بوش يروي في كتابه تفاصيل حواراته مع الزعماء العرب: مبارك أبلغنا سراً بأن صدام يمتلك أسلحة بيولوجية

اضيف الخبر في يوم الخميس ١١ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: وطن


بوش يروي في كتابه تفاصيل حواراته مع الزعماء العرب: مبارك أبلغنا سراً بأن صدام يمتلك أسلحة بيولوجية

الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي كان يصلي متضرعا قبل اتخاذ القرارات المصيرية ويتوهم بعد ذلك أنه كان يتلقى أوامر الله في أذنيه، لم يقدم في كتابه «لحظات القرار» أي اعتذار عن حروبه الحمقاء التي كلفت مئات الألوف من البشر أرواحهم وأشعلت فتنا ما تزال تستعر وتحصد أرواح آلاف آخرين. بل أعرب عن اعتقاده بأن التاريخ سينصفه بعد «عدة عقود، بعد أن تهدأ العواطف وتتضح النتائج»، وسيتم ذكره على أنه القائد الذي حول مسار التاريخ في الشرق الأوسط وأخرجه من الظلمة إلى شمس الديموقراطية والحرية. وإذا كانت من أوجه فشل فهي على أقصى تقدير «أخطاء» يتألم لها وإن كانت لا تقارن بحجم المهمة التاريخية التي أطلقها.


في كشف حساب الإنجازات الذي قدمه، زعم الرئيس الأميركي السابق أنه كان المحرك لعقد كل انتخابات شهدتها المنطقة العربية على مدى السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض، في لبنان والعراق والأردن والكويت والبحرين والأراضي الفلسطينية المحتلة ومصر والمغرب، وتقدم عدة دول خليجية منها السعودية نحو عقد انتخابات تشريعية، وتنامي الأصوات المطالبة بالديموقراطية في سوريا، وتمكين المرأة العربية من تبوّء المزيد من المناصب الرسمية، وكل تظاهرة أو احتجاج شهدته المدن العربية. وتجاهل حقيقة أن المدافعين عن الديموقراطية في تلك الدول ليسوا نبتا شيطانيا، ولم يبدأوا نضالهم يوم وصوله إلى البيت الأبيض. والأهم، هو أن كل تلك الدول التي تحدث عنها بوش بصفة «الفاتح العظيم» بقيت حالها على ما هو عليه إن لم يكن قد ازداد سوءا في ما يتعلق بالنواحي الديموقراطية، ولم تتغير بها حكومة واحدة أو نظام واحد.
قائمة الاتهام الموجهة لبوش من قبل الأميركيين أنفسهم قبل العرب والمسلمين طويلة للغاية، ولا يمكن أن يبررها تمسكه بالنوايا الحسنة ورغبته في حماية أميركا وأمن الأميركيين، أو بسيناريوهات وهمية خيالية رسمها هو في رأسه وتحديدا في ما يتعلق بنظرته للأخطار المحدقة بأميركا بعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، وهاجسه من إمكانية حصول المنظمات الإرهابية كـ«القاعدة» من أنظمة يصفها بالمارقة بداية بالطبع بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. بوش ذهب إلى تخيّل ما كان «يمكن لصدام حسين القيام به» لو كان قد استفاد من الارتفاع الكبير في أسعار النفط الذي تحقق بعد خمس سنوات من غزو واحتلال العراق!
مع الزعماء العرب
أحداث فاصلة في تاريخ المنطقة العربية تعامل معها بوش بكل سطحية ومن دون الدخول في أية تفاصيل أو الكشف عن الأسباب الحقيقية للقرارات التي اتخذها. تحدث عن عدم ثقته في الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، وكيف أنه أثار استياء قادة كثيرين أوروبيين وعرب عندما طالب بانتخاب قيادة جديدة تمثلت في الرئيس الحالي محمود عباس. وتناول بوش وفاة عرفات في كلمات قليلة فقط، ومن دون الحديث عن أية تفاصيل تتعلق بالجدل حول دور رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون وسعيه للحصول على موافقة بوش لاغتيال عرفات. كما لم يشر من قريب أو بعيد إلى خطاب الضمانات الشهير الذي قدمه لشارون الذي تحدث عنه بحب بالغ والذي أكد له الحق في الاحتفاظ بالمستوطنات المأهولة في الضفة الغربية وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين. وكان هذا الخطاب قد أغضب كثيرا الرئيس المصري حسني مبارك حيث إن بوش قدمه لشارون بعد يوم واحد فقط من لقاء بين الرئيسين في مزرعة بوش في العام 2004، وقاطع مبارك زيارة واشنطن منذ ذلك الحين واعتبر أنه تعرض لخديعة.
لكن بوش، وفي معرض ما ساقه من دلائل للتأكيد على سيل المعلومات التي تلقاها حول مخزون صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل، قال إن «الرئيس المصري حسني مبارك أطلع الجنرال تومي فرانكس على أن العراق لديه أسلحة بيولوجية وأنه سيقوم باستخدامها ضد قواتنا بكل تأكيد (قبل غزو العام 2003). ورفض مبارك التصريح بذلك الاتهام علنا خشية إثارة الشارع العربي. ولكن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها من قائد في منطقة الشرق الأوسط يعرف صدام جيدا كان لها تأثير على تفكيري. وكما كانت هناك مخاطر ترتبط بالقيام بتحرك، فإن عدم القيام بتحرك كان أيضا ينطوي على مخاطر: فامتلاك صدام لأسلحة بيولوجية كان يمثل تهديدا خطيرا لنا جميعا».
الملك السعودي عبد الله
كما أنه من اللافت في كتاب بوش غياب الحديث عن ادوار قادة عرب مقربين من الإدارة الأميركية، وتمت الإشارة لهم بشكل عابر فقط. ولعل من أطرف القصص التي أوردها الرئيس الأميركي في كتابه هي حكاية «الديك الرومي» (داندي) ودوره غير المفهوم في تهدئة الخواطر بينه وبين الملك السعودي الملك عبد الله الذي كان وقتها وليا للعهد.
«متى سيغادر ذلك الخنزير رام الله؟» هكذا كانت بداية رواية بوش للقاء الشهير الذي جمعه مع عبد الله في مزرعته الخاصة في كروفورد في تكساس يوم 25 نيسان 2002 وذلك بعد نحو ثلاثة اسابيع من قيام شارون باجتياح الضفة الغربية وحصار عرفات. ويقول بوش:
«إنه منذ لقاء الرئيس (الأميركي الأسبق) فرانكلين روزفلت مع مؤسس السعودية الملك عبد العزيز على متن الناقلة الأميركية كوينسي في العام 1945، وعلاقة أميركا مع المملكة من إحدى أكثر العلاقات أهمية. فالدولة العربية السنية تجلس فوق خمس نفط العالم ولديها تأثير ضخم على المسلمين بصفتها حامية المساجد المقدسة في مكة والمدينة.
وكنت قد دعوت الأمير عبد الله (كان الملك الراحل فهد ما زال على قيد الحياة في ذلك الوقت وإن كان الملك الحالي عبد الله هو الذي يتولى السلطة فعليا منذ العام 2005 بعد اصابة الملك فهد بمرض عضال) أحد الأبناء الستة والثلاثين لعبد العزيز، إلى مزرعتنا في كروفورد كوسيلة لتقوية علاقتنا الشخصية. وتمهيدا للقمة العربية في بيروت في آذار 2002، أظهر الأمير دورا قياديا قويا بإعلانه خطة جديدة للسلام. ووفقا لرؤيته، تقوم اسرائيل بإعادة الأراضي للفلسطينيين، الذين سيقومون بإنشاء دولة مستقلة ترفض الإرهاب وتقر بحق اسرائيل في الوجود. وكان هناك الكثير من التفاصيل التي لا بد من التفاوض حولها، ولكن كان يمكن لي تأييد الفكرة».
وبعد الإشارة إلى ان اجتياح شارون للضفة وتأجيل النظر في مبادرة السلام العربية، قال بوش إن الملك عبد الله وصل إلى مزرعته «غاضبا من العنف، ومستشيطا من شارون، وبعد ذلك بوقت قصير علمت أنه محبط مني أيضا. والملك عبد الله هو رجل محترم ومتواضع وخجول غالبا. وخلال ثماني سنوات، لم أره مطلقا من دون لباسه التقليدي. وبعد نقاش قصير، طلب مني عبد الله ان نجلس على انفراد مع وزير خارجيته وسفيره. وبعد دقائق قليلة، جاءني مترجم وزارة الخارجية جمال هلال وعلى وجهه علامات الصدمة وقال: سيادة الرئيس أعتقد ان السعوديين يستعدون للرحيل. وكنت مندهشا. فقد اعتقدت ان الاجتماع كان يسير على ما يرام. ولكن جمال شرح لي أن السعوديين توقعوا مني أن أقنع شارون بالانسحاب من الضفة الغربية قبل وصول الأمير. وكانوا الآن يصرون على أن أقوم بالاتصال بشارون على الفور. ولم أكن سأقوم بإدارة الدبلوماسية بهذه الطريقة. وقمت بإرسال وزير الخارجية كولن باول إلى غرفة المعيشة لتقصي ما يجري. وعاد ليؤكد لي أن ضيوفنا يتوجهون نحو الباب. وكانت علاقة أميركا المحورية مع السعودية على وشك أن تتعرض لضرر كبير. وتوجهت نحو غرفة المعيشة بصحبة جمال وطلبت الحديث لدقيقة منفردا مع الأمير. وكنت قد قرأت أمرين مثيرين يتعلقان به في أحد التقارير التي اطلعت عليها قبل لقائه. والأول هو أنه كان رجلا متدينا ومؤمنا بإخلاص. والثاني أنه كان يحب مزرعته.
وقلت له «يا جلالة الملك، أود أن أناقش الدين معك». وتحدثت معه عن إيماني بالمسيحية والدور الذي لعبه الدين في حياتي. وكنت آمل أن يرد بشكل مماثل بالحديث عن دينه. ولكنه لم يكن في مزاج يسمح له بالاشتراك في الحوار. وفي محاولة أخيرة، قلت له «قبل أن ترحل، هل تسمح لي أن أطلعك على مزرعتي؟» وهز رأسه بالإيجاب. وبعد دقائق، كان الأمير بردائه الواسع وأشياء أخرى يقفز لركوب سيارة فورد نقل اف ـ 250. وبعد ذلك قمت أنا وهو جمال بجولة في المزرعة. وقمت بالإشارة للأنواع المختلفة من الأشجار، وما قامت لورا زوجتي بزراعته، والأبقار التي ترعى.
وبعد ذلك وصلنا إلى مكان منعزل من المزرعة. وكان هناك ديك رومي يقف بمفرده على الطريق. وأوقفت العربة، وبقي الطائر ساكنا. وسأل الأمير، «ما هذا؟» فأجبته هذا ديك رومي، وأضفت «إن الرئيس بنجامين فرانكلين كان يحب الديك الرومي لدرجة أنه كان يريد أن يجعله طائر أميركا القومي.» فجأة شعرت بيد الأمير تمسك بذراعي. وقال «يا أخي، هذه علامة من الله. هذا فأل حسن». ولم أفهم أبدا مدى أهمية الطائر، ولكنني شعرت بأن التوتر بدأ فجأة في الذوبان. وعندما عدنا للمنزل، اندهش المساعدون عندما سمعونا نقول إننا على استعداد لتناول طعام الغداء. وفي اليوم التالي، تلقيت مكالمة من والدتي ووالدي. وأخطراني بأن الأمير توقف لزيارتهم في هيوستون. وقالت لي أمي إن الدموع كانت بادية في عينيه هو يحكي عن الوقت الذي قضاه في كروفورد، وعما يمكن أن نحققه سويا. وطوال الفترة المتبقية من رئاستي، فإن علاقتي مع الأمير، الذي اصبح ملكا بعد ذلك بوقت قصير، كانت قريبة للغاية. ولم أكن قد رأيت ديكا روميا في ذلك الجانب من المزرعة من قبل، ولم أر واحدا منذ ذلك الحين».!
كما تناول بوش في كتابه لقاء ثانيا جمعه مع الملك السعودي في كانون الثاني 2008 وذلك بعد شهرين من إصدار أجهزة الاستخبارات الأميركية تقييمها المشترك بشأن قدرات إيران النووية، والذي أدهش العالم عندما خلص إلى أن إيران أوقفت برنامجا سريا لانتاج الأسلحة النووية في العام 2003. والأهم أن التقرير سحب البساط من تحت أقدام أي أطراف كانت تضغط على الرئيس بوش للقيام بعمل عسكري ضد إيران، وكتب بوش:
«في مطلع العام 2008 قمت برحلة للشرق الأوسط حيث حاولت إقناع القادة هناك بأننا ما زلنا ملتزمين بالتعامل مع إيران. ووجدت اسرائيل وحلفاؤنا العرب أنفسهم في لحظة نادرة من الوحدة. فلقد كان كلاهما قلقا للغاية من إيران وغاضبا للغاية من التقييم المشترك الذي أصدرته أجهزة الاستخبارات القومية. وفي السعودية التقيت بالملك عبد الله وأعضاء من السديرية السبعة، الإخوة الأشقاء للملك الراحل فهد. وسألت «جلالتك، هل تسمح لي بافتتاح الاجتماع. أنا على ثقة من أن كل فرد منكم يعتقد أنني كتبت تقييم أجهزة الاستخبارات كوسيلة لتجنب القيام بعمل ضد إيران». ولم ينطق أحد بكلمة. فالسعوديون كانوا مهذبين للغاية لكي يعبروا عن شكوكهم بصوت عال. وقلت لهم «يجب أن تفهموا نظامنا. تقييم أجهزة الاستخبارات صدر بشكل مستقل من الأجهزة. وأنا غاضب من ذلك التقييم تماما مثلكم».
وأضاف بوش أن تقييم أجهزة الاستخبارات الأميركية «لم يهدد فقط الجهود الدبلوماسية، ولكنه كذلك قيد يديّ في ما يتعلق بالجانب العسكري. وهناك العديد من الأسباب التي دفعتني للقلق من القيام بضربة عسكرية ضد إيران، بما في ذلك مدى الشكوك في مدى فعاليتها، والمشاكل الكبيرة التي ستخلقها بالنسبة لديموقراطية العراق الهشة الناشئة. ولكن بعد صدور تقييم أجهزة الاستخبارات، كيف يمكن لي أن أبرر استخدام القوة العسكرية لتدمير منشآت نووية لبلد تقول أجهزة الاستخبارات إنه لا يوجد لديه برنامج نشط لانتاج السلاح النووي؟ ولا أعلم لماذا تمت كتابة التقييم بهذه الطريقة. وتساءلت عما إذا كانت أجهزة الاستخبارات تحاول جاهدة تجنب تكرار أخطاء العراق إلى درجة أنهم قللوا من حجم التهديد الذي تمثله إيران. وكنت آمل بالتأكيد أن محللي الاستخبارات لم يكونوا يحاولون التأثير على صنع السياسة. ومهما كان التفسير، فإن التقييم المشترك للأجهزة كان له تأثير كبير، ولم يكن تأثيرا جيدا».
محمود عباس
أول إشارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في كتاب بوش كانت في إطار تناوله لإعلانه خريطة الطريق بعد انتهاء غزو العراق في صيف العام 2003. وكان بوش قد توجه في شهر حزيران 2003 إلى شرم الشيخ للقاء «مجموعة من الزعماء العرب لتأكيد التزامي بالسلام وحثهم على المشاركة في المسيرة»، وتوجه بعد ذلك إلى العقبة للقاء مصغر جمعه مع عباس وشارون والملك الأردني عبد الله. والذي كان غريبا للغاية أن بوش لم يأت على ذكر تفاصيل لقاءات جرت بينهما على رغم ما يتميز به الأردن من علاقات متينة مع الولايات المتحدة، سواء من النواحي السياسية او الاستخباراتية. واكتفى بوش بالقول إن الفلسطينيين كانوا قد «اتخذوا خطوة مهمة بانتخابهم رئيس وزراء لتمثيلهم في القمة وهو محمود عباس. وكان عباس رجلا ودودا وبدا أنه يريد بالفعل تحقيق السلام. وكان غير واثق من نفسه بعض الشيء، جزئيا لأنه لم يكن قد تم انتخابه وأيضا لأنه كان يحاول الخروج من ظل عرفات. وهو قال إنه على استعداد لمواجهة الإرهابيين. ولكن قبل أن يتمكن من ترجمة أقواله إلى افعال، فإنه بحاجة إلى المال وقوات أمنية يمكن الاعتماد عليها. وبعد الاجتماعات الرسمية، دعوت شارون وعباس إلى المشي سويا. وقلت لهم إن أمامنا فرصة تاريخية لتحقيق السلام. وأوضح شارون أنه تخلى عن فكرة إسرائيل الكبرى، وكان هذا اختراقا ضخما. كما أعلن عباس عن ضرورة انتهاء الانتفاضة واللجوء للوسائل السلمية لانهاء الاحتلال. الطريق كان ما يزال طويلا، ولكنها كانت لحظة تبعث على الأمل في الشرق الأوسط».
كما دافع بوش عن قراره السماح بالمضي قدما في الانتخابات الفلسطينية في كانون الثاني 2006 والتي انتهت بفوز «حماس»، على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية. وقال «من غير الممكن أن تكون أميركا في موقع دعم الانتخابات فقط عندما ترضى عن النتيجة المتوقعة». وأضاف أن «البعض فسر فوز حماس على أنه نكسة لجهود السلام، ولكنني لم أكن متأكد تماما من ذلك. فحماس خاضت الانتخابات على خلفية إنشاء حكومة نظيفة وتقديم خدمات عامة فعالة، وليس الحرب ضد اسرائيل».
وتناول كذلك علاقة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت مع عباس، وكيف أنهما تمكنا سريعا من إقامة علاقة عمل والتوصل لاتفاقات بشأن ازالة نقاط تفتيش وإطلاق سراح سجناء. ولكنه اتهم سوريا وإيران بدعم حماس للقيام بانقلابها في غزة وأشار إلى واقعة قيام مسلحيها الملثمين «بإلقاء قادة حركة فتح من فوق أسطح المباني، واستهدفوا الأعضاء المعتدلين من الجناح السياسي لحركة حماس». ونقل بوش عن عباس قوله له عبر الهاتف: «هذا انقلاب ضد الديموقراطية نفسها. إن سوريا وإيران تحاولان إشعال الشرق الأوسط».
وتناول بوش بعد ذلك سياسته القائمة على تحسين أحوال الضفة الغربية تحت قيادة عباس مقابل «دعم الحصار البحري الإسرائيلي على غزة. كنا نريد أن يرى سكان غزة التناقض الكبير بين ظروف معيشتهم تحت قيادة حماس وتلك القائمة تحت قيادة قائد ديموقراطي، عباس. وكنت واثقا أنهم مع الوقت، سيطالبون بالتغيير».
وبعد تناول الجهود التي بذلها لعقد مؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني 2007، وبدء المفاوضات المباشرة بين اولمرت وعباس عبر قناة خاصة رعتها وزيرة الخارجية في ذلك الوقت كوندليسا رايس، قال بوش إن أولمرت قدم عرضا سريا لعباس تتم بمقتضاه «اعادة غالبية اراضي الضفة وغزة للفلسطينيين والموافقة على بناء نفق يربط بينهما، والسماح لعدد محدود من اللاجئين بالعودة واعتبار القدس عاصمة مشتركة لكل من فلسطين وإسرائيل ووضع الأماكن المقدسة تحت اشراف لجنة من الحكماء من غير ذوي الصلة بالسياسة» وأضاف ان اولمرت كان من المفترض أن يقدم ذلك العرض في لقاء مع بوش في واشنطن كـ«وديعة» ويعلن عباس أن الخطة تتفق مع مصالح الفلسطينيين. وبعد ذلك، يقوم بوش بدعوة الطرفين لإنهاء الاتفاق.
ولكن بالطبع واجه اولمرت الدعاوى القضائية بعد اتهامه بالفساد وخرج من الحكومة، وذهبت عروضه وودائعه في مهب الريح، تماما كما عروض وودائع عديدة سابقة. وبعدما رأى بوش أنه جهد رائع بذله في هذا الصدد، يختتم بالقول إن تحقيق رؤيته «يتطلب قيادة شجاعة من كلا الطرفين ومن الولايات المتحدة». تمخض الجبل فولد فأرا!
معمر القذافي
تناول بوش علاقة الولايات المتحدة بليبيا والعقيد معمر القذافي بشكل مختصر في كتابه، وركز بشكل أساسي على قرار ليبيا التخلي عن أسلحتها النووية واعتبار ذلك احد النتائج الإيجابية لحربه على العراق. وقال إنه «بعد ستة أيام فقط من الإمساك بصدام حسين، قام العقيد الليبي معمر القذافي، وهو عدو للولايات المتحدة منذ فترة طويلة ورئيس لدولة ترعى الإرهاب، بالاعتراف علنا بأنه كان يطور أسلحة كيميائية ونووية. وتعهد بتفكيك برامج أسلحة الدمار الشامل وكذلك الصورايخ المرتبطة بها وفقا لنظام صارم يقوم على التحقق الدولي. ومن المحتمل أن يكون التوقيت مجرد مصادفة. ولكنني لا أعتقد ذلك». 

اجمالي القراءات 3771
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الجمعة ١٢ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[52717]

هم مشاركون في ما فعله بوش من اخطاء ..

 القادة العرب هم مشاركون لبوض في خطاه وتحمله مقتل الآف العراقيين .. من أول صدام حسين إلى حسني مبارك .. مرورا بدول الخليجفكلهم يتحمل مع بوش دفع هذه الفاتورة .. ولا أتعجب من هذا المقطع الذي يذكر ان حسني مبارك كان له دور سري في هذه الحرب وذلك لأنه في النهاية يمشي في دائرة السعوديين ويعمل ما يريدونه .. 
«الرئيس المصري حسني مبارك أطلع الجنرال تومي فرانكس على أن العراق لديه أسلحة بيولوجية وأنه سيقوم باستخدامها ضد قواتنا بكل تأكيد (قبل غزو العام 2003). ورفض مبارك التصريح بذلك الاتهام علنا خشية إثارة الشارع العربي. ولكن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها من قائد في منطقة الشرق الأوسط يعرف صدام جيدا كان لها تأثير على تفكيري. وكما كانت هناك مخاطر ترتبط بالقيام بتحرك، فإن عدم القيام بتحرك كان أيضا ينطوي على مخاطر: فامتلاك صدام لأسلحة بيولوجية كان يمثل تهديدا خطيرا لنا جميعا».
فلو كان بوش كاذبا فعلى الرئيس مبارك أن يكذبه فيما قال .. وأن يكذب الجنرال تومي فرانكس ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق