تقرير محيط: القرانيين في مصر الي اين؟
في الثمانينات من القرن الماضى تأسست حركة "القرآنيين" في مصر بقيادة الأزهري الدكتور أحمد صبحي منصور، الأستاذ في الأزهر الشريف سابقاً، بهدف إعطاء صورة حقيقية للإسلام بوجهه المتسامح ،وتخليصه من التعصب والتطرف والانغلاق، وذلك من خلال اعتماد هذه الجماعة في فهم الإسلام على القرآن الكريم فقط دون السنة .
مبررين ذلك بأن السنة النبوية أو أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تعرضت للتشويه حيث كانت تتناقل شفاهاً عبر الأجيال، ولم يتم تدوينها إلا في القرن الثالث الهجري، أي بعد أكثر من مائتي سنة على وفاة الرسول.
موضحين أنه في عهد الدولة الأموية استغل وعاظ السلاطين الوضع فانتحلوا أقوالاً من عندهم لإرضاء السلطان في تبرير مظالمه ونسبوها كذباً إلى النبي، بينما تمت كتابة الآيات القرآنية في عهد الرسول نفسه، وتشكلت لجنة من الصحابة قامت بجمع الآيات في كتاب موحد وهو القرآن في عهد الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان_رضى الله عنه
ملاحقة "القرآنيين" ..
ومنذ ظهور هذه الجماعة تعرضت لمضايقات شديدة من التيارات السلفية وخاصة من قبل الأخوان المسلمين، والحكومات المتعاقبة في مصر، وكانت أول هجمة شرسة تعرضت لها عام 1987، حيث استلم أعضاؤها تهديداً بالقتل من الإسلاميين المتطرفين، وحملة اعتقالات من قبل الحكومة.
وتكررت هذه الحملة في عامي 2000 و2001، وتعرض مؤسسها إلى التهديد بالقتل، حيث أصدر السلفيون فتوى تصفه بالكفر والردة، الأمرالذى جعل مؤسس الحركة يفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
ومن أمريكا قام الدكتور صبحي منصور بتأسيس مركز القرآنيين العالمي، حيث نجح في حشد الألوف من الإسلاميين في العالم والقيام بحملة نشر الأفكار التنويرية عن الإسلام المتسامح لتوعية الجماهير ومواجهة الإرهاب والتطرف الإسلامي.
والآن بدأت الحكومة المصرية بحملة جديدة في ملاحقة "القرآنيين"، حيث ألقت قوات الأمن، فجر الثلاثاء الأول من يونيو الجارى ، القبض علي ثلاثة من جماعة القرآنيين، بعد أن داهمت منازلهم في منطقة مسطرد بشبرا الخيمة، دون أن تتمكن أسرهم من معرفة أماكن احتجازهم، مما دفع محاميهم للتقدم ببلاغ إلي النائب العام للتحقيق في الأمر.
وتقدم أهالى المعتقلين ببلاغ لنيابة جنوب بنها ضد وزارة الداخلية بشأن أسباب احتجاز ذويهم ومعرفة أماكنهم، ووجهت نيابة أمن الدولة العليا تهمة ازدراء الدين الإسلامى وقررت حبس خمسة من الاعضاء المتهمين بازدراء الدين الإسلامي 15 يوماً، تبدأ بعد انتهاء فترة اعتقالهم المستمرة، بناءً علي قرار وزير الداخلية.
ووجهت إليهم تهمة ترويج أفكار متطرفة، من شأنها إثارة الفتنة والقلاقل، وذلك لإنكارهم السنة النبوية الشريفة وقيامهم بالترويج لهذه الأفكار في الأوساط الاجتماعية وسعيهم لإقناع الآخرين بها.
وتقدم عادل رمضان رافع محامي المتهمين، وممثل المبادرة المصرية لحقوق الإنسان، ببلاغ يتضمن اتهاما لـ«الداخلية» باعتقال مواطنين دون وجه حق وتفتيش منازلهم رغما عن قاطنيها، وفي غير الأحوال المدنية بواسطة مباحث أمن الدولة.
وقال رافع: طالبنا في البلاغ بالكشف عن أماكن احتجاز المعتقلين والتصريح لأهاليهم ومحاميهم بزيارتهم وحضور التحقيق معهم، والاستعلام من النيابات العامة في مصر عما إذا كان يوجد أمر بالقبض عليهم وتفتيش منازلهم من عدمه.
وبعد قرار النيابة بحبسهم 15 يوما بعد فترة الاعتقال ، قدم رافع، استئنافاً ضد قرار حبس المتهمين ، ومن المتوقع أن يتم تحديد جلسة عاجلة لنظر الاستئناف. وتضم قائمة المتهمين: عمرو ثروت وعبداللطيف سعيد، وعبدالحميد عبدالرحمن، وأحمد دهمش، وأيمن عبدالحميد.
وذكر رافع إنه يوجد ازدواج في الوضع القانوني لحبس المعتقلين، مشيراً إلي أنه في الوقت الذي يتم فيه اعتقالهم بموجب قرار إداري من طرف وزير الداخلية يوجد قرار من نيابة أمن الدولة العليا بحبسهم 15 يوماً احتياطياً، وأضاف أن التحقيق مع المعتقلين جري خمس مرات دون حضور محاميهم.
الأمن يقتحم منزل صبحى..
وكانت أجهزة الأمن بالشرقية قد اقتحمت مؤخراً منزل الدكتور أحمد صبحي منصور، واستولت علي عدد من الكتب الخاصة به.
وقالت أزهار منصور، شقيقة الدكتور صبحي- التي تقيم معه في العقار نفسه _لجريدة المصري اليوم : إنه في منتصف ليل الأربعاء الثامن من يونيو وقفت سيارة شرطة أمام المنزل تحمل رجال مباحث يرتدون الملابس المدنية، وسألوا عن شقة الدكتور منصور، وعما إذا كان قد عاد من الولايات المتحدة أم لا، وعندما دخلوا الشقة سألوا عن الكتب وتحفظوا علي أعداد كبيرة منها".
وفى اتصال هاتفى من الولايات المتحدة قال الدكتور أحمد صبحي :"إن ما يحدث يعتبر ترصدا له ولأهله، متسائلا عما إذا كانت كل مشاكل الدولة تم حلها ولم يعد هناك أي شيء يعكر مزاج المسؤولين سوي أفكار أو كتابات أناس مسالمين".
وأضاف :"أن القرآنيين مشهورون بموقفهم ضد التطرف والإخوان المسلمين كثقافة، وليس كأشخاص أو كتنظيم، لخلطهم الدين بالسياسة".
مشيراً إلي أنه :"إذا ما كانت هناك رؤية رشيدة للنظام لرأوا أننا نواجه الإخوان من ساحة الثقافة من داخل الإسلام ونوضح من وجهة نظرنا ما يصح وما لا يصح"، متسائلا: هل تكون مكافأة النظام لنا في هذا العمل، الذي من المفترض أنه يخدمهم هي الترصد منذ الثمانينيات حتي الآن؟!
وأضاف منصور أن ما يتم التحفظ عليه من كتب من قبل الحكومة هو كتب منشورة سابقا وتم تداولها، مشيرا إلي أن ما يفعله أهله في مصر هو إعادة كتابتها علي الإنترنت حتي تكون متداولة للجميع، موضحا أنه كان يمكنه استخدام مكاتب نشر في الولايات المتحدة، ولكنه فضل الاستعانة بأهله حتي يستفيدوا من العائد المادي، موضحا أن معظم القرآنيين في غاية الفقر.
سعد الدين وراء تجدد الاعتقالات..
ويرجح الدكتور عبدالفتاح عساكر، الكاتب الإسلامي، وأحد القرآنيين، أن يكون دخول الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، علي موقع أهل القرآن ككاتب، أحد احتمالات حملة الاعتقالات التي بدأتها السلطات المصرية، ضد القرآنيين مؤخراً.
وقال عساكر: إن إدخال سعد الدين إبراهيم ككاتب علي موقع أهل القرآن أكبر خطأ ارتكبه أهل القرآن، لأن سعد الدين إبراهيم معروف بانتماءاته غير المصرية - علي حد قوله -
وعن إنكار القرآنيين السنة النبوية الشريفة، قال عساكر: إن السنة النبوية هي التطبيق العملي لكتاب الله قولاً وفعلاً وإقراراً، ومنكرها منكر القرآن الكريم، لكن القرآنيين ضد كل ما يخالف كتاب الله، حتي لو كان منسوباً خطأ إلي سنة الرسول - صلي الله عليه وسلم - لافتاً إلي أن ضمن أحاديث البخاري ومسلم، ما يناقض القرآن الكريم مثل حديث إرضاع الكبير، مؤكداً أن القرآنيين يؤمنون بالسنة العملية، مثل الصلاة والوضوء والحج، وأنها جاءت بالتواتر العملي، أي بالأفعال وليس الأقوال.
البنا: القرآنيون معذورون..
من جانبه، أكد الدكتور جمال البنا، المفكر الإسلامي، أن موقف القرآنيين من إنكار السنة غير سليم، معللاً بأن هناك أحاديث رويت عن الرسول - صلي الله عليه وسلم - تمثل النسق الأعلي في السلامة والموضوعية والكمال.
وأن هذه الأحاديث الصحيحة قليلة، بالمقارنة مع ما هو متداول، مما يعطي القرآنيين عذراً لموقفهم، موضحاً أن السنة النبوية دخل عليها وضع وأحاديث ضعيفة، والفقهاء كلهم يأخذون بها بمن فيهم مفتي الجمهورية.
وقال البنا: إن الأخذ بهذه الأحاديث الضعيفة هو من أهم أسباب الحال، التي وصلت إليها الأمة الإسلامية، مؤكداً أن هذا ليس معناه أن نصل من النقيض إلي النقيض بإنكار السنة كلية.
وأضاف البنا: أن القرآنيين أراحوا أنفسهم باختصار الطريق، باعتبار القرآن الكريم، المصدر الوحيد للإسلام، منكراً ما يقوله بعضهم بأن أبا حنيفة ومحمد عبده كانا من القرآنيين، موضحاً أنهما كانا من المجددين، أي أنهما أنكرا أحاديث عديدة وطالبا بتدقيق السنة،وأن الإمام أبا حنيفة وضع شروطاً معينة للحديث، ولكن القرآنيين ينكرون السنة كلية.
وتابع البنا: إن ما ينكره القرآنيون هو السنة القولية، أي كل ما جاء في الكتب، وأنهم يؤمنون بالسنة الفعلية مثل الصلاة، لأن الرسول شوهد يفعلها والمسلمون من وقتها يصلون بالطريقة نفسها.
وعن أبرز القرآنيين يقول الدكتور البنا : هم د. أحمد صبحي منصور والدكتور محمد المشتهري، ود. إسماعيل منصور، ولكن المشتهري وإسماعيل منصور تواريا في الظل، بينما ظل الدكتور أحمد صبحي منصور، الذي لجأ إلي الولايات المتحدة، تاركاً بعض أفراد أسرته في القاهرة.
وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر: إن من ينكر السنة ليس مسلماً، باعتبارها المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام بعد كتاب الله الكريم. موضحاً أنه لا يوجد في الإسلام ما يبيح الاقتصار علي ما ورد في القرآن الكريم، فنصوص القرآن واضحة وقاطعة، في أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ له أن يشرع من الأحكام بجانب تشريعات الله عز وجل.
شيخ الأزهر يشن هجوماً..
وكان شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ووزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق قد شنا هجوماً عنيفاً على من يطالبون بالإعتماد على القرآن الكريم فقط وإغفال السنة، واصفاً هذه الفئة التى تطلق على نفسها اسم جماعة "القرآنيين" ، بالجهلة الذين لا يفقهون أي شيء في الدين الإسلامي.
وأكد إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال السنة النبوية المطهرة لأنها جاءت شارحة وموضحة لما جاء في القرآن الكريم بل جاءت بأمور تفسيرية لم يرد ذكرها في القرآن ، مثل كيفية أداء الصلاة وما نقوله خلالها وكذلك مناسك الحج والزكاة وانواعها ومقدارها ومبطلاتها ومباحات الصيام وغيرها من الفرائض التي جاءت السنة النبوية لتشرحها وتوضحها.
وقال :" كل من ينادي بالإعتماد على القرآن الكريم فقط واغفال السنة النبوية جاهل لا يفقه الدين ولا يعرف أركانه والثوابت والأسس التي يقوم عليها لأن السنة النبوية الشريفة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي أيضاً من عند الله تعالى بمعناها أما ألفاظها فبإلهام من الله عز وجل لنبيه.
وأضاف: من الخصائص التي منحها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أن أعطاه جوامع الكلم فلا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل السنة النبوية إلا إننا نجد أحياناً بعض المتحذلقين يقولون نعمل بما جاء في القرآن الكريم فقط فهؤلاء جاهلون وعليهم أن يقرؤوا ويرجعوا للجهود التي بذلها العلماء في خدمة السنة النبوية المطهرة وجمع الأحاديث وتدقيقها وهذه الجهود العظيمة تكتب في ميزان حسناتهم إن شاء الله تعالى.
وأكد فضيلته على أن الشريعة الإسلامية تعطي كل ذي حق حقه وإنها علمت أبناءها كيف يدافعون عن دينهم وعقيدتهم عن طريق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لأن الحياة معركة بين الخير والشر والحق والباطل.
وأشار إلى إنه إذا كان أهل الباطل يتكاتفون حول باطلهم فأولى بأهل الحق أن يتكاتفوا ويتعاونوا لنصرة الحق مطالباً جميع المؤسسات والمنظمات الدينية على مستوى العالم الإسلامي بالتعاون التام فيما بينهم وتوحيد صفوفهم لمواجهة المخاطر الداخلية (من أمثال جماعة القرآنيين) والخارجية التي تحيط بالأمة الإسلامية.
وزير الأوقاف يعترض..
ومن جانبه أكد الدكتور محمود زقزوق انه لا يستطيع المسلم أن يطبق مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية بالاعتماد على القرآن الكريم فقط دون السنة النبوية التي جاءت شارحة ومفسرة لما جاء في القرآن الكريم.
وتساءل د. زقزوق: أريد أن يجيبني أحد المطالبين بالاعتماد على القرآن الكريم فقط دون السنة ،كيف يصلي ويصوم ويحج ويعتمر ويتزوج ويطلق من القرآن فقط دون الرجوع إلى السنة النبوية؟ وما هي عدد ركعات الصلوات المفروضة في القرآن وكيفية تأديتها؟.
مضيفاً: من يقول بالاعتماد على القرآن الكريم فقط دون السنة مكابر لا يعرف أي شيء في الدين يناقض قول الرسول صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) وقوله أيضاً (خذوا مناسككم عني).
اجمالي القراءات
4862
هذا الاتهام الباطل الذى يرمون به اهل القرآن إن دل على شىء فأنما يدل على مدى ما وصلت اليه العقول من غشاوة فلم تعد تبصر الحقيقة (خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ )... قال الله ( و لكم فى رسول الله اسوة حسنة ) و ليس سنة لآن السنة هى سنة الله فى الخلق ( ولن تجد لسنة الله تبديلاً ) ( ولن تجد لسنة الله تحويلاً )..
فأننا لا ننكر السنة ولكن ننكر الاحاديث المنسوبة الى رسول الله صلعم و تعتقدون انها وحى من الله تعالى و لا وحى لدينا الا القرآن الكريم
و ان ما تقولونه عن القرائنيين هو اتباع الهوى للنيل من جماعة تعتمد على القرآن الكريم كمنهجيةاساسية للدين الحنيف و بذلك تقضى على ارباب التخلف و عباد الماضى اللذين لوثوا الاسلام بفتواهم البغيضة و الغبية و الكريه مما نقلت صورة للعالم على أن هذا هو الاسلام الصحيح
و الله و رسوله الكريم براء من كل هذا
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ )(وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
و لله الامر من قبل و من بعد