تركيا تكثف القصف لبلدة سورية وتقول إنها ستدافع عن حدودها

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٤ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً.


تركيا تكثف القصف لبلدة سورية وتقول إنها ستدافع عن حدودها

تركيا تكثف القصف لبلدة سورية وتقول إنها ستدافع عن حدودها

Thu Oct 4, 2012 8:20pm GMT
[-] نص [+]

أكاكالي (تركيا) (رويترز) - كثفت تركيا قصفها المدفعي الانتقامي لبلدة سورية حدودية يوم الخميس مما أسفر عن مقتل عدة جنود سوريين بينما وافق البرلمان التركي على المزيد من التحرك العسكري في حال تجاوز الصراع السوري الحدود مجددا.

مقالات متعلقة :

وقال بشير اتالاي نائب رئيس الوزراء التركي إن دمشق اعتذرت عبر الأمم المتحدة عن القصف الذي أودى بحياة خمسة مدنيين في جنوب شرق تركيا يوم الأربعاء وقالت إن مثل هذا الحادث لن يتكرر في مسعى لتخفيف حدة أخطر تصعيد عبر الحدود خلال حملة الحكومة السورية لقمع الانتفاضة المندلعة منذ 18 شهرا.

وقالت روسيا الحليف القوي لسوريا إنها تلقت تأكيدا من دمشق على أن هجوم المورتر كان حادثا مأساويا.

غير أن الحكومة التركية قالت إن "العمل العدواني" من جانب الجيش السوري ضد أراضيها صار يمثل تهديدا خطيرا على أمنها القومي فيما وافق البرلمان على نشر قوات تركية خارج الحدود إذا اقتضت الضرورة ذلك.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن الهدف الأساسي من تفويض البرلمان هو الردع.

وأضاف في مؤتمر صحفي بأنقرة "نحن كتركيا لا نريد سوى السلام والأمن في منطقتنا. لا يمكن أبدا أن نكون مهتمين بأمر مثل إشعال حرب. فتداعيات الحرب واضحة في العراق وأفغانستان."

وأشار اردوغان إلى أن القصف هو ثامن هجوم من نوعه يأتي من سوريا ولكن الحوادث السابقة لم تسبب سوى أضرار مادية فيما تجاهلت دمشق تحذيرات أنقرة في هذا الصدد.

وتابع "الجمهورية التركية قادرة على الدفاع عن مواطنيها وحدودها. ويجب ألا يحاول أحد اختبار عزمنا بشأن هذا الأمر."

وعرقلت روسيا في الأمم المتحدة تبني مشروع بيان يدين القصف السوري لبلدة أكاكالي واقترحت نصا يدعو إلى "ضبط النفس" على الحدود دون الإشارة إلى انتهاكات للقانون الدولي.

واشتكى دبلوماسيون غربيون من أن مقترحات روسيا في حالة قبولها ستضعف البيان إلى درجة لا يمكن قبولها.

وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن الامين العام "منزعج من التوترات المتزايدة" على الحدود السورية التركية وحذر من تزايد خطر امتداد الصراع السوري الذي اندلع قبل 18 شهرا ليعم المنطقة كلها.

وحثت وزارة الخارجية الصينية تركيا وسوريا على التحلي بضبط النفس.

وتحولت الحركة السلمية المطالبة بالديمقراطية التي بدأت في مارس آذار 2011 في سوريا إلى انتفاضة مسلحة شاملة بعد أن حاول الرئيس السوري بشار الأسد قمعها وتتحول الآن إلى صراع طائفي يمكن أن يزعزع استقرار الدول المجاورة.

وجاء الهجوم التركي ردا على ما سمته أنقرة "القشة الأخيرة" عندما ضربت قذيفة المورتر بلدة أكاكالي مما أسفر عن مقتل امرأة وثلاثة أبناء لها وإحدى قريباتها.

وقال أتالاي إن تركيا مارست حقها في الرد مشيرا إلى أن تفويض البرلمان بنشر قوات عسكرية خارج البلاد ليس "مذكرة حرب".

وأضاف للصحفيين "إنه إجراء رادع اتخذ بما يتناسب مع مصالح تركيا لاستخدامه في حالة الضرورة لحماية نفسها."

وتمركزت ثلاث ناقلات جند مدرعة عند الطرف الجنوبي لبلدة أكاكالي ووجهت فوهات مدافعها إلى بلدة تل أبيض السورية على مسافة بضعة أميال عبر الحدود. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة معارضة إن ثلاثة جنود سوريين قتلوا في قصف تركي لموقع عسكري قريب.

ولم تشر وسائل الإعلام السورية الرسمية إلى وقوع أي خسائر بشرية.

وقال مصدر أمني تركي لرويترز "نعلم أنهم تكبدوا خسائر" دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقال المرصد أيضا إن اشتباكات وقعت بين معارضين سوريين والجيش السوري عند الموقع العسكري. وأضاف أن المعارضين قتلوا 21 من قوات الحرس الجمهوري يوم الخميس في كمين نصب لحافلة صغيرة تابعة للجيش في ضاحية شمال غرب دمشق.

وتشبه المنطقة الجنوبية لبلدة أكاكالي الواقعة على الحدود مباشرة مدن الأشباح حيث المنازل مهجورة والمحال التجارية مغلقة. ومعظم سكان المدينة من أصل عربي ويرتدي الكثير من الرجال الجلباب العربي التقليدي والأوشحة ذات اللونين الأحمر والأبيض.

وقال إبراهيم جيلدن (33 عاما) الذي يعيش على مسافة بضعة منازل فقط من المنزل الذي تعرض للهجوم يوم الأربعاء "لقد رحل الجميع.. انظر حولك". ويقع مخيم جديد للاجئين السوريين على أطراف البلدة ولكن لم ينتقل إليه أحد حتى الآن.

وأضاف "أين أقاموه؟ عند مخرج بلدتنا بالضبط. لذا يطلق علينا السوريين قذائف المورتر. وكأننا مغناطيس."

وكان من المقرر بالفعل أن يصوت البرلمان التركي يوم الخميس على تمديد تفويض بإجراء عمليات عسكرية خارج البلاد لمدة خمسة أعوام وهو اتفاق يهدف في الأصل إلى السماح بشن هجمات على قواعد المتمردين الأكراد في شمال العراق.

غير أن المذكرة التي وقعها اردوغان وأرسلها إلى البرلمان للمصادقة عليها تقول أيضا إنه رغم التحذيرات المتكررة والمبادرات الدبلوماسية شن الجيش السوري عملا عدوانيا ضد الأراضي التركية مما يمثل "تهديدا خطيرا".

وأضافت المذكرة "في هذه المرحلة برزت الحاجة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتحرك سريعا دون تأخير ضد المخاطر والتهديدات الإضافية."

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لوقف مجموعة يتراوح عددها بين 25 و30 متظاهرا مناوئا للحرب يرددون هتافات مثل "لا نريد الحرب!" و"السوريون أشقاؤنا!" ومنعتهم من الاقتراب من البرلمان أثناء مناقشة النواب للاقتراح.

وفي اسطنبول شارك نحو خمسة آلاف شخص في احتجاج ضد الحرب تحول إلى مظاهرة ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مساء اليوم الخميس.

وهتفت الحشود في حضور رجال شرطة مكافحة الشغب قائلة "حزب العدالة والتنمية يريد الحرب والشعب يريد السلام" و"لا للحرب.. السلام الآن."

ولم يتضح بعد من الذي أطلق قذيفة المورتر على تركيا لكن مصادر أمنية قالت إنها جاءت من على مقربة من بلدة تل أبيض وإن تركيا تزيد عدد قواتها على طول حدودها.

وقالت سوريا إنها تجري تحقيقا لمعرفة مصدر قذيفة المورتر وحثت على ضبط النفس. وذكر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن بلاده تحترم سيادة الدول المجاورة.

وذكرت روسيا أن دمشق تعهدت بعدم تكرار مثل هذا الحادث. ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله أثناء زيارة إلى إسلام أباد "نعتقد أنه من المهم للغاية بالنسبة لدمشق أن تعلن ذلك رسميا."

ويتناقض الرد العسكري لتركيا مع ضبطها النسبي للنفس حين أسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية في يونيو حزيران. وزادت أنقرة وجودها العسكري على امتداد حدودها مع سوريا البالغ طولها 900 كيلومتر ودعت إلى اجتماع لمجلس حلف شمال الأطلسي.

وفي ذلك الوقت حذر اردوغان من أن أي عنصر سوري يقترب من الحدود التركية ويعتبر تهديدا سيعامل على أنه هدف عسكري.

وأدان زعماء العالم القصف بالمورتر لكنهم حثوا على ضبط النفس.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج لرويترز إن الرد التركي "مفهوم" لكنه حذر من أي تصعيد في حين دعت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون سوريا إلى احترام سلامة أراضي جيرانها.

وأدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحركات سوريا ضد تركيا وحثت كل المعنيين على التحلي "بالحس السليم".

وقال حلف شمال الاطلسي انه يقف بجوار تركيا عضو الحلف وحث سوريا على إنهاء "الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي".

وعقد التحالف العسكري الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة اجتماعا عاجلا في وقت متأخر يوم الاربعاء في بروكسل لبحث المسألة. وفي نيويورك طلبت تركيا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اتخاذ "الإجراء اللازم" لوقف العدوان السوري.

ويقول نشطاء إن حوالي 30 ألف شخص قتلوا في أنحاء سوريا في صراع يتخذ أبعادا طائفية بصورة متزايدة مما يهدد بجر قوى سنية وشيعية إقليمية.

وتأوي تركيا أكثر من 90 ألف لاجيء من سوريا وتخشى تدفقا جماعيا مماثلا لفرار نصف مليون كردي عراقي إلى تركيا عقب حرب الخليج عام 1991 .

وتصاعد العنف داخل سوريا يوم الأربعاء بوقوع ثلاث تفجيرات انتحارية لسيارات ملغومة وقصف مكثف بالمورتر لمنطقة في حلب تسيطر عليها الحكومة ويقع بها ناد لضباط الجيش مما أسفر عن مقتل 48 شخصا حسبما ذكره نشطاء.

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)

اجمالي القراءات 3255
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق