ماذا أعددنا ل::
لقاء يومكم هذا؟

عمرو توفيق Ýí 2013-07-01


بسم الله الرحمن الرحيم

(فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا، إِنَّا نَسِينَاكُمْ، وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)

وبالتأكيد فإن الله تعالى لا ينسى ولكن (نسيناكم) هنا كناية عن أن الله تركهم في عذاب الخلد دون أن ينقذهم منه.

(وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)

و(ننساكم) هنا أيضا تعني تركهم في النار مأواهم دون أن ينصرهم أحد، وكذلك أيضا في الآية التالية:

(الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)

وهكذا تتوالى الإنذارات من يوم يلقاه الجميع من الجن والإنس:

(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا، قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا، وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا، وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ)

فماذا أعددنا يا أحبائي للآخرة. للأسف، الكثير منا يحاسب نفسه في كل يوم عما أعده لأيامه التالية من تدبير للمعاش والمطعم والمشرب والمتعة، أويحمل هموم المستقبل الدنيوي، وكأنه لا تعقب هذه الدنيا آخرة فيها حساب دقيق؟؟ أو كأنه سيخلد في هذه الدنيا أبدا ولا يموت؟؟

نعم صحيح أنه:

(..وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا..)

ولكن جاء قبلها:

(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ)

وجاء بعدها:

(وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)

أفلا نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب؟!!

من منا أيها الأحباب إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه فقال:

يا نفس! إن هذا يوم مضى عليكِ لا يعود إليكِ أبداً والله سائلكِ عنه فيما أفنيتهِ، فما الذي عملتِ فيه؟: 
-أذكرتِ الله أم حمدتيه ؟
-أقضيتِ حق أخ مؤمن ؟
-أنفَستِ عنه كربته ؟
-أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده ؟
-أحفظتيه بعد الموت في مخلفيه ؟
-أكففتِ عن غيبة أخ مؤمن بفضل جاهِكِ ؟
-وأعنتِ مسلماً ؟
-ما الذي صنعتِ فيه ؟
فيذكر ما كان فيه ، فإن ذكر أنه جرى فيه خير، حمد الله عز وجل وكبره على توفيقه، وإن ذكر معصية أو تقصيراً استغفر الله عز وجل وعزم على ترك معاودته.

إخوتي الأعزاء: أوصي نفسي قبلكم ثم أوصيكم، بالمسارعة إلى التوبة والتنافس في الخيرات بدلا من التنافس على هذه الدنيا الدنية، مصداقا لقول الله عز وجل:

(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)

(أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)

(يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)

إخوتي (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)

أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اجمالي القراءات 9423

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ٠٢ - يوليو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[72460]

أكرمك الله جل وعلا استاذ عمرو توفيق ، واقول

 أن مشكلة معظم المسلمين تكمن فى عدم إيمانهم الحقيقى باليوم الآخر كما جاء فى القرآن الحكيم . ولذا فهم أسوأ المم مع زعمهم الايمان بالقرآن الحكيم . لو آمنوا فعلا بالقرأن (الذى لا ريب فيه) وباليوم  الآخر ( الذى لاريب فيه ) لعملوا له فى حياتهم اليومية بالتقوى والسلوك الحسن والايثار والتسامح ، ولعاشوا فى جنّة أرضية وسعادة دنيوية . نحن الذين نخلق السعادة أو الشقاء بتصرفاتنا . لو تمسكنا بالسلام والعدل والتسامح وحرية الدين لأسعدنا أنفسنا وعشنا فى وئام . ولكننا نتنافس ونتسابق فى الحصول على أكبر قدر من حُطام الدنيا ، ولا نتورع عن ارتكاب كل الجرائم فى سبيل الفوز بها فوق جثث الآخرين من الخصوم وغير الخصوم ، بل تهبط بنا جرائمنا الى استخدام دين الله جل وعلا مطية  للوصول للسلطة والثروة ، كما يفعل الاخوان المجرمون وأساطين الدين ألرضى الوهابى . وفى النهاية كل منا سيموت تاركا كل ما جمعه ، وما أغنى عنه ماله وما كسب . ثم سيأتى يوم القيامة ويوم الحساب و سيبدو للظالمين من الله جل وعلا ما لم يكونوا يحتسبون .


ما الذى يمنع كل واحد منا من أن يتوقف مع نفسه متأملا يراجع نفسه قبل أن يأتى موعد الاحتضار وقبل أن يفقد كل شىء من دنياه وآخرته ..


اللهم إهدنا الصراط المستقيم .


2   تعليق بواسطة   عمرو توفيق     في   الثلاثاء ٠٢ - يوليو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[72465]

أستاذي الحبيب

سلام عليك


المصيبة الكبرى أننا نرى رضعا يموتون.. أي قبل أن ينعموا بأي شيء من هذه الدنيا، وكذلك ربما يموت الشباب أكثر من الشيوخ!


ومع ذلك ننسى اليوم الآخر.. يوم الدين.. يوم الحساب!!


شكرا لك أستاذي وتشرفت بتشجيعك، ومد الله تعالى لنا في عمرك وأعطاك الصحة والعافية وبارك لك في ذريتك الطيبة.


تلميذك عمرو توفيق


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-06-11
مقالات منشورة : 61
اجمالي القراءات : 766,368
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 35
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt