الهبوط الأرضى يهدد القاهرة الكبرى :
الهبوط الأرضى يهدد القاهرة الكبرى

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢١ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: اليوم السابع


الهبوط الأرضى يهدد القاهرة الكبرى

بعد الهبوط فى شارع 26 يوليو ووكالة البلح

الهبوط الأرضى يهدد القاهرة الكبرى

الأحد، 21 ديسمبر 2008 - 19:33

الصرف الصحى يهدد القاهرة بالهبوط الأرضى

كتب شوقى عبد القادر

مقالات متعلقة :

هل يضاف الهبوط الأرضى إلى قائمة الكوارث التى تهدد المصريين، خاصة فى ظل استمرار اعتماد الأجهزة التنفيذية بالدولة على سياسة رد الفعل فقط، دون الاهتمام باتخاذ الإجراءات التى تمنع وقوع مزيد من الكوارث.

فقد شهد شارع 26 يوليو هبوطاً أرضياً أمس السبت، كما شهدت منطقة وكالة البلح حدوث هبوط أرضى لمسافة 5 أمتار أدى إلى حدوث أزمة مرورية فى الشارع، وتم على أثرها تحويل مساره. ومنذ حوالى شهرين تكرر نفس الأمر فى منطقة العتبة بعمق 2 متر، كما تكرر أكثر من مرة فى الجيزة.

قبل الهبوط الأخير بفترة وجيزة أدى هبوط أرضى إلى انهيار مبنى الشهر العقارى بميدان لاظوغلى قبل أن يدخل الخدمة، ووصلت الخسائر الناتجة عن هذا الانهيار بالملايين. كما أدى ذلك الهبوط إلى حدوث بعض التشققات بقصر إسماعيل باشا الأثرى وميل حوائطه، مما عزز المخاوف من حدوث انهيارات جديدة فى المبانى الموجودة بشارع منصور والشوارع المتقاطعة معه ما لم يتم تحديد أسباب هبوط الأرض فى هذه المنطقة.

وسط القاهرة فى خطر
عن أسباب تكرار ظاهرة الهبوط الأرضى فى القاهرة، والمناطق المؤهلة لتكرار الظاهرة سألنا عدداً من الخبراء، فيقول الدكتور أحمد فوزى دياب خبير الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، "منطقة وسط القاهرة بأكملها مهددة بخطر الهبوط الأرضى" ويضيف، المؤشرات الأخيرة لحركة المياه الجوفية رصدت ارتفاعاً كبيراً فى منسوب المياه الجوفية، فى منطقة وسط القاهرة تحديداً بسبب الانفجارات المتكررة لخطوط مياه الشرب الرئيسية والفرعية، بالإضافة إلى تسرب مياه الصرف الصحى إلى باطن الأرض نتيجة لانتهاء العمر الافتراضى للعديد من مواسير الصرف.

دياب لم يكتفِ بذلك، بل كشف عما هو أخطر عندما قال "إن هناك العديد من خطوط مياه الشرب وشبكات الصرف الصحى القديمة لا يوجد لدى هيئة الصرف الصحى والشركة القابضة لمياه الشرب خرائط لها، ولا أحد يعلم عن مساراتها أى شىء".

فتش عن الصرف الصحى
الدكتور يحيى قزاز أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، تناول ظاهرة الهبوط الأرضى من الناحية الفنية قائلاً، هناك عدة أسباب من الممكن أن تؤدى إلى ذلك، منها الهزات الأرضية ومياه الصرف الصحى والمياه الجوفية، أضف إلى ذلك أن نوع التربة، ومدى تماسكها أو هشاشتها قد يساهم فى حدوث الهبوط، واستبعد القزاز أن يكون لمشروعات مترو الأنفاق أو الاهتزازات التى تنتج عنه دور فى ذلك، مشيراً إلى أنه قد يكون العامل رقم10.

ولكن القزاز شدد على خطورة تسرب مياه الصرف إلى باطن الأرض نظراً لاحتوائها على مواد كيمائية قادرة على تفتيت التربة أسفل المبانى وتركها معلقة على الهيكل الخرسانى، مشيراً إلى أن هناك حادثاً شهيراً سجلته الدوائر العلمية، وقع منذ عدة سنوات فى محافظة الفيوم، حين غاصت عمارة فى باطن الأرض، وكأنها تلتهم فى بحر الرمال.

وعلى طريقة "الوقاية خير من العلاج" طالب القزاز بأن يتم استخدام أجهزة الرادار الجيولوجى لعمل مسح أرضى، فى المنطقة التى حدث بها الهبوط والمناطق المجاورة لها، لافتاً إلى أن الرادار الجيولوجى، يساهم فى التعرف على التربة باطن الأرض على عمق 60 متراً، على أن يتم تعميم هذا المسح على باقى الأماكن.

الأرض مرهقة
الدكتور رضا حجاج أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، يقول إن أى هبوط أرضى يحدث فى مكان ما يشير إلى أن الأرض أسفل منه أصبحت غير قادرة على تحمل المبنى، ويؤكد حجاج أن الهبوط الأرضى يحدث نتيجة لعدة أسباب منها وجود هزات أرضية، أو حفر عميق بالقرب من موقع الهبوط، أو لحدوث ظاهرة "الدمك" بمعنى تحول التربة إلى ما يشبه رمال الشاطئ نتيجة لتشبعها بالمياه.

وهذه الأسباب يمكن التعرف، عليها حتى لو كان هناك طبقة أسفلتية تغطى مناطق الهبوط، ويظهر ذلك عن طريق التشققات أو عن طريق الانخفاضات والارتفاعات فى الطريق الأسفلتى.

حجاج أشار إلى أن مشكلة الهبوط الأرضى خطر قائم ليس فى منطقة لاظوغلى أو فى العتبة فقط، وهناك العديد من أحياء القاهرة مهددة بالهبوط الأرضى، لافتاً إلى أن حى جاردن سيتى من الممكن أن يتعرض لذلك، مشيراً إلى أنه أثناء إنشاء فندق الفورسيزون، ونتيجة للحفر العميق الذى تم لوضع أساسات الفندق، حدث هبوط بطريق الكورنيش وتم إيقاف العمل بالفندق لفترة، إلا أن هذا القرار تم الالتفاف عليه وقتها، وقامت محافظة القاهرة بإعادة سفلتة الطريق، ويضيف أن هذا الخطر مازال قائماً.

ومن جانبه قال المهندس حسن خالد رئيس الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى، إنه تم تكليف شركة المقاولون العرب بدراسة الموقف وعمل الأبحاث اللازمة بالتعاون مع المركز القومى لبحوث الإسكان لإيجاد الحلول الملائمة ومعرفة الأسباب الرئيسية التى أدت للهبوط الأرضى فى تلك المنطقة وغيرها من المناطق التى انفجرت فيها مواسير المياه والصرف الصحى.

لمعلوماتك

يبلغ العمر الافتراضى لمواسير الصرف الصحى وفقاً لنوعها ونوعية التربة والأحمال التى تتعرض لها من 20 إلى 70عاماً.

اجمالي القراءات 3477
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق