صلاة الجمعة فىالمهجر

آحمد صبحي منصور في الأحد ١٤ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
فأريد أن أستفسر عن صلاة الجمعة فهل يجوز اقامتها في المسجد أكثر من مرة على أن تكون أداءها فرضا مرة واحدة على الفرد فالآية تقول ((اذا نودي للصلاة)) دون تحديد أي وقت أو عدد مرات النداء. ما يجعلني أسأل ذلك هو أن المسلمين في بلاد الغربة تفوتهم صلاة الجمعة نظرا لأنه ليس اجازة و المشكلة أن أرباب العمل لا يسمحون بالخروج لأدائها نظرا لأهمية العمل و مثال هو أنا حيث كان وقت الصلاة امتحان و كان لا يمكن بأي ظرف مغادرة القاعة في ذلك الوقت ، أم أن علي أن أقضيها و انتهى الأمر هكذا، تحياتي
آحمد صبحي منصور
الآية تقول ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكرالله ) أى ارتبطت صلاة الجمعة بشيئين هما : المناداة لها ، وأن تكون صلاة الجمعة ذكرا لله تعالى وحده فى خطبتها و صلاتها. اذا لم يتوفر هذان الشرطان فصلاة الظهر تحل محل صلاة الجمعة ، وهذا ما أفعله منذ عام 1999.

فى بلاد ( المسلمين ) تقام صلاة الجمعة ليس لذكر الله وحده ولكن لترويج دين يخالف دين الاسلام وللاستغلال السياسى مع السلطان أو ضد السلطان، وكلها مساجد ضرار يرتفع فيها التقديس والتمجيد لغير الله تعالى ، وربما تحتوى أضرحة مقدسة ، وفى كل الأحوال فالخطبة يتكاثر فيها التقديس للبشر من أئمة وعلماء وسلاطين و قطاع طرق من كل جنس ونوع.

ما كان يحدث فى مسجد الضرار الذى أقامه المنافقون فى المدينة أهون مما يحدث الان فى مساجد المسلمين فى صلاة الجمعة وغيرها. ولم أتوصل لهذه النتيجة الا بعد معاناة استمرت أعواما. كنت كلما قلت الحق من القرآن وحده فى مسجد طردونى منه ، فلما اعتكفت عنهم وصليت الجمعة فى منزلى اعتقلوا من كان يأتى للصلاة معى ، أى منعونا من الصلاة فى بيوتنا، أى اذا كانت قريش بجبروتها تسمح للمسلمين الأوائل بالصلاة سرا فى بيت الأرقم ابن الأرقم فان مسلمى مصر الوهابيين و السلطة الحاكمة منعتنا من الصلاة لربنا جل وعلا وحده فى داخل بيوتنا. وبالتالى فان المساجد التى يسمحون بها هى فقط تلك التى ترفع لواء العداء لله تعالى وتعبد النبى محمدا رغم أنفه وهو بالطبع سيبرأ منهم يوم القيامة على هجرهم القرآن أساس الاسلام. والتفاصيل فى مقالى ( التسامح الاسلامى بين مصر وأمريكا ) وهو منشور فى الموقع.

فى بلاد المهجر تنتشر نفس المساجد الوهابية وغيرها ، حيث تتاح حرية العبادة الصحيحة والفاسدة مع حرية الالحاد وحرية الايمان. وهذا هو التطبيق العملى للاسلام فى تمام حرية الفكر والرأى والعقيدة ،وتأجيل الحساب عليها الى الله تعالى يوم القيامة.

وبالنسبة لى فى بلاد المهجر فان أملى أن يقام لنا مسجد نصلى فيه ، وهذا ما قلته فى مقال ( مسجد لله يا مسلمين ) وهو أيضا منشور هنا.

وحتى يتحقق ذلك فان صلاة الجمعة ليست فرضا علينا لأن الشرط الأول ( أذا نودى للصلاة من يوم الجمعة ) لا يتحقق . واذا نودى للصلاة يوم الجمعة و كان المسجد يقام فيه ذكر اسم الله تعالى وحده فالواجب علىّ حينئذ أن أسعى لذكر الله ، أى صلاة الجمعة التى تكون ذكرا خالصا لله تعالى وحده فى الخطبة وفى الصلاة. ففى الخطبة قراءة للقرآن وفى الصلاة ركعتان صلاة كلتاهما فى ذكر الله تعالى وحده. وبعد الصلاة ربما يقام مجلس لدرس القرآن الكريم وتدبره .

هذا ما أحلم به فى نهاية العمر. والله تعالى المستعان
اجمالي القراءات 13798