القاعدة الأساسية للإرهاب مبنية على الخبر..بدون الأخبار تبقى حالة العنف في مستوياتها المأمونة..يعني خلاف سياسي أيدلوجي مذهبي ديني..كل هذا طبيعي وما يجعله يرتقي لحالة العنف هو الخبر الذي يؤجج مشاعر الكراهية.

كانت لي رسالة في الإعلام قديماً..ناقشت فيها جميع السُبل الملتوية للإعلام عموماً والجزيرة بالخصوص، وقلت أن الإعلام لا يقوم بدوره في تنوير الناس وتثقيفهم..بل هو حلقة في التوظيف السياسي لأصحاب رأس المال.

لو لم يوجد البترول والغاز ما كانت قطر..ولو لم تكن قطر لم تكن قناة الجزيرة..إذن فهذه القناة هي نتيجة للتوظيف المالي لنُصرة الأهواء السياسية والدينية..فلو أرادت الترويج للقاعدة أذاعت بياناتهم، ولو أرادت الترويج لإسرائيل سمحت بضيوف صهاينة...وهكذا..

على نفس الدرب تسير قناتي.." العربية والعالم"..فهما يمُثلان الموقف الرسمي للسعودية وإيران، وبذلك تكون قطر والسعودية وإيران هم أصحاب النفوذ الإعلامي وتشكيل الذهنية العربية في هذا العصر.

هذا لا يُقلل من قيمة الإعلام المصري، فهو إعلام قوي..وقوته في تنوعه وصووله لمعظم الجوانب التي تمس الضمير العربي، ولكنه مفتقد للمركزية بشكلٍ كبير، فلا توجد قناة يُشار إليها بالبنان، لأن دور الإعلام هو دور لا مركزي موجه بشكل أساسي للجميع بمختلف توجهاتهم، ولكن عنصر القوة الإعلامية يشترط المركزية كسبيل لتحصيل الثقة والقبول.

أزعم أنه وبعد فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة ..تحول الإعلام المصري إلى المركزية بشكلٍ واضح، ولكن بدرجة لا زالت ضعيفة، وهذا التحول قد ساهم في إعطاء صورة موحدة وخبر واحد، وهو المطلوب من الإعلام المركزي على الأقل في هذه المرحلة.