إبراهيم عيسى يكتب عن أحزاب مصر -جلبة في المتحف!

اضيف الخبر في يوم السبت ١٣ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


نسمع هذه الأيام جلبة في غرف دار المسنين التي يسمونها أحزابًا في مصر، يبدو أنهم ينقلون العفش ويغيرون مطرح التليفزيون ويخرجون اللبس الصيفي!!

فجأة أصبحت هذه الأحزاب تصدر بيانات وتجتمع لتغطي اجتماعاتها الصحافة المستقلة والمستغلة وتتابع تصريحاتها البرامج الفضائية المبثوثة للفضائيين، وفجأة دبت الحركة في أجساد متيبسة تعاني خشونة في الركبة والتهابًا في المفاصل!

يا تري ليه؟

هذه الكيانات في الواقع أشكال كرتونية ودمي سياسية تشغِّلها الحكومة كما تهوي وكما تريد ومتي شاءت وبأي زمبلك متاح!

والحاصل أن حزبًا من هؤلاء يرأسه شخص تاريخي فعلاً لكن أين هو؟

بذمتكم حد يقول هوه فين؟

إنه مسن مريض شافاه الله وعافاه، يعاني أمراض شيخوخة متأخرة ولا يدير الحزب ولا يزوره ولا يعرف فيه إيه، ومع ذلك فهذا الحزب لم يغيره ولا أجري انتخابات جديدة، وظل هذا الوضع الغرائبي العجائبي مستمرًا منذ سنوات لحزب رئيسه مريض غائب ومع ذلك باقٍ ومستمر، كيف يمكن أن أصدق رغبة هذا الحزب في التغيير أو في انتخابات وتداول سلطة بينما تأكله العتة!!

ثم ها هو حزب آخر يقوده شخص تاريخي آخر، وقد تحنطت قيادات الحزب في متحف مومياوات تملأه رائحة الفورمالين وقد تعطلت حركته وانشلت قدرته علي التواصل مع الجماهير، وصار ذكري تدق في عالم النسيان يشبه ناديًا لتقاعد اليساريين وأكبر مركز للمعاش المبكر في البلد.

أما ثالثهما فهو إقطاعية استولي عليها بالمعني الدقيق للكلمة شخص عائلي النزعة بقوة الرصاص ونار الحرائق، ونجح نجاحًا مدويًا في الفشل جاء في انتخابات داخلية شارك فيها سائقوهم وعمال إقطاعياتهم وموظفو شركات باشاواتهم، وقد فشلوا في الحفاظ علي تاريخ وتراث أجدادهم وآبائهم تمامًا كما يبدد ولد نزق ثروة أجداده علي مشاريع فاشلة والسرمحة وراء النزوات - السياسية - فسحبوا من الحزب احترامه كما سحبوا منه وقاره!

كان مطلوبًا من هؤلاء أن يجتمعوا لأن الدولة تحتاجهم بسرعة حالاً فورًا، وكان هؤلاء علي قدر المسئولية فحضروا للمشهد بمجرد استدعائهم وعملوا التمام بتاعهم.

تمام يا أفندم البرادعي وحش ولا يمكن يعتب باب الحزب ولن نرحب به أبدًا، نحن رجالة هذا النظام، ثم بالمرة كي لا يعمل فيها البرادعي بطلاً إحنا كمان عايزين نغير الدستور لأننا معارضة جامدين قوي فظاع بنخوف.. حتي شوف!

هذه القيادات الموغلة في التحنيط التي لا يشغلها إلا الفتات التي سيرميها لهم الحزب الوطني في الانتخابات القادمة مقابل ضرب الدولة الإخوان المسلمين ومقابل تبرؤ هذه الأحزاب من البرادعي وهجومها عليه، تشعر الآن أن من تبقي من أعضاء في أحزابهم يكتشفون لعبتهم وبدأوا في التذمر والتنمر والتبرؤ منهم، فالحقيقة أن هذه الأحزاب تضم ولاشك أعضاء وقيادات محترمة ووطنية ومستقيمة وبقية باقية من شباب متحمس مهمتهم الأكيدة إنقاذ هذه الأحزاب من قياداتها، ولا نملك إلا الدعاء لهم بالتوفيق، فهي مهمة شبه مستحيلة رغم أن الله يحيي العظام وهي رميم.. والحقيقة مفيش رميم أكتر من كده!!

اجمالي القراءات 1872
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   السبت ١٣ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46373]

مفيش رميم أكتر من كده!!

صدقت يا أستاذ إبراهيم عيسى ... فعلا مفيش رميم أكبر من هذه الأحزاب الكرتونية صنيعة الدولة والتي تجهض أي جهد حقيقي للإصلاح .. هذه الأحزاب التي تسمي نفسها معارضة هي في الحقيقة أكبر خيبة أصيبت بها مصر .. فهم يشبهون أن يستعين المريض بطبيب من الأعداء لكي يعالجه .. الأمل هو في الشباب الذي لم يتلوث بالفساد وهم كثير ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق