رفعت السعيد: كيف نطالب بالوحدة الوطنية وبعض المدارس لاتزال تفسر "المغضوب عليهم والضالين" على أنهم ال

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٤ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: افاق



اتهم مجموعة من السياسيين المصريين ونشطاء حقوق الإنسان الحكومة في مصر بالدعوة إلى الفتنة الطائفية وشددوا على ضرورة تغيير المناهج التعليمية التي تدعو إلى التعصب. ودعا المشاركون في مؤتمر الوحدة الوطنية الذي عقد بمقر حزب "التجمع" إلى مواجهة دعاة الطائفية مطالبين الحكومة بتحمل "الدور الأكبر" أو مواجهة "كارثة حقيقية".




وتساءل رئيس حزب "التجمع" الدكتور رفعت السعيد في المؤتمر الذي هدف إلى الخروج بحلول واقعية وعملية للتغلب على الفتنة الطائفية قائلا "كيف يمكن ان نطالب بالليبرالية في المجتمع بينما الحكم في مصر لا يعترف بأي حق للآخر؟ كيف يمكن أن نتحدث عن احترام الآخر في مناخ تسوده الظلامية ؟ الظلم يولد الظلامية".


وقال السعيد "الحكومة هي المصدر الأساسي لكل ما الشعب المصري من تطرف ديني وتعصب" وأضاف "راجعوا برامج الاعلام والصحف التي تفرد صحفها لعناصر هلامية تسعي لتمزيق هذا الوطن، فبينما تهتم جامعات العالم بتدريس تاريخ أوطانها وبلدانها لطلابها نجد الجامعات المصرية تطمس وتحرق وتلغي التاريخ في جامعاتها ومدارسها".


وتابع "لحكام هذا العصر لهم مصلحة في طمس التاريخ المصري وأن يمحوا من ذاكرتنا أياماً كنا فيها سادة ومحترمين لكن البعض لا يريد أن نتذكر تاريخ هذا الوطن".


وانتقد السعيد مناهج التدريس المصرية قائلا: المدهش ان هناك بعض كتب التفسير التي تدرس في مدارس مصر تفسر آية "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" في سورة الفاتحة بأن المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم المسيحيين .. أرأيتم مثل هذا الجهل السافر بالاسلام فكيف تطلبون منا الوحدة الوطنية؟".


وأضاف السعيد "إن وزير التعليم الاسبق كان قد وضع كتابا جميلا للأخلاق يحمل في طياته معاني للتسامح والرحمة إلا أن الوزير الحالي منعه بحجة أن ميزانية الوزارة تعجز عن طباعته الا أن الكتاب كان قد طبع بالفعل فأمر بتوزيعه ولكن ألا يدرس.. كما أن الكتاب يدعو ان تكون المدرسة اسمها جورجيت والطالب يكون له صديقة اسمها ماري فهذا ينافي مبادئ التعصب الذين يعملون علي ارسائها في قلوب التلاميذ.


وأكد السعيد ان من يرى أن الوحدة الوطنية ذهب لا يصدأ فهو واهم لان في الحقيقة هي من نحاس قابل للصدأ عن طريق التلاعب في عقول المواطنين باسم الدين.


من جانبه قال نقيب الأطباء الدكتور حمدي السيد "على مدي قرون طويلة كنا في مصر لا نعلم الاقتتال أو التعصب والأحداث التي نشاهدها الآن بين ابناء الوطن الواحد والتي بدأت في التصاعد بشكل مخيف طيلة الفترة الماضية، وهدفها هو إحداث انقسام في قلب الوطن".


ووجه حمدي اللوم إلى الحكومة المصرية وقال "إن من الواجب على الحكومة التصدي لتلك الاحداث ومعالجتها بحكمة".


وضرب حمدي مثالاً على كيفية معالجة مثل تلك القضايا وقال "كان هناك احتفال في نقابة الاطباء بمناسبة ذكرى مذبحة "فانا" وتم دعوة البابا شنودة وقبل بداية الاحتفال خرجت من قاعة الاجتماعات التي كنت موجوداً بها في ذلك الوقت فوجدت لافتات مكتوب عليها "أين أنت يا صلاح الدين" واشياء من هذا القبيل وعلى الفور قمت بإزالة كل هذه اللافتات وطلبت بتعليق لافتات جديدة ترحب بالبابا شنودة حرصاً على ألا تكون هناك حساسية من نوع ما وعندما بدأ الاحتفال وجاءت كلمة البابا شنودة وكانت أول جملة قالها قداسة البابا هي "أين أنت يا صلاح الدين" وأكد البابا قائلاً "إن الحروب الصليبية استخدمت الصليب للدعاية لحروبها ضد المصريين ولكن أريد أن أؤكد للجميع أن الغالبية العظمى من الفيالق التي كانت تقاتل الصليبين كانوا من أقباط مصر.. والذي سالت دماؤهم واستشهدوا جنباً إلي جنب مع أخوانهم المسلمين دفاعاً عن هذا الوطن.. واستطرد حمدي قائلاً بعدها رفع جميع الحاضرين البابا شنوده علي الأعناق هاتفين به.


وطالب حمدي من بعض الصحف المستقلة بعدم العمل الذي يؤدي إلى زيادة حدة تلك الصراعات فلقد قرأت عنواناً في إحدى الصحف جماعات تبشيرية تبشر بالمسيحية.. بدلاً من أن تقوم هذه الصحف بدورها الحقيقي بترسيخ قيم المواطنة والأخلاق.. والعمل على ترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية..


وأضاف حمدي "إن الحقيقة المرة أننا نحاول أن نجتذب المسيحيين للعمل للمشاركة الفعالة في المجالات المختلفة في مصر لأنه ببساطة شديدة مش حاسين انها بلدهم".


وأضاف حمدي "ليس من الضروري ألا يكون الاسلام هو دين الدولة لان هذا لا يغير شيئاً في مفهومنا كما أن ملكة انجلترا هي أيضاً رئيسة الكنيسة الانجليزية ورغم هذا فلا توجد أي تفرقة عنصرية بين المسلمين والمسيحيين أو ديانات أخرى لأن القانون هناك لا يفرق بين المواطنين".


أما رئيس حزب الوفد محمود أباظه فقد أكد أن ما شاهده منذ سنوات من أصوات يقال انها طائفية أوجدت لدى كل مصري مخاوف من المستقبل القادم، كما أن تلك الأحداث بدأت تؤثر في تاريخ الحركة الوطنية المصرية والتي نبعت من الوحدة الوطنية والتي نتجت عنها ثورة 1919 فعندما خرج شعار الدين لله والوطن للجميع كان كل المصريين يسال دماؤهم على أرض الوطن دفاعاً عن حريته وكان هذا الشعار تعبيراً عن واقع كان موجوداً بالفعل ومنذ فجر التاريخ كان ايمان المصريين بوحدتهم ايمانا عميقاً فكنا نرى قرى صغيرة مكونة من مائة أسرة تختلط فيها الأسر المسيحية مع الأسر المسلمة وكنا لا نسمع عن مشكلة واحدة.


وأضاف أباظة قائلاً "إننا في احتياج لقوانين جديدة لان القاعدة القانونية الحالية لا تصلح، لان الواقع قد تجاوزها، فكما يعلم الجميع القاعدة القانونية كالكائن الحي تحيا وتموت لذا يجب اعداد قوانين جديدة كالقوانين المتعلقة ببناء دور العبادة والتمييز العنصري".


وأوضح أننا إذ لم نواجه مثل هذه والأخطار المتعصبة والتي علي الحكومة أن يكون لها الدور الأكبر فيها فإن الوطن يتجه بذلك نحو كارثة حقيقية إلا أن الدولة للأسف تنصلت من مسئوليتها كاملة وكأن المشهد الذي تراه هو من إحدي أهم أولوياتها.


من جانبه قال الكاتب والباحث الدكتور سمير مرقس في كلمته إننا الآن أمام تناحر بين أطراف المجتمع مسلميهم ومسيحييهم وهذا التناحر قد تجاوز حد الادمان. ويجب ان نتنبه أنه علينا كوطنيين مخلصين لهذا الوطن تدارك هذه الصراعات فالإعلام الديني الخاص والإسلامي والكتلة البرلمانية الإسلامية رغم قلة عددها فهي هدفها الأساسي العمل على تقسيم مصر على أساس ديني.


ومن المفارقات الغريبة ان منذ بداية أحداث التوتر الديني في مطلع السبعينيات كانت الدولة المصرية تمارس دور الدولة الحديثة وكونت لجنة برلمانية لتقصي الحقائق اعدت تقريراً كاملاً عن أسباب تلك الأحداث إلا اننا في الوقت الحالي تراجعنا عن دور الدولة الحديثة وتعاملت الحكومة الحالية مع الأحداث الاخيرة بمنتهي السلبية..


وأضاف "علينا جدياً في هذه المرحلة أن نبدأ بالعمل لتدارك مثل هذه الصراعات وأولى مراحل هذا العمل هي سن قوانين لحرية العبادة وإقامة الشرائع السماوية وحرية بناء دور العبادة بعيداً عن الخط الهمايوني الذي مازلنا نسير فيه..


من جانبه أكد رئيس مؤسسة "مصريون ضد التمييز الديني" الدكتور منير مجاهد أن الدولة المتمثلة في الحكومة الحالية هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن تلك الاحداث فمنع هذا المؤتمر من عقده في المنيا خير دلالة على ما أقوله فليس من مصلحتهم أن تكون هناك عناصر للتوفيق بين عنصري الامة وكأن لهم مصلحة في ذلك الانقسام وهذا بدأ علانية للجميع بعد منعنا نحن من اقامة مؤتمرنا ضد التميز الديني في نقابة الصحفيين عن طريق بعض البلطجية المنتمين إلى ما يدعى بالإخوان المسلمين.


وأضاف مجاهد "يجب علينا رغم كل هذه العقبات ان نتحرك لتوحيد الصفوف والتصدي للجهلاء والايادي الخفية التي تعمل على تفريق وتمزيق هذا الوطن واقترح مجاهد أن يتم تشكيل لجنة للوحدة الوطنية في عاصمة كل محافظة في مصر يكون مقارها الاحزاب الوطنية التي تحظى بشعبية في تلك المدينة وتعمل على التوفيق والتوحيد بين المصريين جميعهم مسلميهم ومسيحييهم".

اجمالي القراءات 2259
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more