وجهة نظر فى دراسة علم الجغرافيا .

=

كُلنا درسنا مادة (الجغرافيا ) فى المرحلتين الإبتدائية والإعدادية ،ثم يُكمل دراستها طلاب القسم الأدبى فى المرحلة الثانوية ،ثم يتخصص فيها بعض طلاب كلية الأداب قسم جغرافيا .وكل هذا يقع تحت ما يُسمى بالدراسات الإجتماعية والتى تشمل (الجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية أو التربية القومية ) . وأنا أعتقد أنه يجب إعادة النظر فى محتوى مادة الجغرافيا العلمى وموقعها بين المواد الدراسية والكليات التى تضُمها ضمن أقسامها وتُقررها على طلابها .فبداية يجب فصلها عن الدراسات الإجتماعية وضمها إلى المواد العلمية البحتة مثلها مثل (الأحياء والفيزياء والرياضيات ) مع التعمق فى مضمون محتواها العلمى وربطها بدراسات الأقسام العلمية التى ذكرتها بشكل مباشر ، وأن تكون مُقررة على طلاب القسم العلمى وليس على القسم الأدبى ، وأن تكون قسما خاصا ومُستقلا بذاته من أقسام كُلية (العلوم ) او كُلية الهندسة ) لأن مادتها العلمية تحتوى على مواد علمية مُرتبطة إرتباطا وثيقا بدراسات تطبيقية عن (المناخ والغلاف الجوى - التربة والأرض - الجيولوجيا -الفلك - عالم البحار والأنهار والبحيرات والمحيطات - الزراعة- المساحة - الثروة المعدنية والتعدين والبترول والغاز الطبيعى ) وهذه أقسام علمية تجريبية وتطبيقية وليست علوما نظرية ،وتحتاج إلى دراسة قوانين علمية وتطبيقية فى الرياضيات والفيزياء والأحياء بكل فروعها فى المقام الأول . وكل هذه العلوم كما قلت هى علوم تطبيقية . ومن هُنا فمن وجهة نظرى إستمرار قسم الجغرافيا مُقررا على طلاب القسم الأدبى وعلى فئة متوسطة فى المستوى العلمى من طلاب كلية الأداب أوما يُعادلها هو إهدار وتسطيح للعلم وللمال العام ،ويؤدى إلى تخريج خريجين ليست لديهم معرفة حقيقية بما يجب أن يكون عليه خريجين قسم الجغرافيا ،وبخريجيين ليست لديهم ثقافة متخصصة تخدم المجتمع فى هذا المجال أو بالأحرى تخريج (عاطلين بشهادة ) .فالأفضل هو تصحيح الأوضاع وجعل (قسم الجغرافيا )هو أحد أقسام كليات (العلوم أو الهندسة ) للإستفادة منه كتخصص علمى فى التنمية والبناء والتخطيط السليم لمُستقبل بلادنا .