قرّاء إيلاف: ردود الفعل العنيفة أساءت للمسلمين أكثر من الفيلم نفسه

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠١ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً.


قرّاء إيلاف: ردود الفعل العنيفة أساءت للمسلمين أكثر من الفيلم نفسه

في ظل استمرار الاحتجاج ضد «براءة المسلمين»

قرّاء إيلاف: ردود الفعل العنيفة أساءت للمسلمين أكثر من الفيلم نفسه

عبد الرحمن الماجدي

مقالات متعلقة :

 
رسم بياني يظهر نتيجة الاستفتاء

ترى غالبية قرّاء "إيلاف" أن ردود الفعل العنيفة ضد الفيلم المسيء للنبي محمد شوهت صورة المسلمين في العالم أكثر من الفيلم نفسه. وشجعت هذه الأفعال العنيفة التنظيمات التكفيرية على كسب عناصر لها وتوسيع هجماتها التي تحصد كل يوم عشرات المسلمين.


مع تواصل تظاهرات التنديد بالفيلم المسيء للنبي محمد التي اقترنت، منذ انطلاقها، منتصف الشهر الماضي، بالطابع العنفي؛ باتت صورة المسلمين في معظم دول العالم مقترنة بالعنف والحث عليه.

وما مهاجمة سفارات ومدارس أوروبية وأميركية في عدد من الدول العربية والاسلامية الا مظهر من مظاهر هذا العنف، حيث احرقت أبنية وقتل أشخاص من المتظاهرين، ومن رجال الشرطة الذين سعوا الى تفريق التظاهرات العنيفة.

هذه الصورة التي نمطتها التظاهرات الأخيرة والتي تتواصل، كل جمعة، في بعض الدول، شوهت سمعة المسلمين، وشجعت التنظيمات المتطرفة والتكفيرية على تقديم نموذج الفيلم كدليل على كره غير المسلم للمسلم، لتجد في ردود الفعل فرصة للترويج لأفكارها وكسب أكبر عدد من الشباب بين صفوفها.

داعية سلفي يمزق الإنجيل

ومنذ أيام تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لداعية سلفي يتقدم المتظاهرين أمام السفارة الاميركية في القاهرة، وهو يمزق "الانجيل" المقدس متوعداً بالتبول على أقباط المهجر اذا تكررت الاساءة للنبي محمد.

هذا التصرف، الذي يمثل حداً عالياً من رد الفعل العنيف والحث على كره الآخر المختلف دينياً، يعكس مشاعر دفينة وجدت في فعل التظاهر متنفساً لها، وهو ما يحبذه التكفيريون، وحققوا به نجاحات بتحويل قطاعات ليست قليلة من المسلمين المسالمين الى متشددين.

وقد انعكس هذا النجاح التكفيري في تزايد عمليات القاعدة والتنظيمات المرتبطة بها بشن عمليات تفجير سيارات مفخخة وعمليات انتحارية في دول مثل العراق واليمن وسوريا. وهي عمليات تعكس تخطيط التنظيم للتوسع في هذه العمليات خارج هذه الدول، وفق ما يراه متابعون.

العنف مقترن بصورة المسلمين

هذه الهجمات العنيفة من قبل المتشددين المسلمين باتت هي الصورة المقترنة بالمسلم في العالم الغربي، الأمر الذي شجع صحفاً ووسائل إعلام أخرى بنشر صور كاريكاتورية ومقالات ضد المسلمين والنبي محمد أيضاً كما فعلت أسبوعية "شارلي ايبدو" الفرنسية بنشرها رسوماً كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.

الأمر الذي دعا وزارة الخارجية الفرنسية الى إغلاق سفاراتها وقنصلياتها والمدارس الفرنسية في حوالي 20 بلدًا مسلمًا كاجراء "احترازي"، تحسبًا لهجمات مشابهة لتلك التي تعرضت لها السفارات والمصالح الاميركية في دول عربية كانت قمتها مقتل السفير الاميركي في ليبيا، الذي اعترف تنظيم القاعدة بمسؤوليته عنه.

