من اجل التنظير للمرجعية الامازيغية الإسلامية كما اسميها الجزء الثاني

مقدمة متواضعة               

محاولة أولية لتاصيل هذا المفهوم الجديد                              

منذ انتصار اجدادنا العظيم على جنود الخلافة الاموية سنة 123 هجرية الى حدود سنة 1956 ميلادية لقد استطاع هؤلاء الأجداد الكرام تأسيس ما اسميه الان بالحضارة الامازيغية الإسلامية من خلال دولهم الامازيغية الإسلامية و المستقلة عن ما يسمى بالخلافة الإسلامية بالمشرق العربي  من قبيل الدولة البرغواطية التي قامت بترجمة القران الكريم الى اللغة الامازيغية حسب قول سيدي الحسين جهادي اباعمران..

 و من قبيل الدولة الادريسية بنفسها لان ادريس الأول قد  جاء من المشرق باعتباره العربي الوحيد مع راشد الامازيغي كما شرحه الدكتور عبد الخالق كلاب في فيديوهاته المثيرة و المصححة لتاريخنا الوطني بمعنى ان المغرب وقتها كان خالي من الوجود العربي تاما  ..

و من قبيل الدولة المرابطية التي قامت بنصرة الإسلام في الاندلس و في المغرب مع الاحتفاظ بالعرف الامازيغي الخ.

 و من قبيل الدولة الموحدية باعتبارها اكبر إمبراطورية مغربية يقال عنها الكثير من الأشياء الى حدود الان مثل انها دولة متطرفة دينيا و قتلت الاف الخ من هذه الاخبار التي يقولها بعض رموز الحركة الامازيغية المعروفة داخل المغرب او خارجها بحسن النية او بسوء النية لان هذه الرموز كانت تعادي الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي اثر تاسيسه سنة 2005 بصريح العبارة حسب شهادات رموزه البارزين في الصحافة الوطنية الخ..

ان الأستاذ احمد الدغرني رحمه الله كان معجبا بمؤسس هذه الدولة الا و هو المهدي تومرت و كذا الأستاذ علي صدقي ازايكو رحمه الله في احد كتبه لدرجة انه سمى المهدي بن تومرت  بامير المؤمنين بمعنى انني اعتبر هذه القضية لغز محير بالنسبة لي الان....

 و من قبيل الدولة المرينية التي قامت ببناء المدارس العتيقة بمدينة فاس باعتبارها العاصمة الروحية للمغرب ..

 و من قبيل الدولة السعدية التي انتصرت في معركة وادي المخازن ضد البرتغال الخ

 و الدولة العلوية الشريفة باعتبارها قد اعترفت للقبائل الامازيغية بحق ممارسة قوانينها العرفية أي الوضعية في ظل اعتراف هذه القبائل بالسلطان باعتباره امير المؤمنين في خطب الجمعة و العيدين بمعنى كان هناك اعتراف متبادل بين المخزن و القبائل الامازيغية الى حدود سنة 1930 بدليل الرسالة التي أرسلها الراحل محمد الخامس الى مساجد المغرب بهدف قراءتها بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بغية التأكيد ان المخزن كان دائما يعترف بحق القبائل الامازيغية في ممارسة القوانين الوضعية الامازيغية و التأكيد ان المخزن كان غاضبا من تصرفات أصحاب اللطيف في مدن فاس و الرباط و سلا حيث كانوا يجتمعون في المساجد لتكفير اجدادنا الامازيغيين و عوائدهم الاصيلة قبل الإسلام و بعده بمعنى ان هذه العوائد الاصيلة استمرت بعد الإسلام عبر الدول المتعاقبة على حكم المغرب الى حدود سنة 1956 ...

ان المستفاد من هذا المجال التاريخي الواسع و العريض هو  ينبغي  لنا ان نقول بصوت عالي  ان اجدادنا الامازيغيين قد يساهموا بشكل عظيم في بناء حضارتنا الامازيغية الإسلامية المستقلة في شمال افريقيا و في جنوب الصحراء الافريقية و لو بالاعتماد على اللغة العربية في التدوين و التاليف الى جانب اللغة الامازيغية بالحرف العربي طبعا بحكم ان أصحاب طرح عروبة المغرب ينسبون كل إنجازات الامازيغيين طيلة العهد الإسلامي الى الحضارة العربية الإسلامية بالمشرق العربي باعتبار ان اجدادنا قد كتبوا بالعربية علما ان العرب كتبوا في هذا العصر بلغات الغرب المسيحي من قبيل الفرنسية و الاسبانية و الإنكليزية الخ .........

و رجوعا الى الدولة الموحدية مرة أخرى للتذكير بعدة حقائق تاريخية من قبيل اعتماد الامازيغية كلغة الخطاب الديني الى جانب اللغة العربية حيث يشترط على فقيه المسجد بمدينة فاس ان يعرف اللغة الامازيغية و اللغة العربية معا حسب قول سيدي الحسين جهادي اباعمران و بالإضافة الى رفع الاذان بالامازيغية حيث مازلت أتذكر منذ سنوات تدوينة  فايسبوكية من طرف الأستاذ عمر افضن للتذكير بهذا الواقع التاريخي في اكبر الامبرطورية الامازيغية الإسلامية في العصر الوسيط ..

ان هذا التاصيل المتواضع لمفهوم المرجعية الامازيغية الإسلامية هو من اختراعي الشخصي حيث قد يأتي كاتب اخر ليكمل هذه الفكرة او ليصححها لانني كاتب متواضع له مجموعة من الاهتمامات بتاريخ المغرب و بالحقل الديني الرسمي ببلادنا و بالقضية الامازيغية بشموليتها منذ سنة 1956 الى الان حيث ان ما يسمى بالحركة الوطنية حاولت منذ تاسيسها سنة  1930 تشويه الامازيغية و الامازيغيين امام العالم الإسلامي و امام المخزن المركزي بهدف اقبار الاعتراف المتبادل بينه و القبائل الامازيغية منذ قرون من الزمان ............................

و للحديث بقية                                          

المهدي مالك