من هم الشباب الذين يتحدث عنهم السيسي في خطاباته؟

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٢ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: بوابة يناير


من هم الشباب الذين يتحدث عنهم السيسي في خطاباته؟

كتبت: فايزة أحمد

“عام 2016 سيكون عام الشباب المصري”، هكذا قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطابه الأخير الذي ألقاه خلال إحتفالية الشباب أمس السبت، بدار الأوبرا المصرية، حيث أكد على أهمية دور الشباب في بناء الوطن، وتنميته من خلال إبداعهم وأفكارهم.

جاء هذا الخطاب بالتزامن مع الحملات الأمنية التي تشنها قوات الأمن للإلقاء القبض على الشباب والوجوه المحسوبة على ثورة يناير، ليُضاف معتقلين جدد إلى باقي المعتقلين الشباب الذين يقبعون داخل السجون، حيث يقيضون شهوراً وسنيناً من أعمارهم ثمناً لدفاعهم عن الحق.

وكانت منظمة العفو الدولية، نشرت تقريراً في شهر يونيو الماضي، عن أحوال المعتقلين في السجون المصرية، حيث قدرت أعدادهم بـ(41 ألف) معتقلاً معظمهم من الشباب، وأكدت المنظمة، على أن هناك معتقلون لقي حتفهم داخل السجون نتيجة تعرضهم للتعذيب والمعاملة السيئة، فضلاً عن الأوضاع المتدهورة داخل أقسام الشرطة.

وبينما كان رأس الدولة يلقي خطاباً حافلاً بالكلمات الرنانة التي تُشيد بالشباب ودورهم في تنمية الوطن، كانت وزارة الداخلية تنشر عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” صورة الشاب محمد حسن محفوظ، الشهير بـ”شيكا”، عضو “الويت نايتس”، مقتولاً على يد قوات الأمن وفي يده “الكلابشات”، متهمةً إياه باشتراكه في الاعتداء الذي حدث في فندق الغردقة الجمعة الماضية.

وكان أهالي شيكا، أكدوا في تصريحات صحفية، أن ابنهم قد تم إلقاء القبض عليه من منزله في الجيزة فجرالخميس الماضي، مختفياً قسرياً دون أن يعرفوا له مكان، ليظهر مقتولاً أمام فندق الغردقة وفي يده الكلابشات.

ويبدو أن عبد الفتاح السيسي، حين قال إن هذا العام سيكون عام الشباب، كان يقصدها بالفعل، فقبل أيام من حادثة محمود شيكا، قامت قوات الأمن في الـ7 من شهر يناير الجاري، بتصفية ثلاثة شباب وهم “محمد عطوة، ونشأت عصام، وماهر عبدالله”، ولقى حتفهم في “منزلهم” بمدينة “العاشر من رمضان”.

وقالت وزارة الداخلية، في بيانٍ لها عقب هذا الحادث، إن الضحايا حاولوا الهرب ومقاومة قوات الأمن فور وصولهم لمكان سكنهم، لإلقاء القبض عليهم، لاتهامهم في محاولة قتل عبد الحكيم نور الدين، القائم بأعمال رئيس جامعة الزقازيق، لتكون حجة الأمن في كل مرة عقب تصفيتهم الضحايا واحدة وهي “محاولة الهرب”.

وهي نفس الحجة الذي برر فيها الأمن قتله وتصفيته لـ9 من أعضاء “جماعة الإخوان المسلمين” في بنية في مدينة “6 أكتوبر” في شهر يونيو الماضي، هكذا ببرود دمٍ، لطالما منحهم رأس الدولة الحماية القانونية والغطاء الشرعي لهم بإصداره قانون “الإرهاب”، الذي يسمح للقوات الأمن بتصفية وقتل كل من لا يروق له تحت شعار “محاربة الإرهاب”.

وعقب إنتهاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خطابه الشبابي الخالص، كانت قوات الأمن تقوم بإلقاء القبض على أحمد خطاب، مسئول طلاب حركة “شباب 6 أبريل”، للحكم عليه بالمؤبد في قضية “معتقلين العزا”، الذي حكم فيها المستشار ناجي شحاتة على العشرات من الحركة بالمؤبد عقب إلقاء القبض عليهم وهم في طريقهم لتأدية واجب العزاء في زميلهم أحمد المصري، الذي كان قد استشهد في أحداث” رمسيس” عقب إصابته بطلق ناري من قوات الأمن.

ليلحق خطاب بزملائه من الحركة ذاتها وهم “أيمن عبد الحميد، ومحمد نبيل، وشريف الروبي” الذين أُلقي القبض عليهم مطلع شهر يناير الجاري من منازلهم، بالإضافة إلى الناشط السياسي شريف دياب، والصحفي محمود السقا، اللذان قبضا عليهما عقب اعتقال شباب “حركة 6 إبريل” بأيام قليلة.

وقبل يوم واحد من خطاب السيسي، قد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يتداولون صورة الصبي محمود محمد، المعروف إعلامياً بـ”معتقل التيشرت”، وذلك لإلقاء القبض عليه بسب تيشرت كتب عليه وطن بلا تعذيب_ ذلك الفتى الذي أضحى شاباً داخل المعتقل، مما جعلهم يعلقون على صورة الطفل الذي أضحى شاباً قائلين “هكذا تفعل سجون الدولة”.

شباب يُصفون ويُقتلون ويسجنون ويعذبون، ويقضون أجمل أيام أعمارهم داخل السجون، ولازال عبد الفتاح السيسي يُصر على أن يكون للشباب دوراً بارزاً في تنمية الوطن، ولكن لنا أن نتساءل أيضاً أيّ شباب يقصدهم، وأيّ تنمية تحدث في وطن شبابه يحطون ويُقضى عليهم لمجرد تمسكهم بحقوقهم وحلمهم في وطن أفضل!

اجمالي القراءات 1500
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more