رد على الفيلم المسيء

وفي موازاة ردود الفعل العنيفة من قبل بعض المسلمين ينشط في مجال آخر عدد من العاملين في الفن بتصوير أفلام ومشاهد قصيرة كرد على فيلم "براءة المسلمين"، والتحق بهم مطربون وجدوا في موجة "الربيع العربي" كساداً لعملهم، فأعلنوا عن اعدادهم لألبومات وأغانٍ ترد على الفيلم المسيء للنبي محمد.

كذلك قام شباب مسلمون ببث فيديو على موقع "يوتيوب" باللغة الانكليزية بعنوان "الآن.. دورنا لنتكلم"، ينتقل في عدة مدن عربية وغربية، يعيش فيها شباب مسلمون وغير مسلمين، يعطي كل واحد منهم رأيه في الإسلام كدين، وهل فعلاً يدعو إلى العنف؟ وهل المسلمون سيئون فعلاً؟ كما يجيب عن سؤال: لماذا تقع هذه الإساءة المتكررة للإسلام؟ ولماذا صورة المسلمين مشوهة لدى الغرب وغير المسلمين عموماً؟

هذه الفعاليات تعكس جذباً لدى العرب والمسلمين في المبادرة بهكذا أفكار أو غيرها. اذ بات معروفًا الاعتماد على حدوث فعل كبير ليأتي هذا النشاط كرد فعل عليه فقط، ليس في هذا الجانب بل في معظم النشاطات الابداعية، بغياب المبادرة والاعتماد على رد الفعل.

فائدة هذه النشاطات تبدو غير مرئية مقارنة بصورة العنف التي تركز عليها وسائل الاعلام في كل مكان في العالم لو اقترنت مع نشاط مسالم، فوسائل الاعلام تبحث عن الاثارة في عملها لجذب أكبر نسبة من المتلقين. وليس أفضل من العنف كفعل مثير. لكنها تبقى نشاطات محمودة لو استمرت وتحولت الى ثقافة تطور وتحث على تشجيع روح المبادرة. ولا تنتهي بخفوت موجة ردود الفعل.

السينما مقصرة

في خضم هذه الأحداث انتبه المسلمون والعرب خاصة الى أن مكتبتهم السينمائية خالية من أعمال ضخمة تتناول تاريخ الدين والنبي محمد، سوى فيلم الرسالة الذي انتج عام 1977 وتكلف نحو عشرة ملايين دولار بنسختيه العربية والانكليزية ومثّل فيه نجوم كبار مثل أنطوني كوين وعبد الله غيث.

ويطرح رؤية حقيقية للاسلام ولتاريخ ظهوره، ويقدم صوراً من سماحته. وأخرجه المخرج السوري الذي كان يقيم في الولايات المتحدة الأميركية مصطفى العقاد الذي قتله، يا للمفارقة، تنظيم القاعدة بتفجير انتحاري في حفل زفاف في الاردن عام 2005. وتجري في مسقط رأسه في مدينة حلب السورية، اليوم، معارك عنيفة بين تنظيمات مسلحة أغلبها تكفيرية والجيش السوري، حيث يكاد يجهز الجميع على تهديم كل معالم هذه المدينة التأريخية.

وتعلو اليوم أصوات تدعو الى تقديم الدعم العربي لانتاج فيلم مشابه لفيلم "الرسالة" ليقدم صورة حقيقية عن الاسلام تساهم في الحث على السلام بدلاً من العنف والمحبة بدلاً من الكره.

إيلاف كانت سألت متصفحيها عن أيهما اكثر إساءة لصورة المسلمين ردود الفعل العنيفة أم الافلام والرسوم المسيئة للمسلمين؟ فرأى أغلبهم 80% (3591) أن ردود الفعل العنيفة هي التي تشوه وتسيء للمسلمين أكثر من الافلام والرسوم المسيئة التي وجد ما نسبتهم 20 % (895) أنها تسيء أكثر من سواها لصورة المسلمين في العالم. وقد شارك في الاجابة على سؤال ايلاف للأسبوع الماضي 4486 متصفحاً.

اجمالي القراءات 3190
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق