قواعد في المعاملات التجارية تجاهلها قد يُلقى بصاحبها في النار.

عثمان محمد علي Ýí 2022-03-04



مُشكلة كثير من المُسلمين أنهم يتعاملون مع القرءان الكريم وتشريعاته بإستخفاف وبضعف في العزيمة وبعدم جدية مع أنهم يتعاملون باللهو واللعب والكذب والتحايل بمنتهى الجدية .فقد هجروا القرءان الكريم ،وليس الهجر فقط في الإبتعاد عنه كمُصحف ولكن في الإبتعاد عن تطبيق أوامره وتشريعاته ،فإبتعدوا عن التقوى .والتقوى أقوى من كل القوانين وكاميرات المراقبة لأنها درجة إيمانية تجعل المؤمن يتعامل مع المولى جل جلاله ويخشاه ويعلم انه سبحانه وتعالى معه وسيُحاسبه على كُل ما إكتسب من قول أو فعل أو تفكير ولن يهرب من الحساب مهما فعل ومهما طال الزمن وإمتد عُمره ومهما هرب من قوانين وكاميرات البشر .. وفى أمر الله لنا بإتخاذ القرءان وتشريعاته بجدية يقول سُبحانه وتعالى (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ. وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ )....وعن الكتاب والرسالات الربانية (يا يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبيا )....وقوله سبحانه (هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ )...تخيل حضرتك التليفزيون أو الإذاعة تتوقف عن البث الإعلامى وتقول (بيان هام ) فماذا سيكون رد المواطنين ؟؟ بالتأكيد سيأخذون البيان بكل جدية ..فالقرءان بيان من الله جل جلاله للناس ..وكذلك قول الله جل جلاله ((هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )). فهذا القرءان أيضا بلاغ من الله جل جلاله للناس وفيه إنذار لهم بوجوب إتباع تشريعاته وأوامره سبحانه وتعالى ليفوزوا في الدُنيا والأخرة .
ومن هُنا نأتى إلى القاعدة القرءانية في المعاملات والمعاملات التجارية تحديدا والتي يتجاهلها كثير من المسلمين وقد تودى بهم في نار السموم . هذه القاعدة جاءت في قوله تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا (29) وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا (30 النساء) وبالتدقيق والتحقيق وتدبرالأيات الكريمات نستخلص منهما أن الذين يأكلون أموال الناس بالباطل تحت أي مُسمى وبأى صورة صورة وشكل من اشكال أكل أموال الناس بالباطل ويفعل هذا عدوانا وظلما على الأخرين بخداعهم والكذب عليهم ولا يتوقف عن هذا ولايتوب إلى الله ويرد إليهم أموالهم وحقوقهم فمصيره المحتوم الذى سيُلاقيه هوعذاب الجحيم لا محالة .... ومن صور أكل أموال الناس بالباطل أن تُشارك شخصا ما بنسبة ما في تجارة أو صناعة أو في أي نشاط يكون له مردودا ربحيا وعائدا ماليا وتتركه يُديره هو وتتفقا على أن يكون له راتبا شهريا نظيرا لإدارته ،ثم تُقسم الأرباج بعد خصم المصروفات بعد ذلك طبقا لنصيب كل واحد في الشراكة .فيخدعك ويكذب عليك ويسرقك جهارا نهاراعيانا بيانا ،ويُبرر سرقته وأكله لمالك ولجزء من ارباحك دون وجه حق بأنه هو الذى يُدير وهذا حقه ،بل وربما يُتاجر بشىء أخر في نفس المكان ومن نفس رأس المال ويعتبر هذا خاص به هو !!!!! مع أنكما إشترطتما وإتفقتما على كل شيء مُسبقا بأن يكون له أجر نظيرا لإدارته وعمله ثم تُقسم الأرباج بينكما مُناصفة أو حسب حصة ونصيب كلا منكما في الشركة إلأأنه يُصر على سرقتك ناقضا عهد الله الذى تعاهدتما فيه على الأمانة بينكما .ويفعل هذا دون خوف من الله وبتجاهل لكل أوامر الله في القرءان القرءان له كمُسلم بأن يفى بعهد الله وبأداء الأمانات لأهلها ،وبألا يأكل أموال الناس بالباطل!!! فنقول له يا هذا بفعلك هذا وإصرارك على إتباع غرور الشيطان وتبريره لك بسرقة الأخرين فأبشر بعذاب مقيم في الجحيم وبئس المصير .
فيا أيها الطامع الآكل لأموال الناس بالبطل إنته (إنتهى ) وتُب إلى الله وتوقف عن هذا قبل فوات الأوان لأنك بمواصلتك لإرتكاب هذه الكبائر ستكون من الذين أحاطت به خطيئته يوم القيامة وستكون من أصحاب الجحيم مهما تظاهرت بأنك من المُسلمين المؤمنين وتذكر أن الله جل جلاله توعد المخالفين عصاة أوامره سبحانه وتعالى وتشريعاته بسوء العذاب والله لا يُخلف الميعاد ، وأن من تسرق وتأكل أموال الناس بالباطل لأجلهم (زوجتك وأولادك وووو) سيهربون منك يوم القيامة .
اجمالي القراءات 1783

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق