نيويورك تايمز: الإخوان يهادنون النظام وهم أبعد ما يكونوا عن الديمقراطية

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٧ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق المصرية


نيويورك تايمز: الإخوان يهادنون النظام وهم أبعد ما يكونوا عن الديمقراطية

إعداد: ملكة حسين -

شن سياسيون ومهتمون بالشأن العام هجوما حادا على جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدين أن الجماعة تقوم بدور (المحلل) السياسي للنظام الحاكم بعدم تحديه بشكل مباشر ومهادنته، في الوقت الذي بدأت فيه الشكوك بين القوى الوطنية وجماعة الإخوان مع اقتراب الانتخابات التشريعية في نوفمبر المقبل، وانتخابات الرئاسة نهاية 2011.

فوضى

بداية أكد الدكتور عصام العريان، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين أن مصر تعيش أجواء ما قبل الفوضى، مشيرا إلى أن مصر الآن تعاني حالة من الغليان والتدهور، في ظل استمرار الصراع بين الحزب الوطني الحاكم الذي يمثل النظام بأكمله وبين جماعة الإخوان المسلمين وتحركاتها.

وقال العريان إن "مرض الرئيس حسني مبارك أصبح واضحا"، لكن لا يبدو أن مستقبل مصر واضح بنفس الدرجة، وتابع "لقد تم القضاء على الأحزاب المعارضة بشكل أو بآخر، والآن لم يعد هناك سوى احتمالين إما جماعة الإخوان المسلمين أو النظام الحاكم".

ولخصت تصريحات العريان التي جاءت في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وضع جماعة الإخوان المسلمين في الآونة الأخيرة، فرغم كل محاولات واشنطن والحكومة المصرية لتهميش وجود الإخوان، مازالت الجماعة هي الكتلة المعارضة الأكثر تنظيما وتأثيرا على المشهد السياسي في مصر.

مهادنة النظام

ومع اقتراب نهاية حكم الرئيس حسني مبارك، يبدو أن الجماعة على استعداد لعقد صفقة مع خلفاء الرئيس المحتملين عن طريق عدم إظهار التحدي الواضح لاحتكار الحزب الوطني للسلطة، فالإخوان المسلمون مازالوا حريصين على عدم انتقاد مبارك بشكل صريح، ويصرون على أن الجماعة لن تتقدم بمرشح منها لانتخابات الرئاسة.

ومع الحظر المفروض على وجود الجماعة سياسيا، وقبول أفرادها الترشح للانتخابات كمستقلين وعدم تحدي النظام بشكل مباشر، ظهرت بعض الانشقاقات داخل الجماعة، خاصة من الأعضاء الأصغر سنا الذين أعلنوا احتجاجهم على أساليب الجماعة المهادنة التي تسعى لمصالحها أكثر.

يقول عبد المنعم محمود (صحفي مصري) الذي انسحب من الجماعة إن المشكلة هي أن "البعض أصبح يرى الجماعة غاية في حد ذاتها، بدلا من وسيلة لتحقيق الإصلاح السياسي".

تغيير التكتيك

كانت بداية اختلاف طريقة تعامل الجماعة مع النظام عندما فشلت في الحصول على أية مقاعد في انتخابات الشورى في يونيو الماضي، وهو ما دفع الإخوان إلى الانضمام لأحزاب المعارضة العلمانية، والسعي لجمع التوقيعات للإصلاح والتغيير.

وبعد عودة الدكتور محمد البرادعي رئيس الوكالة الذرية السابق إلى مصر وإعلانه عن رغبته في الترشح للرئاسة في حال تغيرت مواد الدستور لضمان نزاهة الانتخابات، انضم الإخوان المسلمون إلى جبهة التغيير التي أسسها البرادعي، واستطاعت في وقت قصير جمع أكثر من 700 ألف توقيع على بيان التغيير، وتسعى لاستكمال المليون توقيع بنهاية شهر رمضان الجاري.

مجبرون على الاتحاد

من جانبها، لا تثق أحزاب المعارضة العلمانية في الإخوان المسلمين كثيرا، ويعتقدون أن الجماعة تسعى لتنحية الأحزاب الصغيرة جانبا وفرض قوتها، أكثر مما تهتم بإنهاء حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد على يد الحزب الوطني الحاكم.

وأكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير" نحن مجبرون على الاتحاد سويا ولن يستطيع أحد تغيير النظام وحده"، موضحا أن الجمعية تسعى لتطبيق نظام سياسي حر ومدني قائم على الدستور، "لكننا ندرك أن المعارضة تحتاج لقوة الإخوان التنظيمية وأعدادهم لتحقق النجاح المطلوب".

ومع كل أخطاء انتخابات الرئاسة عام 2005؛ من تزوير وتدخل أمني وأحداث شغب، أصبح الإخوان وأحزاب المعارضة بشكل عام متأكدين من أن الانتخابات القادمة ستتعرض لمحاولات تزوير، خاصة بعد إلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات، وربما هذا هو ما جعل قوى المعارضة تسعى لاستقطاب الإخوان إلى صفوفها لمقاطعة الانتخابات بشكل كامل.

في الوقت نفسه، يشعر بعض قادة المعارضة باستياء من خطوات الإخوان المسلمين التي تحوم حول سياج المقاطعة، فلا تؤكدها ولا تنفيها، فضلا عن رفضها تنظيم مظاهرات واحتجاجات في الشارع المصري لأسباب سياسية.

عصيان مدني

وصرح أيمن نور رئيس حزب الغد والمرشح السابق للرئاسة الذي أمضى 5 سنوات في السجن إنه حاول إقناع الإخوان المسلمين بأن يبدؤوا العصيان المدني لكنه فشل، كما إنهم لم يساندوا الحركة المصرية للتغيير "كفاية" أثناء احتجاجاتها في شوارع القاهرة على تزوير الانتخابات وحبس أيمن نور وقتها.

وأكد نور أنه عندما التقى بكوادر الإخوان في السجن بعدها "أبدوا ندمهم على قرارهم السابق بعدم التعاون، وعرفوا أن مقاعد البرلمان لا تساوي شيئا في ظل نظام قمعي وجائر".

في النهاية، اعتبر محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب المصريين أن الإخوان المسلمين نجحوا في اللعب على عواطف الناس الدينية وسخطهم من الحزب الحاكم، دون أن ينجحوا في تقديم البديل الجاد، مؤكدا على أن الجماعة لن تستطيع أبدا أن تعلن عن برنامج جاد، وإذا حدث وأعلنوا برنامجهم، سيعرف الجميع أنهم أبعد ما يكونوا عن الديمقراطية.

اجمالي القراءات 3438
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ٠٧ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51003]

هل فهم الأمريكيين حقيقة الاخوان ولم يفهمها المصريين ..؟؟

 هل فهم الأميريكيين حقيقة الاخوان  ولم يفهمها المصريون كشعب عريق ضارب في القدم ؟  الحقيقة أن كلا من الأميريكيين كمحللين سياسيين وخبراء استراتيجيين  يفهمون حقيقة الأخوان منذ زمن قديم منذأوئل القرن الماضي  ,  المصريون يفهمون حقيقة جماعة الاخوان ايضا لكنهم لا يجدون على الساحة بديلا حقيقا يحل محل الاخوان الذين يقفون مع الفقراء بمساعدات رمزية لهم مثل كرتونة مواد غذائية لا تتعدى  خسمون جنيها للأسرة الفقيرة .. ولكنها تقدم باسم الكهنوت الديني المقدس  والمصريين يجلون من يتكلم باسم الدسن ويقدون أقل مساعدة تأتي منهم فلذلك الاخوان اقرب الى قلوب المصريين من النظام والحكومة والأميريكيين .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق