مهدي مالك Ýí 2025-02-18
الذكرى العاشرة لوفاة رمز الاصالة و المعاصرة في الاغنية الامازيغية المغربية عموري امبارك أي تقييم و أي دروس ؟
مقدمة متواضعة
لقد فتحت عناي منذ طفولتي المبكرة أواخر ثمانينات القرن الماضي في مدينة الدار البيضاء على ايقاعات موسيقى و أغاني الفنان الامازيغي العصامي عموري امبارك رحمه الله باعتباره قد سبق عصره بسنوات عديدة بحكم ان السلطة بعد سنة 1956 ارادت مع سبق الإصرار و الترصد اماتة الهوية الامازيغية بكل ابعادها الثقافية و الدينية و السياسية بغية تحقيق مشروع الدولة الوطنية آنذاك و القائم على العروبة و السلفية المتحركة بين الحركة الوطنية و المذهب الوهابي و الفكر الاخواني و القائم كلك على التغريب و العلمانية الفرنسية من ناحية القوانين الوضعية و تنظيم الانتخابات الخ من أمور الدولة الحديثة الشكلية بالمغرب منذ ذلك الوقت الى الان بسبب عدم اشراك الامازيغيين كايديولوجية اصيلة في الحكم لأننا نعيش في قرن 21 للميلاد و ليس في سنة 1958 .
ان الثقافة الامازيغية ظلت مهمشة الى اقصى الحدود و الدرجات بعد سنة 1956 بقرار صارم من الدولة المغربية حيث ظلت هذه الثقافة الاصلية حية في القبائل الامازيغية باغلب التراب الوطني حتى هجر شبابها المتعلم الى مدن المركز بغية استكمال تعليمهم في الجامعات و في الكليات حيث انذاك اكتشفوا الفرق الشاسع بين ثقافتهم الاصلية و ثقافة المركز العربية الإسلامية دون اي افغال التغريب و الفرنكونية في جميع المستويات و الأصعدة مما دفع هؤلاء الشباب المتعلم من العلوم الإنسانية الى تأسيس اول جمعية ثقافية امازيغية بالمغرب سنة 1967 تحت اسم الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي بمدينة الرباط ..
لقد كانت هذه الجمعية انطلاقة لما نسميه الان بالحركة الثقافية الامازيغية في سياقنا المغربي حيث كان يهدف هذا الاطار الجمعوي في ذلك السياق التاريخي الى جمع التراث الامازيغي من الامثال و الحكايات و الشعر و الفتاوى الفقهية الخ من هذه العناصر بهدف احياء الامازيغية كلغة و كثقافة فقط أي الثقافة الشعبية في مقابل الثقافة العربية الإسلامية الرسمية طيلة عقود من الزمان حتى بعد خطاب اجدير التاريخي و تأسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية..
ان الاغنية الامازيغية ببعدها التقليدي و ببعدها العصري كانت عامل جوهري و محرك لاحياء الامازيغية كلغة و كثقافة منذ سنة 1956 الى الان بدون أية مبالغة لان الامازيغيين بمختلف مستوياتهم الثقافية و الاجتماعية و الطبقية يعشقون الاستماع الى أصناف الاغنية الامازيغية على طول البلاد و عرضها حيث كانت هذه الأنماط
الفنية في سنوات الخمسينات و الستينات ذات الطابع التقليدي الصرف دون أي تجديد او اي تحديث أي الاصالة و المعاصرة كشعار امنت به الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي لتجديد الاغنية الامازيغية من الناحية الايقاعية و من الناحية الشعرية الخ..
ان الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي قد ساهمت حسب ظروف ذلك السياق التاريخي في فرض الثقافة الامازيغية بوجهها الحداثي في مدن المركز حسب اعتقادي المتواضع من خلال تجربة مجموعة اوسمان القصيرة أي منذ سنة 1975 او قبلها الى سنة 1979 بمعنى ان مجموعة اوسمان قد حققت نجاح باهر داخل المغرب او في فرنسا او في بلجيكا رغم شروط تلك المرحلة الظالمة في حق الثقافة الامازيغية الاصلية .
و يرجع نجاح مجموعة اوسمان الى عوامل كثيرة من قبيل الشعر الامازيغي الحديث من انتاج رموز الجمعية مثل المرحوم إبراهيم اخياط و المرحوم علي صدقي ازايكو و المرحوم الفقيه عبد الله جسثيمي و الأستاذ محمد مستاوي و للأستاذ عمر امرير......
و بالإضافة الى الات الموسيقية الغربية لان الجيل الشاب في تلك المرحلة كان يميل الى التحرر من القيود مهما كانت و كان يميل الى الغرب كواحة الديمقراطية و حقوق الانسان..
لكن مجموعة اوسمان كانت تجسد شعار الاصالة و المعاصرة في رسائلها الفنية للسلطة و للمركز و ثقافته الرسمية وقتها.
ان المرحوم عموري امبارك رغم ظروف اليتم و الهجرة المبكرة من قريته نواحي إقليم تارودانت الى مدينة تارودانت الخ من هذه الظروف فانه وجد طريقه نحو الغناء داخل منطقة سوس مع المجموعات التي كانت تغني بالاكليزية مثل سوس فايف الخ لكنه ظل يحلم ان يغني بالامازيغية حتى سنة 1973 حيث وجده المرحوم إبراهيم اخياط باعتباره رئيس الجمعية بأحد الاعراس بمدينة تيزنيت فاعجبه صوت عموري امبارك الجميل فاقترح عليه فكرة انشاء مجموعة عصرية تغني بالامازيغية فوافق على الفور ثم رحل معه الى مدينة الرباط لتاسيس هذا الحلم الجميل خاصة ان مجموعة اوسمان قد مرت بالاذاعة الدولية المغربية و مرت بالتلفزة المغربية في ذلك الوقت.........
الى صلب الموضوع
سيظل المرحوم عموري امبارك علامة فارقة في تاريخ الاغنية الامازيغية العصرية بالمغرب باعتباره سبق عصره بسنوات عديدة حيث ان بعد افتراق مجموعة اوسمان سنة 1979 انطلق المرحوم في مساره الفني المتميز بشعار الاصالة و المعاصرة و بشعار الالتزام في ذلك العهد حيث كان لا احد يهتم اصلا بالثقافة الامازيغية سواء داخل السلطة العليا او داخل الاعلام السمعي البصري الخ .
لقد بدات جمعيات الحركة الثقافية الامازيغية ترفع شعار الثقافة الشعبية طيلة عقد الثمانينات مسايرة لظروف القمع السياسي و الأيديولوجي ضد الامازيغية كلغة و كثقافة فقط خصوصا بعد اعتقال المرحوم علي صدقي ازايكو و الحكم عليه بسنة سجنا بسبب مقاله الشهير تحت عنوان في سبيل مفهوم حقيقي لثقافتنا الوطنية سنة 1981 .
لكن رغم كل هذه الظروف الظالمة للامازيغية بشموليتها آنذاك قد استطاع المرحوم فرض اسمه و فنه المعاصر على الساحة الوطنية عبر فوزه بالمركز الثالث في اطار الجائزة الوطنية للاغنية المغربية بمدينة المحمدية سنة 1985 حيث كان عمري هو عامان وقتها في الدار البيضاء .
و لأول مرة يسجل التاريخ فوز مغني عصري بلغته الامازيغية بإحدى جوائز الدولة المغربية في عصر قمع الامازيغية بشموليتها و لأول مرة يظهر فنان امازيغي مع جوق عصري في التلفزيون المغربي الرسمي آنذاك أي ان المرحوم قد سبق عصره بسنوات عديدة حيث وقتها لا يوجد أي اعتراف رسمي بوجود الامازيغية كلهجات محلية على اقل و لا توجد اية مؤسسة رسمية تعنى بالثقافة الشعبية كما تسمى في ذلك العصر الظالم بمعنى ان المرحوم قد حقق معجزة خارقة بفوزه بالمركز الثالث ضمن الجائزة الوطنية للاغنية المغربية عن قصيدة كتبها المرحوم علي صدقي ازايكو حول معانات جاليتنا الامازيغية في ضواحي عاصمة الانوار باريس بين الضباب و الغيوم و الشوق الى الوطن الام المغرب و الاهل الخ ........
اشير هنا انني كسول في قراءة اللغة الامازيغية و شعرها العبقري لكنني اسمع أغاني المرحوم عموري امبارك فوجدت ان الشعر الامازيغي الحديث يحمل معاني الحين الى البادية و تقاليدها الإيجابية مثل الارتباط بالأرض و بالاهل و بالمسجد كمكان لاقامة الصلوات الخمس و تعليم الأطفال القران الكريم الخ من هذه التقاليد الإيجابية و ليس السلبية مثل التخلف القروي و الشعوذة الخ
..
تحمل القصائد التي غناها المرحوم عموري امبارك معاني السير نحو الامام بهويتنا الام الى ما وصلت اليه الان بفضل الإرادة الملكية السامية و بفضل اكثر من 50 سنة من النضال الامازيغي بمشاركة فعالة للاغنية الامازيغية ببعدها الأصيل و ببعدها العصري ..
ثم يأتي الان فقهاء الجواري و العبيد بسوس العالمة ليعلمونا اننا يجب ان نسير وفق السلف الصالح في القرون الثالثة الأولى للاسلام و يجب ان نترك الدفاع عن الامازيغية بشموليتها من اجل الإسلام الوهابي الحقير و الرجعي بالنسبة لي كابن سوس العالمة خصوصا و المغرب عموما ..
ان هؤلاء الجهلاء بتاريخ هذا البلد الأمين قبل الإسلام و بعده الى الان أي ان هؤلاء المرضى النفسيين لا يعرفون أي شيء عن النضال الامازيغي او عن محطاته التاريخية و اقسم بالله العالي العظيم لو انتظرنا هؤلاء الرجعين لماتت الامازيغية بشموليتها منذ سنة 1967 بصريح العبارة لان الوهابية لا امتداد لها او جذور تاريخية في مغربنا الغالي على الاطلاق حيث ان الله هو لوحده من يملك التواب او العقاب......
ان المرحوم عموري امبارك لم يعتبر ابدا ان فن الروايس تراث عتيق قد تجاوزه العصر او الزمن بل تعامل معه في بداية الثمانينات في اغانيه الشخصية و في بداية التسعينات عندما قررت وزارة الثقافة تسجيل روائع الروايس القدماء في الوسائل الحديثة آنذاك بمشاركة المرحوم عموري امبارك و المرحوم الرايس الحاج احمد امنتاك و المرحوم الرايس محمد بونصير و الرايسة رقية تابنسيرت و الرايس المجدد محمد دامو و لا اعرف شخصيا ماذا كان المبرر الذي دفع وزارة الثقافة للقيام بتلك المبادرة تجاه فن الروايس في بداية التسعينات ؟ ....
انني اعبر عن مدى تقديري و احترامي للجهد العظيم الذي قامت به ارملة المرحوم عموري امبارك الفنانة المناضلة زورا تنيرت بغية الحفاظ على تراث المرحوم الفني و الشخصي عبر تأسيس متحف جميل في بيته المتواجد بقريته نواحي إقليم تارودانت حيث ان هذا العمل الجميل هو من واجب الدولة المغربية عبر وزارة الثقافة او عبر المعهد الملكي للثقافة الامازيغية لتخليد هذا الرجل الرمز في تاريخ الاغنية الامازيغية العصرية بالمغرب..
أننا لسنا نعيش في سنة 1958 اي تاريخ تأسيس حزب الحركة الشعبية بدون اية مرجعية امازيغية مهما كانت بل اننا نعيش في عصر نهضة الامازيغية بشموليتها بفضل الإرادة الملكية السامية و وعي الطيف الواسع من الحركة الامازيغية بضرورة تأسيس حزب سياسي بمرجعيتنا الامازيغية لمواصلة الطريق نحو الانتقال الديمقراطي و الحداثي ....................
المهدي مالك
العروبة و الإسلام أي تحليل سياسي و ايديولوجي ممكن ؟
تصحيح المقال الحركة الامازيغية و إشكاليات التنوير الإسلامي بالمغرب ؟
دعوة للتبرع
لا شكر على نصيحتك: أنا قرآنى أؤمن بالله وحده لا شريك له ،...
الرق: هنالك سؤال يؤرقن ي حقا ولا اجد له اجابة , هل...
توبة السارق: هل توبة السار ق يسقط بها الحد؟ ...
حفظ القرآن فقط لماذا: لماذا لم يحفظ الله جل وعلا الكتب السما وية ...
أضحية عيد الأضحى: السلا م عليكم عبد الاضح ى على الابو اب فما...
more