ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب كما يقولون فمن ناحية فالإستقرار ضرورى فى حياة الشعوب ولكنه لابد أن يكون إستقرار ديناميكى الحركة بمعنى أنه إستقرار فى حالة حركة المجتمع لتطوير نفسه وتجديد دمائه أما الإستقرار الذى بلانا به مبارك فهو إستقرارالبرك والمستنقعات الذى يسمح بتكاثر الطفيليات ليقضى بذلك على أى فرصة لتقدم المجتمع ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نعفى مبارك من مسئوليته المباشرة عن الأمراض المجتمعية التى سببها لنا إستقراره ليس فقط لأنه رأس النظام ولكن أيضا لأنه تولى الحكم فى ظروف تساعد على عملية التحول الديمقراطى فهو الرئيس الوحيد الذى تولى الحكم فى عصر الديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان و كانت كل الظروف – المحلية والإقليمية والعالمية – تشجعه على ذلك فمن ناحية فقد آمن مبارك من شرور خصمه الخارجى بعد توقيع إتفاقية السلام وتحالفت معه جموع الشعب للتخلص من خصمه الداخلى الذى أودى بحياة سلفه وبالتالى كان الخيار الديمقراطى هو الخيار الأسهل لكى يتخذه مبارك ولكن مبارك إتخذ الخيار الأسهل له فاختار الديكتاتورية فى وقت بدء إنهيار الديكتاتوريات فى العالم أجمع ليفقد بذلك فرصة الخلود فى ذاكرة التاريخ كأول حاكم مصرى يؤصل لثقافة التقدم والديمقراطية رغم قدراته الفكرية والشخصية المتواضعة ورغم كل ما فعله إستقرار مبارك بمصر فهى الأن تمر بمرحلة مخاض ديمقراطى مجهولة النتائج فمن ناحية ولأول مرة منذ زمن طويل تخرج مظاهرات تنادى ليس فقط بحقوق الفلسطينيين أو برغيف العيش ولكن بحق المصرى فى وطن يحترم آدميته واختياره السياسى ومن ناحية أخرى تنشط جموع منظمات المجتمع المدنى للقيام بدورها رغما عن أنف مبارك الذى طالما حرمها منه وبالتالى كان واجبا علينا ونحن نستعد لأول إنتخابات رئاسيه نناضل من أجل نزاهتها أن نقيم هذه الفترة التى عشناها جميعا بمساوئها الكثيرة ومحاسنها النادرة وأتركك الأن عزيزى القارىء لتصفح ملف العدد