ندوة مصرية : النخب المثقفة سعت لمصالحها مع السلطة

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٤ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: محيط


ندوة مصرية : النخب المثقفة سعت لمصالحها مع السلطة

ندوة مصرية : النخب المثقفة سعت لمصالحها مع السلطة

 

 

مقالات متعلقة :

 
  من اليمين زاخر ، بدوي وعبدالفتاح    

محيط – سميرة سليمان

القاهرة : اتفق المشاركون في الحلقة النقاشية التي عقدها أمس مركز تاريخ الأهرام أن النخب الثقافية تعيش أزمات بالغة الحدة مما يجعلها تتقاعس عن دورها الحقيقي في التغيير.

وقال الناقد د. محمد بدوي أن من المشكلات التي تعترض طريق نخبة الثقافة المصرية ارتباطها بعلاقة معقدة مع الدولة، فالأخيرة تسعى للسيطرة عليها، وهناك مشكلة داخلية أخرى أن هذه النخب بدأت تظهر عليها علامات الطائفية والانقسام، بعد أن كان العامة هم وقود الإنقسامات انتقلت العدوى للنخب المثقفة .

أما د. رفعت لقوشة أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية فرأى أن مصر تشهد اليوم أضعف نخب ثقافية منذ تشكيل دولة محمد علي ، وهي نخبة تحتكر الإمتيازات ولا تشغل نفسها بالأفطار الملهمة لإفادة المجتمع.

وهي تتداول مصطلحات فارغة لا مضمون لها وتحلل القضايا بسطحية دون جهد حقيقي للنفاذ للأعماق، بحيث يصبح ما تقوله غير مختلف عما يقوله العامة.

يرى لقوشة كذلك أن النخب في مصر يغلب عليهم المبالغة في تمجيد أنفسهم دون داع حقيقي وهي كذلك لا تستطيع التنظير لشيء ضاربا المثل بكتاب "عصر العلم" للدكتور أحمد زويل الذي طبع أكثر من مرة رغم أنه مجرد سيرة ذاتية باعتراف مؤلفه وقد نشره بعنوان "سيرة ذاتية" لأن الجمهور المخاطب مثقف وواعٍ ، أما النسخة المصرية من الكتاب فهي تحمل عنوانا لا علاقة له بالمضمون.

ولهذا يأمل أستاذ الاقتصاد لإيجاد نخبة جديدة تحتل موقع الفعل وتأثيره في مصر.

أما عن السلطة، فيرى لقوشة أنها حينما تملك مشروعاً حقيقيا تبحث عن مثقف كبير يساندها، ويحشد وراءها الجماهير، وفي غياب المشروعات الكبيرة لا تحتمل السلطة اقتراب المثقفين الحقيقين.

 

 

 
  جانب من الندوة    

عزلة المثقفين

المفكر القبطي كمال زاخر رأى أننا نجني ثمار نصف قرن من إفساد التعليم والمكونات التي تساهم في تشكيل العقل الجمعي، فضلا عن أنها اختارت التنظير كهدف وهذا أدى لإنعزال النخب المثقفة عن المجتمع وعدم تأثيرها فيه.

ليس هذا فقط برأيه الأزمة الوحيدة للنخب بل أيضاً مغازلة تلك النخب للسياسة، مما أنساها دورها الحقيقي، الذي يهدف إلى تغيير السلبيات، فضلاً عن استثمار كثير من تلك النخب مواقعها للاستفادة المادية، مما أثر على مصداقيتها لدى الشعب.
 
ورأى زاخر أن المثقفين يخافون من رباعية "التخوين والتشكيك والتكفير والمؤامرة" من جانب المجتمع معتبرا أنهم لذلك آثروا السلامة وعدم الدخول في مشاكل ، يضاف لذلك انشغال هذه النخب بالإعلام الذي يساهم في صناعتها.


يأس المثقف

يرى د. نبيل عبد الفتاح أن النخب الثقافية يغلب عليهم اليأس من قدرتهم على التأثير في صناع القرار السياسي، واليأس كذلك من التأثير في الرأي العام وقاعدته العريضة .

مشيرا إلى أن أزمة النخب المثقفة مرتبطة بتراجع دعمها لحركات التغيير، فيما زاد تفاعل النشاطين والحقوقيين مع مطالب المواطنين، يضاف لها الرهبة مما وصفه الباحث بـ"الهجمات الأصولية على المبدعين" .

 

 

 
  مظاهرات    

من ضمن أوجه الأزمة برأي المتحدث "ذلك التهميش القصري من السلطة للمثقفين، سطوة المرئي على المكتوب بسبب تطور التكنولوجيا، فضلا عن تراجع دور المثقف الكلاسيكي في الفضاء العام، لصالح رجال الدين الذين يقدمون آراءهم على أنها إيمانيات لا تقبل الشك بها".

ورغم أن النخبة المثقفة الحديثة شكلت أهمية في لبنان وسوريا والعراق، لكنها في مصر – يواصل عبد الفتاح – شاركت أيضا مع السلطة السياسية الحاكمة في عهد محمد علي في بناء الدولة، وفي انتاج المعرفة والابداعات، وأثرت البيئة المنفتحة على عالم تلك النخب، وانتقل المثقف إلى موقع رجل الدولة والسياسي.

أما الآن فقد تراجع هذا بشكل ملحوظ ، وجرى ذلك في الوقت الذي تراجع دور الجامعة أيضا لتصبح طاردة للأستاذ المثقف النقدي.


مجتمع التغيير

انتقد الفنان عادل السيوي في مداخلته ابتعاد مثقفي اليوم عن اهدافهم النبيلة السابقة قائلا أن المث

 

 
  عادل السيوي    

قف قاد في الماضي مطالب الاستقلال عن سلطة الاستعمار، وكانت النخب حينها تملك مشروعاً فكرياً وإبداعياً متميزاً، وتأتي ثورة يوليو لتبدأ أسوأ فترات النخبة الثقافية التي كان مطلوباً منها تبرير وجود السلطة القمعية، مما أبعدها عن مجال فاعليتها الحقيقي وهو الشعب وقربها من السلطة.

 ورغم ذلك فقد كان هناك مشروعا اجتماعيا شاركت فيه النخب الثقافية وأنتجت شئ ما، أما الفترة الحالية التي تنضج فيها أزمة النخب فهي فترة انهيار تام للدولة، التي لا تملك مشروعا قوميا حقيقيا .

ومن ثم على النخب إعادة النظر في أدوارها ، وربما يساعدها على ذلك أن المجتمع كله يتوق إلى التغيير الآن فضلاُ عن أن الإبداع في مصر مستمر ولم يتوقف رغم ما نمر به من فترات عصيبة.


 

اجمالي القراءات 3350
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الجمعة ١٤ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55048]

النخب الثقافية المصرية تحتقر الجماهير .. !

معظم النخب الثقافية تحتقر الجماهير وتشارك النظام في ظلمه ..
لذلك فإن الثورة القادمة في مصر ليست ثورة نخب ـ لأن النخب لها مصالحها مع النظام ـ ولكنها ثورة المهمشين ..
وثورة المهمشين ستكون قاسية منتقمة دامية ..
فهل يقدر البرادعي على قيادة النخبة التي تتحكم في ثورة المهمشين القادمة ..؟؟

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق