اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٤ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور.
حاميها متعصبها (1) (2)
حاميها متعصبها |
إبراهيم عيسي
مقالات متعلقة
:
أرجوكم محدش يقول لي إن هذا تصرف فردي أو خطأ شخصي من ضابط شرطة، فلا هو تصرفا فرديا ولا هو خطأ شخصيا، بل منهج موجود وممتد منذ سنوات في الشرطة المصرية! فكما لا يمكن أن نقول عن التعذيب إنه تصرف فردي أو خطأ شخصي من ضابط في قسم أو في سجن، بل صار منهجًا يقوم به الجميع تقريبا بدون تردد أو توقف أو إحساس بالخطأ والذنب، فإن التعصب الديني والتمييز الطائفي يغلب علي سلوكيات وقرارات عدد من الضباط مما يستدعي التنبه والتيقظ والتحرك ليس لعقاب ضابط ارتكب إثما وظيفيا ومعيبة أخلاقية بل لعلاج هذا الشق الذي يظهر في جدار الأمن المصري الذي يتصرف في أحيان ووقائع عديدة علي نحو يبدو فيه طائفيًا متعصبًا ضد الأقباط! الأمر ليس مسئولية وزارة الداخلية فقط في الحقيقة ولا المهمة تقع علي عاتق وزيرها وحده لمواجهة هذا السلوك الطائفي من ضباط في جهازه، ولكنها مسئولية ومهمة النظام بكامله؛ فهؤلاء الضباط أبناء مناخ طائفي متعصب وثقافة دينية متطرفة، صحيح أنهم يحاربون التطرف المسلح لكن بعضهم يتبني التعصب غير المسلح ويعتنق مفاهيم متطرفة ضد المسيحيين والشيعة كذلك، ويختلط تعصب الدماغ غير المثقفة مع صلاحيات الوظيفة غير المحدودة فتنتهي الأمور إلي واقعة مخزية ومؤسفة حدثت من الأمن في نويبع وطابا، لا يمكن التعامل معها باعتبارها حادثة وعدت.. أو ضابط وغلط، بل هي أعمق وأخطر، سأترك الفتاة التي تعرضت لهذه الحادثة ترويها من اللحظة الأولي: كنت مع مجموعة من الأصدقاء في منطقة بنويبع عادوا كلهم في سياراتهم للقاهرة بينما تخلفت مع أحد أصدقائي في سيارتي وخرجنا معا للطريق إلي القاهرة نتبادل قيادة السيارة في الطريق، وفي المقعد الخلفي حقائبنا وصناديق حفظ المثلجات، توقفنا أمام إحدي نقاط التفتيش الواقعة بين طابا ونويبع، حيث سألنا الأمن عن رخصة القيادة والبطاقات الشخصية، وأخذ رجال الشرطة بطاقاتنا واستمروا في توجيه أسئلتهم السخيفة المعتادة لنا مثل: من هو؟ من هي؟ وما وظيفتكم؟ ولماذا جئتم إلي هنا؟ ثم سألونا مرة أخري: لماذا أنتم هنا أساسًا؟! هل أنتما مصريان؟ وهل لديكم جنسيات أخري؟ ثم السؤال الكبير: إنتِ مسلمة وهو مسيحي، إنتوا ليه مع بعض؟ لماذا جئتم هنا، (مرة أخري)؟! ثم طلبوا منا الانتظار لدقيقتين، لتمتد تلك الدقيقتان لنصف ساعة، وبعد كل هذا الوقت قالوا لنا إنه ينبغي علينا الذهاب إلي مكتب مباحث أمن الدولة مع أحد رجال الشرطة الموجودين، وقضينا كل ذلك الوقت نسأل ماذا يحدث، هل هناك مشكلة، لماذا نحن موقوفون؟ ولا مجيب! وعلي الرغم من استمرارنا في السؤال: هوه فيه إيه؟، لم يتطوع أي شخص بالإجابة، إلا واحد فقط قال لي: إنتي مش ح تاخدي مني عقاد نافع، ثم اصطحبنا الشرطي في (سيارتنا) متوجهين إلي مكتب أمن الدولة الذي يبعد 10 كيلومترات عن مدينة طابا، وسحب المحمول وأمرنا بركن السيارة في مكان بعيد عن المكتب لنكمل الطريق سيراً علي الأقدام. ولدي دخولنا المكتب، وجدنا شخصا يبدو من ملامحه أنه من رجال أمن الدولة (لا أعرف كيف تبدو ملامح بتوع أمن الدولة متميزة لدرجة أن الفتاة عرفته من ملامحه!!)، وبدأ في استجوابنا مرة أخري بطرح الأسئلة نفسها، وتدوين أجوبتنا علي أوراق باستخدام قلم رصاص، وأستيكة لتصحيح أخطائه في الكتابة! وبالإضافة إلي الأسئلة السابقة سألنا أسئلة من نوع: إنتي مسلمة ماشية مع مسيحي ليه؟ إنتوا متجوزين؟، أين كانت إقامتكم في نويبع؟ هل كان هناك أي شخص آخر معكم؟ فأجبت : نعم كان أصدقاؤنا معنا، لكنهم غادروا قبلنا لأنهم لديهم عمل، ولكننا مازلنا في فترة الأجازة. فسألنا مرة أخري: ما أسماء أصدقائكم وماذا يعملون؟ هل كانوا يقيمون معكم في نفس الغرفة؟ فأجبت: حسنا، لم نكن نزلاء في نفس الغرفة، وافرض كنا في نفس الغرفة ح تعرف منين؟، نظر إلينا الرجل في غضب واستمر في الكتابة، كتب كل ما يستطيع كتابته، وظل في توجيه المزيد من الأسئلة السخيفة بقدر ما يستطيع. ثم بقينا منتظرين في المكتب، ولم نكن نعلم ماذا سيحدث لنا بعد ذلك!، سألنا الرجل مرارًا ولكنه لم يعط لنا أي إجابة وافية، ولم يسمح لنا باستخدام تليفوناتنا المحمولة، مرت ساعتان لا نعرف ما الجريمة التي ارتكبناها ولماذا تم احتجازنا في مكتب أمن دولة؟ ولماذا يستجوبوننا؟ وبعد ساعتين ونصف الساعة من التوتر والقلق والشعور بالإهانة والألم طلب مني الرجل الذي كان يحقق معي أن أصعد معه «وحدي» لمقابلة الرئيس (الرأس الكبيرة)، فسألته: لماذا يجب عليَّ أن أصعد وحدي؟ لقد جئنا معا، ويجب أن نبقي معا، فأنا لا أعلم أين أنا، ولا أعلم ماذا يوجد بالأعلي، فلن أصعد وحدي، ولكنه قال لي «لا تقلقي فنحن شرطة». أخيرًا، صعدت معه للأعلي، وانتظرني صديقي في الأسفل، وعندما دخلت المكتب الآخر وجدت رجلاً أصلع ينتظرني في مكتبه، ونظر إلي في غضب وقال لي «إيه حكايتك بقي؟»، فقلت له «حكاية إيه؟!» فصرخ في وجهي وقال «إيه بقي المسيحي اللي انتي ماشيالي معاه ده، وجايين لحد هنا تعملوا ايه إنتي وهو؟»!! آه.. طلعت هذه هي تهمة الفتاة.. أنها مسلمة تركب سيارتها مع مسيحي! نكمل غدًا
|
دعوة للتبرع
دابة من الأرض : ما هو المقص ود بالآي ة التال ية: ( وإذا وقع...
طلع البدر عليهم: هل صحيح تاريخ يا أن الأنص ار استقب لوا ...
الشهوة الجنسية : هل الشهو ة الجنس ية فى النفس أم فى الجسد ؟...
ليس عليك هداهم: السلا م عليكم قرأت ان أول من فسر القرآ ن ...
سيدا وحصورا: ( فَنَا دَتْه ُ الْمَ لَائِ كَةُ وَهُو َ ...
more