فضيحة عمليات الاغتيال بالسم التي تنفذها الداخلية ضد مواطنين مصريين حتى لو كانوا مطلوبين؟ إلى أين يمض

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٢ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إنقاذ مصر


فضيحة عمليات الاغتيال بالسم التي تنفذها الداخلية ضد مواطنين مصريين حتى لو كانوا مطلوبين؟ إلى أين يمض

فضيحة عمليات الاغتيال بالسم التي تنفذها الداخلية ضد مواطنين مصريين حتى لو كانوا مطلوبين؟ إلى أين يمضي نظام مبارك البوليسي بمصر؟

22-07-2010

العملية الفاشلة التي كشف عنها اليوم، والتي جرى تدبيرها من قبل مباحث أمن الدولة في قسم شرطة نخل لدس السم لبعض المطلوبين في وسط سيناء بهدف اغتيال سالم أبو لافى وموسى الدلح ورفاقهما فى منطقتى جبل الحلال ووادى العمر، تثير العديد من الإشارات، وتكشف إلى أي مدى بلغ إرهاب هذا النظام الذي دبر لتنفيذ هذه العملية التي قد يكون من الصعب معرفة عدد ضحاياها، ويطرح السؤال عن وظيفة داخلية مبارك التي تحولت لجهاز إرهابي يرتكب أعمال قذرة لا يمكن أن يقوم بها جهاز أمني في أي دولة فيها الحد الأدنى من القانون ضد مواطني هذه الدولة.

وهي أعمال تستدعي للذاكرة حجم عمليات التصفية الجسدية والأعمال القذرة التي مورست ضد الشباب المسلم في مصر في فترة الثمانينات، وكلها تكشف أننا أمام نظام فاشل ملطخ اليد ولا يتورع عن ممارسة كل الجرائم البشعة.

هناك حالة كبيرة من الغضب تسيطر الآن على أبناء القبائل البدوية بوسط سيناء خاصة قبيلة الترابين، من جراء المحاولة الفاشلة لاغتيال سالم أبو لافى وموسى الدلح ورفاقهما فى منطقتى جبل الحلال ووادى العمر.

وقال موسى الدلح فى تصريحات خاصة لموقع اليوم السابع، إننا جهزنا لمواجهة بين الصبي الذي استخدمه الأمن في قسم شرطة نخل، وبين من يدعى أنه وسيط عملية الاغتيال الشيخ عبد الله جهامة عضو مجلس الشعب الأسبق.

وأضاف أن الصبي سيد إبراهيم عقل -من الإسماعيلية- تعرف على الشيخ عبد الله جهامة من بين 20 شيخا بدويا كانوا يجلسون فى نفس المكان، وجاء إلينا يتعلل بظروفه الصعبة وأنه يريد زيارة أبيه وعندما وفرنا له المال قال “انتظروا كام يوم” فقلنا له “هنوفر لك شغلانة تأكل منها عيش” إلا أنه رفض، وبسبب إصراره على الجلوس والإقامة معنا، قمنا بتفتيشه واكتشفنا السم والبرشام معه وساعتها قمنا باستجوابه واعترف بكل التفاصيل وأنه وضع السم في ملابسه الداخلية وحصل على 40 ألف جنيه منها 30 ألف لوالدته وإخوته فى عزبة الهيش وتلقى وعدا بالإفراج عن أبيه.

وقال الدلح: إننا نعرف أن الصبي، 17 سنة، ضحية وبالتالي نعامله معاملة حسنة ولن نسلمه إلا لجهات عليا للحفاظ على حياته لأن ما حدث يعتبر جريمة لابد من التحقيق فيها ومعرفة الضباط المتورطين فيها لأن هذا ليس أسلوب الشرطة ولا يصلح إلا أن يكون أسلوب عصابات، مؤكدا أن ضابطاً بجهة سيادية التقى الصبي وحصل على فيديو باعترافاته.

من جانبه قال سيد إبراهيم من عزبة الهيش بمركز القصاصين بالإسماعيلية لليوم السابع، “إنهم استغلوا أن لدى أماً و4 أشقاء وأباً في السجن بقضية مخدرات 25 سنة وقابلت الضابط في نخل ومعي الشيخ عبد الله جهامة وهو يعرفني كنت أعمل عنده في مصنع الأسمنت وقام ابنه بطردي بسبب تشاجري مع أحد الفلاحين، وقال لي الشيخ عبد الله إنني سأحصل على 40 ألف جنيه 20 منها بعد انتهاء العملية”.

وأضاف “أنا ندمان على اللى عملته لأني اكتشفت أن الذين كنت سأقتلهم ناس محترمة وليسوا إرهابيين كما قالوا لى وأنا أعيش بينهم بصورة طبيعية”.

وكانت قوات الأمن قد منيت بخسائر فادحة في آلياتها عند محاولتها في 23 مايو الماضي مهاجمة ومطلوبين أمنيا ،بوسط سيناء في مناطق وعرة في وادى العمر والأزارق بحثا عن ( سالم أبو لافى ) احد أبناء قبيلة الترابين  الذي هرب من سيارة ترحيلات كانت تقله من الإسماعيلية إلى العريش في يناير الماضي، مما أدى إلى انسحاب الحملة الأمنية مكبرة من وسط سيناء وفشلها وعودتها إلى  العريش.
وفوجئت الحملة الأمنية بوابل من الرصاص من الأعيرة   250 و 500 ملم  المضادة للدروع تنطلق باتجاه آليات الحملة مما أسفر عن إعطاب سيارتي  دفع رباعي مصفحتين وإصابة ثلاث  سيارات أخرى وعلى اثر ذلك سارعت الحملة بالانسحاب من المنطقة الجبلية التي يتحصن بها سالم لافى والعديد من أعوانه وأفراد عائلته

ومن المعروف أن سالم أبو لافى الذي كان يتمتع بعلاقات قوية مع كبار رجال الشرطة في شمال سيناء ووزارة الداخلية  ألقى القبض عليه فى العام 2008 بعد احتجاجات قام بها المئات من السكان الغاضبين ضد مقتل ثلاثة من أبناء قبيلة الترابين ورابع من قبيلة الرياشات  برصاص الشرطة عند الحدود ودفنت الشرطة ثلاثة منهم فى مكب نفايات مما أثار احتجاج كبير واحتجاز قائد شرطة وعدد من جنوده وساهم ابو لافى فى الإفراج عنهم لاحقا

إلا ان ابو لافى تعرض إلى خديعة هو ورفيقه إبراهيم العرجانى داخل مديرية امن شمال سيناء بعد أن قام احد القيادات الأمنية باستدعائهم وتم القبض عليهم وحفظت القضية التي اتهموا فيها بإثارة الاحتجاجات وحصل أبو لافى على حكم بالبراءة من حكم قضائي غيابي 25 عام وبقى في سجن الزقازيق لإتمام مدة حبس  لا تتعدى ثلاث سنوات في قضية  ثالثة إلا أن مصادر أكدت  انه تعرض خلال حبسه وقبل فراره بأسابيع إلى تعذيب شديد داخل سجن بورسعيد العمومي بعد أن تم ترحيله إليه من سجن الزقازيق وعندها قرر الفرار من السجن بالاستعانة بأقاربه الذين أحاطوا بسيارة ترحيلات غرب العريش بنحو 40 كيلو متر وأمطروا الشرطة بالرصاص مما أسفر عن مصرع ضابط وشرطيين وفرار أبو لافي  إلى معقله بوسط سيناء

ومن هنا يتضح أن غطرسة الداخلية وغدرها، فضلا عن المعاملة السيئة والاعتقالات والتعذيب في السجون وكل هذا هو المسئول عن خلق هذه الحالة التي كادت تشعل حربا في سيناء بعد أن ترك بعض عناصر الداخلية يعبثون بأمن هذه المنطقة المهمة من الوطن.

اجمالي القراءات 2727
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق