ضرب وإهانة طبيب لأنه أيد البرادعى

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٤ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


 

 

ضرب وإهانة طبيب لأنه أيد البرادعى
  بقلم   د. محمد أبوالغار    ١٤/ ٣/ ٢٠١٠

نشر الروائى علاء الأسوانى قصة قصيرة فى «الشروق» الأسبوع الماضى تخيل فيها حدوث نزيف مستمر بدون سبب ظاهر على يد ضابط فى أمن الدولة قام وشارك ورأى تعذيب المواطنين بأبشع الصور فى مقر أمن الدولة والقصة رمزية ولكن الواقع تحول إلى حقيقة فى الفيوم عندما قام الطبيب طه عبدالعليم بإعلان تأييده للدكتور البرادعى فى محاولة كسر الحصار على الشعب المصرى فتم القبض عليه وحبسه فى مقر أمن الدولة فى الفيوم والاعتداء عليه بأبشع الصور بدون سبب جناه سوى أنه طالب بأن تتمتع مصر ذات التاريخ العظيم بالديمقراطية التى تكفل لشعبها الأمان والتقدم وتمنع الفساد والتسلط.

مطلب د.طه عادل وبسيط وواضح ويقره العالم كله وتقره اتفاقيات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية التى وقعتها مصر. هو لم يدمر شيئاً ولم يعتد على إنسان، فقط قال أؤيد مشروع البرادعى الذى يريد المواد الكارثية غير الدستورية والعابثة بدستور الوطن أن تلغى وتترك الحرية للمصريين فى اختيار ممثليهم. بمجرد أن قال طه ذلك تم القبض عليه وحدث ما حدث لأنه فكر ثم تكلم بصوت عال فى بلدة مجاورة للفيوم.

الغريب فى الأمر أن الدولة كلها ممثلة فى رئيس مجلس الشورى وأمين لجنة السياسات الحاكمة والدكتور مفيد شهاب مهندس توضيب الدستور قالوا جميعاً بحسم شديد بأنه لا تغيير فى الدستور، يعنى أنه لن تكون هناك تنافسية ولن يستطيع البرادعى أو غيره الترشح وسوف يترشح الرئيس أو ابنه جمال بدون منافس حقيقى وسوف تتم الانتخابات بالطريقة التزويرية التقليدية وسوف يتم توزيع بعض المقاعد كمنح أو هدايا.

والغريب فى الأمر أن الدولة المصرية من رأسها إلى أصغر فرد فيها تعرف جيداً أن جميع الانتخابات التى أجراها نظام الرئيس مبارك مزورة بالكامل والعالم كله يعرف ذلك وهو مكتوب فى جميع الصحف العالمية وجميع الكتب التى صدرت عن الشرق الأوسط ويدرس ذلك فى جامعات العالم ويعرف جيداً رؤساء جميع الدول الذين يقابلون الرئيس فى المحافل الدولية. ألا يخجل أحد عند مقارنة ديمقراطية إسرائيل بديكتاتورية مصر.

الدكتور البرادعى شخصية معروفة عالمياً وعندما أجريت العملية الجراحية للرئيس فى ألمانيا نقلت وكالات الأنباء والصحف العالمية اسم البرادعى كمرشح وذكرت كلها أنه من غير المعقول ألا يسمح النظام الدستورى التلفيقى التوريثى بإعطاء الفرصة لمثل هذه الشخصية.

حكيت هذه الواقعة لوفد طبى عالمى كبير يزور مصر ليلة أن كتبت هذا المقال فأصابهم الوجوم والهلع وقال أستاذ جراح كبير فى إنجلترا إنه مستعد للمشاركة فى مظاهرة فوراً احتجاجاً على ما حدث، وقال طبيب آخر الغريب أن الصحف البريطانية لا تذكر هذه الأحداث المشينة.

وعندما ألقى الأمن بالدكتور طه فى الشارع ذهب وحرر محضراً ضد ضابط أمن الدولة الذى قام بالاعتداء عليه نيابة عن النظام الحاكم الذى قرر أن تأييد شاب مصرى لفكرة البرادعى رئيساً هو أكبر تعد على الحكومة المصرية.

وسقط طه من الإعياء فى الشارع وتم نقله إلى مستشفى سنورس العام فى محافظة الفيوم وأعلن الإضراب عن الطعام والشراب وذلك تعبيراً عن حجم الإهانة البالغة التى أصابته فى مبنى أمن الدولة فى الفيوم. وحاول الأطباء ومدير المستشفى د. حسن إبراهيم إقناعه حتى يشرب الماء فرفض وحاول د. حسين صوفى وكيل الوزارة ذلك لمدة ساعتين فأصر على الرفض وهو ما يعنى حجم الإهانة التى لحقت به من الدولة التى يجب أن ترعاه وتحافظ عليه وتصون كرامته.

واستطعت الاتصال بالدكتور طه تليفونياً ثلاث مرات عن طريق تليفون أحد الأطباء الذى تفضل مشكوراً وذهب إلى العناية المركزة وناوله التليفون وحاولت إقناعه بأن يشرب الماء على أن يستمر فى الإضراب عن الطعام لأن عدم شرب الماء سوف يقتله فى أقل من يومين أما الإضراب عن الطعام فهو الطريقة المثلى للاحتجاج لعدة أسابيع ولكنه قال بالحرف الواحد «أريد أن أموت وتعيش مصر حرة».

وقد قام الأطباء بتكتيف طه وبالقوة تم إعطاؤه ثلاث زجاجات من المحاليل فى الوريد حتى يستمر فى الحياه ٢٤ ساعة أخرى. واتفقت مع د. عبدالجليل مصطفى والأساتذة حمدى قنديل وجورج إسحاق وماجدة عبدالبارى وعبد الرحمن يوسف على زيارة طه لرفع روحه المعنوية وإعلان تضامننا التام معه فى موقفه والاحتجاج على المهزلة التى حدثت فى أمن الدولة تجاه مواطن شريف ومحترم

وفى نفس الوقت إقناعه بالتخلى عن عدم شرب المياه وليستمر فى الإضراب عن الطعام الذى سوف يقتله بعد عدة أسابيع لعل ذلك يستثير مشاعر المصريين للتضامن مع هذا المواطن وعندما علم الدكتور محمد البرادعى بما حدث للشاب طه فى الفيوم أصابه الغضب والقلق الشديدان وأصدر بياناً شديد اللهجة يتضامن مع الشاب طه ويدين قوى أمن الدولة الغاشمة.

لقد اتضح أن قصة علاء الأسوانى هى أقل من الحقيقة وأخف منها. إن الحقيقة كارثة، هذا الوطن يعيش فى سجن كبير به آلاف الجلادين يمكن أن يسمحوا لك ببعض الكلام والكتابة وأكثر من ذلك تموت أو تختفى أو تهدر كرامتك وذكرنى ذلك بأنه على المصريين أن ينفذوا ما جاء فى نشيدهم القديم.

قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك

 

 

اجمالي القراءات 3250
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأحد ١٤ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46387]

موقف الطبيب ابريطاني يستحق الإشادة .

هذه هى الثقافة التي تربى عليها عليها الغرب بجميع درجاته العلمية والوظيفية ، فمن الأطباء إلى المهندسين والعمال والمزارعين وكل المهن حتى الوزراء منهم ورؤساء الحكومات عندما تؤرقهم مشكلة خطيرة تهدد مجتمعاتهم وأمنهم ومستقبل أوطانهم الذي هو مستقبلهم هم وأولادهم لا يتوانون ولا يتراخون ويعلنون موقفهم بطريقة عملية وليست مجرد شعارات فينظمون المظاهرات السلمية والمظاهرات الشعبية التي تحشد قوى الجماهسر وتظهر الغضب العام والرفض لكل ما يهدد مستقبل أوطانهم كان هذا هو در فعل وموقف الطبيب الانجليزي واطلع على الأمر المصري وما يعاني منه المصريين على يد النظام فكان نتاج الثقافة هو التظاهر هذا ما أوصى به الطبيب وهو علاج فعال لسلبية المواطنين المصريين .

إن التظاهر والإضراب أمر شاق ومرهق للنظام ولجهلز الأمن إنه يسلبهم النوم ليلا ويوقظهم طوال النهار مما يجعل توازنهم يختل وهذ لطمة قوية لجهاز الأمن بدون استعمال سلاح ، إن الضباط قوات الأمن عندما لا ينامون يكونوا في حالة إعياء من الخوف والأرق على حياتهم والأوامر التي تأتيهم باليقظة لحماية النظام والاستعداد لتداعيات المظاهرات والاضرابات

من يكون في حالة إعياء يميل إلى السلم وعدم الاعتداء وبهذا نضمن تقليل التعذيب في السجون والمعتقلات وأقسام الشرطة إلى حد ممكن

فالمواطن الحر في الشارع يمكنه بهذه الطريق السلوكية أن يمنع الأذى عن سجناء العقل والحرية
 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق