أرتكاريا يوسف بطرس غالي وعصابات الثراء فى مصر.

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٢ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


أرتكاريا يوسف بطرس غالي وعصابات الثراء فى مصر.

أرتكاريا يوسف بطرس غالي!

ا/عادل حمودة

كلام كثير قيل في الضريبة العقارية.. قليله تميز بالعدل والإنصاف.. وأعطي ما لبطرس غالي لبطرس غالي.. وما لله لله.. وكثيره تميز بالظلم والإجحاف.. ولم يعط شيئا.. لا لله.. ولا لبطرس غالي.

وهذا شيء غير مستغرب في مصر.. فأثرياء هذا البلد تعودوا أن يأخذوا ولا يعطوا.. أن يأكلوا ولا يدفعوا.. أن يقترضوا ولا يسددوا.. أن ينهبوا ويهربوا.. إن الثروة عندهم طريق ذو اتجاه واحد.. تأتي إليهم.. ولا تفارقهم.. والكلمة التي تثير أعصابهم وتحولهم من رجال أعمال إلي مصارعي ثيران كلمة الضرائب.. والمتعة التي ما بعدها متعة.. التهرب منها، الضرائب.

يقيم الواحد منهم "بارتي" لشلته في قصره الرخامي الخرافي علي هضبة القطامية الساحرة يكلفه في سهرة واحدة نصف مليون جنيه يدفعها منتشيا.. منتفخا.. متباهيا.. لكن.. عفاريت الدنيا كلها تركبه في لحظة واحدة.. لحظة أن يدفع عدة ألوف من الجنيهات في ترخيص سيارته الفارهة لتحصينها من عيون الفقراء الذين يقضون نصف عمرهم في الحر والبرد والتلوث علي الرصيف.. ويقضون النصف الآخر محشورين في علب سردين مكتوب عليها " هيئة النقل العام ".

وبشهامة يحسد عليها يسدد عوائد ورسوم ومصاريف صيانة وترميم وحراسة وتجديد بيته في باريس أو لندن أو جوهانسبرج مقدما بالعملة الصعبة مقدما ألف " بوسة " و" بوسة ".. لكنه.. يصاب بكل أنواع الحساسية التي تسبب الهرش والورم والطفح الجلدي لو طالبوه بأن يعامل ثروته العقارية في مصر بواحد علي عشرة مما يعامل ثروته العقارية في خارجها.. هنا ينقلب من جنتلمان إلي بلطجي.. ومن قديس إلي قاطع طريق.. ومن رجل يحترم القانون إلي مجرم يتحايل عليه. لا يمكن أن يكون غالبية الذين يملكون كل شيء في مجتمعنا المتواضع الحال بكل هذه الخشونة والملوحة والأنانية وضيق الأفق وموهبة إثارة الغل والحقد في نفوس ملايين الفقراء الذين يتحفزون للانقضاض عليهم والفتك بهم وحرق وتحطيم كل ما لديهم في مشاهد مستوردة من كتاب الثورة الفرنسية.

لا نريد منهم حسنة.. ولا مائدة للرحمن.. ولا كسوة عيد للمحرومين.. ولا بطانية تبعد البرد عن الأجساد الهزيلة.. سعيكم مشكور.. نريد فقط حق المجتمع بصورة كريمة.. ضرائب تحقق العدالة الاجتماعية.. الفريضة الغائبة.. كلما كسبت أكثر دفعت أكثر.. كلما توسعت ملكيتك زادت ضريبتك.. إنها ليست بدعة محلية.. أو سنة مصرية.. هي شريعة الرأسمالية.. العجل الذهبي الذي يعبدونه.. ويقرأون كل يوم تراتيل ومزامير أنبيائه وكهنة معابده وعلي رأسهم آدم سميث.

في مصر 30 مليون مسكن تعيش فيها 19 مليون أسرة لا تنطبق الضريبة العقارية إلا علي ثلاثة ملايين منها.. بيوت الإيجار القديم معفاة.. الوحدة التي تقل قيمتها عن نصف مليون جنيه براءة.. بل أكثر من ذلك لن يدفع كل هؤلاء العوائد التي كانوا مجبرين علي سدادها سنويا.. المسكن أبو مليون عليه ألف جنيه.. القصر الذي يوضع في خانة الخمسين مليونا سيدفع صاحبه ما هو أقل من تكلفة صيانة حمام السباحة في حديقته.. ليس هناك قانون يخفف من فجوة عدم التوازن الاجتماعي غير هذا القانون.

قد كنت أول من طالب بفرض رسوم عالية علي السيارات المتميزة.. وبدأت بنفسي.. فما يحتاجه المجتمع يحرم علي الجامع.. وسعدت بقانون الضرائب العقارية.. وسأكون أول من يستجيب له.. وهو ينطبق علي شقتي التي أسكنها.. ولم أكمل باقي أقساطها.. أقل واجب أن أدفع عنها ألف جنيه.. ثمن تذكرة طائرة في رحلة عابرة إلي شرم الشيخ.. فما كل هذا الصخب المثار ضد فتات يتركها الأثرياء علي موائدهم ؟

لست شريكا مخالفا.. ولا أهوي السير عكس الاتجاه.. لكنني أعرف أن ثمن " عزومة " سمك في مارينا يكفي لسداد الضريبة العقارية عن الفيللا التي يسكنها الداعي للعزومة.. بناقص سمكة يأكلها كل ضيف سمين كي تذهب عبر وسائل الإنفاق العام إلي محتاج نحيف.. ولا تنسوا أن نسبة لا بأس بها من قصور وشاليهات الساحل الشمالي وسيلة من وسائل غسيل الأموال.

وأغلب الظن أن سر الغضب من القانون الجديد أن من الصعب التهرب منه.. فالعقارات قائمة وظاهرة ويصعب إخفاؤها.. علي خلاف ضريبة الدخل التي يسهل التلاعب بدفاترها.. وسيخرج ذلك القانون ما خفي في البطون.. لقد حكي يوسف بطرس غالي عن الحاج مصطفي ابن دائرته في شبرا الذي فاجأه بملكية خمسة قصور رغم أنه بدا بثيابه المتواضعة يستحق المساعدة.

وفي مصر مليون ونصف المليون شقة مغلقة سيعرضها أصحابها للبيع أو للإيجار حتي لا يدفعوا عليها ضريبة عقارية دون استغلال.. وهو ما ينتهي بزيادة المعروض منها.. وخفض سعرها.. وقيمة إيجارها.. هي وغيرها.. وهذه حسنة إضافية من حسنات القانون.

لكن.. لابد أن يتعهد وزير المالية أمام البرلمان والرأي العام بأن يقدم كشف حساب بما جمع وبنود إنفاقها.. ولن نقبل منه إنفاقها إلا في بنود تذهب مباشرة للمواطن المحتاج.. علاج أفضل وتعليم أرقي ومياه أنقي.. كما أن عليه أن يتعهد بأن تذهب حصة كل محافظة من الضريبة إلي أهلها ولو بعد سنوات.. فأصل الضريبة العقارية هو خدمة مجتمع ما حول البيوت التي تدفعها.

يا دكتور يوسف بطرس غالي أول مرة أصدق أنك مع الغلابة .

 

اجمالي القراءات 2481
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   سوسن طاهر     في   السبت ٠٢ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44601]

عادل حمودة فارس يحتاج لميدان ..

عادل حموده فارس يحتاج لميدان ليظهر فيه فروسيته ، ولكنه للأسف  الكثير من الأحيان يبدد هذه الفروسية في معارك جانبية ، تأخذ من رصيده السابق وتؤثر عليه سلبا .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق