سؤالان

الأربعاء ١٥ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
إقرأ فى موقع أهل القرآن فى الفتاوى السؤال الأول أنا أحترم الشيخ الراحل أحمد حسن الباقورى ، وأرى فيه من المجددين برغم إنه وافق على ديكتاتورية عبد الناصر وعلى الحكم الدينى للاخوان وكان من قادتهم ثم انقلب عليهم واصبح من أعوان عبد الناصر . لا أسألك عن رأيك السياسى فيه فهو معروف فأنت ضد الاحوان وضد عبد الناصر . أسألك عن مقولة دينية للشيخ الباقورى عن الدين والتدين ، وان ما الناس عليه هو تدين و ليس دين . السؤال الثانى ماذا يعنى ان الله أصلح زوجة زكريا : ( وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ) فى سورة الأنبياء ؟ هل لم تكن صالحة مؤمنة ؟
آحمد صبحي منصور :

اجابة السؤال الأول :

1 ـ الشيخ الراحل كان شأنه شأن زميله الشيخ محمد الغزالى ، يكتبان عن الاسلام والمسلمين كتابات صحفية وليس علمية على الاطلاق . لا يخرج عن هذا المنهج السطحى طه حسين والعقاد ومحمد حسين هيكل . ونأخذ رأيه فى الدين والتدين ، فهو لم يحدد ماهية الدين ولم يحدد أنواع التدين ، إكتفى برأى سطحى أن الدين شىء وتطبيق الناس له أو التدين شىء آخر .

2 ـ هناك نوعان فقط من الدين :

2 / 1 : الدين الالهى الذى نزلت به الرسالات الالهية ونطق به كل الرسل من نوح الى الرسالة الخاتمة القرآن الكريم .

2 / 2 : الدين الشيطانى الأرضى الذى يتأسس على أنقاض الدين الالهى بأحاديث شيطانية ، ينتج عنه تقديس البشر والحجر مع الاعتراف بألوهية الله جل وعلا ، أى لا يعبدونه جل وعلا وحده ، ولا يؤمنون به ألاها وحده لا شريك له ، بل تزدحم فى قلوبهم تقديس النبى فلان وغيره ، وقد يجعلونه إبنا للخالق جل وعلا ، مثلما يقول المسيحيون والصوفية أصحاب الحقيقة المحمدية ، ويجعلون النور الالهى يتنقل فى الأولياء والأئمة ، ويجعلون لأوليائهم وآلهتهم شفعاء لهم يوم الدين ، يجعلونهم مالكى يوم الدين بدلا من الرحمن الرحيم .  

3 ـ هناك نوعان من التدين أو التطبيق :

3 / 1 : الأقلية : وهى التى تتبع الدين الالهى تؤمن بالله جل وعلا وحده لا شريك له ، وتؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا ، وتؤمن باليوم الآخر يملكه مالك يوم الدين الذى لا مُبدّل لحكمه ، وتؤمن بالملائكة والكتب الالهية والرسل ولا تفرق بينهم . هذه الأقلية ليست معصومة من الخطأ ، لذا فهم حسب التطبيق درجتان :

3 / 1 / 1 : السابقون الأوابون التائبون العابدون الأعلى فى التقوى .

3 / 1 / 2 : أصحاب اليمين ، من الذين تابوا بعد عصيان وأحسنوا التوبة ، وسيغفر الله جل وعلا يوم القيامة .

3 / 2 : الأكثرية : وهم فى شقاق واختلاف حسب الاله المفضل عندهم ، وحسب الكتب المفضلة عند كل فريق . هم فى شقاق فى دينهم النظرى وهم فى شقاق فى تطبيقاتهم العملية . تجد هذا فى طوائف المسيحية والسنة والشيعة والصوفية والبوذية ..الخ .

إجابة السؤال الثانى  :

الصلاح هنا لا يعنى العمل الصالح ، ولكن الصلاحية للإنجاب . نقرأ ما جاء فى القرآن الكريم حتى نفهم :

1 ـ بداية القصة من ولادة مريم ، ثم كفلها النبى زكريا ، وأثارت فيه حنان الأبوّة فدعا ربه جل وعلا أن يهبه ولدا ، وكانت إمرأته عجوزا عقيما ، وحقق الله جل وعلا رجاءه ، وكانت مفاجأة له . قال جل وعلا :( إِذْ قَالَتْ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (41)   آل عمران   )

2  ـ وعن دعائه خاشعا متضرعا وإستجابة الرحمن جل وعلا لتضرعه ، قال جل وعلا (  ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيّاً (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (9) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (11)  )

3 ـ بهذا نفهم قوله جل وعلا : ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ) (90) الانبياء )



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1702
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4985
اجمالي القراءات : 53,498,569
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


مطلقة ..ولكن: أبى كان على خلاف مع أمى ، واستم ر الخلا ف ورمى...

تفسير كامل: أريد أن اسألك م هل يوجد تفسير كامل للقرآ ن ...

بل ملة ابراهيم حنيفا: قال الله في القرا ن ( كونوا هودا او نصارى...

قريش وأهل الكتاب: هل كانت رسالا ت اهل الكتا ب الساب قين .. دور...

الضنك: الله تبارك و تعالي يقول "وَمَ ْ أَعْر َضَ ...

بلاغة القرآن : أسألك عن الإعج از البلا غي في القرآ ن . إن...

جهل الشيخ الشيعى : کان یق ل الش 40;خ الش 40;ع® 0;: ...

لاتقلق ولا تبتئس !: يُتعب ني التفك ير جدا في مستقب لي يصل الى...

لا تناقض: كيف نوفق بين قوله تعالى في سورة الأنب ياء(ا ...

مسألة ميراث: توفي اخي فقيرا وورثة زوجتة وابن وحيد وهو قاصر...

الصلاة من تانى !!: الاست اذ القاض ل احمد صبحى منصور كثر...

ارذل العمر : ما هو تحدبد ارذل العمر ؟ هل السبع ين ام...

معنى الايمان هنا: في قوله تعالى : سَابِ قُوا إِلَى ٰ ...

مقالاتى بحثية: يا دكتور انت بتكتب مقالا ت طويلة ، لوسمح ت ...

الطبخ بالخمر : هل الطعا م المطب وخ بالخم ر يكون حرام الاكل...

more