القس جونز: لن أحرق القرآن طالما تراجعوا عن مسجد غراوند زيرو

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٩ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


القس جونز: لن أحرق القرآن طالما تراجعوا عن مسجد غراوند زيرو

أعفى القس تيري جوزنز القرآن من النار بعد أن توصل مساء الخميس الى اتفاق بنقل مكان بناء مسجد بالقرب من مركز التجارة العالمي في نيويورك. وكانت الدعوة التي اطلقها جوزنز باحراق مصاحف يوم السبت في ذكرى اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001  اثارت ردود فعل منددة حول العالم.

مقالات متعلقة :

 تراجع القس تيري جونز عن الدعوة التي اطلقها لإحراق مصاحف يوم السبت المقبل. وقال جونز مساء الخميس انه الغى مشروع إحراق نسخ من القرآن، مؤكدا انه حصل في المقابل على وعد بنقل مكان بناء مسجد بالقرب من مركز التجارة العالمي في نيويورك. واعلن جونز رئيس كنيسة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" الذي كان يعتزم احراق 200 نسخة من القرآن السبت في ذكرى اعتداءات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001 في غينسفيل (جنوب شرق الولايات المتحدة) "لقد وافقنا على الغاء الحدث الذي كنا نعتزم تنظيمه السبت".

لكن القس الاميركي هدد بـ"الرجوع" عن قراره وقال  بعد ساعات على اعلانه الغاء مشروع احراق نسخ من القرآن السبت في ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر "قد نكون مرغمين على مراجعة قرارنا".

وكان القس جونز يتحدث بعد لقاء مع امام فلوريدا محمد المصري الذي اعلن انه سيرافق القس الى نيويورك السبت بعد ان قام بدور الوسيط بين القس وبين الامام فيصل عبد الرؤوف في مانهاتن الذي يقف وراء المشروع.

واعلن المصري انه اتصل صباح الخميس بامام نيويورك "للبحث والتوصل الى قرار بالنسبة الى نقل مكان المسجد".

واعلن الامام المصري "احرص على شكر القس جونز على شجاعته (..) ولانه اخذ في الاعتبار امن قواتنا في العالم اجمع".

لكن منظمي مشروع بناء المسجد نفوا اي مساومة مع القس.

واعلنت ديزي خان احدى منظمات مشروع المسجد "لسنا على علم باي شيء". واضافت ان اي تغيير في المشروع لم يتقرر.

وبعد ان علم بالنفي، قال القس جونز "اننا نعلق الاشياء في الوقت الراهن لاننا فعلا محبطون ومصدومون واذا كان موقف الامام رؤوف صحيحا فيكون المصري قد كذب علينا بكل وضوح".

واضاف "قد نضطر الى مراجعة قرارنا لاننا الغينا مشروع حرق نسخ من القرآن استنادا الى ما قاله لنا. والان، افهم انه يؤكدد (المصري) انه لم يقل هذا الامر ابدا".

وكانت الدعوة التي اطلقها جونز أثارت موجة إدانات واسعة النطاق في الولايات المتحدة والفاتيكان والعالم الإسلامي ودول أخرى في العالم. وفي ما يلي ابرز المواقف التي سجلت ضد الدعوة التي اطلقها جونز وذلك قبل ان يتراجع عنها.

الانتربول تحذر من "هجمات عنيفة" محتملة في حال احراق مصاحف

وجهت الشرطة الدولية (انتربول) الخميس "تحذيرا شاملا" الى الدول ال188 الاعضاء فيها تنبه فيه الى "تصاعد احتمال وقوع هجمات عنيفة" على خلفية مشروع إحراق مصاحف. وقالت المنظمة التي مقرها في مدينة ليون (وسط شرق) في بيان ان "الانتربول وجهت اليوم تحذيرا شاملا الى الدول ال188 الاعضاء فيها، بناء على طلب وزير الداخلية الباكستاني (...) بسبب تصاعد احتمال وقوع هجمات عنيفة تستهدف ابرياء في حال تنفيذ مشروع لاحراق مصاحف من جانب قس في الولايات المتحدة".

الازهر يحذر من "كارثة على العلاقات الانسانية"

جدد جامع الازهر في بيان له الخميس تنديده باعتزام حرق مصاحف محذرا من حدوث "كارثة على العلاقات الانسانية". وشدد الازهر اعلى مؤسسة للاسلام السني في العالم، في بيانه الذي اوردته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية "على ان المسلمين لن يقبلوا اي اساءة للمصحف الشريف". وحذر البيان "من العواقب الخطيرة لهذا العمل والذي سيشكل كارثة على العلاقات الانسانية والتعايش والسلام بين البشر وسيثير مشاعر غاضبة في العالم الاسلامي".

واعتبر الازهر ان "هذه الدعوة تصدر عن تعصب مقيت وجهل بالاسلام وقيمه بل انها دعوة للحض على الكراهية وازدراء الاديان ورفض الاخر ومحاولة مشبوهة للاساءة للمسلمين في اعز مقدساتهم" بهدف "اثارة الكراهية والتفرقة العنصرية والتمييز بين الاميركيين من مسلمين وغير مسلمين".

نتانياهو يرفض الدعوة إلى إحراق مصاحف

ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس التداعيات التي قد تنتج من دعوة مجموعة مسيحية اميركية متطرفة الى احراق نسخ من القرآن. وافاد بيان لمكتب نتانياهو ان رئيس الوزراء دعا الى "عدم تنفيذ هذه الاعمال غير المسؤولة" مشددا على انها "تنسف التسامح الديني والسلام". واضاف المصدر نفسه ان رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني محمود عباس تبادلا في اتصال هاتفي التهاني بحلول راس السنة اليهودية وعيد الفطر.

القس الاميركي قد يتراجع عن حرق مصاحف في حال طلبت السلطات

قال القس تيري جونز في مقابلة صحافية الخميس ان السلطات الاميركية لم تتصل به بهذا الشان ملمحا الى انه قد يغير خططه لو فعلت. وقال المسؤول عن كنيسة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" البروتستانتية في مقابلة مع صحيفة يو اس توداي بشأن اتصال السلطات بهم "سيجعلنا ذلك نفكر بوضوح وهذا ما نقوم به حاليا. ولا اعتقد انه يمكننا تجاهل مثل هذا النداء" موضحا انه لم يتم الاتصال به من قبل البيت الابيض او وزارة الخارجية ولا وزارة الدفاع. وقال وايني ساب مساعد القس من جهته ان رعية الكنيسة البالغ عددهم نحو خمسين "لا يزالون يصلون بهذا الشأن" مشيرا الى ان مجموعته لا تستبعد ان تتراجع عن خطوتها.

متكي يتهم إسرائيل  بالوقوف وراء مشروع حرق المصاحف

ودان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي مشروع احراق مصاحف، متهما "الصهاينة" بالوقوف وراء هذا الامر، وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وذكرت الوكالة ان متكي "دان المشروع المقيت لقس اميركي لاهانة اعز مقدسات المسلمين"، مؤكدا ان اعمالا مماثلة ستؤدي الى "رد فعل لدى المسلمين في العالم اجمع ولدى معتنقي الديانات الاخرى".

واعتبر الوزير الايراني ان هذا المشروع "يقف وراءه النظام الصهيوني بعد اخفاقاته حيال المسلمين والعالم الاسلامي". وطلب متكي ايضا من "المسؤولين الاميركيين التحرك دفاعا عن الحقوق الاساسية للمسلمين الاميركيين".

حرق القرآن : علماء المغرب يقولون انها "بادرة معزولة"

قال ممثل لعلماء المغرب الخميس إن "قرار متطرفين مسيحيين في الولايات المتحدة حرق مصاحف مبادرة معزولة وغريبة عن قيم الدين المسيحي (..) لن تنال من الاسلام". وشدد احمد العبادي رئيس الرابطة المحمدية لعلماء المغرب (الممثل الرسمي للمشايخ وعلماء الدين) في تصريح لصحيفة اخبار اليوم المغربية "انها مبادرة معزولة غريبة عن قيم الدين المسيحي". واضاف عبادي "ان هذه المبادرة لن تنال من الاسلام ومن المسلمين. بل على العكس ستظهر الطبيعة الحقيقية والوزن الحقيقي لمن يقفون وراءها".

أوباما يندد بعزم كنيسة على احراق مصاحف ويعتبره "خطة مدمرة"

بدوره، ندد الرئيس الاميركي باراك أوباما الخميس بعزم كنيسة صغيرة في فلوريدا على احراق مصاحف معتبرا هذه الخطة "مدمرة وخطيرة" وقد تثير موجة عنف. وقال أوباما في مقابلة مع شبكة "اي بي سي" انها "مبادرة مدمرة وتناقض بشكل كامل قيم اميركا". وأضاف أوباما "بصفتي قائدا اعلى للقوات المسلحة الاميركية ارغب في القول (للقس جونز) ان هذه الخطة التي يتحدث عنها تعرض فعلا للخطر شباننا ونساءنا الذين يؤدون الخدمة العسكرية في العراق وافغانستان". وقال "ان ذلك سيؤدي الى تجنيد اعداد كبرى لحساب شبكة القاعدة". وحذر الرئيس الاميركي ايضا من انه "قد تحصل اعمال عنف خطيرة في اماكن مثل باكستان او افغانستان. ذلك سيؤدي الى تكثيف تجنيد اشخاص مستعدين لتفجير انفسهم في مدن اميركية او اوروبية".

رسام الكاريكاتير الدنماركي فسترغارد يعارض احراق المصحف

وأدان رسام الكاريكاتير الدنمارك كورت فسترغارد الذي يهدده مسلمون متطرفون بالموت لنشره رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد، خطة مجموعة مسيحية اصولية صغيرة احراق مصاحف. وقال فسترغارد في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" نشرت الخميس ان "الاستفزاز يجب ان يدفع الناس الى التفكير وتوضيح الامور وصحوة ضمير والامر ليس كذلك هنا".

ومنح فسترغارد مساء الاربعاء جائزة مخصصة لحرية الصحافة وتلقى دعم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. لكن رسام الكاريكاتير ليس نادما على رسوماته. وقال "لا شىء يسير بشكل جيد بدون حرية التعبير"، مؤكدا ان "السخرية استفزازية دائما".

وخلال حفل تسليم الجائزة، اشادت ميركل بالرسام واعتبرت خطة احراق المصحف "شنيعة" و"مجرد خطأ". ويخضع فسترغارد (75 عاما) لحماية الشرطة منذ التظاهرات الكبيرة والتهديدات بقتله في عدد من الدول الاسلامية التي تلت نشر الرسوم الكاريكاتورية في صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية في ايلول/سبتمبر 2005.

وقال فسترغارد "انهم يقتلون باسم محمد والامر يتعلق بذلك في رسمي"، مؤكدا ان هذا الرسم الذي يظهر فيه النبي محمد وهو يضع عمامة على شكل قنبلة ليس سوى "محرضا في عملية تاريخية". واضاف "لو لم يكن ذلك رسمي لكان كتاب او فيلم اثار انفجار" العنف والكراهية هذا. وتابع "في الكتاب المقدس كتب ان الله خلق الانسان على صورته. قد يكون الامر عكس ذلك والانسان هو الذي جعل الله على شكله".

توني بلير يشجع على قراءة القرآن بدلا من حرقه

كما ندد رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير بشدة  بعزم الكنيسة على احراق مصاحف، مشيرا الى انه يحث الناس على قراءة القرآن بدلا من حرقه. وجاء في بيان لبلير ممثل اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط "بدلا من احراق القرآن فاني اشجع الناس على قراءته". واضاف "ادين حرق القرآن. هذا تقليل احترام وشرير وسيكون موضع ادانة واسعة من الشعوب والمتدينين وغيرهم". وتابع البيان "بوصفي مسيحيا فاني انضم الى الرجال والمؤمنين وغير المؤمنين الذين يطلبون من القس تيري جونيس الغاء تظاهرته".

منظمة اسلامية اميركية تدعو للتهدئة

بدورها، دعت إحدى أكبر الجمعيات الاسلامية الاميركية المسلمين الاميركيين الى التعاطي بهدوء مع دعوات القس الاميركي تيري جونز. وقال نهاد عوض المسؤول في مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية ان هذه الدعوة تأتي من حركة دينية "صغيرة ومفلسة". واضاف "نحن معشر المسلمين علينا ان نكون صبورين جدا وان نغض الطرف عن اناس جهلة وعن التصريحات الفارغة". وتابع "ان رسالتنا الاسلامية هي افضل وسيلة للدفاع عن القرآن وهي تدعونا لان نكون صبورين وعلى درجة عالية من التسامح في مواجهة الجهلة".

واوضح ان المجلس الذي ينتمي اليه ينوي توزيع 200 الف نسخة من القرآن على الاميركيين الذين لا يقول سوى 2% منهم انهم "على معرفة جيدة بالاسلام" حسب استطلاع اجراه مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية.

تواصل الإدانات

ودعا الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو الخميس نظيره الاميركي الى منع قس اميركي من تنفيذ دعوته الى احراق مصاحف. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاندونيسية توكو فايزاسياه ان الرئيس الاندونيسي وجه رسالة الى نظيره الاميركي في هذا الصدد. واضاف ان "الرئيس يودويونو كتب في الرسالة ان اندونيسيا والولايات المتحدة تبنيان علاقات وتمدان الجسور بين العالم الغربي والاسلام. واذا حصل احراق المصاحف فان هذه الجهود ستكون عديمة الجدوى".

وادانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي دعوة القس تيري جونز واستنكرت اعتزام كنيسته حرق نسخ من المصحف الشريف مساء يوم السبت القادم وحذرت من خطورة ذلك على العلاقات بين الشعوب في العالم.

القس تيري جونز راعي متمسك بحرق المصحف

جاء ذلك في بيان أصدره الأمين العام للرابطة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وصف فيه الإقدام على إحراق القرآن الكريم بأنه عدوان وقح على رسالة الإسلام واعتداء سافر على مسلمي العالم وهم مليار ونصف المليار من الناس. ووصف الدكتور التركي تصريحات القس تيري جونز ومنها قوله (الإسلام من الشيطان) بالوقاحة والتطرف وأنها تصريحات تثير البغضاء والكراهية بين الناس.

وأعرب الدكتور التركي عن إشادة رابطة العالم الإسلامي والهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية التابعة لها في أنحاء العالم بمواقف التنديد والإدانة والاستنكار لما تعتزم فعله الكنيسة المذكورة والتي عبرت عنها جهات عديدة في العالم بما فيها الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان في الفاتيكان وعدد من الدول الأوربية والكنائس العربية والعالمية التي نددت بنوايا القس المذكور وخطط كنيسته وبالإساءات البليغة إلى الحوار بين الأمم وكذلك للعلاقات بين أفراد المجتمع الأميركي وهو مجتمع متعدد الأديان.

وطالب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي المنظمات والمراكز والجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة باتخاذ الوسائل القانونية لمنع القس المذكور وكنيسته وأتباعه من ارتكاب جريمة حرق المصحف الشريف.

مسلمو اميركا يتحركون يوم العيد

ومن جانبه، قال الدكتور نهاد عوض، الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية "كير"، في واشنطن إنه سيتوجه مع مجموعة من القيادات الإسلامية لصلاة العيد في مركز مارتن لوثر كينغ قي بلدة غينسفيل بولاية فلوريدا، وهي المدينة التي تشهد خطة من جانب قس مغمور بحرق نسخ من القرآن يوم السبت الذي يوافق الذكرى التاسعة لهجمات سبتمبر (أيلول).

وأوضح عوض "سيكون حديثنا هناك في خطبة العيد عن منهج الوسطية والاعتدال السمح في الإسلام". وأكد أن "القس تيري جونز يشرف على كنيسة مفلسة ويسعى إلى الشهرة وطلب المعونات المالية، وأتباعه أقل من 300 شخص. ما أقدم عليه هو فعل فردي لا يمثل عموم الأميركيين".

تحذيرات دولية وعربية

متظاهرون في افغانستان ضد حرق القران الكريم
 متظاهرون في اندونيسيا ضد إحراق المصحف

وبدوها حذرت الحكومة الاميركية ورجال دين ومنظمات غير حكومية من ان عزم مجموعة بروتستانتية اميركية صغيرة على احراق مصاحف يهدد في حال تم تنفيذه بزيادة توتر علاقات الولايات المتحدة مع الدول الاسلامية وتعقيد مهمة الغربيين في افغانستان.

وعلق البيت الابيض على الامر بالقول ان مبادرة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" تشكل "مصدر قلق" و"تضع قواتنا في خطر"، مؤيدا بذلك مخاوف الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الدولية في افغانستان.

ورد بترايوس على الامر بالقول انه سيوفر دعاية اعلامية للمتمردين، قائلا "اشعر بقلق بالغ للانعكاسات الممكنة اذا ما احرقوا المصحف". واضاف ان "ذلك يمكن ان يعرض للخطر في آن معا القوات والجهود الشاملة في افغانستان".

واعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وهي ارفع مسؤول اميركي يندد بخطط حرق المصاحف، عن سرورها "للادانة الواضحة التي لا لبس فيها ضد هذا العمل المشين والمخزي والتي صدرت عن المسؤولين الروحيين الاميركيين من جميع الديانات، من المسيحيين الانجيليين الى الحاخامات اليهود، كما عن المسؤولين الاميركيين العلمانيين وقادة الرأي".

ومن جانبه، حذر العالم الازهري البارز الشيخ عبد المعطي البيومي عضو مجمع بحوث الازهر الاربعاء من انه في حال نفذت كنيسة اميركية خطتها القاضية بحرق مئات المصاحف فان هذا الامر قد يؤدي الى "تخريب" العلاقات بين واشنطن والعالم الاسلامي.

وبدوره وصف عصام العريان العضو البارز في جماعة الاخوان المسلمين، خطة الكنيسة البروتستانية الصغيرة ب"العمل الهمجي". واكد ان ذلك العمل "سيزيد من مشاعر الكراهية في العالم تجاه الولايات المتحدة".

وفي غزة، اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان مشروع احراق مصاحف عمل "استفزازي" وطالبت الادارة الاميركية باتخاذ اجراءات لايقافه. وفي الاردن، اعتبر حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة، ان مشروع احراق مصاحف يشكل "اعلان حرب على الشعوب الاسلامية".

أما الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فوصف هذا العمل ب"المتطرف"، داعيا الاميركيين الى معارضة خطط القس الاميركي. في ايران وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست في ندوة صحافية في طهران ان هذا العمل سيثير "مشاعر حادة". ونصح "البلدان الغربية منع استغلال حرية التعبير لاهانة الكتب المقدسة".

وحذر آية الله لطف الله صافي قلبيكاني في قم "البابا والرؤساء المسيحيين الاخرين من انه اذا حصل هذا التصرف غير الانساني والوحشي في اميركا، سيستحق الرئيس أوباما عندئذ الملاحقة، اما الكاهن فينبغي اعتقاله واغلاق كنيسته".

وفي لبنان، استهجن الرئيس ميشال سليمان هذا العمل، معتبرا ذلك "منافيا بصورة صارخة لتعاليم الديانات السماوية السمحاء ويتناقض كليا مع منطق حوار الحضارات والاديان والثقافات". واعلن المجلس البابوي للحوار بين الاديان التابع للفاتيكان في بيان ان مشروع احراق المصحف سيشكل "اهانة خطرة ازاء كتاب مقدس بنظر اتباعه".

وقال المجلس البابوي انه "تلقى بقلق كبير خبر مشروع "يوم إحراق القرآن" في 11 ايلول/سبتمبر". واضاف "لا يمكن معالجة اعمال عنيفة تدعو الى الاسف" على غرار اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، بمشروع مماثل لمجموعة مسيحية متطرفة في فلوريدا. وتتخوف الولايات المتحدة من ان تزيد خطوة هذه الكنيسة الاميركية المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها جنودها في افغانستان.

 

وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية اعلن في وقت سابق الخميس الخميس ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تعتزم الاتصال مباشرة بالقس تيري جونز لثنيه عن عزمه على احراق 200 نسخة من القرآن. وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل ان "هذا الاحتمال هو حاليا موضع مناقشات داخل الادارة"، موضحا ان اي قرار لم يتخذ حتى الان.

وبعد اجتماع عقدته الاربعاء لدراسة ردها على التظاهرة، قال الناطق باسم بلدية غينسفيل بوب وودز ان مسؤولي المجموعة الدينية سيرتكبون، باحراقهم المصحف" مخالفة للمادة 10-63 في قانون البلدية التي تحظر اشعال النيران في الهواء الطلق ويمكن ان يحكم عليها بغرامة قدرها 250 دولارا. واضاف انه قد تجري اعتقالات، موضحا ان "الامر سيكون مرتبطا بما سيحدث بعد تدخل رجال الاطفاء والشرطة في غينسفيل لاخماد النار".

من جهتها، دعت احدى اكبر الجمعيات الاسلامية الاميركية الخميس المسلمين الاميركيين الى التعاطي بهدوء مع الدعوات التي كان اطلقها القس الاميركي تيري جونز. وقال نهاد عوض المسؤول في مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية ان هذه الدعوة تأتي من حركة دينية "صغيرة ومفلسة". واضاف "نحن معشر المسلمين علينا ان نكون صبورين جدا وان نغض الطرف عن اناس جهلة وعن التصريحات الفارغة". وتابع "ان رسالتنا الاسلامية هي افضل وسيلة للدفاع عن القرآن وهي تدعونا لان نكون صبورين وعلى درجة عالية من التسامح في مواجهة الجهلة".

واوضح ان المجلس الذي ينتمي اليه ينوي توزيع 200 الف نسخة من القرآن على الاميركيين الذين لا يقول سوى 2% منهم انهم "على معرفة جيدة بالاسلام" حسب استطلاع اجراه مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية.

وتأتي خطط هذه الكنيسة وسط موجة من العداء للاسلام بسبب مشروع لبناء مركز ثقافي اسلامي في نيويورك في مكان قريب من موقع هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. كما تأتي في وقت حساس للولايات المتحدة حيث تتخوف السلطات من تصاعد مشاعر العداء للاسلام.

وتشير استطلاعات للرأي الى ان عددا متزايدا من الاميركيين يعتقدون ان الرئيس باراك اوباما مسلم بينما يؤكد باستمرار انه مسيحي. وقال الخبير في المركز الفكري "مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية" (كاونسل اون اميريكان اسلاميك ريلاشنز) ابراهيم هوفر "نشهد اليوم موجة من الخطابة المعادية للاسلام ادت الى عدد كبير من الحوادث التي استهدفت مساجد ومسلمين".

اجمالي القراءات 4693
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الجمعة ١٠ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51056]

التعصب يولد تعصب والتطرف ينتج تطرف مضاد !

 تصرفات لقس جونز المتعصبة من المسيحيين البروتستانت الذين يشبهون الوهابية والاخوان في   عالم المسلمين  إنما هو تعصب من القس وجوموعته مقابل التعصب الوالتطرف الذي يسلكه وينهجه المسلمون الذين يعيشون في بلاد الغرب في تسابقهم المحموم على بناء المساجد والمراكز الاسلامية في المدن الغربية والأمريكية  ..

 مما أثار حفيظة المتشددين المسيحيين الأمريكيين واللأوروبيين !!

 التعصب والتطرف يولد وينتج تعصب وتطرف مضاد له في الاتجاه ومساو له في المقدار ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more