إلى قياداتِ وعناصرِ الجيشِ العربيِّ السّوريِّ

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٦ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً.


إلى قياداتِ وعناصرِ الجيشِ العربيِّ السّوريِّ

أيُّها الإخوةُ السّاهرونَ على حُدود سوريّةَ لحمايةِ شعبِها وأرضِها من العدوان.

أنتم لستم من الغرباء المرتزقةِ ليجنّدكم النّظامُ القمعيُّ لتقتلوا أهلكم وإخوانكم وتدمروا بلدكم. أنتم أبناءُ هذا الشعب، برزتم من صفوفه لحمايته والحفاظ على حريته وكرامته. والشعب كان ينام مطمئنا لعلمه يقينا بأنكم تقفون وراءه سندا منيعا، تحمون ظهره من كل عدو ، ولو كلفكم ذلك بذلَ دمائكم رخيصة في سبيل حمايته وحريته وأمنه.

واليوم حدثت متغيرات في بلدنا تمخضت عن إعلان النظام عداوته للشعب ، فراح يسلط عليه الميليشيات من مندسين وشبّيحة وقنّاصة ، فراحوا يقتلون الأبرياء العزل خلال تظاهرهم السلمي. وبعد لقاءات بين ممثلي انتفاضة أهلكم من أفراد الشعب السوري مع رموز النظام ، حيث أعطاهم النظام وعودا بالإصلاح وإيقاف سيل الدماء ، ورفع قانون الطوارئ ، واعتراف بحق التظاهر السلمي ، فوجئنا بمجازر يرتكبها بحق الأبرياء في جبلة ودرعا ، ودوما والمعظمية ، كما فوجئ العالم كله بدخول الجيش بدباباته إلى مدينة درعا لتقصف الأحياء وتقتل الأبرياء.

وبعد درعا سيتحول إلى أهلكم في بقية المحافظات ، ليرتكب أبشع جرائم الوحشية في حق شعب مسالم تحمّل من هذا النظام أربعين عاما من القهر والتسلط والهوان. فلا تكونوا أنتم يده المجرمة التي يقتل بها أهلكم وإخوانكم ، فإن شعبكم إذ فقد ثقته بالنظام فإنه لم يفقد ثقته بكم وبإخلاصكم وولائكم لبلدكم وشعبكم.

يا حماة الشعب والوطن إن أهلكم وإن كانوا قلقين من جهة النظام ، فإنهم مطمئنون من جهتكم واثقون بأنكم لن تقتلوا أهلكم لما يعلمون من شرفكم وإبائكم واستعدادكم للتضحية بأنفسكم من أجلهم.

وبعد ، فإن شعبكم يأمل منكم الكثير ، واليوم هو يطلب منكم القليل ، وهو أن تكونوا حياديين فترفضوا قتل أهلكم وإراقة دماء إخوانكم. فلا تخيبوا أملهم بكم ، ولكم أسوة بإخوانكم في الجيشين التونسي والمصري فقد ضربوا أروع الأمثلة في إخلاص الجيش للشعب. وسيسجل التاريخ لهم هذا الموقف العظيم الذي حمى به الشعب من مجزرة رهيبة ، ورفع عنهم الذل والقهر، وغير تاريخ البلد وحمل إليها الشمس بعد غياب عقود ، ولن تنسى الأجيال لهم هذه المأثرة ، ولهم عند الله ما هو خير من ذلك كله ، فلا تدعوا هذا المجد يفوتكم ، ولا تحرموا أنفسكم من خيري الدنيا والآخرة وفضلهما.

أخي المقاتلَ الحر .. إن النظام سيعمد إلى أخذك لمدينة ليست فيها أسرتك لتقبل أن تقتل أهلها. وسيأخذ المقاتل من هذه البلدة التي تقوم أنت بقتل أهلها ليقتل أهلك هناك. فإن قتلت أخاه هنا قتل أخاك هناك ، وإن رفضت قتل أهله رفض قتل أهلك. فإذا وجهت سلاحك إلى صدر مواطن فاعلم أنك إنما توجهها إلى صدر أخيك الآمن في بلدك. وإن حقنت دم مواطن فاعلم أنك حقنت دم أخيك هناك.

إن سورية اليوم بكافة طوائفها أسرة واحدة ، كل مواطن هو أخوك أو أبوك أو ابنك. فلا تقتل أهلك فإن الخاسر الوحيد في هذه المجزرة هو أنت. أنت ولا أحد غيرك. فلا يدفعك النظام لتذبح نفسك بيدك وتبيد شعبك ، لكي يحافظ النظام على بقائه في موضع المتسلط القاهر، وتعود أنت بعد ذلك لتكون تحت قدميه حاضر سيدي وأمرك سيدي. فقد خبرنا هذا النظام سنين ، ولك عبرة فيمن استخدموهم من قبل في قتل شعبهم ، فبعد انتهاء خدمتهم عادوا إلى صفوف الشعب دون امتيازات ليعانوا معهم قهر النظام وتسلطه. ونسي النظام فعالهم من أجله ورماهم كما ترمى الكلاب.

أخي المقاتل.. أنا لا أدفعك لعصيان أو انشقاق ، وإنما أنقل لك رسالة شعبك الذي عقد عليك آمالا عظيمة ، مع بعض العبر ، والعاقل من اعتبر بغيره. فتذكر أباك وأخاك وابنك وعرضك هناك في بلدك قبل أن تطلق النار على مواطن هنا حيث أخذك النظام المجرم. وتحية من كل أفراد الشعب للجيش العربي السوري الذي يحمي شعبه وأرضه من كل عدو. ويقدمُ روحه رخيصة أمام هذا الشعب ، وهو بعد الله أمله بالنجاة والحرية والأمن والاستقرار.

 

المرسل

أخوك وأبوك وابنك وجارك وصديقك

وجميع أبناء الشعب العربي السوري المقهور

اجمالي القراءات 836
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق