مع العلم أنها تعاني من عجز كبير في تأدية دورها كمعارضة إلا بما يتفق مع تلميع الحاكم ؟

لذا دعني أوجه لهم أولاً هذه المناشدة: إعلموا إن الأصوات الوطنية المقاومة التي تنطلق من الخارج ليست منافسة لكم ولا ترغب أن تحتل أماكنكم في صفوف المعارضة بل قد تشكل إمتداداً لقواكم الشريفة ورديفاً لمناهضتكم الوطنية . تقول ما لا تقدرون على التعبير عنه بإعتباركم في المواجهة ورقابكم مباشرةً تحت سيف الجلاد.

نحن ندرك ذلك تماماً ؛ لكن لابد من التضحية. كما أن الذين في الخارج لا يعيشون في نزهة ترفيهية. صحيح أنهم يتمتعون بالحرية التي تفتقدونها لكنهم يدفعون ثمن هذه الحرية صباح مساء من عرقهم ودمائهم ؛ من بؤسهم وتشردهم ؛ من غربتهم وفراقهم لإهلهم ووطنهم؛ ومن حياة أبنائهم.  أليس لكل هذا قيمة لديكم؟؟

لاشك أن المعارضة قد قطعت شوطاً كبيراً ولا يحق لنا أن نغبنهم إلا أن جهودها لم ترتق إلى مستوى الهم العام لذلك نجدها تلهث في ملاحقة الشارع بدلاً من قيادته وتلهث من جانب آخر وراء حسابات رد الفعل على حماقات السلطة بدلاً من صنع المبادرات والإمساك بعجلة المقود من خلال تأثيرها على الشارع المتعطش لوجود قيادات حقيقية تعبرعن همومه وتقوده إلى شاطئ الأمان.

أما قضية الجنوب هي القضية الشرعية والمركزية الأولى في عموم المشهد اليمني وإذا لم يتم العمل على حلها عن طريق الإعتراف بالإحتلال أولاً ورفعه ثانياً ثم إعادة كافة الحقوق لإهلها ورفع آثار حرب 94 ومضاعفاتها والعمل بدستور الوحدة المتفق عليه والمستفتى عليه من قبل الشعب اليمني وتنفيذ كل إتفاقيات الوحدة فوراً فالإنفصال الفعلي هو الرد على هذا التخاذل والتقاعس لاسيما وأن كل ما هو قائم منذ 94 يمثل عين الإنفصال الذي أنتج حالة الإنقسام النفسية الراهنه بين المواطنين اليمنيين التي لم يكن لها أثر قبل ذلك فباتت المسألة الان مسألة وقت إذا لم يتم التعاطي مع هذه القضية بمسؤولية وطنية محضة.

في المقابل نجد أن أحزاب المشترك وللأسف الشديد لم ولا تعطي هذا الموضوع أهميته القصوى بل تتعامى عنه وتتعامل معه كحدث طارىء آيل إلى الزوال ، وفي بعض الاحيان تساهم في التعمية عنه وهذه جريمة. اليمن في طريقه إلى الإنهيار والانفصال بل والتشظي نجد البعض من رموز المعارضة يطالب (بالحوار) مع الحاكم أو التهيئة معه لإقامة إنتخابات مزورة ! مقابل مكاسب شخصية تافهة! ماهذه البِدّع ؛ بدلاً من العمل على تجييش عموم الشارع اليمني في الشمال والجنوب لعزل هذا الحاكم الذي أصبح وجوده على سدة الحكم عبئاً على اليمن؟؟؟  وإنقاذ البلاد من الكارثة؟
آفاق: مارأيك بما يقوم به الشيخ حميد الأحمر من دور وحركة وتشاور ومايتردد عن إنعقاد مؤتمر وطني شامل؟الحبيشي: أي دور يصب في مصلحة البلاد لا شك بأنه عمل جيد لكن لا يجب أن يرتبط بالموسمية الانتخابية لذا نتمنى من الشيخ حميد ممارسة العمل الفاعل طوال العام لكننا في خلاص نؤمن بأن اليمن لم تعد الان بحاجة إلى عقد مؤتمرات وحوارات وما شابه ذلك. الخلل واضح للعيان وللأطفال قبل الكبار ومالم تتكاتف كل الجهود للقيام بعملية قيصرية لإستئصال هذا الخلل لن تجدي البلاد من هذه الفعاليات المضيعة للوقت والمال شيئاً.

لاسيما ونحن نعرف تماماً ماتتمخض عنه هذه المؤتمرات واللقاءات وحتى الإجتماعات الرسمية ، إنها دائماً تخرج بتوصيات وقرارات للحفظ في الأدراج مع إلتقاط الصور الاستعراضية لا أقل ولا أكثر. ليس هذا ما ينفع اليمن في الوقت الحاضر. اليمن بحاجة إلى ثورة تغييرية شاملة تبدأ من رأس الهرم حتى أصغر موظف لكي تعاد لثورة سبتمبر وأكتوبر ألقها وتوهجها وأهدافها التي لم تتحقق حتى هذه اللحظة. 

آفاق: مارأيك بما حصل في صعدة منذ 2004م وكيف تقرأ إيقاف الحرب فجأة وحصول الحوثي على مايشبه الحكم الذاتي؟
الحبيشي: لقد كتبنا الكثير عن ذلك وقلنا أن الجيش هو من الشعب اليمني وإليه لحماية البلاد وأمنها ضد أي عدو خارجي وليس لضربه وقتله وتشريده. وماحدث في صعدة هي جرائم حرب وجرائم إبادة إنسانية ترتكب بسبب هاجس التوريث المسيطر على الحاكم وإيقاف الحرب بشكل مفاجئ كان نتيجة بعض المستجدات السياسية التي برزت على المستوى الاقليمي والدولي وإنعكاساتها السلبية على نظام صالح بالأضافة إلى صمود الأبطال في صعدة للدفاع عن أنفسهم وأهلهم رغم عدم مساندة المعارضة وسكوتها عن الجرائم التي يرتكبها النظام.

أما من حيث حصول الحوثي على مايشبه الحكم الذاتي فهذا كلام مبالغ فيه لأن الحاكم لا يستمد بقائه إلا عن طريق نشر الفوضى وتكريس الانحلال وقيم غازية لاتمت بإي صلة لمجتمعنا العربي الإسلامي وهو بالتالي لا يقوى أن يصمد أمام مجتمع محلي متماسك سواء كان في صعدة أو أي مكان في العموم اليمني الكبير، ومجتمع صعدة متمسك بقيمه الأصيلة سواء أتفقنا معها أم لم نتفق فهذا من حق أي مجتمع محلي يريد الحفاظ على هويته وتماسكه وتعزيز تراثه في إطار مجتمع أشمل يحافظ على تنوعاته وخصوصياته التاريخيه والثقافيه وفي حدود جغرافية أوسع تحكمها المؤسسات والنظام والقانون العام وتكافؤ الفرص وإمكانية التبادل السلمي للسلطة.

والمجتمع اليمني ثري بتنوعاته وخصوصياته إنساناً ومكاناً وهنا تكمن الثروة الحقيقية لليمن التي ينبغي الحفاظ عليها بدلاً من العمل على محيها عن طريق المحاولات اليائسة بالتشويه الديمغرافي ومحاولات مسخ الهوية اليمنية التي يرتكبها النظام حالياً دون وعي وطني من أجل تسهيل منهجية الغنيمة والفيد أو تمرير السياسات الأجنبية التي تريد أن تحول مجتماعتنا إلى قطعان من الإسترقاق المقنع تحت العديد من المسميات البراقة.

آفاق: انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وخاصة على الصحفيين كيف تقرؤها وهل تجد لها آذاناً صاغية في أمريكا والمجتمع الدولي عموماً ؟
الحبيشي: إنتهاكات حقوق الإنسان سواء ضد الصحافيين أو غيرهم في أي بلدٍ تنم عن جهل مُطبق للنظام الذي يمارسها لاسيما ضد مواطنيه. ونحن في اليمن بالذات يجهل النظام القيم والقيمة الإنسانية ويساوي الفرد بالثور أو البقرة. وإرتكاب هذه الانتهاكات على الصحافيين في بلادنا بشكل خاص الغاية منها الحيلولة دون تعرية مفاسد النظام وفشله الذريع في إدراة الدولة ولهذا يقوم بحجب كل الصحف الإلكترونية التي تكشف عوراته ويمنع نشر أي مقال جرئ يفضح إدعائته متناسياً بأن العالم أصبح في عالم الفضاء المفتوح فما لا نستطيع نشره في الداخل سينشر في الخارج وسيصل إلى القارئ وهاهي ذي قناة عدن الحرة المتلفزة ستصل قريباً إلى كل بيت يمني وسينكشف كل مخبأ عن الشعب اليمني فكيف سيقوم النظام بحجبها وغيرها في المستقبل القريب؟

الرأي العام الامريكي والأوروبي الرسمي والشعبي يقوم كما أسلفت برصد كل الانتهاكات وتنعكس المعلومات المتجمعة لديهم سلباً على علاقات هذه الدول بالنظام اليمني ومن ثم تفرض عقوبات على اليمن يكون الضحية الاول هو الانسان اليمني.

آفاق : ما رأيك بوضع الأقلية اليهودية في اليمن وكيف تقرأ ما حصل لهم في صعدة من تهجير وكذلك في عمران وحادثة قتل المواطن اليهودي ماشا النهاري ؟ وهل تتوقع بساط ريح جديدة تأخذ اليهود إلى إسرائيل ؟
الحبيشي: لم يعد هناك الكثير من اليهود الذين يمكن أن نطلق عليهم أقلية أو يصل عددهم لدرجة تمكنهم من تشكيل أقلية ليتمتعوا بالحقوق المفترض منحها للأقليات مثل ماهو قائم في أي بلدٍ في العالم لذلك ينبغي التعامل معهم كمواطنين يمنيين باعتبارهم يمنيين أصليين لكن المشكلة أن النظام لا يعترف بحقوق المواطن اليمني المسلم الذي بات التعامل معه بحسب اللقب والقبيلة والمنطقة وليس بحسب الكفاءة والقدرة ويتم تصنيف اليمنيين كشرائح من الدرجة الثانية أوالثالثة أوالرابعة فكيف له يعامل مجموعة صغيرة من هذا المجتمع يعتنقون ديانة غير سائدة بمنطق المساواة وتكافؤ الفرص.

آفاق : كيف قرأت غياب اليمن في قمة الدوحة وقبلها قمة دمشق بصورتها المفاجئة وكذلك كثرة المبادرات اليمنية لحل الخلافات الفلسطينية ؟ وفي أي محور تضع اليمن بين المحاور الإقليمية ؟الحبيشي: ليس مثيراً للدهشة غياب اليمن عن قمة الدوحة وقبلها قمة دمشق للمتابع  السياسي. نظام صنعاء لا يملك القرار السياسي للبلاد على المستوى المحلي فهو لا يستطيع أن يقوم بتعيين وزير إلا بعد أخذ الموافقة من الخارج فكيف يمكن له أن يتخذ قرار مستقل له أبعاد إقليمية ودولية كحضور قمة مثلاً لاسيما القمم العربية الاخيرة المثيرة للجدل من الناحية الأقليمية والدولية وهذا دليل على أن كثرة المبادرات التي تطلقها الحكومة اليمنية كما ذكرنا في مقالات ومقابلات سابقة إنما هو من أجل الإستهلاك الإعلامي ودغدغة مشاعر الشعب اليمني والعربي بالإستهتار بعقولهم وذكائهم.

ها هي ذي إسرائيل التي ظلت الأنظمة العربية تخيف شعوبها منها طيلة ستة عقود بل تستقوي بها ضد شعوبها لم تستطع أن تلحق هزيمة بمجموعة صغيرة من حركة حماس المحاصرة منذ سنوات وقبلها في 2006 بمجموعة صغيرة من حزب الله!! ألا يدل ذلك على ممارسة الدجل؟؟؟  ثم ألم يقوم صالح بطلب فتح الحدود له مع إسرائيل حتى يتمكن من محاربتها ليحرر فلسطين والقدس؟ فكيف بالله عليك يستقيم ذلك مع حاكم لم يتجرأ أن يحضر حتى إجتماع هو في الأصل من دعا إليه؟

أما من حيث مكانة اليمن فيفترض أن تكون من أقوى المحاور الإقليمية إنساناً ومكاناً وثروتاً وعمقاً إستراتيجاً بحكم موقعها الفريد وثروتها البشرية والمادية لكنها أفرغت من هذه المقومات بتعمد وأصبحت على عكس من ذلك تشكل مصدر قلق للجميع بعد أن أخرجت من دائرة الفعل الوطني والأقليمي والدولي بتعمد وفعل فاعل لكن ليس من الصعب على اليمن إستعادة  مكانتها ودورها إذا تمكنت أولاً من تحرير نفسها وهناك إشارات إيجابية طيبة تلوح في الأفق وإن غداً لناظره قريب بإذن الله.

اجمالي القراءات 4579
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   السبت ٢١ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34629]

الدندنة والنرجسية من خارج اليمن

هؤلاء من أمثال عبد الباسط الحبيشي تركوا اليمن منذ أمد بعيد, ويدندنون ليحولوا اليمن بعصا سحرية لتتحول كأوربا أو أمريكا حيث يقيمون, وحجتهم في هذا تكمن في خطابات تمزيق وتشطير اليمن لمحاولتهم تحريض الناس على الأحقاد والكراهيات والمناطقية والإقتتالات الأهلية !! بحيث إنهم يدَعون زورا معرفتهم باليمن من خارج اليمن.


اليمن خرج إلى حد بعيد من قمقم الجهل والتخلف والفاقة والمرض والتسول, وطبيعة اليمن الجغرافية الجبلية الصعبة وبين كونه كان يمنين إثنين يمن شمالي ويمن جنوبي, وقد توحد بفضل الله جل جلاله... ومعظم المعارضة لا يهمها الشعب اليمني بل الوصول إلى السلطة بأي كيفية كانت.


من ينظرون لليمن من منظور إنهم يريدون تحويلها بعصا سحرية لتكون أوربا أو أمريكا, فهذه حالة نرجسية من بروجهم العالية وغير متلمسين للواقع اليمني عن قُرب.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق