اللعب على فزاعة الغرب -غالي لـ"الواشنطن بوست" : بديل "الوطني" هو "التطرف".. وتخيلوا للحظة مصر في يد

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٥ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


اللعب على فزاعة الغرب -غالي لـ"الواشنطن بوست" : بديل "الوطني" هو "التطرف".. وتخيلوا للحظة مصر في يد

 

غالي لـ"الواشنطن بوست" : بديل "الوطني" هو "التطرف".. وتخيلوا للحظة مصر في يد الأصوليين المتطرفين الذين يتحالفون مع الأنظمة المارقة
كتبت رضوى جمال(المصريون)   |  05-11-2010 21:57
مقالات متعلقة :


قال وزير المالية المصري يوسف بطرس غالي في مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست بأن مستقبل مصر السياسي أصبح يلقى اهتماماً كبيراً في واشنطن مع اقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية، مشيراً إلى انتقاد خبراء السياسة للحكومة المصرية قائلين بأن مصر تعاني من حالة ركود و أن الحكومة تقاوم التغيير، و أضاف: "أولئك الذين يعملون في الحكومة المصرية يعتقدون أن أكثر ما يهم المواطنيين المصريين العاديين هو مستوى معيشتهم، و في هذا الصدد، فإن البلاد تمر بمرحلة تحول مثيرة للدهشة".

و استعرض غالي في الصحيفة ما اعتبره علامات التطور الإقتصادي في مصر، قائلاً بأنه منذ ان قامت الحكومة بإطلاق مشروع الإصلاح الإقتصادي منذ خمس سنوات تم توفير حوالي أربعة ملايين وظيفة، و أضاف أنه بحسب مقاييس الأمم المتحدة فإن مؤشر التنمية البشرية في مصر هو العاشر في قائمة أسرع معدلات التنمية في العالم و تقريباً ضعف متوسط المعدل العالمي. و تابع قائلاً بأن البنك الدولي وضع مصر على رأس قائمة دول الشرق الأوسط من حيث الإصلاح الإقتصادي على مدي الثلاث سنوات الماضية، مضيفاً بأن هذه العلامات لا تدل على أي ركود.

و يرى غالي بأن النمو الإقتصادي قد ساعد على جعل المجتمع المدني المصري الأكثر ديناميكية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القنوات الفضائية المستقلة تصل إلى نحو 70 بالمائة من السكان، و ان هناك أكثر من 500 منشور صحفي مستقل و ما يزيد عن 160 ألف مدون في مصر، و أضاف بأن عدد الصحف اليومية المعارضة في مصر يزيد عن عددها في أي دولة أخرى في الشرق الأوسط. و مضى قائلاً بأن هناك حرية في مجال الإنترنت في مصر و أنه لا توجد قيود على نتائج محركات البحث مثل جوجل، و أشار إلى أن النساء يشغلن 23 بالمائة من المناصب العامة و أنه سيتم تخصيص ما لا يقل عن 12 بالمائة من مقاعد البرلمان في الإنتخابات القادمة للنساء.

و تابع قائلاً بأن مصر الآن تختلف عما كانت عليه منذ خمس سنوات من كل النواحي، مستطرداً بأن مجتمع السياسة في واشنطن لا يعكس ذلك. ودافع غالي عن الحكومة المصرية قائلاً أن المراقبين الغربيين يشيرون دائماً إلى عيوب النظام السياسي في مصر، و التي قال بأن النظام يعترف بها و يناقشها بشكل علني. و اعتبر غالي حقيقة أن المصريين يجرون مناقشات مفتوحة حول الإنتخابات القادمة، و أداء الحكومة، و الفقر، بل و حتى الرئيس نفسه هي دليل صحة البيئة السياسية في مصر.

و فيما يتعلق بانتقال السلطة قال غالي: "إن الدستور المصري يحدد إطار دقيق للإنتخابات الرئاسية، و التي هي مفتوحة أمام أي حزب سياسي لديه ما لا يقل عن مقعد واحد في البرلمان" و أضاف بأن مصر لم تواجه أبداً في تاريخها الحديث أي أزمة تتعلق بانتقال السلطة. و قال أن الحكومة تدرك بأن مصر لا يزال أمامها طريقاً طويلاً، و أن الكثير من الناس لا يزالون يعيشون في فقر، و قليلون فقط هم من يحصلون على تعليم مناسب، إلا أنه لا شك بأن مصر تقف عند نقطة تحول نحو المزيد من الرخاء، على حد قوله.

و اعتبر غالي أن التحدي الأساسي أما الحكومة المصرية هو مواصلة اصلاحاتها الإقتصادية في الوقت الذي تنفتح فيه مصر سياسياً، مشيراً انه لهذا السبب فإن الإنتخابات البرلمانية التي سيتم عقدها هذا الشهر و الإنتخابات الرئاسية القادمة ستكون حاسمة. و أضاف قائلاً: "سيسعى الحزب الوطني – والذي أنتمي له - إلى ولاية متجدده من أجل التغيير من خلال هذه الإنتخابات. و نحن نعتقد أننا الحزب الوحيد الذي يمتلك الرؤية و السجل الحافل لتحقيق الازدهار و النمو المستمر لمصر"، على حد زعمه.

و حذر غالي من خلال مقاله من أن البديل الرئيسي لرؤية الحزب الوطني يقدمه أشخاص و صفهم بأنهم "أولئك الذين سيقودون البلاد بعيداً على الليبرالية الإقتصادية، و التسامح الديني، و التقدم الإجتماعي نحو مزيد من التطرف" مما سيؤدي في النهاية إلى خلق دولة دينية في البلاد التي طالما احتضنت التنوع، على حد تعبيره. و تابع قائلاً: "تخيلوا للحظة مصر في يد الأصوليين المتطرفين، الذين يثيرون عدم الإستقرار و يتحالفون مع الأنظمة المارقة".

و تابع غالي مقاله قائلاً بأنه بصفته عضواً في المجتمع المسيحي المصري – و الذي اعتبره الأكبر في الشرق الأوسط – يدرك جيداً مخاطر التعصب الديني، وبصفته وزيراً للمالية يدرك حتمية التغيير في مواجهة المصالح الراسخة، و بصفته عضواً منتخباً في البرلمان أصبح يدرك بأن التغيير لا يمكن أن يتحقق بدون الدعم السياسي النابع من الداخل.

و أضاف: "رؤيتنا لمصر هي دولة مدنية حديثة تقوم على المساواة و التسامح الديني و اقتصاد السوق الحرة، و أن الإزدهار و التعليم الأفضل يمثلان محركاً للتغيير السياسي السلمي و الذي نأمل أن يقوم بدوره بإحياء نظام التعددية الحزبية و التي ذبل للأسف نوعاً ما في السنوات الأخيرة". و اعتبر غالي أن الخيار لا يجب أن يكون بين الحزب الوطني و من وصفهم بـ"الأصوليين"، و أنه ينبغي أن يكون هناك مجال للبدائل العلمانية النابضة بالحياة.

و أشار غالي إلى أن المساعدات الأمريكية على مدى الثلاثين عاما الماضية لعبت دوراً حيوياً في بناء إقتصاد السوق الحرة، و انه مع نمو الاقتصاد المصري تحولت علاقة مصر بالولايات المتحدة من واحده تقوم على أساس المساعدات الإقتصادية إلى أخرى تقوم على التجارة و الإستثمار، على حد قوله.

و اختتم غالي مقاله في الصحيفة الأمريكية قائلاً بأن مصر هي الدولة الأكبر في المنطقة العربية و أنها طالما لعبت دوراً رائداً في المنطقة، و أن تحويل الإقتصاد المصري سيولد الإزدهار و الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة العربية و يشكل حصناً ضد التطرف، و أخيراً أن تحقيق التقدم الإقتصادي و الاستقرار السياسي في مصر من شأنه تحسين أمن أمريكا و وضع الأسس لشرق أوسط مزدهر و مستقر.
اجمالي القراءات 2971
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق