تذكروا أنى صانع حاضركم

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٤ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصري اليوم


تذكروا أنى صانع حاضركم

٢٤/ ٢/ ٢٠١٠

قبل النكسة كان الجنيه المصرى يساوى عشرة ريالات سعودية، وكان، الدولار يساوى ثلاثين قرشا مصرياً، وبعد نكسة يونيو أصبح الجنيه بثمانية ريالات، وأصبح الدولار بأربعين قرشا، وكنا نكافح لبناء دولة صناعية ذات قواعد علمية، وسد عال لتستنير مصر بطاقة كهربائية لم تعهدها.. لكن لما اختلت واختلت واختلفت قيم المجتمع المصرى، وضمرت أهداف المجتمع، صرنا نمجد الأهداف المستديرة فتخرج الجماهير زاحفة لنصر تم فى أنجولا، وتجد ملايين الجنيهات توزع أمام عينيك لمصريين أمثالك لكنهم علموا متى وكيف يلعبون!

سواء الذين صرفوا الملايين أم الذين قبضوها!! ورأيت شعب مصر الذى فرح ببناء السد العالى ومصانع الحديد والصلب وتأميم قناة السويس يفرح للترهات، لأن هناك من غرس الحزن فى أرض مصر بإهدار القيم الوطنية الموضوعية لتحل محلها القيم الفردية والأناة، ومن يقول بأن منتخب مصر كويس، نقول له شعب مصر لا يأكل كويس ولا يشرب كويس ولا يتنفس كويس والبركة فيمن حولك يا ريس!

لذلك أصبحنا نتلمس فرحة مثل الفرحات الساذجة للطفولة البريئة!!.. أما أنا فلم ألعب يوما وكانت جادتى على أرض وطنى أذود عن ترابها المعتدين، لقد قاتلت حقيقة وليس مزاحاً أو كلاما، ونزفت دما ولم أتصبب عرقا، فالعرق فى جيلى كان فكاهة، لقد قاتلت فى يونيو ١٩٦٧ بالخطوط الأمامية لقواتنا وأصبت بشظايا توطن بعضها بجسدى حتى يومنا هذا.. ثم جاءت حرب التحرير ١٩٧٣ وكنت زوجا وأباً وقاتلت، وقتل من أحبابى من قتل، لكنى عشت مصابا، وحصلت وقتها على جنيهات معاش تسترنى وكنت فرحاً بها، إلى أن رأيت ملايينكم تتدفق على اللاعبين الدوليين لإحرازهم كأس الأمم للمرة الثالثة على التوالى!!

لقد قاتلت لأجل أن يتزوج آباء هؤلاء اللاعبين وينجبوا أبطال الكرة فى أمن وعزة، لكن أين عزتى بينكم وقد تكاسل كل شعب مصر حتى أصبح جنيه المعاش يساوى ٥٦ هللة سعودية أيها المسؤولون كيف تصفقون وأنا بينكم فقير؟ وكيف تفرحون وأنا بينكم حزين، ومهما كانت انتصاراتكم الكروية ساذجة فى نظرى لكن إدارتكم لحياتنا تسببت فى إفقارى.. فجنيه المعاش أصبح أقل مما تركت عليه الوظيفة العامة ببلادى أربع عشرة مرة على الأقل، ثم تفرحون؟! كيف تفرحون بإفقارى، وأنا الذى صنعت حاضركم؟!!

مستشار أحمد عبده ماهر

 

اجمالي القراءات 1322
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق