الصبرالجميل للنبى

الثلاثاء ٣٠ - مايو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
قرأت لك فتوى عن صبر المصريين وأنه صبر سلبى يعنى الخضوع والرضى بالذل . وأعرف أن الله سبحانه وتعالى أمر النبى بالصبر ، وأفهم إنه الصبر الاسلامى الايجابى ، لأن النبى صبر ولم يستسلم بل تحمل وكافح واستمر وهاجر وقاتل . أريد منك توضيح قرآنى لصبر النبى عليه السلام .
آحمد صبحي منصور :

أولا :

1 ـ ملامح الصبر الايجابى لخاتم النبيين عليه وعليهم السلام كانت تعنى التحرك الايجابى بالدعوة وإصرارا على التمسك بالحق وتحمل تبعاته من الهجرة ثم القتال الدفاعى ، ولهذا إنتصر ، ورأى فى نهاية حياته الناس يدخلون فى الاسلام السلوكى أفواجا . بالصبر الايجابى هزم قريش أقوى قبيلة عربية وحلفاءها . ونعطى بعض ملاحظات فى موضوع صبر النبى محمد عليه السلام :

2 ـ أوامر الصبر توالت عليه وهو فى مكة ، حيث إشتد الاضطهاد ، وتعرض لحملة دعائية ومفتريات تدخل فيما نسميه بالاغتيال المعنوى للشخصية ، من اتهامه بالغواية والسحر والجنون . وسنعرض لهذه الأوامر له بالصبر . ولكن لم تأت أوامر الصبر له وهو فى المدينة بل جاءت للمؤمنين مرتبطة بالقتال الدفاعى ، والذى لا بد فيه من الصبر والتقوى . قال لهم جل وعلا :

2 / 1 : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)  الأنفال )

2 / 2  : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) آل عمران )

ثانيا :

ملاحظات على الأوامر الالهية للنبى محمد عليه السلام بالصبر وهو فى مكة :

1 ـ  من حيث التوقيت :

كثرتها وهو فى بداية الدعوة ، أى نزلت فى أوائل السور المكية ( القلم / المزمل / المدثر / المعارج / الانسان / الطور ) ثم توالت بعدها فى السور المكية مع إستمرار الاضطهاد .

2 ـ من حيث الموضوع :

2 / 1 : الأمر بالصبر على مزاعمهم وإفتراءاتهم : ومنه قوله له جل وعلا : (  اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ  ) (17) ص ).

2 / 2 : إرتباط الصبر بأوامر أخرى مثل :

2 / 2 / 1 : التسبيح فى أوقات محددة . قال له جل وعلا :

2 / 2 / 1 / 1  : (  فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) طه )

2 / 2 / 1 / 2  : (  فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) ق )

2 / 2 / 1 / 3 :  ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)  الطور )

2 / 2  / 1  / 4 : (  فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (55) غافر ).

2 / 2 / 1 / 5 : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26)  الانسان ).

2 / 2 / 2 : إتباع الوحى الالهى : ( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109) يونس )

2 / 3 : إرتباط الصبر بنواهى :

2 / 3 / 1 : عدم الحزن عليهم . قال له جل وعلا :

(  وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) النحل ) .

2 / 3 / 2 : عدم طاعتهم . قال له جل وعلا :

2 / 3 / 2  / 1 : (  فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) الانسان ).

2 / 3 / 2 / 2 : (  فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60) الروم ).

2 / 4 : أوامر ونواهى متنوعة قال له جل وعلا فى بداية الدعوة :

( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) المدثر ) .

2 / 5 : بتوجيه خطاب تهديد للكافرين . قال جل وعلا :

(   وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) المزمل ) ثم جاء الخطاب عن الكافرين ولهم : ( إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً (12) وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتْ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً (14) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (19) المزمل ) .

2 / 6 : ارتباط أوامر الصبر بالقصص القرآنى الذى كان يتنزل لتثبيت قلب النبى محمد عليه السلام . قال له جل وعلا : (  وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)هود ).

2 / 6 / 1 : منها الأوامر :

. قال له جل وعلا :

2 / 6 / 1 / 1 : ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)  هود ).

2 / 6 / 1 / 2 : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ ) َ (35)   الاحقاف ).

2 / 6 / 2 :

ومنها النهى  . قال له جل وعلا : (   فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (50) القلم )

أخيرا :

1 ـ وصف الصبر الايجابى بالصبر الجميل . . قال له جل وعلا : (  فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) ِالمعارج ) .

2 ـ لماذا ؟ لأنه مرتبط بإحسان العمل . . قال له جل وعلا : (  وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)  هود )



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 991
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4987
اجمالي القراءات : 53,577,429
تعليقات له : 5,333
تعليقات عليه : 14,632
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


نكاح اكثر من اربعة : ما تفسير كم لقوله تعالى : " فَانك ِحُوا مَا...

عن أزمة العراق: من أخ عزيز جاء هذا السؤا ل : في نظر أخي...

استاذ مصطفى غفارى : أكرمك الله تعالى أستاذ ي وحفظك ورعاك لاحظت...

رفع ادريس وعيسى: عن ادريس ورفعن اه مكانا عليا وعن عيسى بل رفعه...

رؤية: والدي رحمه الله إنه كانا رجلا مؤمنا متصدق ا ...

Abraham and Mecca: The last article by you which I read is the article, or booklet, on Salat, most precisely...

متى ليلة القدر؟: حيث ان القرآ ن لم يحدد ليلة القدر ولكن اعطي...

إقرأ لنا لو سمحت: ولا يملكو ن الشفا عه عنده الا باذنه الله هنا...

أهلا بك: لم يعد لي عقل كما لم يعد للأمة عقل وماتق ولونه ...

برجاء القراءة لنا : اريد التسج يل في موقعك م، ايضا اريد أن اسال...

الزوجة وعمل الخير: السلا م عليكم و رحمة الله و بركات ه استاذ نا ...

عن كتبنا : أرغب بقراء ة وتحمي ل كتب الدكت ور أحمد صبحي...

هذا حرام: كان عندي زوجتا ن اعيش واسكن مع إحداه ما أما...

من هجص السيرة: ما قصة غزوة اوطاس .... هل قصة حقيقة ام هي افترى من...

رؤية الله فى المنام : قرأت فى كتاب أحياء علوم الدين وكتب الصوف يه ...

more