هل خطى اليمن أولى خطوات طريق الديمقراطية؟

محمد منصور Ýí 2006-10-10





فى خطوة مفاجئة أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يحكم اليمن منذ 27 عاما أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى في سبتمبرالمقبل، وتباينت ردود الأفعال على مبادرة الرئيس صالح فبعض المحللين السياسيين رأوا في إعلان الرئيس عن عدم الترشح خطوة جريئة لم يقدم عليها أى رئيس أو زعيم عربي أخر، وعبر البعض عن تخوفه من كون هذه الخطوة تمهيد لتوريث الحكم لنجله أحمد قائد الحرس الجمهوري إلا أن هذه المخاوف غير منطقية خاصة أن العقيد أحمد سيبلغ العام القادم 37 عاما بينما ينص الدستور على ألا يقل عمر مرشح الرئاسة عن 40 عاما، اللهم إلا إذا قام صالح بتعديل الدستور ليخفض سن المرشح لرئاسة الجمهورية إلى 38 سنة مثلا وهو إجراء من الصعب حدوثة ليس فقط للرفض الداخلى والخارجى الحتمى لهذه الخطوة ولكن أيضا لتعارض هذه الخطوة مع التصريحات الجريئة الإيجابية للرئيس اليمنى حول التحول الديمقراطى فى اليمن والعالم العربى بينما علق البعض على هذا التصريح على أنه دعاية انتخابية مبكرة لإيجاد تعاطف شعبي معه ربما يبقيه في السلطة مجددا وأننا نظن أن الرئيس صالح جاد فى تصريحه خاصة أن المعارضة لن تتنازل عن موقفها المعارض إلا بمكاسب كبيرة ومحددة وواضحة ومضمونة الاستمرار في مرحلة ما بعد الانتخابات.فى ظل سيطرتها على أكثر من 5% من مقاعد مجلسى الشعب والشوورى وهى النسبة المطلوبة لتزكية مرشح الرئاسة ويرحج المراقبون على أنه قادرة على حصد 25 إلى30% من أصوات الناخبين إذا نزلت بمرشح واحد وهذا يعني فوز الرئيس بـ70% من الأصوات إن لم يكن هناك مرشح ثالث وحدوث أى تزوير فى الإنتخابات غير مأمون العواقب لذا فأغلب الظن فإن صالح يريد أن ينهى سيرته السياسية نهاية مشرفة بحيث يصبح بطل الوحدة اليمنية الذى تنازل عن السلطة طواعية ليصبح مانديلا العرب ولعل ما يدعم هذا الطرح أصرار مؤسسة الرئاسة على تأكيد القرار بعد يوم واحد من أعلان الحزب الحاكم عن تمسكه بترشيح بصالح للرئاسة ولعل السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو هل اليمن مؤهل فعلا لعملية التحول الديمقراطى ؟

مما لا شك فيه أن هناك الكثير من المعوقات أمام التحول الديمقراطى فى اليمن أهمها

1-القبلية

المجتمع اليمنى هو مجتمع قبلى بطبعه حيث تقدر عدد قبائل اليمن بـ (200) قبيلة ويتجاوز النظام القبلي في معظم الأحيان الولاء الوطني لعدة أسباب أهمها فشل الدولة المركزية- في معظم الفترات- في القيام بمسئولياتها، وتلبية أحتياجات أفرادها وكرست سياسة المهادنة التى إنتهجتها الدولة فى مواجهةالنزعة القبلية النفوذ القبلي، ووتوسع دائرة تأثير المشائخ في الحياة السياسية العامة للدولة كما أنه لا يمكن إلا أنه بالرغم من ذلك فمن الملاحظ ان قد ظهرت فى العقد الأخير بعض الدعوات التى تنمى الإنتماء للكيان الأم وتنمية الثقافة السياسية وهو ما رصدته دراسة عن المركز العربي للدراسات الإستراتيجية والتي أعدها الدكتور سمير العبدلي واشتملت عينتها على 250 شخصا من مختلف شرائح المجتمع أظهرت إرتفاع مستوى الثقافة السياسية لدى معظم اليمنيين وخاصة في العشرين عاما الأخيرة ، وذكرت الدراسة أن 40% من العينة يميلون للقبول بالمفاهيم والقيم الجديدة على حساب القيم القبلية القديمة, في حين يقبل 30% بالمواءمة بين التوجهات الجديدة والقيم القديمة. أما نسبة 30% فأشارت إلى أنها ترفض الجديد مقابل التمسك بالتوجهات والقيم والأعراف القديمة ولابد من ربط نتائج هذه الدراسة بالتحركات النشطة التى يشهدها الشارع اليمنى خصوصا بعد نشأة حركة ( أرحلوا ) التى تنادى برحيل الرئيس على عبدالله صالح

2- طفوليةالأحزاب اليمنية

يقسم علم الاجتماع السياسي الأحزاب إلى نوعين رئيسيين من الأحزاب هما أحزاب أيديولوجية وأحزاب مصلحيـــة ويمكن أن يوجـد نوع ثالث يمكن تسميته بالأحزاب الانتقالية.وامتداداً لهذا التقسيم نعرض ثلاثة نماذج من أشهر وأقوى الأحزاب في الساحة اليمنية
:
*المؤتمر الشعبي العام( الحزب الحاكم )

ويمكن تصنيفه ضمن أحزاب المصلحة . تأسس في 1982م ومنذُ عام 1997م وحتى اللحظة يقود السلطة منفرداً ويفوز بنصيب الأسد في الانتخابات النيابية كان آخرها في إبريل2000 ومنذُ قيام الوحدة وحتى اللحظة يعقد مؤتمراته الحزبية بانتظام وكأى حزب حاكم سلطوى لا يرتكز فى نشاطة على فعالية مؤسساته ونشاط أعضائه ولا على الجماهير, وإنما يستند بشكل محوري على جهاز السلطة
.
*التجمع اليمني للإصلاح

وهو حزب عقائدي,.تأسس في 13 سبتمبر 1990م ويعتبر امتدادا لحركة الإخوان المسلمين في اليمن, حيث انضم الإخوان المسلمون إلى جماعات قبلية وتقليدية ذات وزن سياسي وعسكري واجتماعي مهم وأسسوا هذا التنظيم.وتتميز بنيته الداخلية بمركزية شديدة وبإنضباط صارم, شأنه شأن الأحزاب العقائدية
.
*الحزب الاشتراكي اليمني

تعود جذور الحزب الاشتراكي اليمني إلى حركة القوميين العرب التي تشكلت في بيروت في عام 1948م ولقد أُسس الحزب في عام 1978م كامتداد للجبهة القومية وفصائل يسارية أخرى مؤمنة بالفكر الاشتراكي في الساحة اليمنية. وعند قيام الوحدة اليمنية في مايو 1990م , كان شريكاً فاعلاً في الوحدة ولكنه ظل يعيش على رصيده النضالي السابق, الا أنه يمكن القول أنهه شهد تحولاً إلى حد ما صوب الديمقراطية, ولكن ليس بنفس اللغة الخطابية التي يتبناها. فالأسس التنظيمية والأيديولوجية والاجتماعية التي أسس عليها الحزب تتلاشى تدريجياً مع مرور الزمن, بحيث نستطيع القول إن الحزب الاشتراكي اليمني اليوم هو حزب انتقالي من الاتجاه العقائدي إلى حزب المصلحة.
ورغم أن الاحزاب اليمنية المعارضة رحبت بالخطوة الرئاسية من منطلق خلافاتها مع السلطة إلا أنها قررت عدم الاستعجال في تحديد موقفها وأعلنت أنها ستدرس قرار الرئيس بصورة معمقة ذلك أنها هي الأخرى فوجئت بالتصريح وفي وقت هي نفسها غير مستعدة لطرح بديل فبشكل عام يمكن القول أن الأحزاب اليمنية تعانى مما يمكن تسميته بالطفولة السياسية ومن افتقار البناء المؤسسى الحديث وتأثر الأحزاب بتراث العمل السري وقد ساعد هذا المناخ على حدوث العديد من الإنشقاقات داخل هذه الاحزاب وهذا القول لا ينفي وجود ممارسات ديمقراطية أولية في هذه الأحزاب, حيث توجد أجنحة ديمقراطية في هذه الأحزاب, إلا أن هذه الأجنحة غير مؤثرة التأثير الكافي على مسار الحياة الديمقراطية الداخلية في هذه الأحزاب
.
*القوات المسلحة

كأى نظام ديكتاتورى تلعب القوات المسلحة دورا هاما فى إدارة الدولة لذا يجب تهيئة القوات المسلحة للتعامل مع مرحلة التداول السلمي للسلطة والقبول برئيس مدنى بعد أن قطع الرئيس صالح نفسه –وهو عسكري في الأصل- مرحلة هامة في تمدين السلطة وإبعاد الجيش عن العمل السياسي خلال السنوات الأخيرة.

*توحش الجهاز الأمنى وتبعية القضاء

يرأس صالح مجلس القضاء الأعلى وبالتالى ينتفى مبدأ استقلال القضاء حيث يمتلك رئيس الجمهورية سلطة معاقبة القضاة وعزلهم ومحاسبتهم وترقيتهم والتجديد لهم كما اتهمت كثير من منظمات المجتمع المدنى اليمنى ما سمته بـ ( امننة القضاء ) حيث يعين النظام الكثير من القضاة على اعتبار صلتهم بالامن .وبالتالى تحدث إنتهاكات كثيرة فى إجراءات المحاكمات أهمها ما حدث فى محاكمة عبدالكريم الخيوانى اما بالنسبة لأجراءات الإعتقال فرغم وجود بعض القوانين الإيجابية التى تكفل معاملة حسنة للمطلوبين أمنيا إلا انه غالبا ما يقوم الجهاز الأمنى بإنتهاكها
وفي النهاية فأنه فى حال إصرار الرئيس على إمضاء قراره بعدم الترشح مجددا للرئاسة -وهذا هو الغالب- فإنه يتحتم عليه إنجاز برنامج سياسي مكثف خلال العام المتبقي له في السلطة يتلخص في تهيئة البلاد لانتقال هادئ وديمقراطي من بعده والتقليل من أثر المعوقات السالف ذكرها وهو برنامج كان عليه إنجازه خلال الأعوام السبعةالماضية .
اجمالي القراءات 15004

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-09-05
مقالات منشورة : 27
اجمالي القراءات : 415,742
تعليقات له : 28
تعليقات عليه : 58
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

باب حدائق الانترنت

باب خصوم اهل القران

باب Opportunities of Interest

باب Events