فهد العودة: ضرورة تجديد الخطاب الديني

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١١ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: جريدة الرياض السعودية


فهد العودة: ضرورة تجديد الخطاب الديني

ألقى الشيخ سلمان بن فهد العودة محاضرة ضمن فعاليات أسبوع اليمامة الثقافي بعنوان (تجديد الخطاب الديني) والتي تضمنت 12عنواناً تسعى للوصول إلى خطاب ديني يتواكب مع الزمان والمكان .

بدأ الشيخ محاضرته بتعريف لفظة (خطاب) بأنها كلمة عربية فصيحة مستخدمة، والأصوليون كانوا يستخدمونها كثيراً والخطاب هو المحاورة والمحادثة بين طرفين، ونسبته للدين يقصد فيها الخطاب الذي يعتمد على مرجعية دينية في مخاطبته وأحكامه وبياناته، وانه يقصد بالخطاب الديني ما يطرحه العلماء والدعاة والمنتمون الى المؤسسات الإسلامية في بيان الإسلام والشريعة، سواء كان ذلك من خلال الخطب أو المحاضرات أو التأليف أو البرامج الإعلامية الأخرى وقد يدخل ذلك المناهج الدراسية الدينية في المدارس والجامعات الشرعية، بل يمكن أن يوسع مفهوم الخطاب الديني ليشمل النشاط الإسلامي والنشاط الدعوي وعمل الجماعات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية بشكل عام الفقهي منها والعلمي والدعوي والتربوي ونوع النشاط الذي تقوم به لتقييم مدى نجاحه وفشله وقربه من المقاصد العامة للتشريع ومن بعد ذلك تقويمه واصلاحه وتجديده.

أما كيف يتم تجديد هذا الخطاب الديني؟ فذكر الشيخ العودة صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) أخرجه ابو داود والحاكم وصححه، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم تجديد الدين نفسه .

وأضاف: الخطاب الديني جزءاً من هذا الدين وتجديده والذين يقومون بعمل هذا التجديد جاءوا بلفظ (من) فهو عام يشمل الفرد والجماعة، وفي ظل توسع الأمة واتساع رقعتها والانفتاح العالمي وتضخم الخلل الموجود في واقعها فإن هذا العمل التجديدي ليس شأن فرد واحد، بل مجموعات تتكامل فيما بينها، وتؤدي أدواراً مختلفة وتخصصات علمية متباينة وحقولا معرفية كلها تنتهي عند مصب المصدر الأصلي (الشريعة).
وبين العودة أن هناك فرقا بين الخطاب الديني والوحي المنزل في كثير من الحالات لكنه يبقى في حدود العمل العقلي البشري أو العمل الاجتهادي الذي يرتبط بإمكانيات الإنسان وقدرته وطاقته، فهو مثل خطاب الفقهاء والوعاظ والمصلحين الذي يمثل اجتهاداً من عندهم، ومفهوم (تجديد الخطاب الديني) يتنازعه طرفان:

الأول: فئة تتحدث عن تجديد الخطاب الديني وهي تصدر من منطلقات غير دينية، واعتقد انه لا يمكن تجديد الخطاب الديني من خارج هذا الخطاب الديني نفسه سواء بظروف محلية أو عالمية.

الثاني: بعض القوة الإسلامية الخائفة التي اشتد بها الخوف فإذا سمعت مثل هذا اللفظ ترامى إلى أذهانها انها مؤامرة لتحريف الدين أو لتغيير الخطاب.

وأعتقد أن أية نهضة أو تنمية في العالم الإسلامي التي ينادي بها المصلحون من دعاة الإصلاح إن لم تصدر من مفهوم ديني فهي محكوم عليها بالفشل، فلابد من خطاب ديني واع ومعاصر ومنضبط يستطيع أن يضع هذه النهضة ويساعد عليها ويدفعها لإخراج هذه الأمة من هذا التيه والدوران الذي تدور فيه حول نفسها.

إن هذا التجديد الحي قراءة واعية واعدة للنفس والآخر والواقع، وقراءة قادرة على ايجاد الحلول الشرعية المناسبة لمشكلات الواقع.

وبين الشيخ انه لا مناص من التجديد واذا لم نؤمن بذلك فأمامنا خياران:
الأول الجمود: ويعني ذلك الاطاحة بحق الحياة وسحقها في عصر تكتنفه الحركة الثائرةس من كل جهة.
والثاني: الذوبان. وذلك معناه الاطاحة بحق الدين والشريعة والثقافة والتراث.

ان هذا التجديد يجب ان يكون بأيدي رجالات الإسلام وعن طريق المتخصصين الإسلاميين ولا اقول بالضرورة: الفقهاء، وانما المختصون على العموم ويجب ان تكون ادوات هذا التجديد ووسائله داخلية تلمس مشاعره وتتحدث من داخل اطاره وعلينا ان نتفق على الضرورات والقواعد الشرعية والمحكمات الدينية الثابتة كما يسميها ابن تيمية (الدين الجامع).

اما ماهية هذا التجديد فبين الشيخ حسبما نشرت "الرياض "السعودية انها ترتيب لسلم الاوليات وتنظيم للاهم والمقاصد الكبرى للعلم والدعوة والاصلاح واتفاق على ذلك وتسهيل تطبيق ذلك وتطبيقه في أرض الواقع وابراز لجانب القيم والاخلاق الإسلامية العامة التي يحتاج اليها الناس كلهم دون استثناء وتطبيع قيم العدل التي يأمرنا بها الإسلام تجاه الخلق كلهم ومعاملة الناس كلهم بالحسنى. قال تعالى {وقولوا للناس حسنى} قال ابن عباس: (اليهودي والنصراني) ثم ذكر ان التجديد يعني العناية بالنظريات العامة في الإسلام مثل النظريات السياسية والاجتماعية والفقهية (الفرعية والاصولية) ودعم المشاريع العلمية التي تصل تراث الامة لهذا العصر وتضيف اليها تراكماً علمياً ومعرفياً.

اجمالي القراءات 5517
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق