يحي فوزي نشاشبي Ýí 2008-01-03
بسم الله الرحمن الرحيم
فبهت الأستاذ
كان الأستاذ يناقش مع طلابه المتخصصين في الشريعة قضايا فقهية تتعلق بالمرأة، وقد ساد الجميع جو يغلب عليه الود وعدم التحرج وهي عادة هذا الأستاذ التي يمتاز بها لاسيما حرصه على عدم التظاهر بأنه هو المعلم وأنهم هم الطلبة المتلقون أو الملقنون ، وكان همه هو أن يزرع فيهم أو يبعث فيهم تلك الحاسة أو تلك الملكة –إن صح التعبير- وهي ملكة ممارسة حقهم كاملا غير منقوص ألا وهو حق التساؤل وتوجيه السؤال بدون أدنى حرج ، وكأن لسان حال هذا الأسÊrc;اذ يقول بأن اكتساب هذه الملكة هي أهم من مناقشة أي موضوع .
ومن بين التساؤلات نذكر ما يلي :
سأل أحدهم عن مدى صحة تلك المقولة التي كثيرا ما يلقي بها الوعاظ والمرشدون من على منابرهم على الذين آمنوا عندما يسعون إلى ذكر الله يوم الجمعة أو في مناسبات أخرى ، تلك المقولة التي تعتبر المرأة ناقصة عقل ودين.
وكان الأستاذ في الحقيقة ممتازا في رده الذي حرص كل الحرص على أن يذكر طلبته أنه هو شخصيا لا يقبل المقولة كما هي بدون تمحيص ونقد، إلا أنها هي المشاعة وأن الدليل عند المتحمسين بنعت المرأة بقصور عقلها هو أن شهادة امرأتين اثنتين تعادل شهادة رجل واحد، وهذا من حيث كونها ناقصة عقل.
أما من حيث كونها ناقصة دين فقد ترك الأستاذ المجال لطلبته، وظهر أن جلهم يعرفون الجواب البديهي حسب الظاهر وهو الجواب الذي لا يمكن أن يختلف فيه اثنان لا الأستاذ ولا الطلبة وأن دليلهم بأن المرأة ناقصة دين هي كونها مأمورة بأن لا تصلي وهي حائض ولا تصوم، أي أنها تتخلف دوما عن ركب المؤمنين في هاتين العبادتين وهنا تدخل الأستاذ مرة أخرى منبها أن هذا هو رأي جميع الفقهاء وعلماء الدين الذين أجمعوا فيه.
وبعد سكوت خيم على القسم برهة استطرد الأستاذ مطمئنا طلبته بأن هناك مفهوما منطقيا وجزئية غفل عنها علماء الدين وهي ما يلي:
- ما دامت طاعة الله هي الدين أومن الدين.
- وما دامت المرأة التاركة للصلاة والتاركة للصوم بسبب حيضها تكون فعلت ذلك امتثالا لأمر الله وتعبيرا منها بأنها لا تعصي الله ما أمرها وتفعل ما تؤمر.
- ما دامت المرأة المستجيبة لمشيئة الله وأمره هي المطيعة لله، وهي المتدينة، وبالتالي فليبس هناك أي نقص في الدين، وأن طاعة الله هي في الاستجابة للأوامر إن فعلا أو تركا.
- وإن وصم المرأة بناقصة دين لا يستند على أي أساس ولا على أي نص مهما كان، بله النص القطعي الذي هو المعتبر كما نعلم. وإن هذه المقولة ينبغي أن تدرج في قائمة التهم التي يظهر أنها تلاحق المرأة منذ ذلك اليوم الذي وجه فيه الله الأمر لآدم وامرأته ليهبطا منها.
وأضاف الأستاذ قائلا:
ما دامت الحالة كما رأينا وتبيناه فإن المرأة لا يمكن أن توصف بناقصة دين بل هي في صميم الدين في تصرفاتها من فعل أو ترك. وهنا ظهر الارتياح على الجميع تقريبا وبدا عليهم الرضا والاطمئنان، وكان المفروض أن ينتهي هذا الحوار في هذا الحد، إلا أن هناك طالبا بدا عليه شئ من التردد في رفع يده أو الإحجام عن طلب التدخل، ولولا انتباه الأستاذ وإقحامه وتشجيعه للتلفظ بما يدور في خلده لما تجرأ الطالب، ولكن فات الأوان فجمع كل ما يمكنه من شجاعة فوجه أسئلته إلى الأستاذ والكل يلتفت إليه بين متسائل ماذا يمكن له أن يضيف بعد هذا الوضوح، وبين مشجع.
قال الطالـب :
- إن ما توصلنا إليه يبدو مقنعا، ومع ذلك ولعله من باب الاطمئنان أود أن أسأل ما يلي:
- ألم نصل معا إلى النتيجة التي تقول إن المرأة التاركة لصلاتها عدة أيام ولصيامها تكون فعلت ذلك استجابة لأمر الله وأنها تفعل ما تؤمر به ؟
وعبر الأستاذ ومعه بعض الطلبة عن موافقتهم، وأضاف الأستاذ قائلا: هذا هو الأمر البديهي الذي لا شك فيه وما كان ينبغي.
وفاجأ الطالب المتسائل الجميع بسؤال آخر:
ولكن ألم نتعلم معا أن النص القطعي هو سيد الأحكام وأن لا اجتهاد ولا رجعة مع النص القطعي ؟
أجاب الأستاذ هذا أيضا صحيح وهو قاعدة القواعد.
فسكت الطالب لحظات طويلة فاستأنف قائلا:
ألم نتعلم ونتفق بأن النص القطعي هو المعتبر والواجب اتباعه في الأمر أو في النهي ؟
فأجاب الأستاذ بنعم.
وهنا ألقى الطالب سؤاله الذي كان بالنسبة له بيت القصيد وهو الذي هيمن عليه منذ مدة، وقد فاجأ سؤاله الجميع أيما مفاجأة عندما قال:
• إني في الحقيقة منذ مدة وأنا المعتقد بأني حافظ القرآن كنت أبحث عما أكون نسيته للوصول إلى النص الصريح القطعي الآمر المرأة الحائض على ترك الصلاة والصيام أو النص الصريح القطعي الناهي إياها فلم أجد.
• وهنا جاء رد الأستاذ بمثابة صمت رهيب مكتفيا بالالتفات تارة إلى السائل وتارة إلى وجود الطلبة الذين تحولوا إلى محدقين فيه وكأنهم يمثلون متسولين مادين أيديهم طلبا لأية صدقة ولعل الصورة الأخرى التي تكون مصيبة هي كأنهم غرقى مادين أيديهم ليتشبثوا بأية قشة.
• فبهت الأستاذ، ومن معه الذين كانوا يظنون أنهم تعلموا شيئا وأن مثلهم الأعلى هو أولئك المتخرجون قبلهم أصحاب الشهادات العليا في الشريعة.
الحجج القرآنية تبهتهم ، وبعد نعرضهم للمفاجأة يمون تصرفهم إما الاستفسار أكثر والأيمان بما جاء في القرآن الكريم ، وإما أن يحدث العكس حيث يتم اطلاق قنابل التكفير في كل اتجاه ، وتكون نهاية درامية لهذا الحوار .ويتم التحذير من مثل هذه الآراء ، وتتحد شياطين الانس والجن ضد قول الحق القرآني .
نسال الله تعالى العفو والعافية في الدنيا والاخرة
هناك كثرة تحاول إبخاس ذلك الحق الذي نُزّل على محمد.
ميلاد مأساة !? الظاهر أن "فريدريك نيتشه" مصيب في حدسه !? ******
دعوة للتبرع
الاخوان سرطان : بطري قه الخلا يا السلي مه وحتى العلا ج ...
فصاحة القر’ن : السلا م عليكم دكتور احمد ، ارجو الاجا بة علي...
النطق والكلام: كنت سمعت درس لحضرت ك عن قصة النبي سليما ن ...
النسخ وتنويه هام : السلا م عليكم ورحمت ه الواس عة, رجاء ممكن...
أهلا بك فى الموقع: السل ام عليكم جميعا ،تحية طيبة للدكت ور ...
more
إن الموضوع المثار أعلاه جاء في الحقيقة بمثابة أسئلة واضحة مباشرة دقيقة.
وكان المنتظر أن ترد من أهل الإختصاص والفققهاء ردود واضحة مباشرة ودقيقة .
إلا أن المفاجأة كانت العكس تماما ، فلا معلق ولا مؤيد للبعض أو للكل .
ألا يكون سكوت الفقهاء والمختصين وصمتهم الرهيب يشير بقوة إلى أن الأستـــــــــاذ لم يقف وحده مبهوتا بسؤال الطالب ؟