لم تتأخر السلطات السعودية طويلا، فبعد أيام من هجوم حاد شنه رجل الدين السلفي ناصر العمر على معرض الرياض الدولي للكتاب الذي بدأ يوم الثلاثاء الماضي، تمت مصادرة العديد من الكتب والروايات السعودية والعربية من المعرض.


فقد سحبت من أرفف دور النشر كل من رواية "نساء المنكر" لسمر المقرن، و"حب في السعودية" لإبراهيم بادي و"أرض السواد" لعبدالرحمن منيف، و "أصل الأنواع" لتشارلز داروين، و"نقد النص القرآني" وكتاب حول ابن عربي وآخر عن الإباضية و"برهان العسل" لسلوى النعيمي وكتب جيفارا وجميع كتب نوال السعداوي و"التاريخ السري للنكتة العربية" و"الصورة والجسد" و"رمزية الجسد" و "القرد العاري" و "سيكلوجية الأنوثة".


وكان ناصر العمر قد طالب بمحاكمة المشرفين على معرض الكتاب بدعوى ترويج الكفر والإلحاد. واتهم العمر في مقالة نشرها مؤخرا عبر موقعه الالكتروني القائمين على المعرض بـ"الترويج" لليهودية والنصرانية والبوذية والصوفية والإسماعيلية والباطنية والتشيع والأباضية والدرزية على حد وصفه.


ومن بين جميع الأديان والمذاهب خصّ العمر المذهب الشيعي بهجوم شرس بقوله "الآن التشيع يتنامى وكتب المعرض غير المنضبطة تشجعه..".


وانتقد العمر بشدة (الاختلاط) في المعرض، ومضى للتحريض على المواطنين الشيعة بالتشكيك في ولائهم الوطني مستدلا بتعليق صورة في مدينة شيعية "يزعمون أنها للحسين بأبعاد كبيرة كمثل صور زعماء الرافضة في إيران".


وأضاف القول حينما نقول إن ولاء هؤلاء (الشيعة) ليس لبلادهم ولا لدينهم يقال لنا أنتم مخطئون، فماذا يعني بربكم وجود مثل هذه الصور في محلاتهم أو على أعمدة الكهرباء.


وفي تبرير ضمني لأعمال إرهابية لم يستبعدها قال العمر بأن "بلادنا تعاني من مشكلات بعضها يتعلق بالغلو بما يقوده من تفجيرات والذي يقتات على مثل هذه التجاوزات الخطيرة." مضيفا ".. أصارحكم بأن هذه الكتب التي فيها محادة لله ورسوله هي أقوى مسوغات "الإرهاب".


وحض على مقاطعة المعرض "إلا لمن أراد أن يذهب للاحتساب والإنكار". مطالبا في الوقت النفسه بمخاطبة المسؤولين عبر مختلف السبل لمنع المعرض الذي وصفه بـ "بؤرة فساد فكري".


وكرر العمر الذي حرص في مقالته على اطلاق لفظ "الشباب" على العناصر المتطرفة مرارا احباطه المتزايد ازاء ما وصفها بـ"السلبية القاتلة" التي تقابل بها تحذيراته للجمهور.


وانطلقت فعاليات المعرض في العاصمة الرياض يوم الثلاثاء 4/3/2008 بمشاركة ما يزيد على (600) دار نشر عربية وأجنبية تعرض ما يزيد على (250،000) ألف عنوان عربي وأجنبي.