سؤال لمبارك الذى لا يسمع ولا يرى -متى يسأم الرئيس مبارك؟

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٤ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصري اليوم


 

متى يسأم الرئيس مبارك؟

  بقلم   د.وحيد عبدالمجيد    ٤/ ٦/ ٢٠١٠

من بين ما قاله رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، رداً على المذبحة التى ارتكبتها إسرائيل خلال اعتدائها على «قافلة الحرية»، أن السأم أصابه من كثرة أكاذيبها.

لم يستطع أردوجان تحمل أكاذيب قادة إسرائيل المجبولين على البلطجة السياسية والعسكرية لأعوام قليلة. فهو حديث العهد فى هذا المجال. لم ينغمس فى لقاءات الصراع العربى- الصهيونى إلا فى الأعوام الثلاثة الأخيرة، وخصوصا منذ العدوان الهمجى على قطاع غزة فى نهاية ٢٠٠٨ وبداية ٢٠٠٩.

وإذا كان أردوجان سئم أكاذيب إسرائيل خلال ثلاث سنوات فقط، فكيف الحال بالرئيس حسنى مبارك على مدى نحو ثلاثين عاماً؟! ألم يسأم مبارك كذبها وخداعها مضافاً إليهما بلطجة قادتها وهمجيتهم ربما باستثناء واحد لا ثانى له هو إسحق رابين؟

وإذا كان الرئيس حريصاً، كعادته، على التأنى وعدم الاندفاع، أفلا يكفى ثلاثون عاما تقريباً لإعلان موقف تنتظره الشعوب العربية كلها، وفى مقدمتها الشعب المصرى؟ وهل يكون قرار فتح معبر رفح لمرور الناس ومواد الإغاثة تمهيداً لهذا الموقف؟

وهل يحتاج الأمر إلى سنوات أخرى قبل أن يقف مبارك رافعاً رأس مصر والأمة، وموجهاً رسالة أخيرة إلى الهمج ومجرمى الحرب على حدودنا الشرقية، مفادها أننا بذلنا قصارى جهدنا فى السعى إلى حل للصراع معكم فأبيتم إلا استسلاماً ليس من شيمنا، وأن صبرنا قد نفد، ولم يعد فى إمكاننا أن نواصل البحث عن سلام تصممون على جعله سراباً؟

وهل يقول لهم أيضاً إننا تكرمنا عليكم بإرسال سفير واستقبال مثله بالرغم من أن المعاهدة التى تمزقونها كل يوم لا تلزمنا سوى بعلاقة دبلوماسية غير محددة المستوى، وأن الأوان قد حان للتعامل معكم بطريقة مختلفة من تلك التى تحملناها بكل آلامها المبرحة لأكثر من ثلاثة عقود.

فإذا كان أردوجان سحب السفير التركى، فيستطيع مبارك أن يخفض مستوى التمثيل الدبلوماسى إلى «قائم بالأعمال» أو حتى إلى ما دونه. وليس هذا سباقاً مع تركيا، وإن كان التنافس فى الخير محموداً. فهذا هو الوضع الطبيعى الذى طال غيابه، حيث تقدمت تركيا لأنها وجدت فراغا لا تقدر على ملئه وحدها.

وجد أردوجان دوراً هائماً على وجهه يبحث عمن يؤديه، بعد أن تخلت مصر عنه. وهو دور يختلف فى محتواه عن ذلك الذى رآه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى منتصف خمسينيات القرن الماضى وعبّر عنه فى «فلسفة الثورة».

سيقول المرتاحون إلى انكماش مصر أن لا ثورة هنا ولا فلسفة تصدِّعون بها رؤوسنا. وسنقول لهم، كما قلنا من قبل، إن استعادة مكانة مصر لا تحتاج إلى ثورة ولا ترتبط بفلسفة، لأنها ضرورة لمصلحتها الوطنية وأمنها القومى، قبل أن تكون ذخراً لفلسطين الذبيحة التى لا يعى دعاة الاستسلام لإسرائيل أن لنا حقاً فى الدفاع عنها حتى بالمنطق البراجماتى الواقعى- بل «الوقوعى» - جدا. فقد استثمرنا فيها طويلاً.

وليس من العقل أن نترك ما استثمرناه فى فلسطين، مثلما تخلينا عن كل ما فعلناه لأفريقيا فاستيقظنا ذات صباح مهددين بالعطش.

فيا سيادة الرئيس، نرجوك أن تسأم بأسرع ما يمكن حتى لا يتكرر فى الشرق ما حدث لنا فى الجنوب، ونصبح من مساكين هذه المنطقة التى كنا روادها وصانعى نهضتها التى تعثرت.

اجمالي القراءات 2692
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   رمضان عبد الرحمن     في   الجمعة ٠٤ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48226]

كيف يسأم مبارك

كيف يسأم  مبارك وهو الذي يقف  مع  إسرائيل وياقف ضد الشعب المصري


2   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   السبت ٠٥ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48236]

بين مبارك وأردوغان ..

أردوغان رجل يعمل لمصلحة شعبه الذي أنتخبه .. أما مبارك فيزور الأنتخابات قبل أن تبدأ ولذلك فهو يعمل من أجل سلامته وسلامة أولاده .. ويعطي بعض المصالح لمن يساعدوه في التزوير ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق