القاموس القرآنى ( ساعة ) ، ( الساعة )

آحمد صبحي منصور Ýí 2022-10-01


القاموس القرآنى ( ساعة ) ، ( الساعة )
مقدمة
1 ـ هناك فرق بين ( ساعة ) و ( الساعة ). (ساعة ) تعنى جزءا أو ( وقتا ) من اليوم أو النهار . ليس بالتحديد 60 دقيقة . أما ( الساعة ) فهى تدمير هذا العالم بسماواته السبع وأراضيه السبع ، أو الأرض المادية وبرازخها وبرازخ السماوت السبع ، وبهذا ينتهى ( اليوم الحالى ) ويأتى ( اليوم الآخر ).
المزيد مثل هذا المقال :

2 ـ وقد إجتمع ( ساعة ) و ( الساعة ) فى قوله جل وعلا : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ) 55 ) الروم ) . ونعطى تفصيلا :
أولا :
( ساعة ) فى الدنيا :
ساعة من نهار : قال جل وعلا :
1 ـ ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ) 35 ) الأحقاف ). يعنى وقتا أو جزءا من النهار.
2 ـ ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ) 45 ) يونس )، يعنى وقتا من النهار ، أى فى يوم الحشر أصبحت ذكرى حياتهم الدنيوية كما لو كانت ساعة من النهار.
ساعة مُبهمة عن الأجل المحدد المسمى من قبل : قال جل وعلا :
1 ـ ( قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ ) 30 ) سبأ ).
2 ـ ( لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ) 49 ) يونس ).
3 ـ ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ) 34 ) الاعراف ).
4 ـ ( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ) 61 ) النحل ).
ساعة أى وقت ظروف معينة : وقت الشّدّة مثلا . كما فى قوله جل وعلا :
( لَقَد تَّابَ اللَّه عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ ) 117 ) التوبة ).
ثانيا :
( الساعة )
قيام الساعة وتدمير السماوات والأرض :
علمها عند الله جل وعلا وحده : قال جل وعلا :
1 ـ( إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ) 47 ) فصلت ). إليه جل وعلا وحده علم الساعة . فللساعة علم جاءت ملامحه فى القرآن الكريم
2 ـ ( وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ )( 85 ) الزخرف )
3 ـ ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) ( 34 ) لقمان )
النبى لا يعلم عنها شيئا وعلمها عند الله جل وعلا وحده
تكرر سؤالهم النبى عن الساعة ، وكان الرد واحدا إن علمها عند الله جل وعلا وحده
1 ـ ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ) ( يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ ) 187 ) الاعراف )
2 ـ ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ ) 63 ) الاحزاب )
3 ـ ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ( 42 ) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ( 43 ) إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ( 44 )
النازعات )
وأمره ربه جل وعلا أن يعلنها :
1 ـ ( قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ) 25 ) الجن )
2 ـ ( وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ ) 109 ) الأنبياء )
3 ـ والساعة يدخل فى علم الغيب الذى لا يعلمه إلا علّام الغيوب . وقد أخبر الله جل وعلا ببعض الغيوب فى القرآن الكريم ، لذا فإن علم الساعة فى القرآن الكريم وحده . عن القرآن الكريم قال جل وعلا : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) 61 ) الزخرف ).
بالتالى فإنها باطلة كل الأحاديث الشيطانية التتى تتكلم عن غيب الساعة واليوم الآخر .
ومن القرآن الكريم وحده نفهم بعض علم الساعة
إقتراب قيام الساعة
1 ـ قبل نزول القرآن الكريم بعشرات القرون أنبأ رب العزة باقتراب الساعة ، قال جل وعلا لموسى : ( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا ) ( 15 ) طه )
2 ـ وقال جل وعلا فى القرآن الكريم عن علامات إقترابها : ( فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ) 18 ) محمد ).
3 ـ وقال جل وعلا للنبى محمد :
3 / 1 : ( وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) 85 ) الحجر)
3 / 2 :( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ( 17 ) الشورى ).
3 / 3 : ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ) 63 ) الاحزاب )
4 ـ وقال جل وعلا لنا من 14 قرنا :
4 / 1 : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ) 1 ) الأنبياء )
4 / 2 : ( وَنَرَاهُ قَرِيبًا ) 7 ) المعارج )
4 / 3 : ( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ) 40 ) النبأ )
4 / 4 : ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ )( 97 ) الأنبياء )
4 / 5 :( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) 1 ) القمر )
4 / 6 : ( قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا ) 51 ) الاسراء )
الساعة والعذاب
1 ـ هناك عذاب دنيوى أو إهلاك بسبب أكابر المجرمين ، قال عنه جل وعلا : ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (58) الاسراء ). ولأننا فى آخر الزمان لذا يأتى العذاب ( الاهلاك ) مع قيام الساعة ، لأن الجيل الذى سيشهد قيام الساعة سيكون ما يراه عذابا . وحتى نفهم هذا فان الحرب النووية ستهلك معظم البشر بعد عذاب أليم ، أو بعذاب اليم . مع أن العالم سيستمر بعدها . هذا لا يُقاس بقيام الساعة التى تعنى تدمير العالم كله .
2 ـ وجاء الربط بين العذاب وقيام الساعة فى قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ) 107 ) يوسف )
2 / 2 : ( قُلْ أَرَأَيْتَكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ ) ( 40 ) الأنعام )
2 / 3 :( حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ ) 75 ) مريم )
2 / 4 : ( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ) 55 ) الحج )
3 ـ وجاء وصف قيام الساعة بأنه عذاب فى حد ذاته فى قوله جل وعلا :
3 / 1 : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ( 1 ) المعارج )
3 / 2 : ( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ) ( 40 ) النبأ )
3 / 3 : ( بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ) 46 ) القمر )
3 / 4 : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ( 1 )يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) 2 ) الحج )
قيام الساعة بغتة أو مفاجأة
قال جل وعلا عن بغتة الساعة :
1 ـ ( لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً ) 187 ) الاعراف )
2 ـ( فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ) 18 ) محمد )
3 :( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ) 55 ) الحج )
4 ـ ( حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ) 31 ) الأنعام )
معنى البغتة :
1 : أن الناس يكونون فى غفلة لا يشعرون بها . قال جل وعلا :
1 / 1 ـ ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) 66 ) الزخرف )
1 / 2 ـ ( أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ) 107 ) يوسف )
1 / 3 ـ ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) الأنبياء )
1 / 4 ـ ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ) 39) مريم )
1 / 5 ـ ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ) (97) الأنبياء )
إنها ستحدث بأسرع من سرعة الضوء . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ) ( 77 ) النحل )
2 ـ ( وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ) 50 ) القمر )
نلاحظ أسلوب التشبيه المجازى : ( كلمح ) أى ان السرعة هنا دخول فى زمن جديد لا نعرفه
الايمان بقيام الساعة
يؤمن بهذا من يؤمن حقيقة بحديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم وحده . لذا يأتى وصف ( لا ريب فيه ) للقرآن الكريم وقيام الساعة . من ذلك قوله جل وعلا :
1 ـ ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة )
2 ـ ( إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ) 59 ) غافر )
الكفر بقيام الساعة :
الكفر بالساعة واليوم الآخر نوعان : الإنكار التام ، أو صناعة يوم آخر على أهوائهم كما يفعل المحمديون فى أحاديثهم الشيطانية :
1 ـ ( وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا ) 36 ) الكهف )
2 ـ ( لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى ) 50 ) فصلت )
ثالثا :
آلية قيام الساعة
الزمن :
1 ـ هنا عنصران مرتبطان هما : ( الساعة ) و ( قيام ) . ( الساعة ) تعنى زمنا ، ( قيام ) يعنى أحداثا .
2 ـ الزمن يغلّف كل شىء ، فى هذه الدنيا وفى الآخرة . فهناك ( اليوم الآخر ) وهو زمن خالد لا ندريه ، وهم مقسم الى أيام : يوم البعث والنشور والحشر والحساب . أما هذه الدنيا فهى ( اليوم الأول ) ، وهو يوم متحرك زمنه ، قدّره رب العزة جل وعلا بأن مدته خمسون ألف سنة ، ليس بتقديرنا بل بتقديره جل وعلا القائل : ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ( 4 )المعارج ) . فالملائكة التى تحمل هذه الدنيا تعرج للرحمن جل وعلا فى زمن مقداره خمسون ألف سنة ، وفق زمن لا ندريه . فإذا قامت الساعة ووصلت الخمسون سنة الى نهايتها قامت ( الساعة ) ، وكان ( لقاء الله ) جل وعلا لحساب البشر والجن والملائكة ، أو كما قال جل وعلا : ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) الفجر )
3 ـ الله جل وعلا هو خالق الزمن ، وربما فجّر قطعة من الزمن فانبثق منها الكون من السماوات والأرض . فالزمن هو ذلك الشىء الغامض الذى يغلفنا ولا نراه . ومن وقت إكتشاف نظرية النسبية ولا يزال لغزا . ونعطى رؤية لآلية قيام الساعة من خلال الزمن :
الإنفجار الأول الذى نتج عنه خلق السماوات والأرض
يتحدثون عن الانفجار الكبير ( Big Ban )، ولا يزالون فيه مختلفين ، ولكن الخالق جل وعلا يخبرنا أن إنفجارا أحدث ليس خلق الأرض والمجرات فقط بل السماوت والأرض . وبرازخهما . ونراجع الآيات القرآنية .
قال جل وعلا :
1 ـ ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) الأنبياء ) .
1 / 1 : السموات والأرض كانا نقطة ( رتقا ) أى نقطة صمّاء مركّزة ، ثم حدث لها ( فتق ) أو إنفجار .
1 / 2 : ثم كان الماء هو عرش الرحمن ( وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) . قال جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) (7) هود )
1 / 3 : والجبال ( الرواسى ) التى تمسك بالقشرة الأرضية والغلاف الجوى الذى يحفظ الأرض . ( وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ) ( وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً ) .
2 ـ هنا كونان متناقضان، أو زوجان . قال جل وعلا :
2 / 1 :( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) (49) الذاريات )
2 / 2 :( وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا ) (12) الزخرف )
2 / 3 : ( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36) يس )
3 ـ كل كون يجرى مبتعدا عن الآخر ، وبهذا يكون التوسع . قال جل وعلا : ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) الذاريات ).
4 ـ لو إصطدمت ذرة من عالمنا بذرة أخرى من الكون النقيض فسيتدمران. التوسع يسير بيضاويا ، أى فى نهاية الأمر سيصطدم الكون ( + ) بالكون ( - ) فينفجران . هذا مفهوم من قوله جل وعلا : ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ) (104) الأنبياء ).
قوله جل وعلا : ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ) ، يعنى كما تم الخلق من صفر ، سيعود الى صفر . وينتهى اليوم الآخر وزمنه المؤقت ليأتى اليوم الآخر وزمنه الخالد. نتذكر وصف الله جل وعلا بأنه ( فاطر السماوت والأرض ، أى خلقهما من الصفر ، وقد تكرر هذا 6 مرات .
5 ـ الأنفجار الأول ( Big Ban ) لا تزال أصداؤه باقية . نحن فى إنتظار انفجار قيام الساعة . فى الواقع هناك إنفجاران : الأول تدمير هذا العالم ، والآخر هو بناء العالم الجديد بالبعث ولقاء الرحمن . والتعبير المجازى هو ( نفخ الصور ).
قال جل وعلا عن إنفجار قيام الساعة : ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتْ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) الحاقة )
وقال جل وعلا عن إنفجار البعث ولقاء الرحمن ( القيامة )
1 ـ ( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً (18) القيامة )
2 ـ ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) يس )
3 ـ ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً (99) الكهف )
وعن التدميرين معا قال جل وعلا :
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) الزمر )
أخيرا :
هذا الكون الحالى هو بحساب وميزان وتوازن ، أو ( بتقدير ) قال جل وعلا :
1 ـ ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2) الفرقان )
2 ـ ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) القمر )
بقيام الساعة يتدمر هذا النظام . الآيات كثيرة ، منها قوله جل وعلا :
1 ـ ( إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) الانفطار )
2 ـ ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) التكوير )
ودائما : صدق الله العظيم .!!
اجمالي القراءات 3153

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (7)
1   تعليق بواسطة   يحي فوزي نشاشبي     في   الأحد ٠٢ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93518]

بوركت أستاذنا


 



بوركت أستاذنا  "المنصور" المحترم.



عند تدبر هذه الآيات العظيمة وما أدراك ما هي، تفرض  نفسها تساؤلات  بالنسبة للمؤمنين بالغيب، وهي آيات أو أفكار رائعة (مخيفة ومشوقة في آن واحد إن جاز هذا الوصف)، ولو هضمها الإنسان وحدق فيها وقدرها حق قدرها لارتفعت همته  ولرغب في دخول ذلك السباق أو ذلك التنافس عملا واستعداد لذلك اليوم الموعود.



وأما ما نشاهده ونسمع عنه في عالمنا الراهن وقبل الراهن، فيبقى مصدر أسف كبير، لاسيما ما نراه ونسمع عنه من أولئك الذين سيقول فيهم عبده ورسوله محمد عليه الصلاة والتسليم في ذلك اليوم المعلوم : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا. )  سورة الفرقان (27/30).




 


2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٣ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93519]

اكرمك الله جل وعلا استاذ يحيى ، وأقول


هناك كتاب ( الحق ) وهو الأعظم ( القرآن الكريم ) وهناك كتاب ( الكون)  ، وفيه ما خلق الله جل وعلا ، وأخبر عن بعضه فى كتاب الحق  . مشكلة المحمديين أنهم غافلون عن كتاب الحق وكتاب الكون . هم عاكفون على الإفك .

ذرهم فى غمرتهم حتى حين . 

3   تعليق بواسطة   أحمد بغدادي     في   الثلاثاء ٠٤ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93521]

جهد مبارك أستاذنا،،


أحب القاموس القرآني كثيراً، و ترتيل كلماته و تفصيله.. جزاك الله خيراً. لم يسبقك في هذا أحد من قبل.



لي  مداخلة هنا، عسى أن تكون طيبة و مفيدة... أستاذنا العزيز، الجذر الذي هو أصل الأشتقاقات في العربية ليس ثلاثة، بل حرفان...



و( ساعة )جذرها( سعَّ) و منه إشتقاقات متعددة  أضعها  في التعليق، وفيها تقتحم( أ، و، ي، ى) على بداية الجذر و آخره و حيناً في الوسط : 



-وسِع، يَسع، سِعة و موسُوع و  وَسِيع.. . كما في( ودَّع ) من( دَعَّ )... حيث افادت الواو عطفاً على من تم( دَعُّه )... 



-سعى، يسعى  ساعٍ و سَعْيُ و سِعَة و ساعَة  



الساعة هي إطار  زماني  ما بين  نقطة من الماضي  وصولاً إلى نقطة في الحاضر كذلك تفيد الحصر المكاني، و للمكان هي حصيلة ما اكتسب ضمنه ما بين بداية ومنتهى. لذلك سِعَة المرء  الإنفاقية هي قدرته  على الإنفاق وصولاً  إلى أقصى ما كسبه و حصّله .. كذلك الحيَّة(تسعى )، لأنه دبّت فيها الحياة فهي حيَّة و أصبح لها  مسار تقدم في الزمن :( تسعى )، كذلك للإنسان ما( سعى). 



تحياتي لكم. 



4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٠٥ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93523]

شكرا استاذ بغدادى على إجتهادك ، وجزاك الله جل وعلا خيرا ، واقول :


نرحب بنشر إجتهاداك فى موقعك أهل القرآن ، ونسعد به ، ولكن أختلف معك فيه . أى لسان ( لا أقول لغة ) لا يسير على قواعد محددة صارمة ، بل لا بد من وجود قواعد وشواذ على القاعدة . كان هذا أساس الاختلاف بين أشهر مدرستين فى النحو ، فى البصرة والكوفة . للقرآن الكريم لسانه العربى المبين ، ليس فيه تقيّد بقواعد النحو ، هو أعظم منها . ولنا كتاب فى هذا نرجو أن نكمله وأن ننشره .

جدير بالذكر أن شقيقى الراحل والذى كان يصغرنى بثلاث سنوات د محمد علاء الدين منصور استاذ الدراسات الشرقية فى كلية آداب القاهرة هو الذى بدأ ـ حسب علمى ـ هذا الاتجاه ، وكتب فيه. وكان هذا من بين الخلافات الفكرية بيننا . 

هذا الموقع مفتوح للتدبر القرآنى بشرط الالتزام بشروط النشر التى تسرى علينا جميعا ، وهى عدم الاستشهاد بحديث إلا على سبيل نفيه وإثبات كذبه ، وعدم إنكار الصلوات الخمس وفرائض العبادات من صيام وصدقة وحج ، وغيرها . 

5   تعليق بواسطة   أحمد بغدادي     في   الأربعاء ٠٥ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93524]

ملتزمون ان شاء الله، وجزيل الشكر لكم


جزاك  الله خيراً، وشكراً على سعة الصدر،  وبالتأكيد، التزامي الشخصي هو عينه شروط النشر هنا... لكن اسمح لي بمداخلة حول قواعد اللسان العربي و كون القرآن خارج هذه القواعد...



بالتأكيد هو خارجها، فنحن هنا نتكلم عن قواعد بشرية، رؤية بشرية للسان العرب، الذي اختلف اختلافاً شديداً عما كان عليه زمن النبي عليه السلام، لذلك اخترعوا  غريب القرآن و أعجمي القرآن و لهجات كذا و كذا و اختلفوا في التفسير إلخ.



صدقني يا دكتور أنني أعتمد على قواعد لسانية أتيت بها من القرآن نفسه.. قواعد كاملة موجودة في الكتاب تشرح بيسر كيف بدأ اللسان العربي و كيفية اشتقاق كلماته بدأ من الحروف المقطعة بالغة الدلالة التي سماها القرآن بنصه( آيات) ، و طبيعة العلاقة بين الدال و المدلول و كيف أن الحرف العربي كصوت مُحدث و معنىً مرافق لظاهرة إحداثه موجود في الطبيعة من حولنا و موجود منذ خلق السماوات و الأرض... يكفي أن يستمع المرء لحيونات من نفس النوع في  أنحاء  الأرض و يستغرب كيف أنها تصدر نفس الأصوات حتى لو عزلت عن بني جنسها...رحم الله اخاكم و تقبله في الصالحين. 



شكراً مرة أخرى. 



6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٠٥ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93525]

بورك فى الاستاذ بغدادى ، وجزاه الله جل وعلا خيرا


فى ضوء الالتزام بشرط النشر تتنوع الآراء ، وأنه بهذا التنوع سعيد وفخور .

ما يقوله كل منا هى وجهة نظر ، وإجتهاد بشرى يقبل الخطأ والصواب . وكل ممن يستفيد علما من الآخر .

ندعو الله جل وعلا أن يجمعنا فى رحمته وجنته. 

7   تعليق بواسطة   بلال هاشمي     في   الجمعة ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93527]

دكتور أحمد صبحي منصور


على رغم من قلة موارد وكبر السن ماعسنا إلا ندعو لك وأن يتم شملنا مع يوم القيامة ،لقد دمعت عينين عندما مشاهد ة الحلقة "الزاوج مثالي"  بارك الله فيك، أما دعاة الفتنة في الجزائر الله ينتقم منهم ،



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4982
اجمالي القراءات : 53,377,225
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي