تعليق: عن أَهْلَ الذِّكْرِ، وما تشابه منه > > { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8)[50] | تعليق: نعم ، ويا ما فعل بتلك القلوب ذلك العجل. | تعليق: شكرا لكم أستاذي يحي فوزي على التعليق. | تعليق: إن كتاب القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يؤمن به إلا المؤمنون المخلصون العبادة لله تعالى وحده، | تعليق: تعليق ( الجزء الثاني) | تعليق: تعليق (01) | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: تعليق من CHATGPT على المقال المتواضع. | تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | خبر: مئات القرى العراقية الحدودية مع تركيا تنتظر عودة الحياة إليها | خبر: تحقيقات حول محاولات تجسس على كبار المسؤولين في مصر | خبر: مصر: 51 ألف عيادة وصيدلية تطلب تعطيل قانون الإيجارات الجديد | خبر: هل تعترف فرنسا بجرائم الاستعمار في النيجر لإصلاح العلاقات؟ | خبر: أكبر رئيس في العالم سناً يسعى لولاية ثامنة: 43 عاماً في الحكم... والهدف: البقاء حتى المئة! | خبر: دراسة: رعاية الأحفاد تحمي كبار السن من الخرف | خبر: زعيم الطائفة الدرزية: المفاوضات مع دمشق لم تفض إلى نتائج وفرض علينا بيان مذل وضغط من دول خارجية | خبر: قطر تقدم 4.8 مليارات دولار للدول الأقل نموا | خبر: الجمعيات الإسلامية في بوركينا فاسو تدعو لمكافحة خطاب الكراهية والإرهاب | خبر: 4 دول عربية في مرمى رسوم ترامب الجمركية؟.. وما حجم صادراتها إلى الولايات المتحدة | خبر: ماكرون يمنح سيدة مصرية أرفع الأوسمة الفرنسية | خبر: زامبيا تدعو مواطنيها غير النظاميين بأميركا للعودة الطوعية | خبر: قوارب الموت الخيار الوحيد لذوي الأمراض المستعصية في ليبيا | خبر: موسم الحرائق في مصر... من الفاعل الحقيقي؟ | خبر: حبس انفرادي بلا زيارة خمس سنوات يدفع متهم لمحاولة الانتحار علنًا |
تدبر قرآني لأوامر الصبر للنبى محمد عليه السلام

آحمد صبحي منصور Ýí 2020-05-11


 تدبر قرآني لأوامر الصبر للنبى محمد عليه السلام

أولا :

1 ـ  وصل اضطهاد قريش للمؤمنين حول النبى الى درجة التعذيب الذى قد يضطر به الضحية الى إعلان الكفر . فيهم وفى غيرهم نزل قوله جل وعلا : ( مَن كَفَرَ بِاللَّـهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّـهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٦﴾ النحل )

المزيد مثل هذا المقال :

2 ـ لا نعتقد أن إيذاء قريش للنبى محمد وصل الى درجة التعذيب للأسباب التالية

2 / 1 : لأن الله جل وعلا عصمه مما يحول بينه وبين تبليغ الرسالة ، قال له جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾ المائدة ).  

2 / 1  ـ وجاء في القرآن الكريم حرص النبى على هداية أكابر المجرمين في مكة ، فكان يتقرب اليهم ويتحرّج من الفقراء من أصحابه ، ونزل له نهى تكرّر في قوله جل وعلا :

2 / 1 / 1 : ( عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١ أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ ﴿٢ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ ﴿٣ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿٤ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ﴿٥ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ﴿٦ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿٧ وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ﴿٨ وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿٩ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿١٠﴾   )

2 / 1 / 2 : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿الكهف: ٢٨﴾

2 / 1 / 3 : (  وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٢﴾ الانعام ) لا نتصور في وجود هذه الصلة بينه وبينهم أن يقوموا بتعذيبه  .

3 ـ في صلته بهم تكرر النهى له أيضا عن طاعتهم . قال له جل وعلا :

3 / 1 :( فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٨ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴿٩ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ ﴿١٠ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴿١١ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴿١٢ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ ﴿١٣ القلم )

3 / 2 : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) الانسان ) . هذا جعل لهم أملا في أن يؤثروا عليه فيغيّر في القرآن ، وقد كادوا أن ينجحوا لولا حفظ الرحمن جل وعلا القائل : ( وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿الإسراء: ٧٣﴾

 5 ـ تاريخيا لا يمكن أن تسمح أسرته ( بنو هاشم ) بأذى بدنى له وهم كانوا من أقوى فروع قريش .

6 ـ باستبعاد التعذيب ، فقد تعرض النبى محمد عليه السلام في مكة لأنواع من الأذى ، منه أذى قولى باتهامات جاء ذكرها في القرآن الكريم وردّ عليها رب العزة جل وعلا . وفى سياقها جاءت أوامر الصبر .

7 ـ وهناك بعض الأذى الفعلى من أبى لهب وزوجه ، وقد توعدهما رب العزة بعذاب أليم ينبئ بموتهما على الكفر ، قال جل وعلا : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴿١ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴿٢ سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴿٣ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴿٤ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ﴿٥﴾ المسد ) .

8 : وهناك نوع من الشروع أو الهمّ بفعل شيء دون حدوثه ، وهذا في أول دعوته لهم بترك تقديس الأولياء وقبورهم المقدسة . جاء هذا في قوله جل وعلا عنه : (  وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿الجن: ١٩﴾، أي كادوا أن يتجمعوا ويتكاثروا حوله محدقين به . كادوا ولم يفعلوا.

9 ـ ثم كان هناك مكرهم . والله جل وعلا أفسد مكرهم .

9 / 1 : والله جل وعلا يستعمل أسلوب المشاكلة باستخدام نفس المصطلح ( المكر ) ردا على مكرهم . قال جل وعلا : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّـهُ ۖ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴿٣٠﴾ الانفال )

9 / 2 : بالتالى فسيرتد مكرهم عليهم ، إذ لا يحيق المكر السىء إلا بأهله . قال جل وعلا : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴿٤٢ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا ﴿٤٣﴾فاطر ) .

ثانيا : أنواع الإيذاء القولى :

الاتهام بالكذب والسحر والجنون والشعر والكهانة :

جاء هذا في قوله جل وعلا :

1 ـ (  وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴿القلم: ٥١﴾، لما سمعوا القرآن الكريم اتهموا النبى محمدا بالجنون . ويأتي الرد عليهم : ( وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٥٢﴾ القلم  )

2 ـ ( ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ . نعمة الرب جل وعلا هي القرآن الكريم . ثم وعد إلاهى له : ( وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾) ، ثم وصف للقرآن الكريم بالخلق العظيم : ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ القلم )

3 ـ ( فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ﴿٢٩﴾ الطور ) نعمة الرب جل وعلا هي القرآن الكريم .

4 ـ ( وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ﴿٣٦﴾ يس ) . ويأتي الدفاع عنه وعن القرآن الكريم ( بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٧﴾ الصافات )،

5 ـ ويتكرر الدفاع عنه وعن القرآن الكريم : (  وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ﴿٦٩﴾ يس )

6 ـ ( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ﴿٣٠ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ﴿٣١﴾ الطور )

7 ـ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ الحاقة  )

8 ـ ( وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٤٢ ثم وصف للقرآن الكريم ( تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٣الحاقة ) . ثم التأكيد على أن النبى لا يمكن أن يفترى على ربه جل وعلا كذبا : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴿٤٦ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴿٤٧الحاقة ) .

9 ـ ( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ ﴿يونس: ٢﴾

10 : ( وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿ص: ٤﴾

11 ـ ( كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢ أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾  الذاريات ) . أي إن إتهام الرسل بالسحر والجنون هي عادة سيئة للكافرين جميعا كأنما تواصوا عليها .!

12 ـ وتأتى الاتهامات في معرض سؤالهم معجزة ( آية ) غير القرآن .

12 / 1 : منها الاتيان بالملائكة قال جل وعلا :( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴿٦﴾ لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧﴾ الحجر ) ويأتي الرد بأنهم حين يرون الملائكة فهو الموت وهى الآخرة ، والموت حق والآخرة حق ، وليس فيهما إمهال أو تأجيل . قال جل وعلا : ( مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُّنظَرِينَ ﴿٨﴾ الحجر )

12 / 2 : أو الاتيان بأي آية : قال جل وعلا : (بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴿٥ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ الأنبياء ) . مع الاتهام للقرآن بأنه مفترى وأضغاث أحلام ، واتهام النبى بأنه شاعر طلبوا آية حسية غير القرآن . وجاء الرفض بأن الآيات التي جاءت للسابقين لم تجعلهم يؤمنون ، فكيف يؤمن هؤلاء .

12 / 3 : وألحّ الكفار في طلب معجزة ( آية حسية ) وسببوا حزنا للنبى محمد عليه السلام ، فقال له ربه جل وعلا :

12 / 3 / 1 : ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣﴾  الانعام ) أي لا تحزن لأنهم لا يكذبونك ، هم فقط يجحدون الحق .

12 / 3 / 2  ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾ الانعام ) . أي صبر الرسل السابقون على التكذيب حتى نصرهم الله جل وعلا ، وأنه لا تبديل لكلمات الله جل وعلا ، أي ممنوع إنزال آية اكتفاء بالقرآن الكريم . أي دعوة له أن يصبر كما صبر السابقون من الأنبياء.

12 / 3 / 3 : ( وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾ الانعام ). ثم هذا اللوم ، بأنه لو كبُر عليه إعراضهم بسبب طلبهم آية فليتصرف بنفسه يحفر في الأرض أو يصعد الى السماء . !

ثالثا : الصبر على مكرهم

كان يضيق صدره من مكرهم فقال له ربه جل وعلا :

  1 : ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) النمل )

 2 : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) الحجر  ) الرد على مكرهم هو التسبيح والصلاة والعبادة حتى الموت ( اليقين ).

3 ـ وجاءه الأمر بالصبر، قال جل وعلا له : ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) النحل ).

ثالثا : الصبر على أقوالهم :

1 ـ ( وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴿١٠ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا ﴿١١ إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا ﴿١٢ وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٣ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا ﴿١٤المزمل ) . صبر مع الهجر الجميل ، وترك أمرهم لرب العالمين مالك يوم الدين . يكفى ما ينتظرهم من عذاب أليم .

2 ـ من هجره الجميل لهم أن لا يطيعهم . قال جل وعلا : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26) إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27)  الانسان ). هنا أمر بالتسبيح ونهى عن طاعتهم .

3 ـ وقال جل وعلا : (   فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) طه ) ( فاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) ق ). هنا الصبر مع التسبيح ، مع تحديد  لأوقات التسبيح ، وهو فريضة منسية .

رابعا  ـ الصبر إنتظارا لحكم الرحمن ووعده جل وعلا

قال جل وعلا :

1 ـ (  وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) الطور ) . وعد له بأن الله جل وعلا يعصمه من الناس ويحفظه ويحميه . لذا عليه بالتسبيح بالليل قياما للّيل .

2 ـ (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109) يونس ) . إتّباع القرآن والصبر الى أن يحكم رب العزة جل وعلا .

3 ـ: ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (55)غافر). الصبر مع التسبيح والاستغفار .

4 ـ:(  فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60) الروم  ) الصبر مع التحذير الناهى والتذكير بوعد الله الحق.

5ـ (  فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) غافر)

6 ـ ( وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) هود )

خامسا : الصبر مع التذكير بقصص الأنبياء

قال جل وعلا :

1 ـ  (تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٩ هود ) في نهاية قصة نوح تأتى العبرة بالصبر مع الوعد بالجنة للمتقين.

2 ـ ( اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) ص) . قبل قصة داود يأتي الأمر بالصبر .

3 ـ (  فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ )(35) الاحقاف). الصبر مثل صبر أولى العزم من الرسل. وليس يونس عليه السلام منهم ، لذا جاءه النهى أن يفعل مثله . قال جل وعلا :

4 ــ ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (50) القلم ). هنا أمر ونهى .

سادسا : الصبر مع التذكير بالساعة  

1 ـ تذكير بقرب الساعة . قوله جل وعلا : ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ) جاء في سياق هذه الآيات : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَرَاهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10)  المعارج )

2 ـ تذكير بشدتها . قال جل وعلا :  

2 / 1 :(  يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)  المدثر )

2 / 2 :(  وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً (12) وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتْ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً (14) المزمل ) .

أخيرا

هي أوامر ونواهى لكل داعية للحق . :( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108) يوسف ) .

اجمالي القراءات 4969

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الأربعاء ١٣ - مايو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[92350]

ملاحظة


فى الفقرة 6 السطر الأول لأتواع والمقصود لأنواع



فى الفقرة9-2غذ والمقصود إذ



فى الفقرة2 من ثالثا عبارة من هجرهم( لهم ألايطيعهم )وربما كان المقصود( عليه ألا يطيعهم)



فى الفقرة1 من خامسا تكررت العبارة الكريمة فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١٣ - مايو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[92351]

شكرا أخى الحبيب د مصطفى ، أكرمك الله جل وعلا ،


وتم التصحيح وكل عام وانتم بخير. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5233
اجمالي القراءات : 62,130,657
تعليقات له : 5,496
تعليقات عليه : 14,895
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي