الجمعة 28-06-2013 22:01

السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي.. أعرف أنك الآن تجلس مختفيًّا في مكان ما.. في قصر ما.. خائف من شيء ما.. وأعرف أنك تشاهد على شاشات المحطات التلفزيونية التي تريد إغلاقها ملايين المصريين يهتفون ضدك.. ثم تسأل نفسك: ما الذي يمكن أن أفعله الآن.. ؟! هل أتراجع أمام إرادة شعب وضعني على كرسي الحكم فانقلبت عليه.. أم أواصل الطريق إلى الهاوية؟!.. أعرف والله أنك مرتبك.. وخائف.. تنظر إلى الشعب الغاضب الهادر، فترتعد فرائسك.. تلقي نظرة على أعضاء جماعتك، فتجدهم أقلية مغيبة معزولة مثل القطيع الجائع وسط شعب عظيم يحلم بوطن أخضر لا تلتهمه القطعان المتوحشة.. أراك مترددًا في الإمساك بهاتفك.. تسأل نفسك حتمًا ماذا سيقول لي مرشدي وشاطري في هذه اللحظة.. قطعًا سيُقال لي مثل كل مرة "لا تقلق".. كل شيء تحت السيطرة.. مصر كلها مع الجماعة..! إذن فمن أولئك الذين يرفعون لافتات "ارحل" في الميادين.. وكيف جمعت حملة تمرد ٢٠ مليون توقيع لسحب الثقة مني.

"آه.. إنني أشعر بصداع مؤلم.. جسدي يرتعش.. روحي تكاد تغادرني".. أسمع صوتك الآن يا مرسي كأنك تصرخ في أذني.. أسمعك رغم أنك لم تسمعنا طوال عام كامل.. أفهمك مع أنك لم تفهم شيئًا مما سبق في تاريخ بلدك.. لم تعرف أن هذا الشعب يأتي حاكمه دائمًا من حيث لا يدري.. شعب خادع اعتاد تنويم حكامه.. ولأنك لم تتعلم شيئً،ا فحين جلست على مقعد لم تحلم به اعتقدت متوهمًا أنك أصبحت فوق الشعب وتحت الأرض وفوق السماء.. لذلك فأنت اليوم تتعلم.. تتلقى درسًا قاسيًّا من الشعب.. ليس عيبًا يا مرسي أن يعلمك الشعب.. لم لا وهو المعلم دائمًا.. غير أن مشكلة هذا الشعب على مر التاريخ أن تلاميذه بلداء.. لا يذاكرون مادة التاريخ.. لذلك بات طبيعيًّا أن يكرر المُعلم الدرس لعلهم يفقهون.. ولكن كل التلاميذ لا يفهمون.. فماذا يفعل المعلم؟!.

والآن.. أسمعك يا مرسي تطلب النصيحة.. لا تخجل ولا تكابر.. فقد جربت جماعتك وها أنت اليوم تدفع الثمن.. فلماذا لا تجرب من يعرفون هذا الشعب وتعلموا في مدرسته؟!.. أنصحك مخلصًا يا رجل أن تنصت السمع للملايين في الميادين.. افهم.. تعلم.. فأنت اليوم في امتحان الملحق.. وليس عيبًا أن يجلس الرئيس تلميذًا نجيبًا طيعًا "يسمع الكلام" في مدرسة الشعب..!.