طلبهم العذاب

الأحد ٠٧ - يونيو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
يقول الله : قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ .. فيرد عليهم نوح .. قال انما ياتيكم به الله ان شاء وما انتم بمعجزين . -لا شك بان المعنى الظاهري للعبارة .فأتنا بما تعدنا، أي طلبوا او تحدوا نوح ان يأتيهم بعذاب من عند الله كونهم لم يتبعوه ولم يعبدوا الله ويؤمنوا به.. ولكن يبدو لي بان هناك معنى أخر أيضا خفي وبعيد للعبارة ، وهو أنهم ترجوا من نوح ان يعيدهم او يخرجهم من ملتهم (من الفعل عاد يعود ) و يرجعهم الى الدين الصحيح وهو دين نوح . مثل قول قوم شعيب (او لتعودن ) .. قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ .. فارجوك ان تتحقق من صحة ذلك .
آحمد صبحي منصور :

1 ـ هذا عن طلبهم العذاب .

وتكرر هذا في قصص الأنبياء . كان المشركون يطلبون نزول العذاب بهم تحديا واستخفافا ، يقولون ( إئتنا بالعذاب إن كنت صادقا) ويحلّ بهم العذاب . أمثلة :

هود : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (70) الاعراف  )

(   وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (22) الاحقاف  )

صالح وثمود : ( فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78)  الاعراف  )

كان الاهلاك للكافرين عاما .

3 ـ إختلف الأمر مع الكافرين  العرب، لأن الاهلاك العام لم يعد واردا بسبب إختلاف الظروف .

3 / 1 : القرشيون  طلبوا العذاب الالهى رفضا للقرآن الكريم : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (31) وإذ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنْ السَّمَاءِ أَوْ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) الانفال ) .

3 / 2 :بل كانوا يستعجلون العذاب ، ويأتي الرد من رب العزة جل وعلا : ( قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58) الانعام ) ( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (49) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ أَالآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)  يونس ) ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج ) ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمْ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)  العنكبوت )



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2075
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4987
اجمالي القراءات : 53,575,195
تعليقات له : 5,333
تعليقات عليه : 14,632
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


أنواع الموت: قال جل وعلا : ( أَلَم ْ تَرَ إِلَى الَّذ ِينَ ...

مسألة ميراث: فى حالة وفاة امراة ليس لها اب او ام او زوج او...

ابن ماجه والأجير : ما رأيك في الحدي ث المنس وب للرسو ل ...

جبر الخواطر.!!: ليس قصدى اغنية ( جبر الخوا طر على الله )...

( تواتر ) القرآن : السلا م عليكم لقد قرأت كثيرا ً عن تواتر...

هى زوجة زكريا : كما نعلم بأن الله قادر على فعل كل شيء مهما كان...

المجوس: لماذا ذكر الله سبحان ه وتعال ى المجو س فى...

لا تنتقد الحتميات: شيخ الجام ع فى بلدنا بيفتى فى كل شىء وبيتد خل ...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول ما معنى " نسوا الله فأنسا هم ...

المس والملامسة : هل مجرد لمس النسا ء يستلز م حتما الغسو ل أو...

شكرا على يعقوب: الشي خ الأست اذ الدكت ور أحمد صبحي منصور...

ابراهيم 43: ما معنى ( مهطعي ن ) فى الآية 43 من سورة ابراه يم ؟ ...

سورة التحريم: كنت اريد تفسير الايا ت الأول ى في سورة...

هنيئا لك ..!: لا اعرف كم انا مقصر بحق نفسي في عبادة الله ....

نصيحة: سلام الله عليك يا احمد صبحى منصور .. اطلب منك ان...

more