من وحى الموقع:
إن الله يغفر الذنوب جميعا

مصطفى اسماعيل حماد Ýí 2022-10-15


إن الله يغفر الذنوب جميعا لعباده الذين أسرفوا على أنفسهم.
فى كتاب الله تعالى نجد أسسا لمحاسبة البشر على أعمالهم فى الحياة الدنيا وتتدرج هذه الأسس ما بين المعاملة بالقسط ثم المعاملة بالحسنى ثم مغفرة الذنوب جميعا عدا الشرك بالله وذلك بشرط التوبة النصوح .
ولنذكر بعض الأمثلة
المزيد مثل هذا المقال :

بشأن المجازاة بالقسط يقول الله تعالى فى سورة يونس:
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا إ ِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ.
وفى سورة الأحزاب: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ،‏ لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا.
وفى سورة الأنبياء: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ .‎
وفى سورة النساء: لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ،وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا .
وفى سورة النساء أيضا: وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ.
وفى سورة الجن: قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّـهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٢﴾ إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا.
وبشأن المجازاة بالحسنى يقول جل شأنه فى سورة النجم: وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ، الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ.
وفى سورة الأنعام: مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا و َمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.
وفى سورة القصص: مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
وفى سورة النمل: مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ.
وبشأن المغفرة والتكفير عن السيئات يقول تعالى فى سورة النساء: إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا.
وفى سورة الزمر: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ‎‏، وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ، ‎ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ‎
وفى سورة التغابن: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
وآيات المغفرة والتكفير عن السيئات كثيرة جدا فى القرآن الكريم فسأكتفى بهذه الآيات الثلاث
ثم نتطرق إلى نقطة غاية فى الأهمية وهى دورالحسنات فى التكفير عن السيئات.
يقول الله تعالى فى سورة هود: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ.
أى أن الحسنات يذهبن السيئات ،ليس هذافقط بل إن الحسنة الواحدة قد تمحو سيئات كثيرة لأن الله تعالى قد وعدنا ووعده الحق أنه تعالى يضاعف الحسنات لمن يشاء.
يقول الله تعالى فى سورة الأنعام: مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ومَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.
وفى سورة الحديد: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ.
ويقول فى نفس السورة أيضا: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ.
ويقول جل شأنه فى سورة البقرة: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.
وفى نفس السورة يقول تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍۗ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.
معنى ذلك أن الحسنة الواحدة قد يضاعفها الله ويعطيها القدرة على محو عدد غيرمحدود من السيئات.
وهناك آيات تجعلنا نطمع فى رحمة الله إلى أبعد مدى.
يقول تعالى فى سورة الحديد:
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١٩﴾
سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢١﴾
ربما تفردت هاتان الآيتان بحقيقة أن الإيمان بالله ورسله قد يكفى لنيل فضل الله تعالى دون التطرق لشرط العمل الصالح ولكنهما استثناء لأن شرط العمل الصالح هو القاعدة فى القرآن كله،فلاينبغى الإتكال عليهما.
يقول تعالى فى سورة النساء: مَّا يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّـهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴿١٤٧﴾وهى توحى بأن الله تعالى فى غنى عن عذابنا إذا آمنا وشكرنا ،ولكن مرة ثانية لاينبغى الإتكال على ذلك لأن الشكر يقتضى العمل(واعملوا آل داود شكرا).
يقول الله تعالى فى سورة الحج: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ -وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ - وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِم إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩ ﴿١٨﴾.
هنا السجود لابد أن بكون معنويا بالضرورة وذلك لقيام الجمادات والدواب به وهو يعنى امتثالها وخضوعها للقوانبن الإلهية التى على أساسها يسير الكون ،أما بخصوص البشر فهويعنى طاعة الله والخضوع له سبحانه وتعالى والإمتثال لأوامره فمن يؤديه من الناس فلن يحق عليه العذاب وقد وصفهم الله تعالى بأنهم كثيرون أما من استكبر فقد حق عليه العذاب.
فى سورةفاطر يقول الله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿٣٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴿٣٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴿٣٥﴾
الذين أورثوا الكتاب -ولم يرثواغيره- هم من درسوا كتاب الله تعالى وتدبروه واتخذوه وحده صراطا ومنهاجا وكفروا بكل ماعداه تلبية لقوله تعالى فى سورة الأعراف: اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ‎﴿٣﴾‏ -ولنتذكر أن الله تعالى قد أكد فى عشرات الآيات من كتابه الكريم أنه لايوجد تنزيل سوى القرآن الكريم- هؤلاءجميعا منهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات ولكنهم جميعا مؤمنون اصطفاهم الله تعالى لتلقى كتابه وهذا التلقى هو المقصود بالفضل الكبير، وقد وعدهم الله جميعا بالمغفرة وبجنات عدن يؤكد ذلك أن الله تعالى فرق بينهم وبين أصحاب الناروهم الذين كفروا ،يقول جل شأنه بعدها مباشرة: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ‎﴿٣٦﴾‏ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ .
أما أكثر الآيات التى تعزز الأمل فى رحمة الله فهى أواخر سورة الحديد: فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾
فقد قسم الله تعالى جميع البشر إلى ثلاث فئات:
1-المقربون وهم الدرجة العليا.
2-أصحاب اليمين وهم أقل درجة من المقربين وكلاهما فى الجنة.
3-أما أصحاب النار فمن هم؟هم المكذبون الضالون ،فلله الحمد والمنة ؛نحن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،فنحن بإذنه تعالى لاننتمى أبدا لهذه الفئة.
كل ما سبق يتعلق بقواعد الحساب كما فُصِّلت فى القرآن الكريم ، أى قبل البعث ،ولكن من خلال تدبرى لكتاب الله تعالى فحسابنابعد البعث بفضل الله ورحمته سيكون حسابا يسيرا ،عندها سيتجلى الغفور الرحيم بمغفرته ورحمته ، بل إن العزيزالحكيم أيضا سيغفر ويثيب ،يقول الله تعالى فى سورة التوبة : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّه إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ‎﴿٧١﴾‏ فعندما يؤكدالله تعالى أن العزيز الحكيم سيغفر ويرحم فماذاتنتظرمن الغفوروالرحيم والرءوف؟بالتأكيد سننتظر غفران الذنوب جميعا والرحمة التى وسعت كل شيء.
وتعالوا لنري من هم الذين استحقواعذاب النارودخلوها فعلا وذلك من وصف الآيات القرآنية لهم:
يقول تعالى فى سورة( المؤمنون): أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾
أى من كانوا يكذبون بآيات الله ولسنا منهم بفضل الله يؤيد ذلك قوله تعالى فى سورة الزخرف: يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٦٨﴾ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ﴿٦٩﴾ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ﴿٧٠﴾
يقول تعالى فى سورة الجاثية: وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٣٤﴾ ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴿٣٥﴾
وهؤلاء استهزءوا بآيات الله ونسوا اليوم الآخر وفرحوا بما أوتوا فى الحياة الدنيا.
يقول تعالى فى سورة المدثر: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴿٣٨﴾ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ﴿٣٩﴾ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٤٠﴾ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٤١﴾ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿٤٤﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿٤٥﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴿٤٨﴾
أى لم يكونوا من المصلين ولامن المتصدقين بل كانوا يخوضون فى آيات الله والأهم من ذلك كله أنهم كانوا يكذبون بيوم الدين .
يقول تعالى فى سورة الحاقة: إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣٤﴾فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ﴿٣٥﴾
أى لم يكن يؤمن بالله العظيم.
يقول تعالى فى سورة الإسراء: وَمَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴿٩٧﴾ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ﴿٩٨﴾
هؤلاء كفروابآيات الله كما كفروا باليوم الآخر.
يقول تعالى فى سورة الواقعة: إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ ﴿٤٥﴾ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ﴿٤٦﴾ وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٤٧﴾ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ﴿٤٨﴾
وهؤلاءايضا قد كفروا باليوم الآخر.
يقول تعالى فى سورة الكهف: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿١٠٣﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿١٠٤﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴿١٠٥﴾ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴿١٠٦﴾
وهؤلاء استهزءوا بآيات الله وكفروابها وباليوم الآخروسخروا من رسل الله.
من الآيات السابقة نستنتج أن الذين استحقوا عذاب الناروصفهم الله تعالى فى كتابه المنزل بأنهم جميعا قدكفروا بالله وباليوم الآخر كما قاموا بتكذيب آيات الله واستهزءوابها.
فهل معنى ذلك ان الله تعالى سيغفر الذنوب جميعا لعباده الذين أسرفوا على أنفسهم؟كلنا آملون فى وجهه الكريم وطامعون فى رحمته تعالى وفى عفوه ومغفرته ورضوانه.
اجمالي القراءات 1828

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ١٦ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93549]

تحياتى دكتور - مصطفى .


مقال رائع وممتاز وربنا يبارك فيك دكتور مصطفى .



هناك فقط ملاحظات من وجهة نظرى ... من بعد قراءاتى للمقال وللايات الكريمات التى وردت فيه . إستنتجت أن (القسط ) سيكون فقط مع الذين كفروا ،أما (الحُسنى ) بمُضاعفة الأجرليتحقق غفران الذنوب وتآكل السيئات سيكون مع الذين آمنوا .



=



وحضرتك قلت فى فقرة  عن غفران رب العالمين للذنوب جميعا((ربما تفردت هاتان الآيتان بحقيقة أن الإيمان بالله ورسله قد يكفى لنيل فضل الله تعالى دون التطرق لشرط العمل الصالح ولكنهما استثناء لأن شرط العمل الصالح هو القاعدة فى القرآن كله،فلاينبغى الإتكال عليهما:))



وأعتقد أننا كان من المُمكن أن نُحيل القارىء إلى الحقيقية القرءانية التى مُفادها أن ما جاء مُجملا فى آيات قد جاء تفصيله وتكملته وتمامه فى آيات آخرى .ومن هُنا جاء إستثناء القاعدة فى آيات ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) و ( إن الله لا يغفر أن يُشرك به ) فمن مات وهو مُشركا بالله فلن يدخل فى قاعدة (إن الله يغفر الذنوب جميعا ) حتى لو كان من المُسلمين .



==



وكذلك حضرتك قلت فى فقرة ثانية ((( كل ما سبق يتعلق بقواعد الحساب كما فُصِّلت فى القرآن الكريم ، أى قبل البعث))) .وأنا أعتقد أن كُل هذه الأيات الكريمات الواردة فى المقال عن الحساب تتحدث عن حساب يوم القيامة وليس عن حساب الدُنيا .



2   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الأحد ١٦ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93550]

تحياتى وسلامى د عثمان


أختلف معك فى بعض النقاط



تقول أن المعاملة بالقسط ستكون فقط مع الذين كفروا مع أن الآية فى غاية الوضوح:إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا إ ِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ.يونس ،إننى أرتعب عندما أقرأهذه الآية



وماذا تسمى سؤال الصادقين عن صدقهم: ،‏ لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا -الأحزاب.ألايعتبر أيضا معاملة بالقسط؟



قلت بأنه ما جاء مُجملا فى آيات قد جاء تفصيله وتكملته وتمامه فى آيات آخرى وأنا متفق معك تماما،ولكن هاتين الآيتين لاتخضعان لهذه القاعدة لأنه لم يأت فيهما إشارة للعمل لامن قريب ولامن بعيد.



أما النقطة الثالثة فربما أكون قد أخفقت فى بيان ما أريد ،أردت أن أقول أن هذه هى قواعد الحساب التى ذكرالله تعالى أنه سيحاسبنا بها يوم القيامة كما بينها لنا ونحن فى الحياة الدنيا،ولأقرب مفهومى هب أن أبا أراد من أولاده أمرا وهددهم إذا أخفقوا فسيعاقبهم عقابا شديدا،وحدث أنهم أخفقوا فاكتفى بتأنيبهم ولم يعاقبهم، هذه النقطة هى هدفى من المقال كله.



ملحوظة:أردت تعديل بعض فقرات المقال فلم أفلح،لأنه لاتظهر لى كلمت تعديل عند كل محاولة



3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ١٦ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93551]

شكرا دكتور مصطفى .


 



أعدت قراءة الأيات وتبين لى أن القسط للجمع نعم ، وولدت لى فكرة جديدة  نتيجة المناقشة من إستفسارات تدبر القرءان التى لا تنتهى  وهى :أعتقد أن المؤمنين بتأرجح إيمانهم بين الزيادة والنقصان وأحيانا إرتكاب خطايا وذنوب ولمم لو تُركوا للقسط فقط فلن يدخلوا الجنة وسيكونون (إلا من رحم ربى من المسلمين العصاة الذين أحاطت بهم خطاياهم ) .و هُنا يتبادر للذهن سؤالا مُهما يحتاج إلى تدبر بعمق للقرءان الكريم لنستطيع الإجابة عليه وهو:: متى يكون غُفران رب العالمين لذنوب المؤمنين وآثامهم ،هل في الدنيا أم في الآخرة ؟؟؟



نحن تقريبا نعلم أو هكذا نعلم أن الغُفران وتكفير السيئات ومبادلتها بحسنات ومُضاعفتها سيكون يوم القيامة ،فلو كان كذلك فكيف نفهم حقائق القرءان الكريم التي أخبرتنا بتعامل ملائكة الموت مع النس عند خروج أنفسهم منهم عند وفاتهم ببشراهم لهم إما بالخير والجنة ،واما بالتقريع وضرب وجوههم ((فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم  )) ، وكذلك مع قول الله جل جلاله عن وجوه الناس يوم القيامة ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) .... وكذلك عند تلقى كل الناس كُتب أعمالهم فمن من سيأخذ كتابه بيمينه ،ومنهم من سيأخذه بشماله ((فاما من اوتي كتابه بيمينه  ))       ((واما من اوتي كتابه وراء ظهره))   (((واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابيه  )))   وكُل هذا قبل الحساب ..



ومن هُنا أصبحت أكثر ميلا لفهم توقيت تكفير سيئات المؤمنين وإبدالها بحسنات ومُضاعفتها سيكون في الدُنيا قبل وفاتهم وموتهم ....



.الموضوع يحتاج لتدبر من متدبرى القرءان الكريم وقراءة تعقيباتهم في هذه النقطة .



4   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ١٦ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93552]

تعديل المقالات .


أعتقد أن الأستاذ أمير منصور – لم ينته بعد من وضع النسخة الرسمية لأوفيس الموقع فلذلك مازالت محتاجة لتعديل وإضافة بعض الخصائص الغائبة .....ومن الأفضل الآن هو القيام بالتعديل على نسخة الورد التي كتبت عليها حضرتك ثم نسخ المقال كُله مرة ثانية ،ثم تفتح صفحة إضافة مقال ،وإختيار المقال ،ومسحه كُله من مربع إضافة المقال ،ثم تضع المقال الذى عدلته في نفس المربع مرة أخرى وكأنك تضيفه لأول مرة ، مع ملاحظة إعادة كتابة مختصر عنه في الخانة الثانية تحت العنوان الرئيسى ... ثم تضغط إضافة ..وسيظهر المقال مرة أخرى على نفس الصفحة وبنفس عدد القراءات السابقة والتعقيبات التي عليه كما هي ... 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2017-09-14
مقالات منشورة : 20
اجمالي القراءات : 68,384
تعليقات له : 475
تعليقات عليه : 50
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt